الحَبْرَة , في أخبار رحلة العُمْرَة الحلقة الأولى والثانية
الحَبْرَة , في أخبار رحلة العُمْرَة
الحمد لله رب العالمين,والصلاة على أشرف المرسلين,نبينا محمد وآله الطيبين,وصحابته الغر الميامين,ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين: أما بعد فهذه أخبار عمرتناالتي أديناهامن11/ ربيع الثاني/1432هـ إلى26/ربيع الثاني/1432هـ أحببت أن أذكر الوقفات العلمية فيها,مما أتيح لنا فأقول وبالله التوفيق: 1-حلقة العلامة عبد المحسن العباد البدر: حضرنا حلقتين للشيخ عبد المحسن العباد حفظه الله,وكان يشرح متن صحيح البخاري,وبالضبط في كتاب الحيض فكان الطالب يقرأ عليه الأحاديث بأسانيدها والشيخ يبين الرواة بأسمائهم أو ألقابهم أو حسبما اشتهروا كأن يقول الطالب:حدثنا أبو نعيم,فيقول الشيخ :هو الفضل بن دكين. ..وهكذا والشيخ في الحقيقة كأنه ينظر إلى رجال الصحيحين. ثم إذا فرغ الطالب من القراءة شرح الشيخ المتن,وذكر ما فيه من الفقه,واستنبط أشياء.ثم يأتي على اللطائف المذكورة في السند كأن يقول :نصف السند الأعلى كوفيون,ونصفه الأسفل بصريون. ويبدو أن الطالب الذي يقرأ عليه من الفقهاء أيضا.كان إذا فات الشيخ شيء لم يذكره ذكره له. فيفصل فيه الشيخ. وفي آخر الحلقة يجيب على الأسئلة التي تطرح عليه من طرف الطلبة تعطى إليه مكتوبة,يدفع كل واحد سؤاله إلى الذي أمامه,وهذا إلى من أمامه وهكذا حتى يصل إلى الشيخ. ويُعْلِمُ الطلاب بأن هناك أموالا زكوية وغير زكوية ,ويأمرهم بكتابة الإسم والدولة التي ينتمي إليها كما يأمرهم بتبيين ما إذا كانوا من أهل الزكاة أم لا,حتى لا يأخذ أحد أموال الزكاة وهو لا يستحقها.وحتى يعطى من الهبات غير الزكاة. وهذه الحلقة محط أفئدة السلفيين من كل أصقاع العالم,وملتقى أهل العلم.يحضرها من الجزائريين فقط نحو ثلاثمائة وعشرين جزائريا,وغيرهم من الليبيين والمغاربة والتونسيين ومن شتى البقاع كثير. 2-حلقة ابنه الشيخ عبد الرزاق بن عبد المحسن العباد البدر: وحضرنا حلقتين للشيخ عبد الرزاق البدرحفظه الله تعالى,وكان يشرح العقيدة الواسطية,شرحا علميا ممزوجا بوعظ, فالحلقة الأولى كانت في الإرادة بقسميها,ومن الأمور التي استوقفتني تفريقه بين الإرادتين{الكونية والشرعية} ومثل للكونية بآية الأنعام{فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء} أقول:جعلها من الإرادة الكونية على الرغم من أن شطرها الأول مما يحبه الله,ومعلوم أن ما يحبه الله يقضيه بالإرادة الدينية الشرعية ,وفي الجواب يقال:إن الإرادة الكونية لا فرق فيها بين ما يحبه وبين ما يبغضه سبحانه,أما الدينية فلا يقضي بها إلا ما يحبه.وسياق الآية دل على أن المراد بالإرادة في الآية المذكورة إنما هي الإرادة الكونية. والحلقة الثانية كانت في إثبات صفة المحبة,وكانت حلقة وعظية بليغة استعرض فيها الشيخ عن المحبة ملخص ما ذكره ابن القيم في المدارج وأحال عليه.وذكر أنه أفاد وأجاد رحمه الله. وذكر عشرة أسباب جالبة لمحبة الله وهي: 1-قراءة القرآن بتدبر 2-التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض 3-دوام ذكر الله على كل حال 4-إيثار محابه على محابك عند غلبة الهوى 5-مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها. 6-مشاهدة بره وإحسانه وآلائه.ونعمه الظاهرة والباطنة. 7-انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى. 8- الخلوة بالله وقت النزول الإلهي. 9-مجالسة المحبين الصادقين. 10-مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله تبارك وتعالى. 3-في بيت الشيخ علامة العربية عبد الرحمن الكوني حفظه الله: [/siz ثم ذهبت إلى بيت الشيخ الكوني-حفظه الله-برفقة أحد الطلاب الذين يقرأون عليه –جزاه الله خيرا,اتصلنا بالشيخ هاتفيا فأذن لنا فصعدنا فوجدناه في انتظارنا فرحب بنا أيما ترحيب,فقلنا له: جئنا معتمرين فأحببنا التعريج عليكم,فقال شكر الله لكم هذا التعريج,وأفاض في ذكر الأحاديث التي فيها ثواب المحبة في الله عز و جل,ثم سألته ثلاثة أسئلة: 1-عن قلب همزة الوصل همزة قطع في الضرورات الشعرية,هل هذا سائغ أم لا؟ فأجاب:نعم هذا من الضرورات الشعرية. فقلت:لقد ذاكرت فيها الشيخ أبا رواحة الموري-حفظه الله-فذكر أنه سألكم عنها فأجبتم بما أجبتمونا,إلا أنه بقي في نفسي منها شيء,من جهة شواهدها العربية,فذكر حفظه الله-أن لها شواهد كثيرة في شعر العرب. ثم رأيتها في كتاب المعجم المفصل في علم العروض والقافية وفنون الشعر[ص315]وجعلها من ضرورات الزيادة. 2- سألته عن الأفعال إذا كانت على وزن فعل بكسر العين أو ضمها هل يصح استعمالها مقصورة من الياء,مثال:نصيح,تقول فيه نَصِحٌ,ظريف,تقول فيه ظرِفٌ. فأجاب حفظه الله بالتفصيل,فقال :إذاكان الفعل على وزن فعل بضم العين صح استعماله في قافية الشعروغيرها من تصاريف اللغة.وضرب مثالا بفعل:ظرُف تقول فيه رجل ظرِفٌ وأما إذا كان على وزن فعِل بكسر العين,فمنه ما يصح وما لا يصح,تبعا لضوابط ذكرها لم أستوعبها لضيق الوقت. وأصل هذا السؤال,ما كنت قد نظمته من أبيات استعملت فيها لغة القصر وهاهي دونك: كاد الشعور يطير من أشعاركم///فرحا بكم فتواصلوا نصحينا فأبو رواحة قد بدا فيما ذكـــــــر///متنقصا من شعره فدهينا فأنا أقول بــــــــأن ذا لا ينقصنْ ///من نظمه بل يرفعنَّه[1] فينا ماأجمل الأدب الرفيع إذا غــــدا ///مــــن أهله وبأهله المَــجِدينا والعكرمــي وشعـــــره قد زانه///بتواضع كتــــواضع الخشعيـنا يارب قــــوِّ قرائحا بنقــــــــائحٍ ///حتى نكون وشيخنا نقحـــينا واشمل إلهي بالدعاء جميعنا /// من كاتب شعرا مع الشعرينا[2] [1]بالقصر دون مدٍّ [2]على القصر أيضا نصحينا,الخشعينا,نقحينا فعلق عليها شيخنا أبو رواحة بقوله: أعود إلى الخلف قليلا لأشكر الأستاذ رحيل على معاني أبياته الجميلة والرائقة , وإن كنت أتعجب من استعماله هذه القافية (مجدينا , نصحينا , نقحينا ....) وكلها على وزن فعِل , بما لا مأخذ لي على قصيدته , غير أن استعمال هذه القافيه يقل استعماله في كتب الأدب , بل ربما يندر حسب اطلاعي القاصر , ثم إن استعمال غيرها من القوافي متيسر منشور بما يزيد قصيدته قوة وقبولا . فهذه لا تعتبر ملاحظة على أديب يدري ما يقول , وهذا من نعم الله عليه , لكن طرأت على فكري هذه الخاطرة فوضعتها حتى يستفيدها لو كانت صحيحة , أو أستفيدها أنا لو ظهرت خلاف ذلك , وبالله التوفيق . 3-ثم سألت الشيخ الكوني-حفظه الله-عن أيهما أفضل طريقة المتقدمين في دراسة النحو أم طريقة المحْدَثين ؟وكنت أعني بطريقة المحدثين تصنيفهم النحو على المعاجم مثل دراسة الهمزة وحالاتها من استفهامية أو للتسوية أو انكارية,أو نحو ذلك.ومثلت له بكتاب المعجم الوافي في النحو العربي,تأليف د.علي توفيق الحمد,ويوسف جميل الزعبي. فأجاب الشيخ:بأن طريقة المتقدمين في النحو هي الأصل,وطريقة المحدثين من ناحية التبويب والترتيب والتنسيق والتسهيل على طالب النحو جيدة ,لكن أمثلتهم فيها انحراف.ودعوات مشينة,وذكر عن شيخ له أنه أتاه طالب يسأله عن كتاب النحو الواضح,فقال لم أقرأه لكن الغالب على أمثلة المحدثين أنها غير جيدة ثم مكث الشيخ الكوني مدة مستحضرا كلام شيخه في كتب المُحْدثين إلى أن جاءه طالب يطلب منه أن يقرأ عليه كتاب النحو الواضح,فقال الشيخ لو اخترت كتابا آخر لكان خيرا,فأصر الطالب على أن يقرأ كتاب النحو الواضح على الشيخ الكوني –حفظه الله- فأجابه الشيخ إلى ذلك,فبدأ الطالب في القراءة فاستوقفه الشيخ الكوني عند الأمثلة وهو يتذكر ما قاله له شيخه عن أمثلة المحدثين,وهي أمثلة فيها انحراف من مثل قولهم:الحكم للشعب مثلا,أو المرأة تجول أو غير ذلك,فقال الشيخ:رحم الله شيخي لو كان حيا لذهبت إليه ولقبلت رأسه ولأخبرته عن صدق قوله, ثم قلت للشيخ الكوني-حفظه الله- على إثر ذكرك للأمثلة النحوية المنحرفة فإنني أذكر أننا كنا نقرأ النحو على شيخ في المعهد الإسلامي بالجزائر فلما وصلنا إلى جمع المذكر السالم,إذا بالمدرس يملي علينا في الأمثلة :الخوارج مؤمنونَ!!!. فقال الشيخ الكوني:الخلاف في تكفير الخوارج مشهور,وكذلك قول علي –رضي الله عنه –فيهم:من الكفر فروا,لكن لاينبغي أن يؤتى بالمثال هنا قلت:لعله لما فيه من تزكية الخوارج الذين قال فيهم النبي-صلى الله عليه وسلم:الخوارج كلاب النار.وهو حديث صحيح. ثم استأذنا الشيخ في الإنصراف,لموعد لنا بعد العشاء,فقال الشيخ جلسة طيبة ولم تَطُل.فودعنا الشيخ بحفاوة بالغة,جزاه الله خيرا,وبارك في عمره. هذه الحلقة الأولى,وبقي اللقاء مع شيخين سنأتي عليه في حلقة أخرى بإذن الله جل وعلا. والحمد لله رب العالمين. وكتبه العبد الضعيف:أبو العباس محمد رحيل بوادي التاغية معسكر الجزائر-حرسها الله تعالى. |
بارك الله فيك و جزاكم الله خيراً شيخنا الودود أبا العباس
أسأل الله أن يحفظك و يعلي مقامك , و نحن بانتظار باقي أخبار الرحلة .... |
بارك الله فيك و جزاكم الله خيراً شيخنا الودود أبا العباس أسأل الله أن يحفظك و يعلي مقامك , و نحن بانتظار باقي أخبار الرحلة .... |
أخوي الكريمين العكرمي وأسامة جزاكما الله خيرا,وشكر الله لكما مروركما الطيب.
|
جزاك الله خيرا أخانا الفاضل محمد رحيل وبارك فيك على هذه الفوائد ونحن في انتظار باقي أخبار الرحلة
وقد استوقفني قولك فيما يتعلق بالآية: وحضرنا حلقتين للشيخ عبد الرزاق البدرحفظه الله تعالى,وكان يشرح العقيدة الواسطية,شرحا علميا ممزوجا بوعظ, فالحلقة الأولى كانت في الإرادة بقسميها,ومن الأمور التي استوقفتني تفريقه بين الإرادتين{الكونية والشرعية} ومثل للكونية بآية الأنعام{فمن يرد الله أن يهديه يشرح صدره للإسلام ومن يرد أن يضله يجعل صدره ضيقا حرجا كأنما يصعد في السماء} أقول:جعلها من الإرادة الكونية على الرغم من أن شطرها الأول مما يحبه الله,ومعلوم أن ما يحبه الله يقضيه بالإرادة الدينية الشرعية ,وفي الجواب يقال:إن الإرادة الكونية لا فرق فيها بين ما يحبه وبين ما يبغضه سبحانه,أما الدينية فلا يقضي بها إلا ما يحبه.وسياق الآية دل على أن المراد بالإرادة في الآية المذكورة إنما هي الإرادة الكونية. اهـ وذلك أن هذه الآية كانت مما أشكلت علي وعلى بعض إخواننا في شطرها الأول وذلك لما هو معلوم من أن هداية العباد للإسلام محبوبة عند الله. وبعد البحث تبين من كلام العلماء ما قرره الشيخ حفظه الله فيما نقلت عنه أنها إرادة كونية لا غير ومن أحسن ما رأيت في بيان ذلك على اختصاره في الكلام ما قاله الشيخ العلامة المحقق محمد بن صالح العثيمين رحمه الله وغفر له في شرحه على الواسطية: والإرادة المذكورة هنا إرادة كونية لا غير ، لأنه قال : {فَمَنْ يُرِدِ اللَّهُ أَنْ يَهدِيَهُ} {وَمَنْ يُرِدْ أَنْ يُضِلَّهُ} ، وهذا التقسيم لا يكون إلا في الأمور الكونيات ، أما الشرعية ، فالله يريد من كل أحد أن يستسلم لشرع الله . اهـ هذا ما أردت إضافته وجزاكم الله خيرا |
بارك الله فيك أخي أكرم على المرور والإضافة النفيسة
|
للرفع رفع الله قدر شيخنا الحبيب ...
|
بارك الله فيك و جزاكم الله خيراً شيخنا الودود أبا العباس لا شك ان هذه الرحلة فضل من الله عز وجلّ ومنة {ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ} وأنا في انتظار التّتمة (ابتسامة) |
بارك الله فيك أباعبد الله رشيد على التذكير بالنعم والمنن,والتي حق لنا أن نشكر الله عليها جزاك الله خيرا.
|
الحَبْرَة , في أخبار رحلة العُمْرَة الحلقة الثانية
الحبرة في ذكر أخبار رحلة العمرة الحلقة الثانية الحمد لله رب العالمين,والصلاة والسلام على أشرف المرسلين,نبينا محمد وآله الطيبين, و صحابته الأبرار الطائعين,ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين,أما بعد:فوفاء بما وعدنا به من كتابة الحلقة الثانية,ها نحن نبدأ من حيث انتهينا,رجعنا من بيت الشيخ عبد الرحمن كوني,و صلينا العشاء في المسجد النبوي,وكنا على موعد مع الشيخ الفاضل أسامة بن عطايا العتيبي 1- في بيت الشيخ:أسامة بن عطايا العتيبي: ,فذهبنا بعد العشاء بصحبة الشيخ المفضال:عبد الحكيم دهاس الوهراني ومعنا الشيخ أسامة العتيبي يسوق بنا سيارته,كان والحق يقال بشوش الوجه,لا تفارق البسمة محياه,فما إن جلسنا حتى خلع علينا خَلْعَه,وأسبل علينا أدمُعَه,وجاءت الخِوان,عليها من الشراب أربعة أفنان,قهوة وتيزانة,وعصير وشايُ باكستانة,وحضر الجلسة بعض الطلاب الجزائريين الذين يدرسون بحلق العلماء بالمدينة,أجاب الشيخ على أسئلتهم,وكانت في الأسماء والصفات,وذكروا ما كانوا قد قيدوه عن العصيمي,من قوله:إن لله صفة تسمى البُصْر-بضم الموحدة,وسكون المهملة وذكروا أنه قال:لم أسبق من أحد إلى تقرير هذه الصفة, فأنكرها عليه الشيخ العتيبي,ثم سألناه نحن عن نصوص من كتب بن حنفية العابدين,فتكلم فكان مما قال:اتركوه,ولا تلتفتوا إليه.وتكلم الشيخ عبد الحكيم,وبين للشيخ بعضا من أحوال بن حنفية العابدين. ولست ذاكرا كثيرا مما دار في الجلسة لافتقاره إلى التقييد.ثم خرجنا من عند الشيخ بعد أن أرانا شيئا من كتبه المطبوعة,وأهدانا رسالته :{معوقات في طريق طلب العلم}وودعنا بحفاوة بالغة فجزاه الله خيرا 2 -في بيت الشيخ ربيع بن هادي المدخلي حفظه الله وأبقاه شوكة في حلوق أهل الأهواء ثم رجعنا إلى مكة-أعزها الله-وذهبت إلى الشيخ ربيع,في عوالي مكة,فوافيت صلاة المغرب في المسجد القريب منه,فصلى الشيخ بجانبي وراء الإمام,فلما فرغنا سلمت عليه وأخبرته أني من الجزائر,وقد وافى المجلس معنا بعض الإخوة المغاربة والأردنيين أذكر منهم:خالدا أبا عبادة هذا الذي لم أنس اسمه من الحاضرين,وإنما ذكرته ليكون المجلس موثقا,فاستأذنا الشيخ ربيعا في الجلوس معه فاعتذر لنا-وكان متعبا- قواه الله-فقبلنا عذره وانصرفنا فإذا به يرسل لنا أحد تلامذته:إن الشيخ يدعوكم للجلوس فرجعنا,فاستقبلنا في مكتبته العامرة,فتكلم الإخوة الأردنيون وسألوا عن مشهور حسن السلمان,فتكلم الشيخ ربيع في مشهور وأتبعه الحلبي وذكر أنهم على غير الجادة,فقيل له وسليم الهلالي؟فقال الشيخ سليم ما هو مثلهم بل هو دونهم.ثم تكلم الإخوة المغاربة,وسألوه أسئلة بعضها فقهي,ثم سألته:عن بن حنفية العابدين,فقال الشيخ ربيع: بن حنفية العابدين عليه أن يترك الجمعية,وينضم إلى إخوانه الدعاة في الجزائر. الشيخ ربيع-حفظه الله- يتراجع عن تزكيته لبن حنفية العابدين فقلت له:يا شيخ بعض الشباب يقولون:إن الشيخ ربيعا قد زكاه فقال لي:أنا زكيته على أساس أنه سلفي,لكن الرجل تلاعب ودخل في الجمعيات.ثم أفاض الشيخ في ذكر مساوئ الجمعيات وقال الجمعيات في كل مكان وقعت على أم رأسها. ثم قلت له:هو يدرس في زاوية فيها قبور,فقال لي أنت متأكد قلت نعم,فقال لي هل يصلي فيها؟ قلت لا أدري,فقال-و هو ذاهب إلى بيته- يكفي أمر الجمعيات.كأنه لم يتأكد من صحة المعلومة عن الزاوية ثم لقيت أكثر من أخ فأكدوا أنه يصلي فيها العيدين,وهذه الزاوية عن يسارها ثلاثة غرف بأبواب موصدة فيها سبعة قبور,عن يمينها قليلا رواق أو ما يشبه الحوش,ويلي هذا الرواق المصلى الذي يصلي في بن حنفية العابدين,والمبنى واحد والزوار لازالوا يأتون إلى الزاوية يزورون,وإن قيل أنهم قلوا لكن الزيارات قائمة. ثم مكثت ثلاثة أيام بمكة وصليت الجمعة بها وكانت الخطبة حول الأمن وتحريم الخروج على ولاة الأمور,تم رجعت إلى المدينة بغية الإلتقاء بالشيخ الفاضل:محمد بن هادي المدخلي,وكان يلقي الدرس يوم السبت بعد العشاء في مسجده بعوالي المدينة-حرسها الله- 3 -عند الشيخ محمد بن هادي المدخلي- حفظه الله- صلينا العشاء في المسجد النبوي,ثم توجهت مع بعض إخواننا الطلاب إلى مسجد الشيخ محمد بن هادي المدخلي,فوجدناه يشرح سلم الوصول للحكمي رحمه الله- عند قوله: يدعو إلى عبادة الأوثان*****بالمال والنفس وباللسان فليت شعري من أباح ذلك***وأورط الأمة في المهالك فيا شديد الطول والإنعام*****إليك نشكو محنة الإسلام فلما فرغ من الشرح قال:والآن نشرع فيما كنا وعدناكم به يعني من ذكر محاضرة عن وجوه تحريم المظاهرات.ثم قال لقد جمعت 120حديثا في طاعة الأمراء استخلصت منها 15وجها في تحريم المظاهرات,فلما سرد ذكر16وجها.وها هي دونك مختصرة كنت قد قيدتها وقت سماعها من الشيخ: 1-أن في المظاهرات تشبها بالكفار.ثم ذكر الأدلة على ذلك. 2-أنها من سنن اليهود والنصارى. 3-أن فيها عصيانا لولي الأمر. 4-أن فيها مفارقة للجماعة. 5-أن فيها حمل السلاح على المسلمين,ثم ذكر الحديث الصحيح من حمل السلاح علينا فليس منا. 6-أن فيها إراقة الدماء. 7-أن فيها الإعتداء على الآدميين في بيوتهم. 8-أن فيها اعتداء على الأعراض,- ذكر حفظه الله- أنه سمع بأذنه من الوقائع في هذا الباب الشيء الكثير . 9-أن فيها إشاعة للفوضى والخوف. 10-أن فيها إتلافا للممتلكات العامة والخاصة,وذكر أنه رأى من ذلك إحراق السيارات وغيرها. 11-أن فيها انتشارا لأهل الشر من سراق وقطاع طرق. 12-أن فيها مخالفة لأمر النبي-صلى الله عليه وسلم-. 13-أن فيها اختلاطا وتبرجا,وهنا عرج على الكلام على محمد حسان وبين أنه أجرى مقابلة مع المذيعة وهي سافرة ومدح الشباب الذي خرج في مصر ووصفه بالزكي الطاهر وتكلم أيضا على الفنيسان,والعودة و عائض ورد عليهم في تجويزهم للمظاهرات. 14-أن فيها الإعراض عن تحكيم شرع الله,وقال إن بعض المجتمعات دعاهم حكامهم إلى تحكيم شرع الله,وقالوا بيننا وبينكم شرع الله-كما فعل صاحب اليمن-فأبوا وقالوا ارحل ارحل. 15-أن فيها سبا للأمراء والحكام.ثم ذكر أثر أنس- رضي الله عنه-{ نهانا كبراؤنا من أصحاب محمد لا تسبوا أمراءكم ولا تغشوهم ولا تبغضوهم واصبروا فإن الأمر قريب.} 16-أنها سبب أعظم في تداعي أهل الكفر على أهل الإسلام. وبعد الإنتهاء ذهبنا إليه والتقينا به فذكر له أن هذا من طلبة العلم بالجزائر فأمسك بيدي وصافحني وسألني عن الأحوال بحفاوة بالغة فجزاه الله خيرا .وكنت أود لقاء الشيخ عبد الله البخاري ولم يتيسر لي الأمر. وجمع الطلبة بيننا وبين الشيخ هيثم –حفظه الله-وقوفا وكنا على عجلة من أمرنا. هذا ما يسر الله تسطيره مما جرى في هذه الرحلة,فأسأل الله أن ينفع بها كاتبها وقارئها إنه ولي ذلك والقادر عليه, والحمد لله رب العالمين وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين. كتبه العبد الضعيف محمد رحيل يوم السبت12/جمادى الأول/1432هـ بوادي التاغية معسكر الجزائر |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 08:24 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي