سلسلة المناقشات العلمية للمسائل اللغوية والشعرية
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد : فوالله أيها الأخوة أني أتألم كثيرا حينما أرى قصيدة لأحد إخواني من أهل السنة عليها بعض الملاحظات وأتمنى ما لو كانت بريئة من كل ملاحظة , وأفرح إذا خرجت قصيدة أحدهم دون ملاحظات ولا يهمني أنْ كانت لغيري , بل الذي يهمني أن تكون في أبهى صورة , وأما كونها خرجت مخرج العجَلة , أو حصلت غفلة للشاعر عن خطأ بها , فذلك من طبع البشر , ومن منا يسلم من ذلك ؟ ولكن هل يبرر للآخرين ماحصل فيها من التشويه, لا , بل لا بد من تعديل كل ذلك لتكون على الاخراج المطلوب . لهذا فقد خصصتُ هذه الصفحة لما حصل أو يحصل من مناقشات علمية في المسائل اللغوية والشعرية بين الأخوة الأكارم , تبعاً لما أشار به أخونا الشاعر العكرمي حفظه الله ,حتى تعم الفائدة . والله الموفق . |
بارك الله في أخينا العكرمي على هذه القصيدة الجميلة,وهي على هذا الرابط
http://www.salafi-poetry.net/vb/show...?t=2920&page=2 ونرجو أن يوفقنا الله وإياك إلى تلافي الكسور في قصائدنا مستقبلا. أما ملاحظاتي فالأولى:قولك: اقتباس:
فيه خطئآن: 1-مااسمها الألف الذي في{اسمها}هو ألف وصل,وبالتالي ينكسر معه الوزن,فتقرأ هكذا:[مااسْمها]بدون إثبات الهمز بعد ما الإستفهامية. 2-{أف لها ولدهرنا } فيه سب للدهر وهذا لايجوز,لقول النبي-صلى الله عليه وسلم:{لاتسبوا الدهر...}حديث صحيح.وهذا خطأعقدي نسأل الله أن يسلمنا وإياكم منه. الملاحظة الثانية:قولك سددك الله: اقتباس:
فيه كسر عند حرف الجر مع,فإنه لابد من نطقها معا بإثبات الألف,ليستقيم الوزن وهو خطأ. وأما شيخنا أبو رواحة فشكر الله له,تقويمه,وقومنا الله وإياه,بحد الكتاب والسنة. لكن وقع في ذهني تعارض,أرجو أن يزيله,وهو أنه قال في تقويم أبياتي: اقتباس:
وقال في تقويم أبيات أخينا العكرمي: اقتباس:
اقتباس:
فلا أدري أيهما الصواب. وأنا هنا أسأل سؤال تعلم-علم الله-. وفقكم الله وسدد خطاكم. |
أخي أبا العباس سددك المولى
إن سؤالك بحق جاء كما يقال في العظم , وإشرتَ فيه إلى تعارض فاضح بين كلامي , أوتيت فيه من قِبَل استعجالي , لم يكن لي فيه مزيد تروٍّ وتأمُّل , وأقول : أحسنت في ذكر الإشكال , وحُقَّ لك أن تستشكل فالتباين جلي , والصواب فيه : هو ما قدَّمته من انتقادي لك من أن العرب لا تقف على ساكن , وأما ما حصل من الانتقاد للشاعر العكرمي فهو وإن كان صحيحا من حيث وجود الخطأ , إلا أنه لم يكن صحيحا من حيث التعبير عن ذلك الخطأ لما عبَّرتُ بقولي عنه : اقتباس:
وهذا خظأ واضح فقد حصل لي فيه التعارض مع ما سبق من النقد لك في الوهلة الأولى . والصواب الذي أردته من التعبير الصحيح أن أقول : اقتباس:
كان الأولى أن يقول : في فاعلٍ , بالكسر أو التنوين حتى يقف على متحرك , هكذا الأمر في قولك : في المصنف , كان الأولى أن تقول : بمصنفٍ , بالكسر أو التنوين , بلا شك أعني في هذا كله إذا استقام الوزن , وإن كان لا يستقيم هنا في المثالين , ولكن أردت فقط تقرير المسألة , والنكتة والله أعلم أن غالب ما يستعمله الشعراء في الشطر الأول أن يكون منتهياً بكلمة منكرة كما في قول عنترة : هل غادر الشعراء من متردمِ أو قول كعب بن زهير : بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ وعلى كل حال , فما تقدَّم كان من باب تقرير الأولى , تمشِّياً مع طريقة الشعراء القدامى لا على عدم الجواز فإن مجئ الكلمة الاخيرة من صدر البيت معرفة لا بأس به , ولكن خلاف الأولى من استعمالات الفحول من الشعراء والله أعلى وأعلم . |
جزاك الله خيرا شيخنا.
