من هو أبو العلاء المعري ؟
من هو أبو العلاء المعري؟ قال الإمام الذهبي – رحمه الله – في سير أعلام النبلاء : (( قَالَ البَاخَرزِي: أَبُو العَلاَءِ ضرِيرٌ مَا له ضرِيب، وَمكفوفٌ فِي قَمِيْص الفَضْل مَلْفُوف، وَمحجوبٌ خصمه الأَلد محجوج، قَدْ طَالَ فِي ظلّ الإِسْلاَم آنَاؤُهُ، وَرشَح بِالإِلْحَاد إِنَاؤُه، وَعِنْدنَا خَبَرُ بصرِهِ، وَاللهُ العَالِمُ بِبصِيْرتِهِ وَالمطَّلعُ عَلَى سرِيرته، وَإِنَّمَا تحدَّثتِ الأَلْسُنُ بِإِسَاءته بِكِتَابه الَّذِي عَارض بِهِ القُرْآن، وَعنونه بـ(الفصول وَالغَايَات فِي محَاذَاة السُّوْر وَالآيَات). وَقَالَ غَرسُ النِّعمَة مُحَمَّدُ بنُ هِلاَلٍ بن المُحَسَّن: لَهُ شِعْرٌ كَثِيْر، وَأَدب غزِيْر، وَيُرمَى بِالإِلْحَاد، وَأَشعَارُه دَالَّة عَلَى مَا يُزَنُّ بِهِ، وَلَمْ يَأْكُل لحماً وَلاَ بيضاً وَلاَ لَبَناً، بَلْ يَقتصر عَلَى النّبَات، وَيُحرِّمُ إِيلاَمَ الحيوَان، وَيُظهر الصَّوْم دَائِماً. قَالَ: وَنَحْنُ نَذكُر مِمَّا رُمِي بِهِ فَمِنْهُ: قِرَانُ المُشْتَرِي زُحَلاً يُرَجَّى***لإِيقَاظِ النَّوَاظِرِ مِنْ كرَاهَا تَقضَّى النَّاسُ جِيلاً بَعْدَ جِيْلٍ***وَخُلِّفتِ النُّجُوْمُ كَمَا ترَاهَا تَقدَّم صَاحِبُ التَّوْرَاةِ مُوْسَى***وَأَوقَعَ بِالخَسَارِ مَنِ اقْترَاهَا فَقَالَ رِجَالُهُ:وَحْيٌّ أَتَاهُ***وَقَالَ الآخرُوْنَ:بَلِ افْترَاهَا وَمَا حَجِّي إِلَى أَحْجَارِ بَيْتٍ***كؤوسُ الخَمْرِ تُشْرَبُ فِي ذُرَاهَا إِذَا رَجَعَ الحَكِيمُ إِلَى حِجَاهُ***تَهَاوَنَ بِالمذَاهبِ وَازْدَرَاهَا وَلَهُ: صَرْفُ الزَّمَانِ مُفَرِّقُ الإِلْفَيْنِ***فَاحْكُم إِلهِي بَيْنَ ذَاكَ وَبَينِي أَنَهيْتَ عَنْ قَتْلِ النُّفُوْس تَعمُّداً***وَبَعَثْتَ أَنْتَ لِقَبْضِهَا مَلَكَيْنِ وَزَعَمْتَ أَنَّ لَهَا مَعَاداً ثَانِياً***مَا كَانَ أَغنَاهَا عَنِ الحَالَيْنِ وَلَهُ: عُقُوْلٌ تَسْتَخِفُّ بِهَا سُطور***وَلاَ يَدْرِي الفَتَى لِمَنِ الثُّبورُ كِتَابُ مُحَمَّدٍ وَكِتَابُ مُوْسَى***وَإِنجيلُ ابْنِ مَرْيَمَ وَالزَّبُورُ وَمِنْه: هَفَتِ الحنِيفَةُ وَالنَّصَارَى مَا اهتدَتْ***وَيَهُوْدُ حَارتْ وَالمَجُوْسُ مُضَلَّلَهْ رَجُلاَنِ أَهْلُ الأَرْضِ هَذَا عَاقلٌ***لاَ دينَ فِيْهِ وَدَيِّنٌ لاَ عَقْلَ لَهُ وَمِنْه: قُلْتُمْ لَنَا خَالِقٌ قَدِيْمُ***صَدَقْتُمُ هَكَذَا نَقُوْلُ زَعَمْتُمُوْهُ بِلاَ زَمَانٍ***وَلاَ مَكَانٍ أَلاَ فَقُوْلُوا هَذَا كَلاَمٌ لَهُ خَبِيءٌ***مَعْنَاهُ لَيْسَتْ لَكُم عُقُوْلُ وَمِنْه: دينٌ وَكفرٌ وَأَنبَاءٌ تقال وَفُر***قَانٌ يُنَصُّ وَتَوْرَاةٌ وَإِنجيلُ فِي كُلِّ جيلٍ أَبَاطيلُ يُدَانُ بِهَا***فَهَلْ تَفَرَّد يَوْماً بِالهُدَى جيلُ؟ فَأَجَبْتُه: نَعَمْ أَبُو القَاسِمِ الهَادِي وَأُمَّتُهُ***فَزَادَكَ اللهُ ذُلاً يَا دُجَيْجِيلُ وَمِنْه - لُعِنَ - : فَلاَ تَحْسَبْ مَقَالَ الرُّسْلِ حَقّاً***وَلَكِنْ قَوْلُ زُورٍ سَطَّرُوهُ وَكَانَ النَّاسُ فِي عَيْشٍ رَغِيدٍ***فَجَاؤُوا بِالمُحال فَكَدَّرُوهُ وَمِنْه: وَإِنَّمَا حَمَّلَ التَّوْرَاةَ قَارِئَهَا***كسبُ الفَوَائِدِ لاَ حُبُّ التِّلاَوَاتِ وَهل أُبِيحَتْ نِسَاءُ الرُّوْم عَنْ عُرُضٍ***لِلعُرْبِ إِلاَّ بِأَحكَامِ النُّبُوَّاتِ أَنشدتنَا فَاطِمَةُ بِنْتُ عليّ كِتَابَةً، أَخْبَرَنَا فَرْقَدُ الكِنَانِيّ، سَنَةَ ثَمَانٍ وَسِتّ مائَة، أَنشدنَا السِّلَفِيّ، سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا التبرِيزِي يَقُوْلُ: لَمَّا قَرَأْتُ عَلَى أَبِي العَلاَءِ بِالمَعَرَّة قَوْله: تَنَاقُضٌ مَا لَنَا إِلاَّ السُّكوتُ لَهُ***وَأَن نَعُوذَ بِمَوْلاَنَا مِنَ النَّارِ يَدٌ بِخَمْسِ مِئٍ مِنْ عَسْجَدٍ وُدِيَتْ***مَا بِالُهَا قُطِعَتْ فِي رُبْعِ دِيْنَارِ؟ سَأَلتُهُ، فَقَالَ: هَذَا كقول الفُقَهَاء:عبَادَة لاَ يُعْقَلُ معنَاهَا. قَالَ كَاتِبهُ: لَوْ أَرَادَ ذَلِكَ؛لقَالَ:تَعَبُّدٌ. وَلَمَّا قَالَ: تَنَاقضٌ. وَلَمَّا أَرْدَفَه بِبَيْتٍ آخَر يَعترِضُ عَلَى رَبّهُ. وَبإِسْنَادِي قَالَ السِّلَفِيّ: إِنْ كَانَ قَالَهُ مُعْتَقداً مَعْنَاهُ، فَالنَّارُ مأوَاهُ، وَلَيْسَ لَهُ فِي الإِسْلاَمِ نصِيْب. هَذَا إِلَى مَا يُحَكَى عَنْهُ فِي كِتَابِ(الفصول وَالغَايَات) فَقِيْلَ لَهُ: أَيْنَ هَذَا مِنَ القُرْآن؟ فَقَالَ: لَمْ تَصْقُلْهُ المحَارِيب أَرْبَعِ مائَةِ سَنَةٍ. وَبِهِ قَالَ: وَأَخْبَرَنَا الخَلِيْلُ بنُ عبد الجَبَّار بقَزْوِيْن وَكَانَ ثِقَةً، حَدَّثَنَا أَبُو العَلاَءِ بِالمَعَرَّة، حَدَّثَنَا أَبُو الفَتْحِ محمد بن الحُسَيْنِ، حَدَّثَنَا خَيْثَمَةُ...، فَذَكَرَ حَدِيْثاً. ثُمَّ قَالَ السِّلَفِيّ: وَمِنْ عَجِيْب رَأْي أَبِي العَلاَءِ تركُهُ أَكل مَا لاَ يَنْبُتُ حَتَّى نُسِبَ إِلَى التَّبَرْهُم، وَأَنَّهُ يَرَى رَأْي البرَاهِمَةِ فِي إِثْبَات الصَّانعِ وَإِنْكَارِ الرُّسلِ، وَتَحْرِيْم إِيذَاء الحيوَانَاتِ، حَتَّى العقَارب وَالحيَّات، وَفِي شِعْرِهِ مَا يَدلُّ عَلَيْهِ وَإِنْ كَانَ لاَ يَسْتَقِرُّ بِهِ قرَار، فَأَنشدنِي أَبُو المَكَارِمِ الأَسَدِيّ، أَنشدنَا أَبُو العَلاَءِ لِنَفْسِهِ: أَقَرُّوا بِالإِلهِ وَأَثْبِتُوهُ***وَقَالُوا:لاَ نَبِيَّ وَلاَ كِتَابُ وَوطءُ بنَاتِنَا حِلٌّ مُبَاحٌ***رُوَيْدَكُمُ فَقَدْ طَالَ العِتَابُ تَمَادَوا فِي الضَّلاَل فَلَمْ يَتوبُوا***وَلَوْ سَمِعُوا صَليلَ السَّيْفِ تَابُوا قَالَ:وَأَنشدنَا أَبُو تَمَّام غَالِبُ بنُ عِيْسَى بِمَكَّةَ، أَنشدنَا أَبُو العَلاَءِ المَعَرِّيّ لِنَفْسِهِ: أَتَتْنِي مِنَ الإِيْمَان سِتُّوْنَ حِجَّةً***وَمَا أَمْسَكَتْ كَفِّي بِثِنْيِ عِنَانِ وَلاَ كَانَ لِي دَارٌ وَلاَ رُبْعُ مَنْزِلٍ***وَمَا مسَّنِي مِنْ ذَاكَ رَوْعُ جَنَانِ تَذكَّرتُ أَنِّي هَالكٌ وَابْنُ هَالِكٍ***فَهَانَتْ عليَّ الأَرْضُ وَالثَّقَلاَنِ وَبِهِ:قَالَ السِّلَفِيّ: وَمِمَّا يَدُلُّ عَلَى صِحَّة عَقيدَتِهِ مَا سَمِعْتُ الخَطِيْب حَامِدَ بنَ بختيَار، سَمِعْتُ أَبَا المَهْدِيّ بنَ عبدِ المنعم بن أَحْمَدَ السَّرُوجِي، سَمِعْتُ أَخِي أَبَا الفَتْح القَاضِي يَقُوْلُ: دَخَلتُ عَلَى أَبِي العَلاَءِ التنوخِي بِالمَعَرَّة بَغْتَةً، فَسمِعتُهُ يُنشدُ: كَمْ غُودِرَتْ غَادَةٌ كَعَابٌ***وَعُمِّرت أُمُّهَا العَجُوْزُ أَحرَزَهَا الوَالِدَانِ خَوفاً***وَالقَبْرُ حِرْزٌ لَهَا حَرِيزُ يَجوزُ أَنْ تُخْطِئ المنَايَا***وَالخُلْدُ فِي الدَّهْرِ لاَ يَجُوْزُ ثُمَّ تَأَوَّهَ مَرَّات، وَتَلاَ قَوْله تَعَالَى:{إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَةً لِمَنْ خَافَ عَذَابَ الآخِرَةِ}إِلَى قَوْلِهِ:{فَمِنْهُم شَقِيٌّ وَسَعِيْدٌ} [هود:103 - 105]. ثُمَّ صَاح وَبَكَى، وَطرح وَجهه عَلَى الأَرْضِ زَمَاناً، ثُمَّ مَسحَ وَجْهَهُ،وَقَالَ: سُبْحَانَ مَنْ تَكَلَّمَ بِهَذَا فِي القِدَمِ!سُبْحَانَ مَنْ هَذَا كَلاَمُه!فَصبرتُ سَاعَةً، ثُمَّ سَلَّمْتُ،ثُمَّ قُلْتُ: أَرَى فِي وَجْهِكَ أَثَرَ غِيظٍ؟ قَالَ:لاَ، بَلْ أَنشدتُ شَيْئاً مِنْ كَلاَم المَخْلُوْق، وَتَلَوْتُ شَيْئاً مِنْ كَلاَم الخَالِق، فَلَحِقَنِي مَا تَرَى. فَتحققت صِحَّة دينه. وَبِهِ:قَالَ السِّلَفِيّ: سَمِعْتُ أَبَا زَكَرِيَّا التبرِيزِي يَقُوْلُ:أَفْضَلُ مَنْ قَرَأْتُ عَلَيْهِ أَبُو العَلاَءِ. وَسَمِعْتُ أَبَا المَكَارِم بِأَبهر - وَكَانَ مِنْ أَفرَاد الزَّمَان - يَقُوْلُ: لمَّا تُوُفِّيَ أَبُو العَلاَءِ اجْتَمَع عَلَى قَبْرِهِ ثَمَانُوْنَ شَاعِراً، وَخُتِمَ فِي أُسْبُوْعٍ وَاحِدٍ مِئتَا ختمَة، إِلَى أَنْ قَالَ السِّلَفِيّ: وَفِي الجُمْلَةِ فَكَانَ مِنْ أَهْلِ الفَضْل الوَافر، وَالأَدبِ البَاهرِ، وَالمَعْرِفَةِ بِالنَّسبِ وَأَيَّامِ العَرَبِ، قَرَأَ القُرْآنَ بِروَايَات، وَسَمِعَ الحَدِيْثَ عَلَى ثِقَات، وَلَهُ فِي التَّوحيد وَإِثْبَات النّبوَات، وَمَا يَحُضُّ عَلَى الزُّهْدِ، وَإِحيَاء طرق الفتوَّة وَالمُروءة شعرٌ كَثِيْرٌ، وَالمُشكل مِنْهُ، فَلَهُ عَلَى زَعْمِهِ تَفْسِيْر. قَالَ غَرْسُ النِّعمَة: حَدَّثَنَا الوَزِيْرُ أَبُو نَصْرٍ بنُ جَهِير، حَدَّثَنَا المنَازِي الشَّاعِر قَالَ: اجْتَمَعتُ بِأَبِي العَلاَءِ، فَقُلْتُ: مَا هَذَا الَّذِي يُرْوَى عَنْكَ؟ قَالَ: حسدونِي، وَكَذَبُوا عليّ. فَقُلْتُ: عَلَى مَاذَا حسدوك، وَقَدْ تركتَ لَهُم الدُّنْيَا وَالآخِرَة؟ فَقَالَ: وَالآخِرَة؟! قُلْتُ: إِي وَاللهِ. ثُمَّ قَالَ غَرس النِّعمَة: وَأَذْكُرُ عِنْد وَرود الخَبَر بِمَوْته وَقَدْ تذَاكرنَا إِلحَادَهُ، وَمَعَنَا غُلاَمٌ يُعْرَفُ بِأَبِي غَالِب بن نَبْهَانَ مِنْ أَهْلِ الخَيْر وَالفِقْه، فَلَمَّا كَانَ مِنَ الغَدِ، حَكَى لَنَا قَالَ: رَأَيْتُ البَارِحَةَ شَيْخاً ضرِيراً عَلَى عَاتقه أَفعيَان مُتدَلِّيَان إِلَى فَخِذَيْهِ، وَكُلٌّ مِنْهُمَا يَرْفَعُ فَمَهُ إِلَى وَجهِهِ، فِيقطع مِنْهُ لحماً، وَيَزْدَرِدُهُ، وَهُوَ يَسْتَغِيثُ، فَهَالنِي، وَقُلْتُ: مَنْ هَذَا؟ فَقِيْلَ لِي: هَذَا أَبُو العَلاَءِ المعرِّي المُلْحِدِ. وَلأَبِي العَلاَءِ: لاَ تَجْلِسَنْ حُرَّة، موفَّقَةٌ***مَعَ ابْنِ زَوْجٍ لَهَا وَلاَ خَتَنِ فَذَاكَ خَيْرٌ لَهَا وَأَسْلَمُ لِلـ***ـإِنْسَانِ إِنَّ الفَتَى مِنَ الفِتَنِ أَنشدنَا أَبُو الحُسَيْنِ الحَافِظُ بِبَعْلَبَك، أَنشدنَا جَعْفَرُ بنُ عَلِيّ، أَنشدنَا السِّلَفِيّ، أَنشدنَا أَبُو المَكَارِمِ عَبْدُ الوَارِثِ بنُ مُحَمَّدٍ الأَسَدِيُّ، أَنشدنَا أَبُو العَلاَءِ بنُ سُلَيْمَانَ لِنَفْسِهِ: رَغِبْتُ إِلَى الدُّنْيَا زَمَاناً فَلَمْ تَجُدْ***بِغَيْرِ عَنَاءٍ وَالحَيَاةُ بلاغُ وَأَلقَى ابْنَه اليَأْسُ الكَرِيْمُ وَبِنْتَهُ***لَدَيَّ فَعِنْدِي رَاحَةٌ وَفرَاغُ وَزَادَ فَسَادَ النَّاسِ فِي كُلِّ بلدَةٍ***أَحَادِيْثُ مَيْنٍ تُفْتَرَى وَتُصَاغُ وَمِنْ شَرِّ مَا أَسْرَجْتَ فِي الصُّبْح وَالدُّجَى***كُمَيْتٌ لَهَا بِالشَّاربينَ مَرَاغُ وَبِهِ: أَوحَى المليكُ إِلَى مَنْ فِي بَسيطتِهِ***مِنَ البَرِيَّةِ جُوسُوا الأَرْضَ أَوْ حُوسُوا فَأَنْتُم قَوْمُ سُوءٍ لاَ صلاَحَ لَكُم***مَسْعُوْدُكُم عِنْدَ أَهْل الرَّأْي منَحْوسُ أَنشدنَا مُوْسَى بنُ مُحَمَّدٍ بِبَعْلَبَك، أَنشدنَا الشَّرَف الإِرْبِلِيّ، أَنشدنَا أَحْمَدُ بنُ مُدْرِك القَاضِي، أَنشدنِي أَبُو جَعْفَرٍ مُحَمَّدُ بنُ مُؤيد بن أَحْمَدَ بنِ حوَارِيّ، أَنشدنَا جَدِّي أَبُو اليَقْظَان أَحْمَد، أَنشدنَا أَبُو العَلاَءِ بنُ سُلَيْمَانَ لِنَفْسِهِ: يَا سَاهِرَ البَرْقِ أَيقظ رَاقد السَّمُرِ***لَعَلَّ بِالجِزْعِ أَعْوَاناً عَلَى السَّهَرِ وَإِن بَخِلْتَ عَلَى الأَحْيَاءِ كُلِّهمِ***فَاسْقِ المَوَاطِرَ حيّاً مِنْ بَنِي مَطَرِ وَيَا أَسيرَةَ حِجْلَيْهَا أَرَى سَفَهاً***حَمْلَ الحُلِيِّ لِمَنْ أَعيَى عَنِ النَّظَرِ مَا سِرْتُ إِلاَّ وَطَيْفٌ مِنْكَ يَطرحُنِي***يَسرِي أَمَامِي وَتَأْويباً عَلَى أَثَرِي لَوْ حَطَّ رَحْلِي فَوْقَ النَّجْمِ رَافِعُهُ***أَلْفَيْتُ ثَمَّ خيَالاً مِنْكَ مُنْتَظِرِي يَوَدُّ أَنَّ ظلاَمَ اللَّيْل دَامَ لَهُ***وَزِيْدَ فِيْهِ سوَادُ القَلْبِ وَالبَصَرِ لَوِ اخْتَصَرتُم مِنَ الإِحسَانِ زُرْتُكُمُ***وَالعَذْبُ يُهْجَرُ لِلإِفرَاط فِي الخَصَرِ وَهِيَ طَوِيْلَة بَدِيْعَة نَيِّفٌ وَسَبْعُوْنَ بَيْتاً، وَشِعْرُه مِنْ هَذَا النمط. قِيْلَ: إِنَّهُ أَوْصَى أَنْ يُكتب عَلَى قَبْرِهِ: هَذَا جنَاهُ أَبِي عليَّ***وَمَا جَنِيْتُ عَلَى أَحَدِ قُلْتُ: الفَلاَسِفَة يَعدُّوْنَ اتخَاذ الوَلَدِ وَإِخرَاجَهُ إِلَى الدُّنْيَا جنَايَةً عَلَيْهِ، وَيظهرُ لِي مِنْ حَال هَذَا المَخْذُول أَنَّهُ مُتَحَيِّرٌ لَمْ يَجزِم بِنِحْلَةٍ. اللَّهُمَّ فَاحفظ عَلَيْنَا إِيْمَاننَا. وَنَقَلَ القِفْطِيّ أَنَّ أَبَا العَلاَء قَالَ: لَزِمْتُ مسكنِي مُنْذُ سَنَةَ أَرْبَع مائَة، وَاجتهدتُ أَنْ أَتوفَّرَ عَلَى الحمدِ وَالتَّسْبيحِ، إِلاَّ أَنْ أُضْطَرَّ إِلَى غَيْر ذَلِكَ، فَأَمْلَيْتُ أَشيَاءَ تَولَّى نسخَهَا أَبُو الحَسَنِ ابْن أَبِي هَاشِمٍ فِي الزُّهْدِ وَالعظَاتِ وَالتَّمجيدِ؛فَمِنْ ذَلِكَ(الفصول وَالغَايَات)مائَة كُرَّاسة، وَمُؤلَّفٌ فِي غَرِيْب ذَلِكَ عِشْرُوْنَ كرَّاسَة، وَ(إِقليد الغَايَات فِي اللُّغَة)عَشر كَرَارِيْس، وَكِتَاب(الأَيك وَالغصُوْنَ)أَلف وَمائتَا كرَّاسَة. وَكِتَاب(مختلف الفصول)نَحْو أَرْبَع مائَة كُرَّاس، وَ(تَاج الحرّة فِي وَعظ النِّسَاء)نَحْو أَرْبَع مائَة كرَّاسَة، وَ(الخطب)مُجَلَّد، وَكِتَاب فِي الخيل عشر كَرَارِيْس، وَكِتَاب(خطبَة الفَصِيْح)خَمْسَ عَشْرَةَ كرَّاسَة، وَ(ترسِيْل الرموز)مجلد، وَ(لزوم مَا يَلزم)نَحْو مائَة وَعِشْرِيْنَ كرَّاسَة، وَ(زجر النَّابح)مجلد، وَكِتَاب(نَجر الزجر)مِقْدَاره، وَكِتَاب(شَرْح لزوم مَالاَ يَلزم)ثَلاَث مُجَلَدَات، وَكِتَاب(مُلْقَى السبيل)جزء، وَ(موَاعِظ)فِي مُجَلَّد، وَ(خُمَاسيَّة الرَّاح فِي ذَمّ الخَمْر)عشر كَرَارِيْس - قُلْتُ:أَظنّه يَعْنِي بِالكرَّاسَة:ثَلاَث وَرقَات - وَكِتَاب(سقط الزند)وَكِتَاب(القوَافِي وَالأَوزَان)سِتُّوْنَ كرَّاسَة، وَسرد أَشيَاء كَثِيْرَة أَدبيَات، وَكِتَابُه فِي الزُّهْد، يُعرفُ بِكِتَاب(اسْتَغْفر وَاسْتَغْفرِي)مَنظومٌ نَحْو عَشْرَة آلاَف بَيْت، المجموع خَمْسَة وَخَمْسُوْنَ مُصَنّفاً. قَالَ: فِي نَحْو أَرْبَعَة آلاَف وَمائَة وَعِشْرِيْنَ كرَّاسَة. قُلْتُ: قَدْ قدَّرتُ لَكَ الكرَّاسَة. قَالَ القِفْطِيّ: أَكْثَرُ كتبِهِ عُدِمَتْ، وَسلم مِنْهَا مَا خَرَجَ عَنِ المَعَرَّة قَبْل اسْتبَاحَةِ الكُفَّار لَهَا. قُلْتُ: قَبْرُهُ دَاخِل المَعَرَّة فِي مَكَان دَاثِرٍ، وَقَدْ حَدَّثَ عَنْهُ:أَبُو طَاهِرٍ بنُ أَبِي الصقر الأَنْبَارِيّ، وَطَائِفَة، وَقَدْ طَالَ المَقَالُ، وَمَا عَلَى الرَّجُلِ أُنْسُ زُهَّادِ المُؤْمِنِيْنَ، وَاللهُ أَعْلَمُ بِمَا خُتِمَ لَهُ. وَمِنْ خَبِيْثِ قَوْله: أَتَى عِيْسَى فَبَطَّلَ شَرْعَ مُوْسَى***وَجَاءَ مُحَمَّدٌ بصَلاَةِ خَمْسٍ وَقَالُوا:لاَ نَبِيَّ بَعْدَ هَذَا***فَضلَّ القَوْمُ بَيْنَ غَدٍ وَأَمْسِ وَمهمَا عِشْتَ مِنْ دُنْيَاك هذِي***فَمَا تُخْلِيكَ مِنْ قَمَرٍ وَشَمْسِ إِذَا قُلْتُ المُحَالَ رَفَعتُ صَوْتِي***وَإِنْ قُلْتُ الصَّحِيْحَ أَطَلْتُ هَمْسِي ))اهـ |
قال الإمام الوادعي – رحمه الله - : ((أبو العلاء المعري : زنديق , قال ابن كثير في ترجمته من (( البداية والنهاية )) : كم من ذكي ليس بزكي. وقال الذهبي في (( السير )): لعن الله الذكاء بلا إيمان , وحيَّا الله البلادة مع التقوى )). المصارعة (424) , المخرج من الفتنة ( 76 ) , تحفة المجيب (29). ذكره صاحب كتاب التاج المكلل وهو بتقدم الشيخ يحيى. وقال أيضا : (( قال المعري معترضا على الشرع لا رحمه الله : يدٌ بخمسٍ مئين عسجد وُدِيت *** ما بالها قُطعت في ربع دينار تناقضٌ ما لنـا إلا السكوت له *** وأن نعـوذ بـمـولانا من النـار فأجابه بعضهم نثراً , فقال : لما كانت أمينة كانت ثمينة , فلما خانت هانت. وأجابه بعضهم شعراً : عِزُّ الأمانة أغلاها وأرخصها *** ذل الخيانة فافهم حكمة الباري )) التاج المكلل.( 300) |
بارك الله فيك على هذا التوضيح |
آمين وفيك بارك |
جزاك الله خيراً أبا أحمد
|
آمين وجزاك مثله |
قال الحافظ ابن كثير – رحمه الله – كما في البداية والنهاية : (( أحمد بن عبد الله بن سليمان بن محمد بن سليمان بن أحمد سليمان بن داود بن المطهر بن زياد بن ربيعة بن الحرث بن ربيعة بن أنور بن أسحم بن أرقم بن النعمان بن عدي بن غطفان بن عمرو بن بريح بن خزيمة بن تيم الله بن أسد بن وبرة بن تغلب بن حلوان بن عمران بن الحاف بن قضاعة. أبو العلاء المعري التنوخي الشاعر، المشهور بالزندقة، اللغوي، صاحب الدواوين والمصنفات في الشعر واللغة، ولد يوم الجمعة عند غروب الشمس لثلاث بقين من ربيع الأول سنة ثلاث وستين وثلاثمائة وأصابه جدري وله أربع سنين أو سبع، فذهب بصره، وقال الشعر وله إحدى أو ثنتا عشرة سنة، ودخل بغداد سنة تسع وتسعين وثلاثمائة، فأقام بها سنة وسبعة أشهر، ثم خرج منها طريدا منهزما ولأنه سأل سؤالا بشعر يدل على قلة دينه وعلمه وعقله. فقال: تناقض فما لنا إلا السكوت له *** وأن نعوذ بمولانا من النار يد بخمس مئين عسجد وديت *** ما بالها قطعت في ربع دينار وهذا من إفكه يقول : اليد ديتها خمسمائة دينار، فما لكم تقطعونها إذا سرقت ربع دينار، وهذا من قلة عقله وعلمه، وعمى بصيرته. وذلك أنه إذا جنى عليه يناسب أن يكون ديتها كثيرة لينزجر الناس عن العدوان، وأما إذا جنت هي بالسرقة فيناسب أن تقل قيمتها وديتها لينزجر الناس عن أموال الناس وتصان أموالهم، لهذا قال بعضهم: (( كانت ثمينة لما كانت أمينة، فلما خانت هانت)). ولما عزم الفقهاء على أخذه بهذا وأمثاله هرب ورجع إلى بلده، ولزم منزله فكان لا يخرج منه. وكان يوما عند الخليفة وكان الخليفة يكره المتنبي ويضع منه، وكان أبو العلاء يحب المتنبي ويرفع من قدره ويمدحه، فجرى ذكر المتنبي في ذلك المجلس فذمه الخليفة، فقال أبو العلاء: لو لم يكن للمتنبي إلا قصيدته التي أولها : لك يا منازل في القلوب منازل *** لكفاه ذلك. فغضب الخليفة وأمر به فسحب برجله على وجهه وقال: أخرجوا عني هذا الكلب. وقال الخليفة: أتدرون ما أراد هذا الكلب من هذه القصيدة ؟ وذكره لها ؟ أراد قول المتنبي فيها: وإذا أتتك مذمتي من ناقص *** فهي الدليل علي أني كامل وإلا فالمتنبي له قصائد أحسن من هذه، وإنما أراد هذا. وهذا من فرط ذكاء الخليفة، حيث تنبه لهذا. وقد كان المعري أيضا من الأذكياء، ومكث المعري خمسا وأربعين سنة من عمره لا يأكل اللحم ولا اللبن ولا البيض، ولا شيئا من حيوان، على طريقة البراهمة الفلاسفة، ويقال إنه اجتمع براهب في بعض الصوامع في مجيئه من بعض السواحل آواه الليل عنده، فشككه في دين الإسلام ، وكان يتقوت بالنبات وغيره، وأكثر ما كان يأكل العدس ويتحلى بالدبس وبالتين، وكان لا يأكل بحضرة أحد، ويقول: أكل الأعمى عورة، وكان في غاية الذكاء المفرط، وعلى ما ذكروه، وأما ما ينقلونه عنه من الأشياء المكذوبة المختلقة من أنه وضع تحت سريره درهم فقال: إما أن تكون السماء قد انخفضت مقدار درهم أو الأرض قد ارتفعت مقدار درهم، أي أنه شعر بارتفاع سريره عن الأرض مقدار ذلك الدرهم الذي وضع تحته، فهذا لا أصل له. وكذلك يذكرون عنه أنه مر في بعض أسفاره بمكان فطأطأ رأسه فقيل له في ذلك فقال: أما هنا شجرة ؟ قالوا: لا، فنظروا فإذا أصل شجرة كانت هنا في الموضع الذي طأطأ رأسه فيه، وقد قطعت، وكان قد اجتاز بها قديما مرة فأمره من كان معه بمطأطأة رأسه لما جازوا تحتها، فلما مر بها المرة الثانية طأطأ رأسه خوفا من أن يصيبه شيئا منها، فهذا لا يصح. وقد كان ذكيا، ولم يكن زكيا، وله مصنفات كثيرة أكثرها في الشعر، وفي بعض أشعاره ما يدل على زندقته، وانحلاله من الدين، ومن الناس من يعتذر عنه ويقول: إنه إنما كان يقول ذلك مجونا ولعبا، ويقول بلسانه ما ليس في قلبه، وقد كان باطنه مسلما. قال ابن عقيل لما بلغه: وما الذي ألجأه أن يقول في دار الإسلام ما يكفره به الناس ؟ قال: والمنافقون مع قلة عقلهم وعلمهم أجود سياسة منه، لأنهم حافظوا على قبائحهم في الدنيا وستروها، وهذا أظهر الكفر الذي تسلط عليه به الناس وزندقوه، والله يعلم أن ظاهره كباطنه. قال ابن الجوزي: وقد رأيت لأبي العلاء المعري كتابا سماه (( الفصول والغايات، في معارضة السور والآيات)) ، على حروف المعجم في آخر كلماته وهو في غاية الركاكة والبرودة ، فسبحان من أعمى بصره وبصيرته. قال: وقد نظرت في كتابه المسمى لزوم ما لا يلزم، ثم أورد ابن الجوزي من أشعاره الدالة على استهتاره بدين الإسلام أشياء كثيرة. فمن ذلك قوله: إذا كان لا يحظى برزقك عاقل *** وترزق مجنونا وترزق أحمقا فلا ذنب يا رب السماء على امرئ *** رأى منك ما لا يشتهي فتزندقا وقوله: ألا إن البرية في ضلال *** وقد نظر اللبيب لما اعتراها تقدم صاحب التوراة موسى *** وأوقع في الخسار من افتراها فقال رجاله وحي أتاه *** وقال الناظرون بل افتراها وما حجي إلى أحجار بيت *** كروس الحمر تشرف في ذراها إذا رجع الحليم إلى حجاه *** تهاون بالمذاهب وازدراها وقوله: عفت الحنيفة والنصارى اهتدت *** ويهود جارت والمجوس مضلله اثنان أهل الأرض ذو عقل بلا *** دين وآخر ذو دين ولا عقل له وقوله: فلا تحسب مقال الرسل حقا *** ولكن قول زور سطروه فكان الناس في عيش رغيد *** فجاؤوا بالمحال فكدروه وقلت أنا معارضة عليه: فلا تحسب مقال الرسل زورا *** ولكن قول حق بلغوه وكان الناس في جهل عظيم *** فجاؤوا بالبيان فأوضحوه وقوله: إن الشرائع ألقت بيننا إحنا *** وأورثتنا افانين العداوات وهل أبيح نساء الروم عن عرض *** للعرب إلا بأحكام النبوات وقوله: وما حمدي لآدم أو بنيه *** وأشهد أن كلهم خسيس وقوله: أفيقوا أفيقوا يا غواة فإنما *** دياناتكم مكرا من القدما وقوله: صرف الزمان مفرق الألفين *** فاحكم إلهي بين ذاك وبيني نهيت عن قتل النفوس تعمدا *** وبعثت تقبضها مع الملكين وزعمت أن لها معادا ثانيا *** ما كان أغناها عن الحالين وقوله: ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة *** وحق لسكان البسيطة أن يبكوا تحطمنا الايام حتى كأننا *** زجاج ولكن لا يعود له سبك وقوله: أمور تستخف بها حلوم *** وما يدري الفتى لمن الثبور كتاب محمد وكتاب موسى *** وإنجيل ابن مريم والزبور وقوله: قالت معاشر لم يبعث إلهكم *** إلى البرية عيساها ولا موسى وإنما جعلوا الرحمن مأكلة *** وصيروا دينهم في الناس ناموسا وذكر ابن الجوزي وغيره أشياء كثيرة من شعره تدل على كفره، بل كل واحدة من هذه الأشياء تدل على كفره وزندقته وانحلاله ، ويقال إنه أوصى أن يكتب على قبره: هذا جناه أبي علي *** وما جنيت على أحد معناه أن أباه بتزوجه لامه أوقعه في هذه الدار، حتى صار بسبب ذلك إلى ما إليه صار، وهو لم يجن على أحد بهذه الجناية، وهذا كله كفر وإلحاد قبحه الله. وقد زعم بعضهم أنه أقلع عن هذا كله وتاب منه، وأنه قال قصيدة يعتذر فيها من ذلك كله، ويتنصل منه، وهي القصيدة التي يقول فيها: يا من يرى مد البعوض جناحها *** في ظلمة الليل البهيم الأليل ويرى مناط عروقها في نحرها *** والمخ في تلك العظام النحل أمنن علي بتوبة تمحو بها *** ما كان مني في الزمان الاول توفي في ربيع الأول من هذه السنة بمعرة النعمان، عن ست وثمانين سنة إلا أربعة عشر يوما، وقد رثاه جماعة من أصحابه وتلامذته، وأنشدت عند قبره ثمانون مرثاة، حتى قال بعضهم في مرثاة له: إن كنت لم ترق الدماء زهادة *** فلقد أرقت اليوم من جفني دما قال ابن الجوزي:وهؤلاء الذين رثوه والذين اعتقدوه: إما جهال بأمره، وإما ضلال على مذهبه وطريقه. وقد رأى بعضهم في النوم رجلا ضريرا على عاتقه حيتان مدليتان على صدره، رافعتان رأسيهما إليه، وهما ينهشان من لحمه، وهو يستغيث، وقائل يقول: هذا المعري الملحد وقد ذكره ابن خلكان فرفع في نسبه على عادته في الشعراء، كما ذكرنا. وقد ذكر له من المصنفات كتبا كثيرة، وذكر أن بعضهم وقف على المجلد الأول بعد المائة من كتابه المسمى بالأيك والغصون، وهو المعروف بالهمز والردف، وأنه أخذ العربية عن أبيه واشتغل بحلب على محمد بن عبد الله بن سعد النحوي، وأخذ عنه أبو القاسم علي بن المحسن التنوخي، والخطيب أبو زكريا يحيى بن علي التبريزي، وذكر أنه مكث خمسا وأربعين سنة لا يأكل اللحم على طريقة الحكماء، وأنه أوصى أن يكتب على قبره: هذا جناه أبي علي *** وما جنيت على أحد قال ابن خلكان: وهذا أيضا متعلق باعتقاد الحكماء، فإنهم يقولون اتخاذ الولد وإخراجه إلى هذا الوجود جناية عليه، لأنه يتعرض للحوادث والآفات. قلت:وهذا يدل على أنه لم يتغير عن اعتقاده، وهو ما يعتقده الحكماء إلى آخر وقت، وأنه لم يقلع عن ذلك كما ذكره بعضهم، والله أعلم بظواهر الأمور وبواطنها، وذكر ابن خلكان أن عينه اليمنى كانت ناتئة وعليها بياض، وعينه اليسرى غائرة، وكان نحيفا ثم أورد من أشعاره الجيدة أبياتا فمنها قوله: لا تطلبن بآلة لك رتبة *** قلم البليغ بغير جد مغزل سكن السماكان السماء كلاهما *** هذا له رمح وهذا أعزل))اهـ كلامه رحمه الله |
جزاك الله خيرا يا أبا أحمد على هذه الفوائد
|
آمين وجزاك مثله |
بارك الله فيك أخي السيد وشكر الله لك هذه الجهود المباركة |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 12:19 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي