أهمية طلب العلم والحث عليه لأبي رواحة الموري
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله وكفى ؛ وسلام على عباده الذين اصطفى ، وبعد : نبشر إخواننا السلفيين بكل مكان بأنه وحرصاً من شبكة سبل السلام السلفية على نشر العلم النافع بين الأخوة ممن يرتادون الشبكة العنكبوتية , فإنه سيتم إقامة محاضرة علمية بداية كل شهر هجري, للأخ الفاضل شاعر السنة / أبو رواحة عبد الله بن عيسى الموري وفقه الله المكان / غرفة شبكة سُبل السلام السلفية sobolalsalam net room الوقت/ بداية كل شهر هجري إن شاء الله. الزمن/ 11:00 - 12:00 مساءً بتوقيت اليمن والسعودية. و سيتم البدء في إقامة هذه المحاضرات إبتداءً من يوم الخميس01 شعبان1430 هـ الموافق 23 يوليو 2009 م إن شاء الله. وستكون المحاضرة الأولى بعنوان: " أهمية طلب العلم والحث عليه" . والدال على الخير كفاعله . ***** عنوان الغرفة على برنامج المحادثة الشهير [ الهاي شتر = بيلوكس ] ، قسم إسلام رابط تحميل برنامج الـ (Beyluxe Messenger) http://beyluxe.com/Download/Beyluxe_Setup0212.exe |
1 مرفق
|
جزاك الله خيرا ...
|
طلب
السلام عليكم إخواني لو تقوموا بتنزيل مواد هذا الموضوع بصيغة (الزيب أو الريبلير) وبارك الله في جهودكم
|
تفريغ محاضرة أهمية طلب العلم و الحث عليه بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته. إن الحمد لله نحمده و نستعينه ونستغفره و نعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له و من يضلل فلا هادي له , و أشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له و أشهد أن محمداً عبده و رسوله صلى الله عليه ما تعاقب الليل و النهار و على آله الطيبين الأطهار : صلوا على المصطفى ما اهتز تيَّار * * * و ما تلألأ في الآفاق أنوار صلوا عليه و زيدوا في صلاتكم * * * فنحن في شرعه الميمون أنصار فصلوات ربي و سلامه عليه و على آله و من اقتفى أثره و استنَّ بسنته و انتهج نهجه إلى يوم الدين. {يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته و لا تموتن إلا و أنتم مسلمون} {يا أيها الناس اتقوا ربكم الذي خلقكم من نفس واحدة و خلق منها زوجها و بث منهما رحالا كثيرا و نساء و اتقوا الله الذي تساءلون به و الأرحام إن الله كان عليكم رقيبا} {يا أيها الذي آمنوا اتقوا الله و قولوا قولا سديدا يصلح لكم أعمالكم و يغفر لكم ذنوبكم و من يطع الله و رسوله فقد فاز فوزا عظيما} ثم اعلموا أن خير الحديث كتاب الله و خير الهدي هدي محمد صلى الله عليه و سلم , و شر الأمور محدثاتها و كل محدثة بدعة و كل بدعة ضلالة و كل ضلالة في النار . أعاذنا الله و إياكم و جميع المسلمين من البدع و الأهواء و الزيغ و الضلالات و النار آمين. أيها المسلمون، كما سمعتم هذه المحاضرة بإذن الله عز و جل تتحدث عن أهمية العلم و فضله و الحثِّ عليه، و اعلموا أيها الإخوة الأكارم : أولا: أن للعلم منزلةً عاليةً و مرتبةً رفيعةً , فلما كان العلم بالكتاب و السنة رفيع القدر عظيم المنزلة ، ذا أهمية بالغة كان للعلماء النصيبَ الأكبر و الحظ الأوفر من تلك الرفعة قال الله: {يرفع الله الذين آمنوا منكم و الذين أوتوا العلم درجات} فقد قرن الله عز و جل في الذكر بين طائفتين، كلاهما اتصفتا بالإيمان غير أن إحداهما فضلت على الأخرى بالعلم و الترقِّي في العلم لهذا يقول الحافظ ابن حجر في فتح الباري: (قيل في تفسيرها: يرفع الله المؤمنَ العالمَ على المؤمنِ غيرِ العالم ، ورفعة الدرجات تدل على الفضل إذ المراد به كثرة الثواب و بها ترتفع الدرجات و رفعتها تشمل المعنويةَ في الدنيا بعلو منزلته و حسن الصيت و الحسيةَ في الآخرة بعلو المنزلة في الجنة) . إذن فهذه الآية من الآيات التي تدل على أن العلم رفعة و أن مرتبته عالية ورفيعة عند الله جل و علا ، فمن اتصف بالعلم كان رفيعا حسًّا و معنى و دنياً و آخرة . و قد أخرج الترمذي في جامعه بإسناد صحيح من حديث عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم: (يقال للقارئ يوم القيامة اقرأ و رتِّل و ارتق فإن منزلتك عند آخر آية تقرأُها) كلما قرأ آية كلما ارتقى منزلة و علا مرتبة. و في فتح الباري أيضا جاء عن زيد بن أسلم رحمه الله أنه قال في قوله تعالى: {نرفع درجات من نشاء} قال زيد بن أسلم: بالعلم، يعني يرفعك الله، أي يرفع الله عز و جل درجات من شاء من عباده بالعلم. فإذن العلم مرتبته عالية و صاحبه مكرم و في موطن إجلال قال الشاعر: العلم نور و ضياء يقتبس * * * صاحبه مكرم أين جلس لا يستوي ضوء النهار و الغلس * * * شتان ما بين الحمار و الفرس شاهدنا: (صاحبه مكرَّم أين جلس) محط إجلال ورفعة. وقال العلامة حافظ الحكمي رحمه الله في ميميته: العلم أحلى و أغلى ما له استمعت * * * أذن و أعرب عنه ناطق بفم العلم أشرف مطلوب و طالبه لله * * * أكرم من يمشي على قدم فقدس العلم و اعرف قدر حرمته * * * بالقول و الفعل و الآداب فالتزم و اجهد بعزم قوي لا انفناء له * * * لو يعلم المرء قدر العلم لم ينم نعم عباد الله، و ما ذاك إلا أن العلم يرفع أصحابه و يعلي قدرهم فمن رفع العلم و أعلى رايته ارتفع في الدنيا و الآخرة : العلم يعلي بيوتا لا أساس لها * * * و الجهل يهدم بيت العز و الشرف أيها الإخوة الكرام، إن الرب جل و علا يخبرنا عن طائفتين، طائفة أهل العلم و طائفة أهل الجهل و أن الطائفتين لا يستويان، قال الله عز و جل: {قل هل يستوي الذين يعلمون و الذين لا يعلمون} الجواب مقرر في أذهان العقلاء أنهما لا يستويان كيف و قد قال الله جل شأنه: {أفمن يعلم أنما أنزل إليك من ربك الحق كمن هو أعمى إنما يتذكر أولوا الألباب} فشبه الله الجاهل بالأعمى و العالم بالبصير و شتان بين الفريقين، الجاهل أعمى و العالم هو البصير , ولهذا فإن الجاهل إذا قيل له أنت جاهل يأنف عن ذلك و يستكبر و لا يحب أن يوصف بهذه الوصمة المشينة بل يحب أن يتصف بصفات النبلاء و العلماء الأجلاء وما ذاك إلا أن العلم رفعة . عباد الله، لهذا فقد أشهد الله على ألوهيته بعد إشهاد نفسه و ملائكته أولي العلم فقال سبحانه: {شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط لا إله إلا هو العزيز الحكيم} قال القرطبي في تفسير هذه الآية : (في هذه الآية دليل على فضل العلم وشرف العلماء و فضلهم فإنه لو كان أحد أشرفَ من العلماء لقرنهم الله باسمه و اسم ملائكته كما قرَن اسم العلماء). انظر ماذا قال الله، {شهد الله أنه لا إله إلا هو و الملائكة و أولوا العلم} فثلَّث بأولي العلم بعد إشهاده نفسَه و ملائكتَه. قلت: و ما ذاك إلا أن الله جل وعلا يقول في محكم التنزيل {و ما يعقلها إلا العالِمون}. و في صحيح مسلم عن نافع بن عبد الوارث الخزاعي و كان عاملَ عمر على مكة أنه لقيه بعسفان فقال له : من استخلفت؟ - يعني على مكة - فقال استخلفت ابن أبزى مولى لنا فقال عمر : استخلفت مولى ؟! فقال : إنه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض فقال عمر: (إن نبيكم صلى الله عليه و سلم قد قال ( إن الله يرفع بهذا الكتاب أقواما ويضع به آخرين )) . انظروا إلى هذا الرجل المولى قد استُخلف على مكة لعلمه (إنه قارئ لكتاب الله عالم بالفرائض) فالعلماء هم أصحاب المراتب العالية والرفيعة في الدنيا و الآخرة. و قد علَّق البخاري في صحيحه أثر عمر الذي أخرجه بن أبي شيبة بإسناد صحيح من طريق محمد بن سيرين عن الأحنف بن قيس قال: قال عمر بن الخطاب (تفقَّهوا قبل أن تسوَّدوا) قال أبو عبد الله البخاري: (و بعد أن تسوَّدوا). انظروا إلى هذا الأثر العجيب عمر بن الخطاب يقول (تفقهوا قبل أن تسودوا) و كأنه يرى أن الذي قد انشغل بشيء من السيادة أو المسئولية أنه سينشغل كثيرا عن العلم , فعلى الإنسان أن يتعلم قبل أن يشار إليه بالبنان , أو قبل أن يحمل راية التعليم أو النصح أو التأليف أو غير ذلك , ويأتي الأعجب من ذلك قول أبي عبد الله البخاري حينما قال: (و بعد أن تسودوا) لا تتعلم قبل أن تسوَّد فحسب !! لا, بل وبعد أن تسود و بعد أن تصبح ممن يشار إليه بالبنان يجب أيضا في حقِّك أنك أيضا تتعلم و تستفيد,. سبحان الله! ألا ترون أيها الإخوة الكرام أن العالم كلما ترقَّى في العلم درجات و علا فيه منازل يشتد حرصه يعظم اجتهاده تراه حريصا على أن لا يفوت شيئا من العلم نعم و هذا هو فقه البخاري رحمه الله تعالى (و بعد أن تسودوا). و إذا نظرنا إلى حال نبينا محمد صلى الله عليه و سلم نرى أن الله جل و علا ما أمر نبيَّه محمدا صلى الله عليه و سلم بشيء أن يستزيد منه ما أمرَه أن يستزيد من العلم دون غيره فقال له {و قل} أي يا محمد {و قل رب زدني علما} نبي مرسل من الله يأتيه الوحي , ومع هذا يأمره الله عز و جل بأن يستزيد من العلم و أن يترقى في العلم , و تعلمون كما في الصحيح أنه صلى الله عليه و سلم كان يتدارس القرآن مع جبريل أمين السماء و في السنة التي مات فيها تدارس مع جبريل القرآن مرتين. نعم أيها الإخوة الكرام , فالعلم منزلته عالية فلا تزهد فيه ولا تبتعد عنه و احرص عليه , بل إن العلم دليل على الخيرية و طريق إلى جنة الله و إلى ثواب يمتد إلى الآخرة فقد جاء في الصحيحين من حديث معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) و هذا الحديث جاء عن جماعة من الصحابة و هو في الصحيحين من حديث معاوية كما سمعتم (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) لم يقل : يفقهه في الدنيا، و لم يقل : يفقهه في التجارات، و لم يقل : يفقهه في عالم التقنيات و الفضائيات و المرئيات، ولم يقل شيئا من ذلك و إنما قال: (من يرد الله به خيرا يفقهه في الدين) فأين موطن الخيرية يا عبد الله؟ إنه الفقه في الدين و تعلُّم الشرع , فإن العلم طريق إلى الجنة كما جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (ومن سلك طريقا يلتمس فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة) فإذا أردت أن تسلك أقرب الطرق إلى الجنة و السبيل الميسِّر لدخول الجنة فإنه طريق العلم. بل إن طلب العلم عباد الله لا تنقطع ثمرته العالم و طالب العلم لا ينقطع ثمر طلبه للعلم بل يستمر له ذلك بعد موته إن كان على إيمان و إخلاص و تقوى فقد جاء في صحيح مسلم من حديث أبي هريرة رضي الله عنه أيضا قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم (إذا مات الإنسان انقطع عمله إلا من ثلاث صدقةٍ جاريةٍ أو علمٍ ينتفع به أو ولدٍ صالحٍ يدعو له) فقوله: (أو علم ينتفع به) يدل على أن من ورث العلم فإن ذلك العلم يبقى له بعد موته , لأن هذا مما شرع فيه في الدنيا و عمل به في الدنيا , فإن العالم الذي يؤلف الكتب النافعة فسيبقى أجر عمله إلى يوم القيامة و يأتيه مدد الخير و الأجر و المثوبة و هو في قبره إلى أن تقوم الساعة فهنيئا له. * و اعلموا أيها الإخوة الكرام أنه لا بد لصاحب العلم من تصحيح النية في طلبه للعلم لا بد أن يصحِّح نيته , فإن تصحيح النية واجب وقد جاء عن غير واحد من السلف أنهم قالوا (طلبنا العلم لغير الله فأبى الله إلا أن يكون له) صدقوا مع أنفسهم, بل في سير أعلام النبلاء في ترجمة ابن جريج رحمه الله أنه سئل : لماذا طلبت العلم فقال : للناس - طلبت العلم للناس – علق الإمام الذهبي رحمه على قول ابن جريج هذا , قال ( ما أحسن الصدق و اليوم تسأل الفقيه الغبي لمن طلبت العلم ؟ فيبادر و يقول : طلبته لله و كذب إنما طلبه للدنيا ) الله أكبر، فعلى العبد وعلى طالب العلم أن يصحح نيته : و النيةَ اجعل لوجه الله خالصة * * * إن البناء بغير الأصل لم يقُمِ نعم يا عباد الله (إنما الأعمال بالنيات و إنما لكل امرئ ما نوى) * و لا بد أن ينضاف إلى تصحيح النية العملُ بالعلم , ولهذا بوَّب الإمام البخاري رحمه الله تعالى "باب العلم قبل القول و العمل" وذكر الحافظ بن حجر رحمه الله تعالى قال: قال ابن المنير: (أراد به أن العلم شرط في صحة القول و العمل فلا يعتبران إلا به فهو متقدم عليهما لأنه مصحِّح للنية المصحِّحة للعمل), فإذا صحَّت النية يصح