|
جزاكم الله خيرا شيخنا الحبيب محمد
تم تغيير البيت الذي أشرت إلى الثقل الذي فيه المتلافى بمد حرف الجر مع - لا الكسر - كما عبرتم رفع الله قدركم و قد صار هكذا : و نفوسنا هانت كذا أبداننَا و الآخرى صارت : كيف اسمها أما قولي : أف لها و لدهرنا إنما هو على سبيل الحكاية لما يخرج من أفواه هؤلاء المتفرنسين و أشباههم إذ سرعان ما يتأففون و يسبون الدهر لأتفه سبب و إن كان لديكم تعديل فتفضل به جزاك الله خيرا . |
بارك الله فيك أخي العكرمي والآن نمضي في إكمال هذا النقاش , كيف وأنا لست مع الأستاذ رحيل فيما انتقدك به في قوله : اقتباس:
الخطأ الأول : قوله حفظه الله : فيه خطئان : وهذه الكلمة كتبت بالخطأ الإملائي , والصواب : أن تكتب هكذا : خطآن بالمدة في الألف دون الهمزة على الكرسي , أو خطئان بالهمزة على الكرسي دون همزة المد على الألف , أما الجمع بينهما "خطئآن" فلا يصح . الخطأ الثاني : قوله عن : ما اسمها ؟؟ اقتباس:
والصحيح أن الوزن مستقيم بجعل همزو الوصل هنا همزة قطع , ولا عكس فلو قرئت بالوصل لانكسر الوزن الخطأ الثالث : قوله عن : أفٍ لها و لدهرنا اقتباس:
وتجلدي للشامتين أريهم * * * أني لريب الدهر لا أتنضعضع فنسب الريب إلى الدهر ؟!!! وأما كون بيت العكرمي خرج مخرج الحكاية لمقالة هؤلاء القوم كما أفاده أخيرا فأظن أنه بذلك قد خرج عن هذا الإيراد والله أعلم الخطأ الرابع : وهوتعليقه على اقتباس:
أولا : مع ليس بحرف جر ولعل ذلك كان سبق لسان منه حفظه الله بل هو ظرف ويكون ماعده مجروراً بالإضافة دائماً , والثاني : أما وجود الكسر في الموطن الذي أشار إليه فنعم فقد أصاب الأستاذ رحيل فيه , وقد أصبتَ في تعديله أخي الكرمي والحمدلله وأشكر للجميع سعة صدورهم , وكما قيل : ما منا من أحد إلا راد ومردود عليه , بشرط أن يكون مراد الجميع الحق , وليس إبراز العضلات على الآخرين . |
جزاكم الله خيرا شيخنا الفاضل و بخصوص قولي :
ما امسها , و الخلاف الدائر حولها فقد تلافيت ذلك كلّه بالتعديل على أنني كنت أفهم هذا الذي أورده شيخنا أبو رواحة من جواز جعل الهمزة التي للوصل في القطع حتى بستقيم الوزن , ثم رأيت تعليق شيخنا محمد فقلت في نفسي لعلي وهمت . |
بارك الله فيك شيخنا على التصويب,وإن كنت أنازع في بعض ذلك,وها هو تبيان ذلك :
1-الخطأ الإملائي فهي على أحد الوجهين كما تفضلت جزاك الله خيرا.وما أتيت به كان سهوا. 2-أما قولكم حفظكم الله: اقتباس:
3-أما قول شيخنا سدده الله: اقتباس:
4-أما نعتي الظرف {مع}بحرف الجر فاشتبه علىَّ بلعلّ التي تجر على لغة لأحدى القبائل. وفي الأخير أقول شكر الله لأبي رواحة ثباته في الميدان,واما أخونا العكرمي فما أحسب إلا صدره متسعا لمثل ما انتقدنا عليه.فجزاه الله خيرا وجميع الإخوة. |
أهلا و سهلا بكم و صدري واسع لتقبل كل نصح منكم
إلا أنه لعلكم زدت في نقدي لي قليلاً (( ابتسامة )) طبعا هذه لم تكن الأولى , إذ لكم سوابق , فعادتكم دائما تتبعي و انتقادي و ليس إلا أن أقول : و لو كان سهما واحدا لاتقيته *** و لكنه سهم و ثانٍ و ثالث (( ابتساااااااااااااااااااااااامة )) و الله يحفظكم و يعلي شأنكم و مقامكم محبكم في الله |
قال أبو العباس حفظه الله اقتباس:
أما ما أشرتَ إليه أخي الفاضل من أن الاصل في العربية هو جواز قلب همزة القطع همزة َوصل , لا قلبَ همزةِ الوصل همزةَ قطع , فإنه غير معروف في اللغة : فأقول : نعم وقد أحسنت في تقرير هذه المسألة , ولكن أحب أن أفيدك بأن جعْل همزة الوصل همزة قطع جائز للضرورة الشعرية , وقد مستشكلا مثلك لهذا الأمر حتى سألتُ شيخنا أبا محمد الكوني ضمن رسالتي دراسة موضوعية للضرورات الشعرية فأفادني بما تقدم وإليك نص السؤال والإجابة : قول حسان : لوان اللؤم يُنْسبُ كان عبداً * * * قبيحَ الوجه أعورَ من ثقيفِ وقول كعب بن زهير :أكرِم بها خلةً لو أنها صدقتْ * * * موعودَها أو لو ان النصحَ مأمولُ وقول مجنون ليلى : وددت على طيب الحياة لو انه * * * يزاد لليلى عمْرُها من حياتيا وقول أبي فراس:وما كنتُ أبُقي على مهجتيِ * * * لو اني انتهيت إلى ما يجبْ وقول آخر : وكلامها السحر الحلال لوَ انه * * * لم يجْن قتْلَ المسلم المتحرِّز إن طال لم يُمِلل وإن هي أوجزتْ * * * ودَّ المحدَّث أنه لم يوجز. فالآن في مثل هذه الامثلة السابقة جاء أن همزة القطع فيها قد سهلت إلى همزة وصل فنرجو إلقاء الضوء على هذه المسألة . الجواب :هذا مهيعٌ لاحبٌ[1] مسلوكٌ عندهم كثيراً في الشعر , لاسيما في المنظومات العلمية وغيرها وكذلك في الشعر الذي يقال له شعر , وقد غلب الاستعمال به في الحقيقة . قال السائل : إنما هذا توطئة لسؤال هام وهو : هل وُجِد قطْعُ همزة الوصل ؟. الجواب :هذا قد يكون ضرورةً , لأن جعل همزة الوصل همزة قطع هذا يشبه مدََّ المقصور بخلاف قصر الممدود , ولهذا فقطع همزة الوصل يكون قليلاً ويدخل في باب الضرورة . انتهى المراد قلت : فتبيَّن من هذا جواز جعل همزة الوصل همزة قطع ضرورة كما في هذه الصورة , والله أعلم . (1) أي واضح لا وعورة فيه . |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 01:06 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي