قال المقصر المذنب راجي عفو ربه أبو رواحة الموري عفا الله عنه : لقد اطلعت على هذه القصيدة عدة مرات ولم أستطع أن أكتب عنها شيئاً لأمرين : الأول : لقد وصفتني ابا عبد الله عفا الله عنك : بشيخ الشعراء وباقي الأدباء , وهذا في حد ذاته كفيل بتوقفي عن التعليق , الأمر الذي لا أقبله مع شكرك على حسن ظنك ولكن رحم الله امرءا عرف قدر نفسه , ثم إن هناك في الساحة من هو أعظم شاعرية وأكثر معرفة في الأدب ممن نعلم وممن لا نعلم , كيف والذي أجهله أكثر من الذي أعلمه , وحسبك حديث: قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان الثاني : طول القصيدة , فإن قصيدة بقي تأليفها عاما كاف في التأخر عن التعليق , كيف وأنا عندي أمور كثيرة لا مناص منها تشغلني عن المتابعة والتعليق وعلى العموم وبما أنكم أعجلتموني حرصا على الفائدة ولكنكم قوم تستعجلون , فأني مستعين بالله وذاكر ما يفتح الله به بداية على سبيل الإجمال , وأما ما يتعلق بالتفاصيل فقد بدأ معك أخي الشاعر العكرمي وكم تمنيت أن يقوم بكل ذلك فكثيرا ما يخفف عني خفف الله عنه ذنوبه , فقد أعطيته الضوء الأخضر , ولكن لعله لمارأى توجيهك إلي هذا النداء تأخر , وفي كل خير , لكن أرجو أن يستمر في ملاحظاته المفصلة , وأما أنا فأقول : اعلم اخي أبا عبدالله أني لما رأيت هذه القصيدة وهي تختار هذا الوزن السهل السلس ما أدخل علي من السرور والأريحية ما جعلني أكْبُرك وأجلُّك ,إذ كيف تأتي بقصيدة بهذا الوزن المريح المرقِّص في حين أنك كتبتها إبَّان باكورة شاعريتك , وهذا يعطي القصيدة من القوة والعرامة ما يكون لك ولنا شافعا فأما كونه لك شافعا : فذلك بأن يغض الطرف عن الخطأ فيها لقِدَم عهدها وطول بعدها إلا على سبيل الإفادة وأما كونه شافعا لنا : فذلك بأن يكون لنا مندوحة أن ننقد ما يكون في تقويمه تقويما للقصيدة وقائلها أخي أبا عبد الله إن لك نفساً أخويا رائعا ونفساً شاعريا ذائعا , فالأول دلَّ عليه تواضعك في طلب نقد قصائدك بكل أريحية , وهذه نفس النبلاء والثاني : دل عليه سعة اطلاعك واضطلاعك ووفرة كتباتك وهذه نفس الأدباء والشعراء وعلى كل أدخل في المقصود مستمدا العون من الرب المعبود فأقول: اعلم أبا عبد الله أن القصيدة لا تكون قصيدة حتى تكون على تلتزم وزنا وقافية واحدة فأما قصيدتك من حيث الوزن لم تخالف وزن المتقارب إلأ في مواطن يسيرة لعل الله ان ييسر ذكرها في تعليق آخر , وأما من حيث القافية فهو المعني بحديثي هنا فقد كانت اولى ملاحظاتي العامة وأهمها على القصيدة أنها اشتملت على عدة قوافي , و هو الأمر الذي استغرق مني وقتا حتي أحدد كل قافية على حدة . وقد قسمت ذلك ألى أربعة أقسام , كل قسم يمثل قافية مستقلة , وأعتذر لك أخي أبا عبد الله على تضييعي للمعنى التسلسلي في القصيدة , فهذه التقسيمات تجعل المعاني عشوائية , وقد فعلتُ ذلك لأقرِّر لك تعدد القوافي في قصيدتك , وأريد منك أن تتأمل في كل قسم ليظهر لك الفرق جلياً بين القوافي راجيا من الله عز وجل أن ينفعك بذلك القسم الأول نــدمــت لأنــــي تــــركـــــت ســــــبــيــــــــــلا قـــويـــــــــــما لأجري وراء هوايـــــــــــــــا تــــــركــــــــــت نــعيــــــــم الحيـــــاة ورحــت أجــــاري الهــــوى والمـنــى والمـنـايــــــــا عــلــمت بــــــذاك وأغــــــــــمضت عينـــــــي ورحـــــت أنــــادي هـــواي هنــــايـــــــــــا دريت بأن الســـبيل الوحــــــــــيـــــــــــــــــــد عدولي وتركي الهوى والـــــــــــدنايــــــــــا أبعد اتــــــــــــباع الغواني وشـــرب الـــــــــــ خمور وسفك دماء البـــــــــــــــــــرايـــــــــا نـــــدمت فبت كمشـــــــــكاة حـــــــــــــــــــــق تـنير الطريق بدفع الخطــــــــــــــــــايــــــــا هـــــــــواي هـــــــــــــــــوان دفيــــــــن سيظـــــهــر لأبقى حبيس المنى والمــــــــــــرايـــــــــــا فلا فــــــــــــــــرق