العمل , ولا بد حينئذ من العمل وقد جاء عن غير واحد من السلف أنه قال: (كنا نستعين على حفظ السنة بالعمل بها) , وهذا ابن القيم رحمه الله تعالى في مفتاح دار السعادة بعد أن ذكر هذا القول قال: (فترك العمل بالعلم من أقوى الأسباب في ذهابه و نسيانه) إذًا فترك العمل بالعلم سبب لذهاب العلم ونسيانه , وهذا وللأسف حاصل عند كثير من طلبة العلم تراه يحرص على الفائدة و على العلم و يفرط في العمل فإذا بالعلم يذهب من بين يديه لأنه لم يحافظ عليه بالعمل , وقد جاء عن علي رضي الله عنه أنه قال: (هتف العلم بالعمل فإن أجابه و إلا ارتحل) و قال الشاعر : و عالمٌ بعلمـه لم يعملنْ * * * معذَّب من قبل عباد الوثنْ يشير إلى حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم الذي في الصحيح قال عليه الصلاة و السلام: (أول من تسعر بهم النار ثلاثة) - نعوذ بالله – و ذكر منهم ( القارئ للقرآن ) و لما سئل عن ذلك قال: (إنما قرأته فيك قال : إنما قرأته ليقال قارئ و قد قيل خذوه يا ملائكتي إلى النار)- نعوذ بالله من ذلك - . و جاء من حديث أسامة بن زيد أن النبي صلى الله عليه و سلم قال: (يؤتى بالرجل يوم القيامة من أهل النار فتندلق أقتاب بطنه فيدور بها كما يدور الحمار بالرحى فيجتمع عليه أهل النار و يقولون : إنا لنعرفك ألم تكن تأمرنا بالمعروف و تنهانا عن المنكر ؟ فيقول : بلى كنت آمركم بالمعروف و لا آتيه و أنهاكم عن المنكر و آتيه) رواه البخاري . كذلك حاله في جهنم نعوذ بالله من مخالفة القول العمل عباد الله و لهذا فعلى الإنسان أن يخاف من نفسه عندما يقول القول و لا يعمل بما يقول نسأل الله السلامة و العافية . * ثم اعلموا أيها الإخوة الكرام أنه لا بد لصاحب العلم من الاجتهاد فيه و الرحلة إلى أهله و التواضع لهم و الله عز و جل يقول: {و الذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا و إن الله لمع المحسنين} فمن يجاهد في الله هو الذي يظفر بالفوز و الفلاح . و رحم الله و رضي عن أبي هريرة رضي الله عنه و أرضاه الذي يقول كما في الصحيحين قال: (كنت ألزم النبي صلى الله عليه و سلم على شبع بطني) و يقول (و إن إخوتي من المهاجرين كان يشغلهم الصفق بالأسواق و كنت أتبع رسول الله صلى الله عليه و سلم على شبع بطني فأشهد إذا غابوا و أحفظ إذا نسوا) انظروا . رضي الله عن أبي هريرة ذلك الرجل الذي كان حريصا على طلب العلم و ربما كان يتفلت عليه وينساه فأتى يشكو ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه و سلم يشكو نسيانه فقال النبي صلى الله عليه و سلم: (ابسط ردائك فبسطه) فبرَّك النبي صلى الله عليه و سلم و دعا له ثم قال له: (اجمع ردائك فجمعه) قال أبو هريرة: (فما نسيت بعدها) . الله أكبر، بدعاء النبي صلى الله عليه و سلم لأبي هريرة حتى أصبح حافظ الصحابة , فهو حافظ الصحابة بلا نزاع و إن رغمت أنوف الحاقدين على أبي هريرة من الجهمية و المعتزلة و الرافضة و غيرهم من أهل الزيغ و الضلال رحم الله و رضي عن أبي هريرة القائل: (لقد أوتيت جرابين من العلم بثثت أحدهما و لو بثثت الآخر لقطع هذا البلعوم) بث جرابين أي وعاءين من العلم يقول (بثثت أحدهما و لو بثثت الآخر لقطع هذا البلعوم) فأخرج لنا كنوزا عن رسول الله صلى الله عليه و سلم و قام بنشرها رضي الله عنه وأرضاه . نعم أيها الإخوة الكرام فلا بد من الاجتهاد في طلب العلم و اعلموا أننا لن نستطيع تحصيل العلم إلا بالاجتهاد : أخي لن تنال العلم إلا بستـة * * * سأنبيك عن تفصيلهـا ببيان ذكاء و حرص و اجتهاد و بلغة * * * و صحبة أستاذ و طول زمان انظروا هذه ستة أمور لا بد أن تتوفر في طالب العلم إذا أراد الفوز و الفلاح (أخي لن تنال العلم إلا بستة ) ما هي ؟ قال : ذكاء و حرص و اجتهاد و بلغة * * * و صحبة أستاذ و طول زمان ملازمة العالم, الصبر على العلم أولاً وقد جاء عن علي بإسناد فيه كلام قال (قل لطالب العلم يتخذ نعلين من حديد) و أصح منه ما جاء عن يحيى بن أبي كثير قال: (لا يستطاع العلم براحة الجسم) وفي رواية (لا ينال العلم براحة الجسم) فإن طلب العلم يحتاج إلى اجتهاد فتحصل به المشقة وقد قال شيخنا الإمام الوادعي عليه سحائب الرحمة من ربه: (العلم أن تجلس على الحصير حتى تحتكَّ ركبتُك) كما في شريط " هذه هي السرورية فاحذروها " . (العلم أن تجلس على الحصير حتى تحتك ركبتك) أي بالأرض من شدة مكوثك و ملازمتك للعلماء و كان يتمثل رحمه الله بقول الشاعر : فكن رجلا رجله في الثرى * * * و هامـة همتـه في الثريا و النبي صلى الله عليه و سلم كان يربتُ و يضرب على كتف سلمان الفارسي غير العربي الذي رفع الحق و الإيمان و السنة , كان يضرب على كتفه و يقول: (لو كان الدين في الثريا - أو قال – الإيمان في النجوم لتناوله رجال من هؤلاء) يعني من فارس. الله أكبر، فالحرصَ الحرصَ عباد الله على طلب العلم و أخذه عن العلماء و ملازمة العلماء فترة طويلة فإن السلف رحمهم الله تعالى قد لازموا العلماء ملازمة عظيمة بل جاء عن بعضهم أنه قال: (كان يلازم أحدنا شيخه ثلاثين سنة) الله أكبر، يلازمه ثلاثين سنة لطلب العلم حرصا عليه و اجتهادا فيه و قد جاء عن غندر أنه لازم شعبة عشرين سنة و جاء عن غيره كذلك أنهم كانوا يلازمون علماءهم . فعلى الإنسان أن يحرص على الديمومة في طلب العلم و الاستمرار و لا يأنف و لا يتأخر و لا يتكاسل و قد سئل الإمام أحمد الإمام المبجل إمام أهل السنة أحمد بن حنبل رحمه الله قيل له : إلى متى تطلب العلم؟ قال: (من المحبرة إلى المقبرة) تسمع أخي هذا الكلام لإمام أهل السنة (من المحبرة إلى المقبرة) يعني يطلب العلم حتى أنفاسه الأخيرة , رحم الله شيخنا الإمام الوادعي و كان من الأمثلة النيرة في عصرنا الحاضر المظلم ولا يعرف ذلك إلا من رآه عن قُرب و رأى حقيقة ما هو عليه كيف كان حريصا على مدارسة العلم في سفره, في حله و ترحاله, بين طلابه وعند أقربائه وأهله ومع حراسه و في حال صحته و مرضه و في سيارته و في مشيه على قدميه و في حال استضافته و عند ضيوفه في كل أحواله وهو يطلب العلم, والله لقد رأيته بأم عينيَّ هاتين وقد وضعت أو ليَّات المغذيات في يديه و قد وضع يديه تحت خده و هو في مستشفى النور في مكة المكرمة قبل وفاته و قد حضرنا بجانبه و هو يقول بصوت منخفضٍ رخيم ( عندي سؤال من صاحبه ؟ ) و لا يقف عند ذلك!! لا، بل وأعجب من هذه الحالة ما هو سؤاله ؟! يسأل عن ماذا ؟! عن حديث قول النبي صلى الله عليه و سلم: (إذا أراد الله قبض عبد بأرض جعل له إليها حاجة) (من صحابيه و من أخرجه؟) الله أكبر !! انظروا يا عباد الله إلى أولئك الأئمة و الرجال الحريصين على طلب العلم المجتهدين فيه لهذا يقول ابن الجوزي رحمه الله في صيد الخاطر: (و لو أمكنك عبورَ كل أحد من العلماء و الزهاد فافعلْ فإنهم كانوا رجالاً و أنت رجل , وما قعد من قعد إلا لدناءة الهمة و خساستها) . بقدر العلم تكتسب المعالي * * * و من طلب العلى سهر الليالي تنام الليل ويحك في غطيط * * * يغوص البحر من طلب اللآلي * لهذا فعلى المرء أن يرحل لطلب العلم و يترك الأهل و الأوطان و قد رحل السلف فقد جاء في الأدب المفرد للإمام البخاري و مسندي الإمام أحمد و أبي يعلى أن جابر بن عبد الله رحل مسيرة شهر إلى عبد الله بن أوليس في طلب حديث واحد و لهذا ألف الخطيب البغدادي رحمه الله كتاب الرحلة في بيان هذا الغرض. فإذًا لا بد من الرحلة في طلب العلم و أخذ العلم عن أهله و أخذه من رحله قبل أن ينقطع حبله و يذهب أهله . * نعم أيها الإخوة الكرام ، و لا يستكبر الإنسان فالله عز و جل يقول: {سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق} فمن يتكبر على العلم و على العلماء فإنه يحرم الخير و يحرم العلم و لا يستفيد و قد ذكر البخاري تعليقا أثر مجاهد بن جبر (لا يتعلم مستح و لا مستكبر) و في لفظ (لا ينال العلم اثنان : مستح و لا مستكبر) و هذا الأثر أخرجه أبو نعيم في الحلية بإسناد صحيح . فالمتكبر إذا قال له فلان : اسأل الشيخ قال : أنا أسأل فلان ؟! الله أكبر و قد جاء عن السلف : أنه لا ينبل الرجل حتى يأخذ عمن فوقه و من هو مساوٍ له و من هو دونه . أيننا من أولئك ؟؟ أيننا من أولئك ؟! يأخذون ممن هم دونهم حرصا على العلم و تواضعا له: تواضع تكن كالنجم لاح لناظر * * * على صفحات الماء و هو رفيعُ و رحم الله عبد الله بن عباس الإمام الحبر البحر رضي الله عنه الذي مر به يوما أو في يوم من الأيام رجل من الأنصار أو قال لرجل من الأنصار: (تعالى بنا نأخذ العلم من الصحابة) فقال له ذلك الأنصاري: (إنهم كثير و لا حاجة إلى علمي و علمك) فما زجره و لا وقف ضده و ما قال هذا مخذل و هذا فيه و فيه, لا, إنما انكفأ على نفسه و أقبل على خاصة نفسه و انطلق إلى العلماء يأخذ عنهم يقول ابن عباس: (إنْ كنت لآتي إلى باب الصحابي في الهاجرة, في الظهيرة فأقف عند باب داره تسفُّني الرمال حتى تأتي صلاة العصر فعندما يخرج أسأله عن كذا و كذا فيقول لي يا ابن عم رسول الله ألا أرسلتَ إلي فآتيك؟ فيقول ابن عباس: لا, العلم يؤتى ) بمعنى أنك أنت الذي تذهب إليه و تحرص عليه نعم يا عباد الله فلا بد لطالب العلم من الرحلة في طلب العلم إلى العلماء العاملين الربانيين السلفيين الراسخين الثابتين على الحق غير المتزعزعين. * نعم يا عباد الله، و لا بد لطالب العلم أن يحافظ على وقته فإنه سيسأل عن ضياع تلك الأوقات {أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم إلينا لا ترجعون} أخرج الإمام الترمذي من حديث أبي برزة الأسلمي رضي الله عنه قال: قال النبي صلى الله عليه و سلم: (لن تزول قدما عبد يوم القيامة حتى يسأل عن أربع – و ذكر منها – و عن شبابه فيما أبلاه و عن عمره فيما أفناه) و كلاهما يتحدثان عن الوقت فالعمر و الشباب كلاهما يتحدثان عن الوقت و لهذا يقول ابن الجوزي رحمه الله: (ينبغي للإنسان أن يعرف شرف زمانه و قدْر وقته فلا يضيع منه لحظة من غير قربة) , وهذا الحسن البصري يقول: (وقذتْني كلمةٌ سمعتها من الحجاج يقول : على هذه الأعواد: إن امرءاً ذهبت ساعة من عمره في غير ما خلق له لحري أن تطول عليه حسرته إلى يوم القيامة) انتهى من البداية و النهاية قال الوزير الصالح يحيى بن مغيرة: الوقت أنفس ما عنيت بحفظه * * * و أراه أسهلَ ما عليك يضيعُ و قال الشاعر الفقيه عمارة اليمني : إذا كان رأس المال عمرك فاحترز * * * عليه من الإنفاق في غير واجب فاحرص على أن لا يضيع وقتك, و أيننا من صاحب كتاب الفنون ابن عقيل الحنبلي رحمه الله تعالى كما في ذيل طبقات الحنابلة يوم أن قال – و اسمع ماذا قال و اصبر على سماع مثل هذه الكلمات – قال: (إني لا يحل لي أن أضيع ساعة من عمري حتى إذا تعطل لساني عن مذاكرة ومناظرة و بصري عن مطالعة أعملتُ فكْري في حال راحتي و أنا مستطرح – يعني مضطجع – فلا أقوم إلا و قد خطرَ لي كلُّ ما أريد أن أسطره). الله أكبر، إن كان يكتب فهو يكتب و إن كان مضطجعا فهو يفكِّر في العلم و يقوم و يكتب ما كان يفكر فيه ما عنده ضياع للوقت أبدا, لماذا؟؟ قال: (لأنه لا يحل لي أن أضيِّع ساعة من عمري) أرأيتم أيها الإخوة ؟؟ أرأيتم كيف كان أولئك الرجال ؟؟ لا تعرضنَّ بذكْرنا مع ذكرهم * * * ليس الصحيح إذا سعى كالمُقعد فما الفرق بيننا و بين أولئك؟! إي والله فأولئك رجال عظم قدرهم، ابن عقيل هذا من حرصه على الوقت يقول (و إني لأقدم سفَّ الكعك على الخبز لما بينهما من الفرق في المضغ) يا الله، انظروا إلى هذا الفقه العجيب و الحرص العجيب و في تذكرة الحفاظ قال ابن المديني: قيل للشعبي : من أين لك هذا العلم كله؟ قال: 1 - بنفي الاعتماد – ما يعتمد على تسجيل فلان وفلان بالله اكتب لي و الثالث إذا حضرت الدرس قل لي إيش قال الشيخ, لا , بنفي الاعتماد - أي على غير الله –, 2 - و السير في البلاد - أي بالرحلة - 3 - و صبر كصبر الجماد – أي بالاجتهاد فيه – 4 - و بكور كبكور الغراب ) – يعني بالمبادرة إلى حلقات العلم - انظروا إلى هذا الكلام الجميل (بنفي الاعتماد و السير في البلاد و صبر كصبر الجماد و بكور كبكور الغراب). عباد الله و قبل أن أختم هذه الصفحات التي لا ينبغي أن تختم و لا يستطيع أحد أن يختمها لأنها لا تختم إلا بذهاب حياة الإنسان فالعلم لا يزال قائما و أهله لا يزالون قائمين إلى أن تقوم الساعة (لا تزال طائفة على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم و لا من خالفهم إلى أن يأتي أمر الله). و لكن هذا العلم لا بد و أن يذهب يوما من الدهر و لكن لا يذهب محوا من الصدور و فجأة واحدة, لا, إنما بذهب العلم بذهاب أهله وحملته ونقلته ومؤديه فقد قال الله عز وجل في محكم التنزيل في سورة الرعد: {أفلا يرون أنا نأتي الأرض ننقصها من أطرافها أفهم الغالبون} ذكر أهل التفسير في هذه الآية جملة من الأقوال منها: أن المراد بها هلاك الأرض و منها : أن المراد بها هلاك الأمم , غير أن ابن عباس له قول و لغيره قول في هذا و هو أن المراد بقوله: {ننقصها من أطرافها} هو موت أشرافها و كبرائها وذهاب الصلحاء والأخيار و جاء عن مجاهد أنه قال: هو موت الفقهاء و العلماء . إذًا هذا هو النقصان الحقيقي من الأرض, لا ينقص من الأرض فقط الخيرات أو ينقص كذا و كذا, لا, إنما تنقص هذه الدنيا و هذه الأرض بنقصان العلماء. و عن أنس بن مالك رضي الله عنه و أرضاه قال لأحدثنكم حديثا لا يحدثكم أحد غيري سمعت نبيكم صلى الله عليه و سلم يقول: (إن من أشراط الساعة أن يقل العلم – أو قال – أن يذهب العلم و يظهر الجهل و يظهر الزنا و تكثر النساء و يقل الرجال حتى يكون لخمسين امرأة القيم الواحد) . ففي قوله ( أن يقل العلم – أو – أن يذهب العلم ) يذهب بذهاب أهله, و قد جاء عن عبد الله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما كما في الصحيحين قال النبي صلى الله عليه و سلم: (إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد و لكن يقبض العلم بقبض العلماء حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا) . إذًا فذهاب العلم بذهاب أهله , وإذا ذهب العلماء بقي الجهلاء و حينها انظروا ماذا يكونون رؤساء في القوم وجهاء لكن ما عندهم علم ولا لهم منزلة في العلم فهؤلاء يضلون أنفسهم و يضلون غيرهم, يضلون في أنفسهم و يضلون غيرهم نسأل الله السلامة و العافية. و مع أن العلم يذهب بذهاب أهله إلا أن شيخنا إمام الجرح و التعديل الشيخ ربيعا حفظه الله تعالى كما في تدريسه لنا صحيح مسلم قال حفظه الله: (و الله أعلم أن سبب ذهاب العلم هو زهد الطلاب من الأخذ عن الشيوخ حتى يذهبوا من بين أيديهم و لم يأخذوا عنهم) هذا قول لشيخنا يرى أن السبب في ذهاب هذا العلم زهد طلبة العلم فيه فلا يأخذون عن العلماء , وصحيح الآن لو رأينا واقعنا نرى العجب بعضهم يقول: والله إني في عصر ابن باز و ما طلبت العلم عنه و بعضهم يقول: والله لقد رأيت الشيخ الألباني و لكن لم آخذ عنه شيئا و بعضهم يقول: نحن في عصر إمام الدنيا محمد أمان الجامي رحمه الله تعالى أستاذ مشايخنا و ما أخذنا عنه و منهم من يقول: نحن في عصر الإمام الوادعي و ما طلبنا العلم على يديه!!! نسأل الله السلامة و العافية, هذا موجود زهد, تجده متحرقا للدعوة و متألما لها و يكتب عنها و ينافح و يدافع بل و يقاتل و لكن ليس حريصا أن يثني ركبته بين أيدي العلماء, أبدا إلا من رحم الله . نعم و قد جاء في السير عن هلال بن خباب قال لسعيد بن جبير : ما علامة هلاك الناس؟ قال: (إذا ذهب علماؤهم) نسأل الله السلامة و العافية, إذا ذهب العلماء هذا إيذان بهلاك الأمة . و قد جاء في مختصر منهاج السالكين لابن الجوزي قال الحسن البصري: (لولا العلماء لعاش الناس كالبهائم) إي والله, أهل العلم نور, أهل العلم ضياء , أهل العلم مواطن إرشاد و دلالات , أهل العلم سبيل إلى أن نتفقه في دين الله, نعوذ بالله من أهل الزيغ و الضلال الذين يحذروننا من العلماء يحذروننا من التعلم ومن الرحلة إلى طلب العلم , فإن كثيرا ممن حولنا لا يعينوننا على طلب العلم, إي والله بل منهم من ربما طلب العلم ثم نكص على عقبيه وتقهقر وأخذ يذم مواطنَ الرفعة التي كان يتعلم فيها فكم من خارجي اليوم على معاقل العلم و معاقل الإسلام في هذا العصر!! إي والله إننا نسمع اليوم ممن يحذِّر من معقل العلم في هذه الدنيا معقل الحديث و السنة دار الإمام الوادعي رحمه الله تعالى , فهؤلاء في حقيقة الأمر والله إنهم لمن أشد الناس قطعاً ًللمسلمين في سيرهم إلى الله , لماذا ؟! لأن الإنسان لا يذهب إلا أنه يريد وجه الله عز و جل و يريد طلب العلم و يريد أن يرفع الجهل عن نفسه وهؤلاء هم قطَعةُ الطريق – إن صح التعبير- لا يوصِلون الناس بما يوصِل بربهم من العلم و التعليم : عُنوا يطلبون العلمَ في كلِّ بلدةٍ * * * شباباً فلمّا حصّلوه وحشَّــروا وصحَّ لهم إسنادهُ وأصــولهُ * * * وصاروا شيوخاً ضيّعوهُ وأدْبروا ومالوا على الدنيا فهم يحلبونها * * * بأخلافها مفتوحُها لا يصــرَّرُ فيا علماءَ السوء أين عقولُكم * * * وأين الحديث المسندُ المتخـيّرُ سبحان الله بالأمس كان موطِنَ حديث و اليوم صار معقلَ فتنة؟! نعوذ بالله من الزيغ و الضلال . فعلى الإنسان أن يتعلم العلم و أن يعرف لأهل العلم منزلتهم و قدرهم , والله لقد عشنا أياما مقيتة مع أهل البدع و الأهواء والحزبيات الذين لا يربطوننا بعلماء السلف ولا بعلماء الأمة والله إن كنا لنحذَّر من العلامة ابن باز بدعوى أنه مداهن!! و نحذَّر من حامل لواء الجرح و التعديل الشيخ ربيع بدعوى أنه مع الحكومات!! و نحذَّر من الدراسة عند الشيخ مقبل بدعوى أنه لا يدافع عن الدين إلا حميةً و قَبْيلةً!! ونحذَّر من الدراسة أو الأخذ عن الإمام الألباني محدث العصر على أنه مرجئ!! الله أكبر {كبرت كلمةً تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذبا} . عباد الله، فلا يهولنَّكم ما تسمعون من المخذلين {و إنْ تطع أكثرَ من في الأرض يضلوك عن سبيله} فعلى الإنسان أن يُقبل على العلم و أن يحرص عليه و أن يأخذه عن العلماء و أن يرحل إلى معاقل السنة , ولا يصغي بأذنيه إلى الطاعنين أو قطاع الطريق , فإن القافلة سائرة بإذن الله وإنْ نبحتْ الكلاب , والله معزٌ دينَه و ناصرٌ دعوتَه و رافعٌ منهجَه و الله عز وجل في عون العبد . فعلى العبد أن يحرص على طلب العلم والاجتهاد فيه و قد جاء عن بعض السلف أنه و هو في مرضه و يريد أن يكتب الفائدة الفلانية فقيل له: وأنت في هذه الحال ؟ قال: (لا أدري على ماذا يختم الله لي؟) فيريد أن يُختم له وهو يطلب العلم, وهو يكتب العلم . فالله الله يا عباد الله في أننا نحرص على العلم و نجتهد فيه ونأخذه عن أهله . ونسأل الله في ختام هذه المحاضرة التي طالت , ولو طالت وطالت ما أعطيتها حقَّها إي والله, إي والله لأن الإنسان إذا تعلم فإن بالعلم نجاة بل تفريقاً بين السنة و البدعة و التوحيد و الشرك و الحق و الباطل و الحزبية و السلفية , فالعلم فرْق بين الخير و الشر هذا خلاصة الأمر و نهايته. فإذا أردت أن تنجو من المهلكات و الموبقات و المضلات و الانحرافات فعليك بطلب العلم و الحرص عليه و التواضع لأهله و الرحلة إلى أهله , وفق الله الجميع إلى ما يحبه و يرضاه نسأل الله الإخلاص في الأقوال و الأعمال , اللهم إنا نسألك التوفيق و السداد , اللهم ارزقنا صلاح الظاهر و الباطن , اللهم كن لنا فوق الأرض وتحت الأرض و يوم العرض عليك. هذا والله أعلم و صلى الله و سلم على نبينا محمد و على آله و سلم قام بتفريغ المحاضرة الأخوان : محمد وأكرم ابنا نجيب التونسيان وفقهما الله |
جزى الله الاخ الحبيب ابي رواحه خير الجزاء على ما فتح الله عليه فالحمد لله اولا واخيرا
|
وأنت جزاك الله خير الجزاء على مرورك الطيب العاطر |
جزاك الله خيراً و بارك الله في علمك و عملك
|
جزاك الله خيراً
و بارك الله في كل من أسهم في نشر هذا العمل... واصل وصلك الله بطاعته |
جزاكم الله خيرا وبارك في جهودكم
|
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 09:08 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي