أبو عبد الله يوسف الزاكوري
10-06-2009, 08:09 PM
عقيدة التوحيد الكبرى
في عقائد أهل
السنة و الجماعة
تأليف : العلامة محمد المكي بن عزوز التونسي رحمه الله
انظر ترجمته هنا http://www.akssa.org/vb/showthread.php?t=6386
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
عقيدة التوحيد الكبرى نفعنا الله بمؤلفها آمين
لا إله إلا الله ، محمد رسول الله
< اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ>
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير ، قديم لا أول لوجوده ، باق لا نهاية لبقائه ، جل أن يلحقع تصور ، أو يشخصه فكر ، فكل ما يخطر ببالك فربنا مخالف لذلك < لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ> و هو العزيز الحكيم ، العفو الغفور ، الرحيم شديد العقاب .
كان العالَم – و هو جميع ما سوى الله – في العدم ، و الله هو الذي أوجده بمشيئته من غير احتياج إليه ، و لا تفكر في إيجاده ، فكله ملكه يتصرف فيه وحده كما يشاء ، فلا ينسب إليه جور فيما أوجد أو أعدم ، أو منع أو أعطى ، إن أنعم فبفضله ، و إن منع فبعدله < لا يسأل عما يفعل > ، < كل يوم هو في شأن > غني عن كل ما سواه ، و جميع ما عداه مفتقر إليه يهدي من يشاء و يضل من يشاء ، أفعاله و أحكامه كلها لحكمة ، لم يخلق شيئا عبثا ، أحاط بكل شيء علما ، و أحصى كل شيء عددا .
لا يتجدد له علم بتجدد الأشياء ، هو الذي ينشئها على وفق ما في علمه .
فعال لما يريد ، لا معقب لحكمه ، و لا راد لقضائه ، مقلب القلوب ، يحول بين المرء و قلبه .
هو رازق من أراد ، متى أراد ، أين أراد ، بما أراد من المال و الجاه و العلوم و الأخلاق أو غيرها .
قال تعالى : < وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ>
خلق العرش ، و العرش محيط بالعالم ، و في جوفه الكرسي ، و في جوف الكرسي السموات و الأرض ، و خلق اللوح و القلم ، و خلق الملائكة و الجن ، و الإنس و سائر الحيوانات ، هو مغذيها برا و بحرا ، ليلا و نهارا
< وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ> .
س : - هل يقال : الله كائن في كل مكان ؟
ج : - لا يقال ، لأنه صورة القول بالحلول و الاتحاد و هو كفر ، فالله مستو على عرشه ، بائن من خلقه ، قريب لهم بعلمه و ملائكته .
واستواؤه تعالى على العرش يجب الإيمان به دون تعرض لكيفيته كالسمع و البصر ، و سائر صفاته تعالى الثابتة بلسان الشرع .
هذا الذي اتفق عليه الأئمة الأربعة و غيرهم من أساطين السنة و هو المعقول .
و لا يجوز التفكر في ذات الله تعالى .
س : - هل يفسر استوى باستولى في آية :< الرحمن على العرش استوى > ؟
ج : - لا يفسر ، و هو تفسير المعطلة كالمعتزلة ، و لا يستقيم .
س : - من هم الملائكة و ما وظيفتهم ؟
ج : - عباد الله مطيعون عابدون معصومون ، و هم أجرام من نور ، لا إناث و لا ذكور ، و قد يتشكلون بشكل الآدمي عند الحاجة . منهم الأربعة : جبريل و ميكائيل و إسرافيل و عزرائيل .
و منهم ملائكة موكلون بكل إنسان يعاقبون ، ليليين و نهاريين ، يكتبون كل ما يقول أو يفعل من الحسنات و السيئات إلى أن يموت .
و منهم : الملكان اللذان يسألان الميت في قبره عن دينه .
و منهم : خزنة الجنة و خزنة النار .
و منهم : غير ذلك :< و ما يعلم جنود ربك إلا هو > .
س : - من هم الجن ؟
ج : - هم جنس يروننا و لا نراهم ، مكلفون بتوحيد الله و عبادته مثل الإنس ، منهم الصالحون و منهم دون ذلك .
و منهم إبليس اللعين و ذريته الخبثاء المضلون .
ثم جميع الجن داخلون تحت المسئولية بالرسالة المحمدية ، و قد بلغهم النبي صلى الله عليه و سلم فآمن منهم من سبقت له السعادة .
س : - ما القول في مذهب داروين و من تبعه في أن أصل البشر النشوء و الارتقاء إنكارا لوجود آدم و حواء ؟
ج : - اعتقاد ذلك مجاهرة بتكذيب كلام الله و رسله كلهم ، فآدم خلقه الله من طين ثم نفخ فيه الروح ، و خلق حواء من جسد آدم و منهما تناسل البشر .
س : - لأي شيء خلق الجن و الإنس ؟
ج : - قال تعالى : < و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون >
خلقهم فأرسل إليهم أنبياء اختارهم من خلقه ، و أوحى إليهم بالشرائع . جعل الملائكة سفراء بينه و بينهم ، و ألزم جميع الأمم التوحيد و تصديق الرسل .
و سخر لعباده العوالم السفلية و العلوية ليتمتعوا و يشكروه ، قال تعالى : <وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ> .
و من لطفه جل جلاله أنه شرع من العبادات و أحكام المعاملات لكل قوم ما يليق بهم زمانا و إقليما ، و إذ جعل هذه الشريعة المحمدية سمحاء ثابتة الأصل ، لا تتزعزع ، باسقة الأغصان ، صالحة لكل قوم ، و كل زمان و كل مكان ، ختم بها الشرائع ، وأدخل في حدودها كل مكلف إلى يوم القيامة ، فلا يعبد إلا بها ، و شرط في قبول عبادته الإيمان .
س: - الإيمان بماذا ؟
ج : - الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و بالقدر كله .
س : - ما معنى :و بالقدر كله ؟
ج : - هو أن تعتقد أنه لا يقع شيء في الكون إلا بعلم الله و قدرته و إرادته ، و قد أمر الله القلم فكتب ما سيكون إلى يوم القيامة .
س :- ما اللوح و القلم و الكتابة ؟
ج : - هي من الغيبيات التي ثبت وجودها بلسان الشرع ، فيجب الإيمان بها ، و لا يضر عدم عرفان كيفياتها .
يتبع على حلقات حتى يتم بحول الله
نسخه لكم من الطبعة المغربية
أبو عبد الله يوسف الزاكوري غفر الله له
__________________
في عقائد أهل
السنة و الجماعة
تأليف : العلامة محمد المكي بن عزوز التونسي رحمه الله
انظر ترجمته هنا http://www.akssa.org/vb/showthread.php?t=6386
بسم الله الرحمن الرحيم
وصلى الله و سلم على سيدنا محمد و على آله و صحبه و سلم
عقيدة التوحيد الكبرى نفعنا الله بمؤلفها آمين
لا إله إلا الله ، محمد رسول الله
< اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ لَا تَأْخُذُهُ سِنَةٌ>
لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك و له الحمد و هو على كل شيء قدير ، قديم لا أول لوجوده ، باق لا نهاية لبقائه ، جل أن يلحقع تصور ، أو يشخصه فكر ، فكل ما يخطر ببالك فربنا مخالف لذلك < لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ> و هو العزيز الحكيم ، العفو الغفور ، الرحيم شديد العقاب .
كان العالَم – و هو جميع ما سوى الله – في العدم ، و الله هو الذي أوجده بمشيئته من غير احتياج إليه ، و لا تفكر في إيجاده ، فكله ملكه يتصرف فيه وحده كما يشاء ، فلا ينسب إليه جور فيما أوجد أو أعدم ، أو منع أو أعطى ، إن أنعم فبفضله ، و إن منع فبعدله < لا يسأل عما يفعل > ، < كل يوم هو في شأن > غني عن كل ما سواه ، و جميع ما عداه مفتقر إليه يهدي من يشاء و يضل من يشاء ، أفعاله و أحكامه كلها لحكمة ، لم يخلق شيئا عبثا ، أحاط بكل شيء علما ، و أحصى كل شيء عددا .
لا يتجدد له علم بتجدد الأشياء ، هو الذي ينشئها على وفق ما في علمه .
فعال لما يريد ، لا معقب لحكمه ، و لا راد لقضائه ، مقلب القلوب ، يحول بين المرء و قلبه .
هو رازق من أراد ، متى أراد ، أين أراد ، بما أراد من المال و الجاه و العلوم و الأخلاق أو غيرها .
قال تعالى : < وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ>
خلق العرش ، و العرش محيط بالعالم ، و في جوفه الكرسي ، و في جوف الكرسي السموات و الأرض ، و خلق اللوح و القلم ، و خلق الملائكة و الجن ، و الإنس و سائر الحيوانات ، هو مغذيها برا و بحرا ، ليلا و نهارا
< وَعِنْدَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لَا يَعْلَمُهَا إِلَّا هُوَ وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ وَمَا تَسْقُطُ مِنْ وَرَقَةٍ إِلَّا يَعْلَمُهَا وَلَا حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الْأَرْضِ وَلَا رَطْبٍ وَلَا يَابِسٍ إِلَّا فِي كِتَابٍ مُبِينٍ> .
س : - هل يقال : الله كائن في كل مكان ؟
ج : - لا يقال ، لأنه صورة القول بالحلول و الاتحاد و هو كفر ، فالله مستو على عرشه ، بائن من خلقه ، قريب لهم بعلمه و ملائكته .
واستواؤه تعالى على العرش يجب الإيمان به دون تعرض لكيفيته كالسمع و البصر ، و سائر صفاته تعالى الثابتة بلسان الشرع .
هذا الذي اتفق عليه الأئمة الأربعة و غيرهم من أساطين السنة و هو المعقول .
و لا يجوز التفكر في ذات الله تعالى .
س : - هل يفسر استوى باستولى في آية :< الرحمن على العرش استوى > ؟
ج : - لا يفسر ، و هو تفسير المعطلة كالمعتزلة ، و لا يستقيم .
س : - من هم الملائكة و ما وظيفتهم ؟
ج : - عباد الله مطيعون عابدون معصومون ، و هم أجرام من نور ، لا إناث و لا ذكور ، و قد يتشكلون بشكل الآدمي عند الحاجة . منهم الأربعة : جبريل و ميكائيل و إسرافيل و عزرائيل .
و منهم ملائكة موكلون بكل إنسان يعاقبون ، ليليين و نهاريين ، يكتبون كل ما يقول أو يفعل من الحسنات و السيئات إلى أن يموت .
و منهم : الملكان اللذان يسألان الميت في قبره عن دينه .
و منهم : خزنة الجنة و خزنة النار .
و منهم : غير ذلك :< و ما يعلم جنود ربك إلا هو > .
س : - من هم الجن ؟
ج : - هم جنس يروننا و لا نراهم ، مكلفون بتوحيد الله و عبادته مثل الإنس ، منهم الصالحون و منهم دون ذلك .
و منهم إبليس اللعين و ذريته الخبثاء المضلون .
ثم جميع الجن داخلون تحت المسئولية بالرسالة المحمدية ، و قد بلغهم النبي صلى الله عليه و سلم فآمن منهم من سبقت له السعادة .
س : - ما القول في مذهب داروين و من تبعه في أن أصل البشر النشوء و الارتقاء إنكارا لوجود آدم و حواء ؟
ج : - اعتقاد ذلك مجاهرة بتكذيب كلام الله و رسله كلهم ، فآدم خلقه الله من طين ثم نفخ فيه الروح ، و خلق حواء من جسد آدم و منهما تناسل البشر .
س : - لأي شيء خلق الجن و الإنس ؟
ج : - قال تعالى : < و ما خلقت الجن و الإنس إلا ليعبدون >
خلقهم فأرسل إليهم أنبياء اختارهم من خلقه ، و أوحى إليهم بالشرائع . جعل الملائكة سفراء بينه و بينهم ، و ألزم جميع الأمم التوحيد و تصديق الرسل .
و سخر لعباده العوالم السفلية و العلوية ليتمتعوا و يشكروه ، قال تعالى : <وَسَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مِنْهُ إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآَيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ> .
و من لطفه جل جلاله أنه شرع من العبادات و أحكام المعاملات لكل قوم ما يليق بهم زمانا و إقليما ، و إذ جعل هذه الشريعة المحمدية سمحاء ثابتة الأصل ، لا تتزعزع ، باسقة الأغصان ، صالحة لكل قوم ، و كل زمان و كل مكان ، ختم بها الشرائع ، وأدخل في حدودها كل مكلف إلى يوم القيامة ، فلا يعبد إلا بها ، و شرط في قبول عبادته الإيمان .
س: - الإيمان بماذا ؟
ج : - الإيمان بالله و ملائكته و كتبه و رسله و اليوم الآخر و بالقدر كله .
س : - ما معنى :و بالقدر كله ؟
ج : - هو أن تعتقد أنه لا يقع شيء في الكون إلا بعلم الله و قدرته و إرادته ، و قد أمر الله القلم فكتب ما سيكون إلى يوم القيامة .
س :- ما اللوح و القلم و الكتابة ؟
ج : - هي من الغيبيات التي ثبت وجودها بلسان الشرع ، فيجب الإيمان بها ، و لا يضر عدم عرفان كيفياتها .
يتبع على حلقات حتى يتم بحول الله
نسخه لكم من الطبعة المغربية
أبو عبد الله يوسف الزاكوري غفر الله له
__________________