عــــــــندي ضـــــحاي كليـــلــي كأني أعيش بسعد الخــــــــــــبـــــــايــــــــــا فــــنـــــايـــا نفخـــت وبــــــــــــــــوقا وكـــــــم للـــ غواني عزفت بناي هـــــــــــــــــــــوايـــــــا شــــــدوت ودونـــــــــت شــــــدواي بـيـــــن الـــــ مرايا وأبغضت من هـم ســـــــــــــــوايــــــا وأطـــــلال عصـــــري علــــيهــــــا وقـــــــــفـــت وفي رفها قد رفعت منــــــــــــــــــــــــايـــــا صـــراط الإلــــه الــــــــــذي لا يـــــحـــــــيـــــد وحب الطموح وحسن النــــــــــوايــــــــــــا وليـــس الريـــــــاء أمــــــــــام الـــــــــعــــــــبــــــاد وليــــــس التباهي بكثر المــــــــزايـــــــــــــا تذكر معـــــــــي قـــــــــوم لــــــــــــــوط وكـــيــف رضوا بالهوان وصدوا الدعـــــــــــــــايــــــــا وكــــــــانت حليلــــــــــة لــــــوط مــــن الـــهـــا لكين مثالا لكل البــــــــــــــــــــــغــــايـــــــــا تركت الدنا لأهـــــــــــــــــالي الــــــــــدنـــــــــا سئمت الأمــــــــاني و أهل مــــــــــنايــــــــــا لما أنت تحمل هــــــــــــــــم الــــــــــزمـــــــان عـــلــــى كتفيك وتــــــــشــــــــك الرزايـــــــا ألا ارمي الهـــــــــــــــــموم وراءك واحــــــــيا فـــــــــــإن النكايا تسوق البــــــــــــــــلايــــــا ومنهم نجا المؤمـــــــــــــــنون وهــــــــــود وبـــــاد البغــــاة بشر المــــنــــــــــــايـــــــــــا * * * القسم الثاني ولـــــــــــــــما استــفقت رأيت أمــــــــــــــامي لهـــــــــــيبا وهولا نذير النهـــــــــايـــــــــه فـــدرت يــــميـــــــــنا شمـــــــــالا رجـــــــــاء سبــــيــــــل لأســــلكه نــــحـو البدايــــــــــه أخــــي إذ تتوب فأنت كــــــــــــــــــــنـــــــــار على عـلم للخــــــــــــــــــــــــلائق رايـــــــه تــــتوب ليهدى بهديــك قــــــــــــــــــــــــــــوم رأوك منــيرا فظنـــــــــــــــــــــــوك آيـــــــه أنصحي لغيري وإرشـــــــــــــــــادهم ســــــو ف يـــفتح عليهم دروب الهـــــــــــــــدايــــــه بأي سبيل ســـأهدي وأنصــــــــــــــــــــــــح وإرشادهم ليس أية غـــايـــــــــــــــه ســــــــترسم طـــريق هــــــــــــواك ودرب هــــداك وتقصص حكايه حكــــــــــــــــايـــــه سأستفتــــــــــح القول باسم الإله الــــــــــر حــــيم الغفـــــــــــــــــــور وهذي الروايــــــه أنا من هويـــــــــت الـهوى ذات يــــــــــوم ونــــال حنانـــــي وكل الرعــــــــــــــــايـــــه * * * * * القسم الثالث فحاول هداية قــــوم عـــــــــــــــــتو ظـــــــــا لمــين ولا تكتـــــرث بــــــــــــــــالأذيـــــــــه وهل توبتي سوف تمحوا ذنـــــــــوبـــــــــــي وترجـــع إلي الحياة الهــــــــــــــــــــنيــــــــه زعـــــــــمت هـــــــــــــــــواي فبعت كــــــــيانــــي وصرت أعيش بعكس الســـــــجـــيـــــــــــه فيوما ســــــمعت أنـــــــــــاسا تحــــــــــاكــــــــــوا فقصوا حكايات خير الـــــــــبــــــريـــــــــه دعوا قومهــــــم للطريـــــــــــق القـــــــــــويـــــــم رجال حيوا بالنفوس الأبـــــــــــــــــيـــــــــه وقـــــــوم لهــــــم كــــــذبـــــــــــوهم فكــــــــانـوا كيانا وصبرا وروحـا سنــــــــــــــــيــــــــــه فلم ييــــــــــــأسوا ثـــــــم ســــــــــاروا دعــــــــاة وقد جابهوهم بــــــــكــــــــــــل رويــــــــــه وبعد ســنيـــــــن وبعـــــــــــــد عــــــــــــقــــــــود دروا أن أكثرهـــــم جاهلـــــــــيــــــــــــــه دعـوا ربــهـــــــم أن دمــــــــارا وســــــــــــخـطـا سوى المؤمنين وأنـــــــــزل رزيـــــــــــــه فـــأي المــسالــــــــــك أجـــــدى اتـــــــــبــــاعــا وأي الظــــــــــــروف يحل القـــضـــــيــــه وكانوا يحــــــبـــــــــون وقـــــع الـــــــذكــــــــــور وقطع الســـــــــبيل وكــــــــــــــــــــل أذيــــه ومـا زوج لــــــــــوط مــــن الفـــــــــــاجــرات ولكـــــــــــن لكفـــــــر وســــــوء طويـــــــه جميــــــــــل حـــــــياة العبـــــاد بتـــــــقـــــــــــوى وأجــــــــــــــــمل منه فــــــراق البـــليـــــــه أســـــرمــــد عيـــــش وبــــــــــــــعـــد بليــــــــــه وتقوى تخلدها الآدمـــــــــــــــــــــــيــــــــــه فكيــــف الــــــحيـــــــــــــــاة بــــــدون بــــــــــلاء وكـــيف الخلود بهذي الفــــــــــــــــــنيـــــــه أخي إن قصــــــــدي الـحـــــــــــــــياة بــــــعــــدن وليـــس الحياة بهذي الدنــــــــــــــــــيــــــــه أخي إن عدنا جنـــــــــــــــــان بهــــــــــــــا مســـ ـتــــقر لمن خاف رب البــــــــــــــريـــــــــه وكيف الجنان وكيــــــــــــــف الـخــــــــــــــــلــود بها ولجـــــــل الحيــــــــــــــــــــــــاة رذيـــــه أخي إن هذي الدنية تـــــــــــــــــــــــــــــفنـــــــى بــــــــــــــأمــــــر من اللـــــــه ذي الأزليــــــه وحتما سيفنى الوجــــــــــود ونبــــــــــــــــــعــث ولو قـــــــد تطول الحياة القصــــــــــــيـــــــه فمن يسأم العــــــيش يحيا بمــــــــــــــــــــــنفى ومن يبغــــــــض الموت يهوى المــــطيـــــــه فكم من فلان وكم مـــــــــــــــن قبيـــــــــــــلـه أراد و الحـــــــياة و ذموا البقـــــــــــــــيــــــه و كم من بلاد و كـــــــم من مـــــــــــــــــــــدينة أضاعوا الحياء بــــــــوأد الـــــــــــهويــــــــــه فحب الحـــــــــــــياة أمات الكثـــــــــــــــــــير وحــــب الفـــــــــــناء أضاع الــــــــبريــــــه أحبوا الحياة فذمــــــــــــــــــوا الســــــــــماء فــــــــهبت رياح الإله الــــــــــــــقويــــــــــــه ومر زمان و جاءت ثــــــــــــــــمـــــــــــود وعاشـــــــــوا كعاد بنفس غــــــــــــــــويــــــه كذلك كانت نهـــــــــــــــــــايـــــــــة كــــــــــــل جــــــبان عنيد كفور جــــــلـــــــــــــيـــــــه ودف يدق تلته طـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــبول وتلـــــك الطبول جذور القـــــــــــضــيــــــه ومرت سنين بها الــــــــــــدف رايـــــــــــــــــه ودف الــــــــسنين أنار الـــــــــــــــــبريـــــه وجاءت قرون بدا الطـــــــــــــــبل فيهــــــــــــا وتــــــــلك الطبـــــــــــــول بذور الأذيـــــــه وقال مناد : الطبول مـــــــــن الـــــــــــــــدف و الدف أصــــــــل الطبول القـــــــــــــويـــه وتعدادها فوق سبــــــــــــــــــــــــــعــين: زوج وتلــــــــك الطبول أتت بالأســـــــــــــيــــــه إذا البرء مس الـــنفوس الــــــــــــــــــــــــغويه نست نذرهـــــــــــا ثم عادت شـــــــــــقيــــــه إذا الله ود هــــــــــــداية نــــــــــــــــــــــــفس فـــــــــلا تحسب النفس تبعث بغـــــــــــيـــــه إذا الله ود غوايـــــــــــــــــــــة نـــــــفـــــــس فـــــــــلا تحسب النفس تبعث زكـــــــــــيــــه إلهي ألا اجعل فـــــــــــــــــــــــــــــؤادي تقيا إلهـــــــــي ألا اهدي ذنوبي المـــــــنيـــــــــه أناس هواهم هو العيـــــــــــــــــــش في رخـ ـوة وانسجـــــــــام ودون بلـــــــــــيــــــــــه أناس أرادوا الحياة فأعــــــــــــــــــــــطوا الـ ـذي حسبـــــــــوه حياة هــــــــــــنيــــــــــــه فساحــــــــوا وناحوا وراحوا يـجـــــاروا الـ ـأمــــــــاني التي سوف تغدوا أســــــــيـــــه * * * * القسم الرابع سؤال ذكـــي وســـــــــــوف قـــــــــــــــــدم إلـــــيك الجواب المريـــــــــح الشفـــــــيـــــــا ستحكي لــــــهم عن ثـــــــــــمـــود وعــــاد وعـــــن قوم لوط وقصة يـــــــــــــــــحيــــــا وكم من صــــــعــــــاب أتوهــــــا بـــــــــــصـبــر فمنهم رسولا ومنهم نبــــــــــــــــــــيــــــــــا وربا لهم كــــــــم دعــــــوه لـــــيــــــــــــهـــــــدي عبادا طغاة قساة عتـــــــــــــــيــــــــــــــــــا ومنـهم يحيى النـــــبــــــــــي الـــــــــــــرضـــــــي وريث النبوة عن زكــــــــــــــــريـــــــــــــا وقـــــيــل تـــــــــــــــنــــــبـأ ثـالــث عــقـــــــــــــد ومــات شهــــــــــــيدا وعاش رضـــــيـــــــا دعـــا لــلإلــــــه بــدون مــــــــــــــهـــــــــابــــــــه فــــــــلا ملكا خاف... كان قـــــويـــــــــــــا يـــــــــــســــــبــــــــــــــح ربــــــه فـــــــي كــــل آن وقد كان مرءا خلوقا تــــــــــــــقــــــيـــــــا ويعـــــــــــمـــــــــــد قومـــــــه مـــن كـــل ذنـــب بــــنهر ولم يكن من قــــــــــــــــــبل شيـــا فغــــيــــــــــــل بيـــــــوم ليـــمـــــهـــــر رأســــــ ــــه مــن زوجهـــا كان عــما عـــــصيــــا وكـــــــــــان دعــــــــــــــاء خــفـــــيـا مــــجــابــا ســـــــلام عليـه وحــــــــــــــتى يحـيــــــــا إلهــــــــــــــــي مـــلــــــيــك أمـــوري أعــــنــــي لــكبـــح جمـــوحي لأبـــــــقى ســــــويـــــا نفــــــــــــــوس هــــوتــــني لأنـــــي خـــــــلـــوق وأخرى لأني بدوت بـــــــــــهــــــــــــيــــــا نفوس هوتـــــني لــــــــــكونـــــي فــــــقــــــــيـــه وأخــــــــرى لكوني بدوت ذكـــــــــــيــــــا أتـــــــاهم إلــه الــــعــــــــلـــى ذات صــــــبـــــح بخسف ونسف طواهـــــــــــــــــــــم طـيــــــا جميل جـــــــــــمالا فراق الــــبلـــــــــــــــتيــــــــه وأجمل إذ عيشنا سرمـــــــــــــــــــــــديـــــــا كلام غـــــريب عــــجـــــيـــــــــــــب عــــــــــلي ونفسي تصده صـدا قـــــــــــــــــــــويــــــــا فما هي عـــــــــــــــــــــــــــــدن وما أمــــرهـــــا وهــــــل عـــيش عـــــدن يكون نـــــــديــــا ونلقى الخلود فـــــــــــــــــإمـــــــــــا حريقــــــــا وإما جنانـــــــا وعيشا وطــــــــــــــــــيــــــــا فهمت كلامك بعــــــــــــــــــد ارتــــــــــبـــــــاك ومني إليك خـــــــيار حــــــــــــــــــــذيــــــــا من الآن إنــــــــي ســــــــــأعــــــــــمل حـــتــى أعـــــــيد الحياة إلى شفتـــــــــــــيـــــــــــــــا سأروي لك الآن عــــــــــن قـــــــــــــوم هود وقومه عــــــــاد شرار عـــــــــــــــــــتـيــــــــا أتى صالح داعــــــيـــــــا قــــــــــومـــــــــه فقالوا له: اذهب فلســـــــــــت نبـــــــــــــيـــــــا من الله باءوا بهــــــــــــــــول ورجـــــــفـــــــــة و أنــــــجا الذي كان برا ســــــــــــــويـــــا إذا سكن الـــــــداء بالنفـــــــــــــــــــــــس قلت كــــفـــــاني مجونا كفاني عتـــــــــــيـــــــــــا إذا سكن الداء بالنفــــــــــس قــــــــــــــــــــلت إلـــــه الخـــــلائق كن لي شفـــــــــــــيــــــــــا إذا سكن الداء بالنـــــــــــــــــــــفس قـــــــــلت أنا إن شــــــــفيت سأرجع تقـــــــــــــيـــــــــا إذا طهر الله قلـــــــــــــــــــــــبا فــــــــــــإنـ ـه يحـــــــــيا كأنما بات نبـــــــــــــيـــــــــــا * * * وأما القسم الخامس فهو مزيج بين قسمين سيأتي بيانه لا حقاً بإذن الله |
جزاكم الله خيرا شيخنا و أستاذنا على المرور
و التعليق النافع المفيد و بخصوص تعقيبك عليّ اخي الفاضل في قولك : سبيلاً لأسلكْه نحو البداية لا حظت أنك شكلت الكاف و أعطيتها سكوناً فهل السكون حق للكاف إعراباً أم حق الكلمة النصب ؟؟ هنا تفهم قولي لك أنها ثقيلة في اللسان و حذف الهاء مع إبقاء الإعراب صحيحاً أولى من تغيير الإعراب لتلافي الثقل مع وجود البديل و الله أعلم. |
الجهة منفكة
قال شيخ الشعراء : لقد وصفتني ابا عبد الله عفا الله عنك : بشيخ الشعراء وباقي الأدباء , وهذا في حد ذاته كفيل بتوقفي عن التعليق , الأمر الذي لا أقبله مع شكرك على حسن ظنك ولكن رحم الله امرءا عرف قدر نفسه , ثم إن هناك في الساحة من هو أعظم شاعرية وأكثر معرفة في الأدب ممن نعلم وممن لا نعلم , كيف والذي أجهله أكثر من الذي أعلمه , وحسبك حديث: قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينكم الشيطان وقال الشاعر أبو عبد الرحمن : فهل السكون حق للكاف إعراباً أم حق الكلمة النصب ؟؟ هنا تفهم قولي لك أنها ثقيلة في اللسان و حذف الهاء مع إبقاء الإعراب صحيحاً أولى من تغيير الإعراب لتلافي الثقل مع وجود البديل وقال أبو عبد الله بلال : الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه واستن بسنته واتبع هداه إلى يوم نلقى ربنا جل في علاه وبعد : يا غربتاه ... آنستم وحشة أخيكم بجميل خصالكم وصالح ودادكم الوسط شيخ الشعراء ... قلت أن وصفي لك بما سلف مباين للواقع ... وعللت بوجود من هم خير منك ... شيخ الشعراء هذا أمر أدين به لا قول ألقيه على عواهنه ... ولا يردني صددك ولا إعراضك عن وصفك بما أراه حقا ... بل هو واجب وإضماره أو ترك إشهاره ظلم .... ليس ظلما في حقك بل هو ظلم في حق اللغة والشعر والمنهج ... إي نعم .... حقا شيخ الشعراء نحن كلنا نسلم بوجود الأفضل ودائما يوجد الأفضل وفي كل الميادين يوجد القادرون على الكمال .... ولكن شيخ الشعراء أنت تعلم الفرق بين القادر بالقوة والقادر بالقوة والفعل ... وهل مثل قول الشاعر إلا في هؤلاء القادرين ولكن بلا فعل : ولم أر في عيوب الناس شيئا *** كنقص القادرين على التمام وأنت شيخ الشعراء تعلم كذلك أن الأوصاف تنقسم إلى ما حمل في نفسه مدحا وما لم يحمل مدحا بل ملازم للموصوف ابتداءا أو حدوثا ... وأن أوصاف المدح منها ما هو موافق للحقيقة في نفس الأمر ومنها ما هو محض تضخيم وألقاب لنيل الزلفى عند الممدوح .... وأما القسم الثاني وهو غير أوصاف المدح فكله حقيقة ولكنه على نوعين كمال ونقص وكلاهما نسبي ؛ والكمال المطلق لله تعالى ... والقسم الأول والذي هو مدح كالسخاء الحاصل على وجهه ؛ والسخاء البياني تلاعبا بالألفاظ ومقايسة وتوليدا إيهاميا بضم المعاني إلى بعضها البعض ؛ وهذان مثالان - (نموذجان) - تجدهما في كل أنواع المدح ؛ ولذلك نجد المدح مدخلا عظيما للحظوظ النفسية والأهواء الانفعالية ... وصرف المدح كصرف غيره من المعاني ؛ قال الإمام محمد الخضر حسين : " ينقسم التصرف في المعاني على ما يقول الشيخ عبد القاهر الجرجاني إلى تحقيق ؛ وتخييل ؛ والفارق بينهما : أن المعنى التحقيقي ما يشهد له العقل بالاستقامة ؛ وتتضافر العقلاء من كل أمة على تقريره ؛ والعمل بموجبه ؛ ........؛ والتخييلي : هو الذي يرده العقل ؛ ويقضي بعدم انطباقه على الواقع ؛ إما على البديهة ؛ كقول بعضهم : لو لم تكن نية الجوزاء خدمته **** لما رأيت عليها عقد منتطق فكل أحد يدرك لأول ما يطرق سمعه هذا البيت : أن الكواكب لا تنوي ؛ ولا تنطق ؛ ولا تخدم ؛ وأن تلك النجوم المتناسقة في وسط الجوزاء مركبة فيها من قبل أن يصير الممدوح شيئا مذكورا . أو بعد نظر قليل ؛ كقول أبي تمام : لا تنكري عطل الكريم من الغنى *** فالسيل حرب للمكان العالي نهى المخاطبة في صدر البيت عن إنكارها لفاقة الكريم وفراغ يده من المال ؛ وأخبر في العجز بأن السيل لا يستقر على الأماكن المرتفعة ؛ وهذا المعنى في نفسه صحيح ؛ ولكن الفاء في قوله : (فالسيل حرب) أفصحت بأن السبب في عدم توفر حطام الدنيا لدى الكريم ؛ هو كون الماء إذا وقع على الأماكن العالية لا يلبث أن ينحدر إلى ما انخفض عنها من وهاد وأغوار ؛ وهذا إنما وصل إلى الذهن بتخييل أن رفعة القدر بمنزلة المكان الحسي ؛ وأن الماء الدافق ينساق إلى الرجل فيقضي منه وطره ؛ ثم يرسله إلى بني الحاجات ؛ فيكون القول بأن مكانة الكريم لارتفاعها جعلت المال يمر على يده ؛ ثم ينطلق بالبذل والإنفاق ؛ يستند إلى الماء يجتمع على ما صعد على وجه الأرض من أكمات وهضاب ؛ وهذا القياس ضرب من التخييل لا يجول في العقل إلا ريثما ينظر إلى أن السبب في عدم استقرار الماء على الأماكن العالية كونه جرما سيالا لا تتماسك أجزاؤه وتثبت في محل إلا إذا أحاط بجوانبه جسم كثيف ؛ وليس للدرهم والدنانير هذه الطبيعة حتى يلزم أن تمر على يد الكريم ثم تنصب منها إلى من كانوا أدنى منه منزلة . ويفهم من وجه التفرق بين القسمين : أن مجرد الاستعارة عندهم لا يدخل في قسم التخييل ؛ وقد صرح الجرجاني بهذا في كتاب (أسرارالبلاغة) ناظرا في أن المستعير لا يقصد إلى إثبات معنى اللفظة المستعارة حتى يكون الكلام مما ينبو عنه العقل ؛ وإنما يعمد إلى إثبات شبه بين أمرين في صفة ؛ والتشابه من المعاني التي لا يتنازع العقل في صحتها " - فاللهم ارحم الشيخ العلامة محمد الخضر حسين والإمام الجرجاني رحمة واسعة - ... وهذا النوع من الوصفين هوالذي يتوجه إليه الذم غالبا وما شذ منه يتجاذبه طرفا طلب الفعل والكف كتحصيل مصلحة أو تحفيز لمحمدة أو اقتداء ؛ وعكسه دثر خبيث نفس غلبت عليه الشرور فيكون إظهار محامده سبيلا لاغترار العامة ببعض المذموم من فعاله ظنا منهم أنها من جنس الممدحة ؛ وشرطه كالملح في الطعام .... والقسم الثاني له بابان أحدهما ماكان من قبيل قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :" قوموا لسيدكم " ؛ وقوله :" ومن دخل بيت أبي سفيان كان آمنا " وقول الصحب الكرام :" أبو سفيان شيخ قريش" ؛ ومثله قولنا : الشيخ ربيع حامل لواء الجرح والتعديل ؛ وهذا مما اتفق العقلاء على جوازه بل أعطوه حكم المعتاد بصنعهم ؛ حتى لا نظن غيره ؛ بل منه ما هو واجب ؛ كوصفك العالم أو الملك ؛ فلا يصلح خطابك له في العادة يا فلان أو يا علان ؛ وهذا مما لا يخشى فيه على الموصوف تأثر لتوافق الوصف مع الموصوف ؛ كما لا يغتر الإنسان بكونه إنسانا إلا فاسد الفطرة ؛ إذ الفخر ليس بمجرد الإنسانية بل بالتقوى وإعمال الفكر في أسرارالكون وأسبابها الموصلة إلى الكريم الخلاق ؛ ومثله وصف العالم بشيخ كأمثال النووي والدويش والحكمي مع أنهم لم يبلغوا سن الكهولة ومناداتهم بذلك ولا نرى نحن ولا هم حرجا في ذلك ؛ بخلاف ما لو نادينا الحدث في العلم والسن ياشيخ ؛ فنرى التأثر عليه وكذلك في الواصف ؛ ومثلها تماما قولك لحفيد الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم : يا شريفا ... وثانيهما - أي البابان - ما كان من قبيل قولنا : فلان الأعور والأعرج على سبيل التعريف ؛ وهذا مما جاز أصله مع خوف الشطط فيه ... وهذا - أي القسم الثاني - مما لا يصلح في المدح مطلقا ولو جعله بعض من لم يتمرس في الكلام العربي مدحا ؛ بل هو نقيض المدح وذلك أن المدح إخبار بغير الحقيقة وهذا تحقيق ؛ ولو أنك استعملت هذا النوع في المدح لكان لغوا ؛ كقولك للملك يا ملك وللبواب يا بواب ؛ أو ذما لا مدح فيه ؛ وهذا الذي يقول العقلاء فيه : مدحي بما ليس في ذم لي وهزء بي ؛ كقولك للرق يا ملك العرب أو قولك للجبان يا فاتك الأبطال ... ومن هنا يتبين السبب في النهي عن التلقب بالقسم الأول مع جواز الوصف به لتضمنه مدحا ؛ بخلاف القسم الثاني فإنه يجوز التلقب به والتسمي به كذلك ؛ أولم تر العرب تسمي شجاعا وإذا سألتها قالت تيمنا ولم تقل تحقيقا فجاز من هذا الباب ؛ ولا تسمي سخيا لأنه لا تيمن فيه ولا يدخل إلا على سبيل التحقيق على ما جرى في قانون كلام العرب الفصيحة ... وهكذا يكون وصفي لك وتلقيبي لك من قبيل ما لا مدح فيه وكذلك قولي لأخي أبي عبد الرحمن شاعرا لا تقعر فيه - وهو الغلو في المدح - ؛ ونحن لا نقول أن هذا القسم مناف للتواضع وإظهار التذلل لله بترك إشهاره وطلب إضماره ؛ ولكن لا ذم على من أطلقه ولا لوم على من كان أهلا له لو سكت عن قائله ؛ وهنا نقول كما قال أهل الأصول : (الجهة منفكة) .... وهذا مبحث عظيم سالت منه أقلام البلغاء وتهافت في تحقيقه الأدباء وهد به الشعراء ؛ وأنت شيخ الشعراء أعلم بما أرمي وأخبر بما قفوتُ .... وأما ما يخص شاعرنا المفلق أبا عبد الرحمن العكرمي فأقول : إي وربي قد أصبت أخي كبد الحقيقة إن شاء الله ؛ وذلك أني ذهلت عن المراد ؛ وأدرت في ذهني غير المنشود فضللت عن المبتغى ؛ وذلك أني ظننتها هكذا : سبيلٍ لأسلكْ نحو البدايه وحسبت الوهم منك ؛ والوهم بلغ مني مبلغه وأنا في غفلة من أمري لولا تذكيرك ... بارك الله فيك أخي أبا عبد الرحمن ؛ ولا تحرمنا من مواصلة ملاحظاتك وتصحيح الخطأ نصحا لأخيك الفخور بوجود مثيليك بين أظهرنا في زمن عز صنوك النفيس ؛ فإني لا أزال مترقبا متلهفا فلا تطل على أخيك بدرر عبقك الصافي واهطل عليه بمكنون أدبك الوافي لخصال قلت في ذا الزمان ؛ والله المستعان وعليه التكلان ... وأنت أيا شيخ الشعراء ... أقولها رافعا لها رأسا وهامة .... هيا واصل نقداتك الغوالي ؛ فأنا في انتظارها بنفس تعاني من بعاد ما بينها وبين تلك العوالي التي يعز مثلها في ذا الزمان .... قالها العبد الضعيف الفقير ولا أقول بعد عز الإسلام ما قالته الصوفية الأغبياء : (.. العبد الحقير..؟؟..) : أبو عبد الله بلال يونسي السلفي السكيكدي |
رحمك الله يا أبا عبد الله
لكأنّ القلب شاخص أمامك , و الوجدان ماثل قدامك تخاطبه مخاطبة المحب , في صور من أجمل صور الكلام و أعذبه فكأني بألفاظك ندى باردٌ ينساب على أوراق بل لكأنها النهر الرقراق |
أخي أبا عبد الرحمن
سلام عليك بارك الله فيك وباركك حيثما كنت هيا واصل نقداتك وأبن لأخيك مواضع الخطل ومكمن الزلل حتى يكون على بصيرة يا بطل |
اقتباس:
من خلال مطالعاتي الضيقة النطاق علمت أن الراجح أن السحر كلمة مذمومة في الدنيا مطلقا ؛ ولا يغتر المؤمن باستعمال الإمام ابن القيم لها بقوله عن الحور : حديثها السحر الحلال ؛ فإن ذلك منصرف إلى يوم القيامة وهو صحيح بهذا القيد ؛ وفي بابه قول العلماء في وصف نعيم الجنة : خمر الجنة والزنا الحلال ...؛ وهكذا وأما كلمة السحر فالاستقراء اليسير يرجح كونه مذموما مطلقا .... وهذه فائدة من كلام الإمام ابن عثيمين - عليه رحمة الله - أسوقها هنا عساها تنفع إخواننا : "ولهما عن ابن عمر رضي الله عنهما، أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: "إن من البيان لسحرا" قوله: "إن من البيان". "إن": حرف توكيد، ينصب الاسم ويرفع الخبر، و"من": يحتمل أن تكون للتبعيض، ويحتمل أن تكون لبيان الجنس، فعلى الأول يكون المعنى: إن بعض البيان سحر وبعضه ليس بسحر، وعلى الثاني يكون المعنى: إن جنس البيان كله سحر. قوله: "لسحرا". اللام للتوكيد، و"سحرا": اسم إن. والبيان: هو الفصاحة والبلاغة، وهو من نعمة الله على الإنسان، قال تعالى: { خلق الإنسان * علمه البيان } [الرحمن: 3،4]. والبيان نوعان: الأول: بيان لابد منه، وهذا يشترك فيه جميع الناس، فكل إنسان إذا جاع قال: إني جعت، وإذا عطش قال: إني عطشت، وهكذا. الثاني: بيان بمعنى الفصاحة التامة التي تسبي العقول وتغير الأفكار، وهي التي قال فيها الرسول - صلى الله عليه وسلم -: "إن من البيان لسحرا". وعلى هذا التقسيم تكون "من" للتبعيض، أي: بعض البيان ـ وهو البيان الكامل الذي هو الفصاحة ـ سحر. أما إذا جعلنا البيان بمعنى الفصاحة فقط، صارت "من" لبيان الجنس. ووجه كون البيان سحرا: أنه يأخذ بلب السامع، فيصرفه أو يعطفه، فيظن السامع أن الباطل حق لقوة تأثير المتكلم، فينصرف إليه، ولهذا إذا أتى إنسان يتكلم بكلام معناه باطل لكن لقوة فصاحته وبيانه يسحر السامع حقا، فينصرف إليه، وإذا تكلم إنسان بليغ يحذر من حق، ولفصاحته وبيانه يظن السامع أن هذا الحق باطل، فينصرف عنه، وهذا من جنس السحر الذي يسمونه العطف والصرف، والبيان يحصل به عطف وصرف، فالبيان في الحقيقة بمعنى الفصاحة، ولا شك أنها تفعل فعل السحر، وابن القيم يقول عن الحور: حديثها السحر الحلال. وقوله: "إن من البيان لسحرا"، وهل هذا على سبيل الذم، أو على سبيل المدح، أو لبيان الواقع ثم ينظر إلى أثره؟ الجواب: الأخير هو المراد، فالبيان من حيث هو بيان لا يمدح عليه ولا يذم، ولكن ينظر إلى أثره، والمقصود منه، فإن كان المقصود منه رد الحق وإثبات الباطل، فهو مذموم، لأنه استعمال لنعمة الله في معصيته، وإن كان المقصود منه إثبات الحق وإبطال الباطل، فهو ممدوح، وإذا كان البيان يستعمل في طاعة الله وفي الدعوة إلى الله، فهو خير من العي، لكن إذا ابتلي الإنسان ببيان ليصد الناس عن دين الله، فهذا لا خير فيه، والعي خير منه، والبيان من حيث هو لا شك أنه نعمة، ولهذا امتن الله به على الإنسان، فقال تعالى: { علمه البيان } [الرحمن: 4]. * وجه مناسبة الحديث للباب: المؤلف كان حكيما في تعبيره بالترجمة، حيث قال: باب بيان شيء من أنواع السحر، ولم يحكم عليها بشيء، لأن منها ما هو شرك، ومنها ما هو من كبائر الذنوب، ومنها دون ذلك، ومنها ما هو جائز على حسب ما يقصد به وعلى حسب تأثيره وآثاره. * * * فيه مسائل: الأولى: أن العيافة والطرق والطيرة من الجبت. الثانية: تفسير العيافة والطرق. الثالثة: أن علم النجوم نوع من السحر. الرابعة: العقد مع النفث من ذلك. الخامسة: أن النميمة من ذلك. السادسة: أن من ذلك بعض الفصاحة. قال: "فيه مسائل"، أي: في هذا الباب وما تضمنه من الأحاديث والآثار مسائل: المسألة الأولى: أن العيافة والطرق والطيرة من الجبت. وقد سبق تفسير هذه الثلاثة وتفسير الجبت. الثانية: تفسير العيافة والطرق. وقد بينت في الباب أيضا وشرحت. الثالثة: أن علم النجوم نوع من السحر. لقوله: "من اقتبس شعبة من النجوم، فقد اقتبس شعبة من السحر"، وسبق الكلام عليها أيضا. الرابعة: العقد مع النفث من ذلك. لحديث أبي هريرة: "من عقد عقدة ثم نفث فيها، فقد سحر"، وقد تقدم الكلام على ذلك. الخامسة: أن النميمة من ذلك. لحديث ابن مسعود: "ألا هل أنبئكم ما العضه؟ هي النميمة"، وهي من السحر، لأنها تفعل ما يفعل الساحر من التفريق بين الناس والتحريش بينهم، وقد سبق بيان ذلك. السادسة: أن من ذلك بعض الفصاحة. أي: من السحر بعض الفصاحة، لقول النبي - صلى الله عليه وسلم -: "إن من البيان لسحرا"، والمؤلف رحمه الله قال: بعض الفصاحة استدلالا بقوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن من البيان"، لأن "من" هنا عند المؤلف للتبعيض، ووجه كون ذلك من السحر أن لسان البليغ ذي البيان قد يصرف الهمم وقد يلهب ما عنده من الفصاحة.". انتهى كلام العلامة الهمام من القول المفيد |
شكر الله لكم أخي أبا عبد الله يونسي
تعليقكم المفيد النافع و بارك الله فيكم و لقد أخطأت والله بوصفي لكلامكم أنه السحر إذ قول جمهور الشراح على أن قول النبي صلى الله عليه و سلم : إن من البيان لسحرا أنه واقع للذم لا المدح , و أنا أردت الثاني و هو قول بعض الشراح و لا شك أن الأول متوجه صحيح واضح فالحمد لله أن وفقنا لنصح بعضنا البعض و العذر منكم أخي أبا عبد الله أن أسأت التعبير و الله المستعان. |
حياك الله أخي العكرمي
وشكر الله لك تجاوبك وتواضعك هلا واصلت تجاوبك وأكملت جميل تعليقاتك |
يا أيها الشعراء ما لكم توقفتم عن نقد القصيدة وسد خلاتها
|
غفر الله لك أخي بلال
مشاركاتك المتعددة القوية , التي ملؤها الإبداع و التميز تحول بيننا و بين متابعة نقد ما تتحفنا به و لئن زعمت أن قصيدتك هذه قديمة فهي لا تزال تحتاج إلى تقويم و تصحيح فأقول : أنت أولى من يصحح و يقوم ما يكتب فإنك لذلك أهل و ربّّي , و يكفي أننا نشرنا تلميحات تكون كالتوضيحات هذا إذا كنت و أمثالك تحتاج لتوضيح و لا أظنك . |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 08:03 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي