رؤوس الأقلام من مخالفات منهج أبي الحسن وأتباعه لمنهج السلف الأعلام لأخينا الشاعر أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري
رؤوس الأقلام من مخالفات منهج أبي الحسن وأتباعه لمنهج السلف الكرام وأئمة العصر الأعلام لأخينا الشاعر أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري وفقه الله: بسم الله الرحمن الرحيم مقدّمة الشيخ الفاضل يحيى بن على الحجوري – حفظه الله – الحمد لله ، نحمده ونستعينه ونستغفره , أمّا بعد : فقد قرأت رسالة أخينا الفاضل السُّنِّي الغيور أبي رواحة –حفظه الله - ، الْمُسمّاة " رءوس الأقلام من مخالفات منهج أبي الحسن وأتباعه لمنهج السلف الكرام وأئمة العصر الأعلام "؛ فرأيته ذكر فيها على أبي الحسن المصري وأتباعه ثلاثين مأخذاً صحيحاً ، ووثَّق مآخذَه المذكورة ، ودَعَّمَها بالأدلَّة الثابتة ، والتجارب الواقعة ، والبراهين الساطعة ، مع ما تحتوي عليه من بلاغة القول ، وحسن النصح ، وجودة الأسلوب ، فجزى الله أخانا أبا رواحة خيراً . كتبه : أبو عبد الرحمن يحيى بن علي الحجوري (13ربيع الآخر 1423هـ ) المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم إنّ الحمدَ للهِ ، نَحمَدُهُ ونَستَعِينُهُ ونَستغفِرُهُ ، ونعوذُ باللهِ مِن شُرورِ أَنفُسِنا ومن سيِّئاتِ أعمالِنا ، مَن يَهْدِهِ اللهُ فلا مُضِلَّ له ، ومَن يُضلِل فلا هادِيَ له , و أشهدُ أن لا إلـه إلا اللهُ وَحدَهُ لا شريكَ له ، وأشهدُ أَنَّ مُحمَّداً عَبدُهُ و رسولُهُ . )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلاَ تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ([آل عمران:102]. )يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللهَ الَّذِي تَتَسَاءَلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا([النساء:1]. )يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللهَ وَقُولُوا قَوْلاً سَدِيدًا يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعْ اللهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا( [الأحزاب:71]. أما بعد: فإنّ خيرَ الحديث كتاب الله ، وخيرَ الهديِ هديُ محمَّدٍ r وشرّ الأمور محدثاتها وكلَّ محدثةٍ بدعةٌ وكلَّ بدعةٍ ضلالةٌ وكلَّ ضلالةٍ في النار. يقول تعالى: )ألم أَحَسِبَ النَّاسُ أَنْ يُتْرَكُوا أَنْ يَقُولُوا ءَامَنَّا وَهُمْ لَا يُفْتَنُونَ، وَلَقَدْ فَتَنَّا الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ فَلَيَعْلَمَنَّ اللَّهُ الَّذِينَ صَدَقُوا وَلَيَعْلَمَنَّ الْكَاذِبِينَ(، ويقول تعالى:) مَا كَانَ اللَّهُ لِيَذَرَ الْمُؤْمِنِينَ عَلَى مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ حَتَّى يَمِيزَ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ(، ويقول الله تعالى:)وَكَذَلِكَ نُفَصِّلُ الْآيَاتِ وَلِتَسْتَبِينَ سَبِيلُ الْمُجْرِمِينَ( . فإني قد كتبت ثلاثين مأخذًا على منهج أبي الحسن ومنهج أتباعه المائع الجائر المنحرف ، خالفوا فيها منهج السلف الكرام ، وأئمة العصر الأعلام ، ونظرًا لِما رأيتُهُ من تعصُّبِ أُناسٍ لشخص أبي الحسن ولمنهجه المنحرِف ؛ ما بين مُغرَّرٍ به ، ولاهثٍ وراء الدنيا، ومن يرى ذلك ديانة ، ودفاعًا عن الحق في زعمه . فكان ذلك من أعظم الدوافع لي في أن أكتب هذه المآخذ التي ظهرت لي حقيقتُها وعرفتُها من خلال معاشرتي لهم واحتكاكي بهم ، واللَّذَين كانا مَبنِيَّين على النصيحة من قبلُ ومن بعدُ ، )فَمَا رَعَوْهَا حَقَّ رِعَايَتِهَا ( [الحديد : 27] . ولَمَّا كان حالي معهم كما قال الله تعالى عن نبيه صالح - عليه السلام - حين خاطب قومه بقوله: )وَنَصَحْتُ لَكُمْ وَلَكِنْ لَا تُحِبُّونَ النَّاصِحِينَ ( [الأعراف : 79] كان لِزامًا عليَّ أن أُدوِّن هذه المؤاخذات بيانًا للحق يحدوني في ذلك قوله تعالى: ) وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ( [الكهف : 29] ، وقوله تعالى:)فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ( [الحجر :94]، وقوله تعالى: )خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ وَأَعْرِضْ عَنِ الْجَاهِلِينَ( [الأعراف :199]. وحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه قال:((بَايَعْنَا رَسُولَاللهِ عَلَى السَّمْعِ وَالطَّاعَةِ - وفيه - وَعَلَى أَنْ نَقُولَ بِالحَْقََّ أَيْنَمَا كُنَّا ، لاَ نَخَافُ فِي اللهِ لَوْمَةَ لائم ...))الحديث متفق عليه . وحديث أبي ذر رضي الله عنه قال:((أَمَرَني خَلِيلِي صلى الله عليه وسلم بِسَبْعٍ ... [ومنها:] وأَمَرَنِي أَنْ أَقُولَ بِالْحَقِّ وَإِنْ كَانَ مُرًّاًوَأَمَرَنِي أَنْ لاَ أَخَافَ فِي اللهِ لَوْمَةَ لاَئِمٍ...))الحديث أخرجه أحمد (5/159) وهو حديث حسن . قلتُ: فانطلاقًا من ذلك أشرع في المقصود ، مستعينًا بالله تعالى . * * * قال أبو يحي : يتبع هذا الموضوع على فقرات حتى أستكمل الثلاثين مأخذا بإذن الله من هذه الرسالة النفيسة , شاكراً لمشرفنا الهمام على جهوده المباركة . راجياً من إخواني متابعة فقرات هذه الرسالة وإثراءها بالتعليق الهادف والمفيد , وخاصة أن الأمر يتعلق بأبي الحسن الذي أظهر حقده على أهل السنة وعلى رأسهم شيخنا العلامة ربيع بن هادي المدخلي متع الله به , وأطال في عمره على طاعته, ومن ظن أن أبا الحسن قد مات فقد أخطأ , فهو لا يزال يرسخ منهجه الواسع على قدم وساق فأين جهود أهل السنة في التصدي لأمثاله ؟!!! |
من قبل و أنا أبحث عن الرسالة على النت فما وجدتها فجزاك الله خيرا يا أبا يجيى على جهودك و نحن في انتظار البقية
|
وأنت جزاك الله خيرا أخي أكرم على حرصك وأبشر بتحقيق طلبك في إكمال الرسالة
|
المؤاخــذات: المأخذ الأول (1) أنّهم يقودهم الهوى والعقل إلى المجازفة في ردّ الأدلة الشرعية،والنصوص العلمية : قال تعالى: )وَإِنَّ كَثِيرًا لَيُضِلُّونَ بِأَهْوَائِهِمْ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِالْمُعْتَدِينَ([الأنعام119] وقال تعالى: )فَإِنْ لَمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءَهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنَ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ( [القصص:50] وقال تعالى:)فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا( [النساء135] وقد ثبت عند الإمام أحمد وعند ابن أبي عاصم في السنة برقم 14 من حديث أَبِي بَرْزَةَ الأسلمي أن النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم قَالَ : ((إِنَّ مِمَّا أَخْشَى عَلَيْكُمْ من بَعدي بُطُونَكُمْ وَفُرُوجَكُمْ وَمُضِلَّاتِ الْأَهَواء))[1]. وقال أبو العالية :[ ما أدري أيّ النِّعمَتَيْنِ علَيَّ أعظمُ ؛ إذ أخرجني الله من الشرك إلى الإسلام ، أو عصمني في الإسلام أن يكون لي فيه هوى ] اهـ "من شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة للإمام اللالكائي230 " وقال الذهبي رحمه الله تعالى: ثمّ العلم ليس هو بكثرة الرواية ؛ ولكنّه نورٌ يقذفه الله في القلب، وشرطه الإتِّباعُ والفرارُ من الهوى والابتداع اهـ من "السير" ترجمة عثمان بن سعيد الدارمي. وجاء بلفظٍ مقاربٍ لهذا المعنى في "شرح السُّنَّة " للإمام البربهاري ، كما في مسألة رقم (103) . قلت: فإنّ أبا الحسن وكثيراً من أتباعه قد أعمى اللهُ بصيرتَهُم فلا يتعاملون مع الفتنة ببصيرةِ العلم والبحث عن الحقِّ ، وإنّما يتعاملون معها بالهوى والعاطفة والحرص على حطام الدنيا الزائل. المأخذ الثاني (2) أنّ مِن أعظم العوامل التي ساعدت على ردِّهِم الحقَّ هو تورُّطَهم في حبائل الدنيا ، وما يجدونه من مد يد العون في إمداد مراكزهم . فقد قال أحدهم : والله لو أراد أبو الحسن أن يسفلت [أي يُعبِّد] الطريق من مركزه إلى مُجمَّع مأرب لاستطاع ا.هـ . قلتُ: إذن فهي الدنيا ، فكم أَلْجَمَت مِن فَم ، وفَتَنَت من قلب ، قال تعالى :) زُيِّنَ لِلنَّاسِ حُبُّ الشَّهَوَاتِ مِنَ النِّسَاءِ وَالْبَنِينَ وَالْقَنَاطِيرِ الْمُقَنْطَرَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ وَالْخَيْلِ الْمُسَوَّمَةِ وَالْأَنْعَامِ وَالْحَرْثِ ذَلِكَ مَتَاعُ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَاللَّهُ عِنْدَهُ حُسْنُ الْمَآبِ ( [آل عمران : 14] ، وقال تعالى: )وَلَا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى ( [طه : 131] وعن كعب بن عياض مرفوعاً (( لِكُلِّ أُمَّةٍ فِتْنَةٌ ، وَفِتْنَةُ أُمَّتِي الْمَالُ)) [أخرجه الترمذي ، وهو في "الصحيح المسند" 2/182] ، وفي" الصحيحين " في قصّة أبي عبيدة أنّه قدم بِمال من البحرين ، وفيها قال صلى الله عليه وسلم: (( ... فَوَاللَّهِ مَا الْفَقْرَ أَخْشَى عَلَيْكُمْ ، وَلَكِنِّي أَخْشَى أَنْ تُبْسَطَ عَلَيْكُمْ الدُّنْيَا كَمَا بُسِطَتْ عَلَى مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ ، فَتَنَافَسُوهَا كَمَا تَنَافَسُوهَا وَتُهْلِكَكُمْ كَمَا أَهْلَكَتْهُمْ )) . وعن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال : إنَّ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم جَلَسَ ذَاتَ يَوْمٍ عَلَى الْمِنْبَرِ وَجَلَسْنَا حَوْلَهُ ؛ فَقَالَ : (( إِنِّي مَمَّا أَخَافُ عَلَيْكُمْ مِنْ بَعْدِي مَا يُفْتَحُ عَلَيْكُمْ مِنْ زَهْرَةِ الدُّنْيَا وَزِينَتِهَا )) متّفق عليه . قال سفيان - رحمه الله- : [كنتُ أوتيت فَهمَ القرآن ، فلمّا قَبِلتُ الصرّة سُلِبتُه] " تذكرة السامع والمتكلم " (ص 19 ) . وقال رحمه الله تعالى أيضاً: [ إِنِّي لألقى الرجلَ أبغضه فيقول: كيف أصبحتَ ؟ فيلينُ له قلبي, فكيف بمن آكل طعامهم ؟! ] اهـ من "السير" (7/260) . قلت فكيف بمن امتلأت جعبته بأموالهم ؟! . وقال مالك بن دينار- رحمه الله - : [ اتَّقوا السحارة ، قالوا وما السحارة ؟ قال: هي الدنيا تأخذ بقلوب العلماء]،أ.هـ . قلتُ : فكيف بقلوب طلبة العلم والعامة ؟! . وقد قال الشاعر: أَحْسِنْ إِلَى النَّاسِ تَسْتَعْبِد قُلُوبَهُم * * * فَطَالَمَا اسْتَعْبَدَ الإِنْسَانَ إِحْسَانُ . قلتُ: وقد كان شيخنا العلاَّمة المحدِّثُ مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - كثيراً ما يتمثل بقول الشاعر: فكم دقَّت ورقَّت واسترقَّت *** فضُولُ الرِّزق أعناقَ الرِّجال. المأخذ الثالث (3) أنّهم تسيِّرهم العاطفة، وتخدعهم الكلمات المعسولة، وتؤثِّر فيهم العبارات الْمُنمَّقة،ولو كانت تحمل في طيَّاتها السُّمَّ الزُّعاف . وإلاّ فقل لي : من الذي سحر أصحاب براءة الذمَّة إلاّ عبارات أبي الحسن البّراقة وكلماته الخدّاعة ؟ وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية كما في رسالته " الرد على البكري " : [ العلم قسمان : قولٌ مُصدَّق ، وبحثٌ مُحقَّقٌ ، وما سوى ذلك فهذيانٌ مُزوَّق ]أ.هـ . قلتُ : فوقع المدافعون عن أبي الحسن في باطله الْمُزوَّق، وغَرَّهم بَهرَجُ قوله الْمُنمَّق . [1] قال الإمام الشافعي – رحمه الله - : (( لأن يَلقَى الله العبدُ بكلِّ ذَنبٍ ما خلا الشرك خير من أن يلقاه بشيء من الهوى)) اهـ . أخرجه البيهقي في "الاعتقاد " (ص 158) ، كما في التعليق على " شرح السُّنَّة " للبربهاري ، للشيخ خالد الردادي ( ص 121). |
شكر الله للأخوة القائمين والمشرفين على هذا المنتدى المبارك على جهودهم المباركة , وأثابهم الله على ما يقومون به من نشر للمواضيع الهادفة والهامة ورزقنا وإياهم الاخلاص في القول والعمل |
المأخذ الرابع (4)أنّ لهم تعتيماً إعلاميّاً رهيباً يطوي سجلَّ كلِّ فضيلة تخالف نهجهم البائر! قد يصل إلى مرتبة كتمان الحقِّ وإشاعة الباطل في تتبع الهفوات والأخطاء . ) أَفِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ أَمِ ارْتَابُوا أَمْ يَخَافُونَ أَنْ يَحِيفَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَرَسُولُهُ بَلْ أُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ ( [النور : 50] . قال الكريزي: مَا بَالُ قَوْمٍ لِئَامٍ لَيْسَ عِنْدَهُم * * * عَهْدٌ وَلَيْسَ لَهُم دِينٌ إِذَا ائْتُمِنُوا إِنْ يَسْمَعُوا رِيبَةً طَارُوا بها فَرَحاً * * * مِنَّا وَمَا سَمِعُوا مِنْ صَالِحٍ دَفَنُوا صُمٌّ إذَا سَمِعُوا خيراً ذُكِرْتَ بِهِ * * * وَإِنْ ذُكِرْتَ بِسُوءٍ عِنْدَهُمْ أَذِنُوا "روضة العقلاء" لابن حبان( ص150) . قلتُ : فما كان في صالحهم نشروه ، وما كان ضدَّهُم أو يَهدِم باطلَهُم كتموه ورفضوه، وقد قال الإمام أحمد : [ قاتل اللهُ أهلَ البدع ! يأخذون ما لهم ، ويدعون ما عليهم ] . وقال عبد الرحمن بن مهدي في " الاقتضاء" لشيخ الإسلام ابن تيمية( ص 18 ) : [ أهلُ العلم يكتبون ما لهم وما عليهم وأهلُ الأهواء لا يَكتُبُون إلاّ مالهم ] . المأخذ الخامس (5)أنّ من كان معهم - ولو كان زائغاً أو جاهلاً - فإنّه مَحطَ الثناءوالتبجيل ، فإن كان طالب علم قالوا فيه : "الشيخ العلامة "، وإنّ كان شاعراً قالوا: "نظيرحسّان بن ثابت "، وأمّا من خالفهم- وإن كان إمامَ عصرِِه أو عالِماً بالجرح والتعديل- فإنّه مَحطُّ الثَّلبِ والتقبيح والقدح والتجريح . المأخذ السادس (6) أنّ منهم من يتربَّى على أيدي علماء السُّنَّة حتّى يتمكّن من تزكياتهم ، فإذا ما سنحت له فرصة يلدغ كما تلدغ العقارب ثم يعود إلى جحره . قال الإمام البربهاري - رحمه الله - كما في " طبقات الحنابلة " (2/44): [ مثل أصحاب البدع مثل العقارب يدفنون رءوسهم وأبدانهم في التراب ، ويُخْرجون أذنابهم ، فإذا تَمكَّنُوا لَدَغُوا. وكذلك أهلُ البدع هم مُختَفُون بين الناس ، فإذا تَمكَّنُوا بلغوا ما يريدون ].اهـ وانظر : مسألة رقم ( 148) من " شرح السنة " . قلتُ : حتّى إذا ما استدّ[1] ساعِدُهُ وقَوِيَ صُلبُه ، واستقام على سوقه ، أخذ يسل لسان الغدر، فيُجابِه العلماء علانيةً وكما قيل: (سَـمَِّن كلبَكَ يأكلْك) قال الشاعر: وَيَا عَجَباً لِمِن رَبَّيتُ طفلاً * * * أُلْقِمُـه بـأطراف البَنَـانِ أُعَلِّمُه الرِّمـايةَ كُـلَّ حين * * * فَلَمَّـا اسْتَدَّ سَاعِدُه رَمَاني أُعَلِّمُه الفُتُوَّةَ كُـلَّ يـوم* * * فلمَّـا طرَّ شـاربُه جَفَاني وَكَمْ عَلَّمْتُه نَظْم القَوافي * * * فلمَّـا قال قافيةً هَجَاني [1]بالسين , وأما بالشين فليس بشئ " ونظر الفتح " (12/ 226) . يتبع بإذن الله |
وفقك الله أبا يحي لإكمال الرسالة وشكر الله لك صنيعك
|
المأخذ السابع (7) أنّهم يحاولون إهالة الترابِ على جهود كبار العلماء، وتقليصَ أعمالهم العظيمة، والنيلَ من مكانتهم الرفيعة . وذلك بالطعن فيهم بدعوى أنّ الشيخ أحمد النجمي مجهولٌ لا يُعرَف !، وأنّ الشيخ ربيعاً كبر سِنُّه فُلبِّس عليه! ، وأنّ الشيخ فالحاً الحربي لم يترك أحداً من إخوانه فسيحال للمحاكمة!، وأنّ الشيخ محمّد بن عبد الوهّاب الوصابي حفزه على ما يقوله فيهم دافع الحسد!،وأنّ الشيخ يحي الحجوري ردوده بعيدة عن الطابع العلمي ! ، وهلم جرَّا مع أنّ طاوساً رحمه الله تعالى يقول : [ من السُّنَّة أن يُوقَّر العالِم ] اهـ من " جامع بيان العلم وفضله " . إلاَّ أنّهم لا يفتئون طاعنين في العلماء . وقد قال صلى الله عليه وسلم :( لَيْسَ مِنَّا لَمْ يُجِلَّ كَبِيرَنَا وَيَرْحَمْ صَغِيَرَنَا ، وَيَعْرِفْ لِعَالِمِنَا حَقَّهُ) أخرجه الإمام أحمد عن عباده ابن الصامت بإسناد صحيح . قال الحطيئة: أَقِلُّـــوا عليهم لا أباً لأَبِِيكم * * * مِنَ اللَّوم أوسُدُّوا المكان الذي سّدُّوا وقال الآخر: يَا نَاطحَ الجبل العالي ليُوهِنَه * * * أَشْفِقْ على الرَّأس لا تُشْفِقْ على الجبل. المأخذ الثامن (8) أنّهم يَسعَون جادِّين في مخالفة العلماء الناصحين مخالفةً صارخة، ومُجابهةِ الأئمَّةِ الثقات مُجابَهةً واضحة: لذلك فإنّهم لم يستفيدوا من توجيهات العلماء ، ولم يَرضَوْا بأحكامهم الصادرة عن الأدلّةِ الثابتة والنظرِ الثاقب والفهمِ الصحيح ، يظهر ذلك جليّاً من خلال هذه الفتنة . المأخذ التاسع (9) أنّهم يتعلّقون بزلاّت العلماء وأخطائهم والشاذِّ من أقوالهم . وقد قال الدارمي -رحمه الله - :[ إنّ الذي يريد الشذوذ يتتبَّعُ الشاذَّ من أقوال العلماء ويتعلَّق بزلاّتِهِم، والذي يَؤُمُّ الحقَّ في نفسه يأخذ بقولِ جماعة العلماء ، وينقلب مع جمهورهم . فهاتان آيتان بيِّنتان على ابتداع الرجل أو اتّباعه] ا.هـ . وقال إسماعيل القاضي : [ومَن أخذ بكلِّ زَلَلِ العلماء ذهب دينُه[1] ]. اهـ من السير13/465. وقال الأوزاعي : [ مَن أخذ بنوادر العلماء خرج من الإسلام ] اهـ من " السير " (7/125) . قلتُ : وقديماً قيل : من تتبَّع رُخَصَ العلماء تزندق . المأخذ العاشر (10) أنّهم يستقطبون كلَّ من أيَّد طريقتهم ويجالسونه ولو كان من أهل البدع . وقد قال ابن عون - رحمه الله - : [ مَن يجالس أهلَ البدع أشدُّ علينا من أهل البدع ) أخرجه ابن بَطَّة في " الإبانة الكبرى " (486) . وقال أبو قلابة - رحمه الله - : [ لا تجالسوا أهل الأهواء ولا تجادلوهم ؛ فإنّي لا آمن أن يَغمِسُوكُم في ضلالاتهم ، أو يُلبِّسوا عليكم ما تعرفون ] اهـ من " شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة " لللالكائي برقم (244) و "الشريعة " للآجرّي (1/ 65) و" الإبانة " لابن بطّة (1/36) . قلتُ : كما أنّهم يُزكُّون مَن قال بقولهم ولو كان ضعيف الرأي..، أو ضحل العلم..، أو سقيم الفهم..، أو متميِّعاً في المنهج..، أو كان صاحب زهد مزعوم ، وما أكثر هذا الصنف ! وقد قال شيخ الإسلام: [ الزهد هو ترك ما لا ينفع في الآخرة ] ا.هـ ذكره عنه تلميذه ابن القيِّم في مَنْزِلة الزهد من " مدارج السالكين " . قلتُ : بينما أصحاب الزهد المزعوم تركوا ما كان نافعاً لهم في الآخرة ، وهو البحث عن دين الله الحقِّ وتحرِّي الطريقةَ المثلى[2]. يتبع بإذن الله الحواشي [1] وانظر ذلك في قصّةٍ وقعت بينه وبين الخليفة المعتضد ، كما في "البداية والنهاية " (11/100) نقلاً عن "الهداية " (ص60 ) . [2] والفرق بين هذا المأخَذ والمأخَذ الخامس الذي تقدَّم أنّ المأخَذ الخامس أردتُّ به مَن كان داخل صفوفهم وأمّا هذا المأخَذُ فأردتُّ به من كان خارج صفوفهم . |
جزاكم الله خيرا على هذا الجهد المبارك
|
المأخذ الحادي عشر (11)أنّهم لا يَرقُبُون فيمن خالفهم وبيَّن عوارهم إلاَّ ولا ذِمّة . فيرمونه بشتّى الألقاب القبيحة ، مثل قولهم : بأنّه حدادي..، أو أنّه ومن وقف معه هدّامون للدين.. مفسدون في الأرض.. أقزام.. أصاغر.. أراذل.. قواطي صلصة..، أو أنّه من أرباب الفتنة والساعين فيها..، أو أنّه لم يتركهم إلاَّ لأنّه مطعون في عِرضهِ وعدالته..، أو أنّه لم يعطوه من دنياهم شيئاً... وهلمَّ جرَّا. وقد قال أبو حاتم الرازي-رحمه الله - : [ من علامة أهل البدع الوقيعةُ في أهل الأثر ] اهـ من " شرح أصول اعتقاد أهل السُّنّة " للالكائي(1/179) . المأخذ الثاني عشر (12) أنّ كثيراً منهم يعرف الحقّ ولكنّه يُعمِل هواه وعاطفته فيورثه ذلك كِبراً عن قبول الحقِّ . وقد قال تعالى : ) سَأَصْرِفُ عَنْ آيَاتِيَ الَّذِينَ يَتَكَبَّرُونَ فِي الْأَرْضِ بِغَيْرِ الْحَقِّ ( [الأعراف : 146] ، ولذلك فإنّه يحاول أن يغالط نفسَه ومُجتمعَهُ ويُخادِعَهُم ولكن هل يستطيع أن يخادع الله القائل:) يُخَادِعُونَ اللَّهَ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَمَا يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [البقرة : 9]؟ ويَمكُرُ بأتباع السلف وأصحاب الحديث ، ولكن هل يستطيع أن يَمكر بالله القائل:)وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ( [الأنفال : 30] المأخذ الثالث عشر (13) أنّ لهم حيلاً شيطانية ماكرة في تلبيس الحقِّ بالباطل . قد نفثها الشيطان في روع أبي الحسن ، فقام ببثِّها ، فتلقّاها عنه أتباعُه منها: (أ) دعوى عدم التقليد : وهي كلمةُ حقِّ أريد بها باطلٌ ، فيَرُدُّون بها كلام العلماء الكبار والأئمَّة الثقات المبنِيَّ على الأدلّة في التحذير من أهل البدع والأهواء . وإنّما التقليد هو قبول خبرِ مَن ليس بحجّة بغير حجّة. قال العمريطي: تَقليدُنا قَبُولُ قَولَ القَائِل * * * من غَيْر ذِكر حُجَّةٍ للسَّائل وإلا فكلُّنا يبغض التقليد الأعمى ؛ لذلك قال شيخُنا العلاّمة مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله تعالى - :[لا يقلِّدني إلاَّ ساقط ] . (ب) قولهم : هل تعتقد أنّ أبا الحسن يسبُّ الصحابة؟ قلت: ومتى كان أهل السنة يعاملون الناس بأمر النيات ؟ ! إنّما يعاملونَهُم بالظاهر، وأمّا أمر النيات فيُوكِلُونَه إلى اللهِ - عزّ وجلّ - ، فعن عَبْدِ اللَّهِ بْنَ عُتْبَةَ بِنِ مَسْعُود قَالَ سَمِعْتُ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ يَقُولُ: ((إِنَّ أُنَاسًا كَانُوا يُؤْخَذُونَ بِالْوَحْيِ فِي عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَإِنَّ الْوَحْيَ قَدْ انْقَطَعَ ، وَإِنَّمَا نَأْخُذُكُمْ الْآنَ بِمَا ظَهَرَ لَنَا مِنْ أَعْمَالِكُمْ ، فَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا خَيْرًا أَمِنَّاهُ وَقَرَّبْنَاهُ ، وَلَيْسَ إِلَيْنَا مِنْ سَرِيرَتِهِ شَيْءٌ ، اللَّهُ يُحَاسِبُهُ فِي سَرِيرَتِهِ ، وَمَنْ أَظْهَرَ لَنَا سُوءًا لَمْ نَأْمَنْهُ وَلَمْ نُصَدِّقْهُ ، وَإِنْ قَالَ إِنَّ سَرِيرَتَهُ حَسَنَةٌ))أخرجه البخاري برقم ( 2447) . المأخذ الرابع عشر (14)أنّ باب الجرح والتعديل يقلُّ العمل به في واقعهم العملي والدعوي . وإن ادَّعوا أنّهم يدْرُسُونه ويدرِّسونه ، بدعوى أن ، الرفق واللين هما الأنفع والأثْمَر، حتّى مع أهل البدع ، فيجتنبون عبارات الجرح التي كان يستعملها السلف لتلك الدعوى ، بل يَشُنُّون الحملات على من استعمل تلك الكلمات ، ولو كان استعمالها في حقِّ أهل البدع مَحطَّ مدحٍ عند السلف ، وفي هذا مخالفة واضحةٌ لمنهج السلف الصالح والسائرين على منوالهم من أئمة العصر ، كالإمام المجدِّدِ مُقبِلِ بن هادي الوادعي - رحمه الله - ، الذي عاشت دعوته على جرح أهل البدع ربع قرن من الزمن . المأخذ الخامس عشر (15) أنّ منهجَهم منهجٌ مطَّاطيٌّ مُتميِّعٌ يَتَّسِع لكثيرٍ من مرضى المناهج والأَنفُسِ ، والحاقدين على أهل السُّنّة المتربِّصِين بهم الدوائر. يتبع بإذن الله |
المأخذ السادس عشر (16) أنّهم يَرُدُّون مسألةَ الامتحانِ بالأشخاص ، مع أنّها من منهج السلف . فهذا الإمام أحمد يقول : [ إذا رأيت الرجل يَطعَنُ في حَمّاد بن سلمة فاتَهمه على الإسلام] ا.هـ " السير " ( 7/452) . وقال الأسود بن سالم : [إذا رأيتَ الرجل يغمز ابنَ المبارك فاتّهمه على الإسلام] اهـ من " تهذيب التهذيب " و " سير أعلام النبلاء " ترجمة عبد الله بن المبارك . وقال الدورقي : [ مَن سَمِعتموه يذكر أحمد بن حنبل بسوء فاتّهموه على الإسلام ]. قال الشاعر: أَضْحَى ابنُ حنبل محنةً مؤمونةً * * * وَبِحُبِّ أَحمدَ يُعرف المتنَمسِّك وَإِذَا رَأَيْتَ لأحمَدَ مُتَنَقِّصًا * * * فَاعلمْ بأنَّ سُتُورَهُ سَتُهتَكُ [1] وقال سفيان الثوري - رحمه الله -: [ امتحنوا أهل الموصل بالمعافى]؛ أي: ابن عمران الفهمي الموصلي- كما في "تهذيب التهذيب"-. وقال أبو محمّد البربهاري - رحمه الله – في "شرح السُّنّة" مسألة رقم (152): [والْمِحنة في الإسلام بدعة ، وأمّا اليوم فُيمتَحَنُ بالسُّنّة] اهـ . قلتُ: والذي نفسُ أبي رواحة بيده لقد أصبح العلاّمة مُقبِل بن هادي الوادعي - رحمه الله - والعلاّمة ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله - مِحنةً يُعرَف بهما السلفي مِمّن في قلبه مرض، فمن رأيناه يطعن فيهما اتّهمناه على السُّنّة. لذلك يقول العلاّمة المحدّث محمّد ناصر الدين الألباني - رحمه الله تعالى- عن الذين ينتقدونهما: [ فهؤلاء الذين ينتقدون الشيخين - الشيخَ ربيع والشيخَ مُقبِل- إمّا جاهلٌ ؛ فيُعلَّم ! وإمّا صاحب هوى ؛ فيُستعاذ بالله من شرّه ، ونطلب من الله - عز وجل- إمّا أن يهديه، وإمّا أن يقصم ظهره ] اهـ . المأخذ السابع عشر (17) أنّهم يجعلون الكذب وسيلة من وسائل الدعوة ، ومصلحة من مصالحها. قلتُ : وقد قال شيخُنا العلاّمة مُقبِل بن هادي الوادعي - رحمه الله - : [ أركان الحزبية ثلاثة: الكذب، والتلبيس، والخداع ]، وفي قولٍ: [والمكر] ا هـ . قلتُ : وكلُّ هذه الأركان رأيناها متمثِّلة في هذا المنهج المنحرف . المأخذ الثامن عشر (18) أنّهم يحاولون فَصلَ الأمَّة عن العلماء الراسخين ورجالِ السَّنّة الثابتين0، وربطها بالدعاة الحركيَّين ، وأرباب الدنيا الماديِّين . فكان حالهم كما قال تعالى:)فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ فِي زِينَتِهِ قَالَ الَّذِينَ يُرِيدُونَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا يَا لَيْتَ لَنَا مِثْلَ مَا أُوتِيَ قَارُونُ إِنَّهُ لَذُو حَظٍّ عَظِيمٍ * وَقَالَ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ وَيْلَكُمْ ثَوَابُ اللَّهِ خَيْرٌ لِمَنْ آمَنَ وَعَمِلَ صَالِحًا وَلَا يُلَقَّاهَا إِلَّا الصَّابِرُونَ( [القصص : 79 ، 80]، وكما قال تعالى:) يَعْلَمُونَ ظَاهِرًا مِنَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ عَنِ الْآخِرَةِ هُمْ غَافِلُونَ( [الروم : 7] بدعوى أنّه ليس لنا على الدعوة وصاية ، ولا ملّة من الملل ، ولا أب روحي ، ولا قداسة....الخ. قال العلاّمة صالح الفوزان – حفظه الله – كما في شريطه " فقه التعامل مع العلماء " [ إذا حصل الانفصام بين الأمة وبين علمائها ، وإذا حصل الانفصام بين الشباب وبين علمائها ؛ حصل الشرُّ وتَمكَّن الشيطان من إغواء بني آدم ، أمّا إذا حصل الارتباط بأهل العلم وسؤال أهل العلم فإنّ هذا سبيل النجاة ، وعلامة الخير لهذه الأمّة ] اهـ . المأخذ التاسع عشر (19) أنّهم يحاولون معالجة الأخطاء بمثلها . فإنّهم اليوم يقولون: [ قد تراجع أبو الحسن ]. قلتُ: سبحان الله! أيتراجع أبو الحسن عن أخطاء كانت عندكم بالأمس من وجهات النظر وعدم ثبوتِها من المسلَّمات ؟! قال الشاعر : وَمَن يُزيل مُنكراً بأَنْكَرَا * * * كَغَاسِل الحَيْضِ بِبَولٍ أَغْبَرا كما أنّهم يحاولون رقع الخرق بالخرق ، فكيف يحصل الدواء؟! قال الشاعر : أَرَاكُنَّ تَرْقِعْنَ الخُرُوقَ بمثلِها * * * وَأَيًُّ لبيبٍ يَرقِعُ الخَرْقَ بِالخَرْقِ فإنّهم بدلاً من أن يقفوا موقف العلماء في المناصحة لأبي الحسن ، حتّى لا يخسر أهلُ السُّنّة من كان محسوبًا عليهم ، ذهبوا يُكتِّلُون أصحاب المراكز ليخرجوا براءة الذمة ، مستكثرين بهم في مجابةِ العلماء ومناصرةِ أبي الحسن في باطله ، فكم سَعَوا في سدِّ ذلك الخرق مع اتّساعه، وستره مع انتشاره، وهيهات!! قال الشاعر: لاَ نَسَبَ اليَوْم ولا خُلَّة * * * اتَّسَعَ الخَرْقُ على الرَّاقِع المأخذ العشرون وأنّهم ماضون فيه لا محالة ، ولو كلّفهم ذلك الاستقلالية في الدعوة ، والانحيازية عن طريقة أهل الحديث ، في تعصّب ذميم ، وولاء مقيت ، وهذا من علائم السقوط والخذلان ، وقد قال : صلى الله عليه وسلم (الْبَرَكَةُ مَعَ أَكَابِرِكُمْ ) ، أخرجه ابن حبّان (2/319 ) والحاكم (1/131)، بإسناد صحيح - كما في" الصحيحة " برقم (1778). قالالشاعر: إنَّ الأُمُورَ إذا الأحداثُ دَبَّرَها * * * دُونَ الشُيوخ ترى في سَيْرِهاالخَلَلا . يتبع بإذن الله [1] [3] كما في "جلاء العينين " للألوسي ص(214) وانظر تلك الرسالة الماتعة : "وجوب الارتباط بعلماء الأمة " لأخينا الفاضل الشيخ حسن بن قاسم الريمي - حفظه الله – (ص23) . |
المأخذ الحادي والعشرون (21)أنّ من أعظم أمانيِّهم ومن ثِمار هذه الفتنة المرجوَّةِ عندهم أنيتكلّم الشيخ ربيع – حفظه الله – عن هذه الفتنة مبكَّراً حتّى يتمّ لهم إسقاطه وإسقاط كلمن يعمل في هذا الحقل، وردُّ كلامهم ، فتخلو لهم الساحة . غير أنّه - ومع كثرة مطالباتهم بذلك - فقد وَفَّق اللهُ شيخَنا ربيعاً - حفظه الله - أنّه لم يتكلَّم إلاَّ متأخِّراً [1] بعد أن أخرجوا "براءة الذمة " - التي حصل لهم بها المذمة - ، مِمّا كان لبيانه النفع الأكبر الذي حدَّ من كثرة المتساقطين في هُوّة هذه الفكرة السحيقة بكشف زيف ذلك المنهج المنحرف. قال الشاعر: زعمتْ سُكينة أنْ ستغلب رَبَّها*** وَلَيَغْلبَنَّ مُغَالِب الغَلاَّب . وقال الشاعر : زَعَمَ الفَرَزْدَقُ أَنْ سَيَقْتُلُ مِرْبعًا*** أَنْعِمْ بطُولِ سَلاَمَةٍ يَا مِرْبَعُ المأخذ الثاني والعشرون (22) أنّ من انتقدهم وكشف باطلهم لا يتردّدون أن يرموه بالحدادية![2] علماً أنّهم من آخر الناس كلاماً عنها ، وليت كلامهم كان بحقّ ؛ وإنّما وُضِع في غير موضعه ، بل وُجِّهت سهامه إلى السلفيِّين الذين هم أوّل من تكلم عن منهج الحداد المنحرِف وحذروا منه . هذا ، وإنّ لي قصيدة كتبتها في عام (1417هـ) وهي في ديواني «النهر العريض في الذب عن أهل السنة بالقريض» منها : واللهِ يا شَيْخَنا لم ننتهج أبداً * * * نهجًا لِحَدَّادِهم في سائر الحِقَبِ كذا فريدٌ رَفَضْنَا نهجَه سـلفاً * * * أَنَرْتَضِي نَهجَ ذاكَ الخَائِنِ الذَّنَبِ وأخرى في عام (1418هـ) منها : أَوَلَيْسَ حَدَّادٌ أَتَتْه قصائدِي*** فَتَكَتْ به وزُجَاجُه مُتَصَدِّعُ أَوَلَمْ يَكُنْ في بَاشميلَ عِبْرَةٌ*** إِذْ شَمْـلُهُ بِقَصَائِدِي لَيُقَطَّعُ واليوم نُرمَى بِما حذّرنا منه قبل سنوات ! سبحانك هذا بهتان عظيم ! . المأخذ الثالث والعشرون (23) تزهيدهم المستمرُّ وتحذيرهم المتواصل من بعض المراكز التيتكشف باطلهم . وخاصّة مركز دار الحديث بدمّاج ، بل هناك من حَرّم الرحلة إلى دماج بدعوى أنّها رأس الحدادية، في حين أنّهم يوجِّهُون الطلاّب ويدفعونهم إلى مأرب حيث العلم والتأصيل - زعموا - . المأخذ الرابع والعشرون (24) تشكيكهم في أهلية بعض المشايخ العلمية -المشهود لهم بالعلم والفضل - ظلماً وزوراً . كشيخنا يحي الحجوري ، حتّى قال أحدهم : [لقد اجتهد الوادعي فأخطأ بوضعه الحجوري نائباً عنه]. قلتُ : فلا ضير، فمِمّا قاله فيه شيخنا العلاّمة المجدّد مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - : [والأخ الشيخ يحيى هو ذلك الرجل : المحبوب لدى إخوانه ؛ لِما يَرَون فيه من حسن الاعتقاد ، ومَحبّة السُّنَّة ، وبُغضِ الحزبية المسَّاخة ، ونفع إخوانه المسلمين بالفتاوى التي تعتمد على الدليل ]. اهـ من مقدّمته لكتاب الشيخ يحيى " ضياء السالكين " . المأخذ الخامس والعشرون (25)أنّ هذه الفتنة تذكّرنا بفتنة سَفَر وسَلمانَ ، وما حصلفيها من التهويش والتشويش على كثير من الناس ، بأنّ الأئمة الكبار ؛ كابن باز والعثيمين - رحمهما الله - لم يعلموا الواقع ، ولم يقدِّموا للإسلام ما قدّمه سفر وسلمان . وما أشبه الليلة بالبارحة ! فها نحن اليوم تَمرُّ بنا نفس الزوبعة ، فما كنّا نظنّ في يوم من الأيام أنّنا بحاجة إلى أن نعرِّف بمكانة علمائنا الكبار ، أمثال الشيخ العلاّمة ربيع المدخلي ، الذي قال فيه إمام الدنيا في عصره الألباني - رحمه الله - : [ وباختصار أقول : إن حامل رايةِ الجرح والتعديل في العصر الحاضر هو أخونا الدكتور ربيع بن هادي المدخلي ، والذين يَرُدُّون عليه لا يَرُدُّون عليه بعلم والعلم معه . اهـ من شريطه " الموازنات بدعة العصر " . وقال فيه شيخنا العلاّمة المحدِّث مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - : [ من أبصر الناس بالجماعات، وبدَخَنِ الجماعات في هذا العصر . الأخ الشيخ ربيع بن هادي المدخلي - حفظه الله -، من قال له ربيع بن هادي : "إنه حزبي " فسينكشف لكم بعد أيّام أنّه حزبيّ ، ستذكرون ذلك ، فقط؛ يكون الشخص في بدء أمره مستتراً ما يحبُّ أن ينكشف أمره ، لكن إذا قوي وأصبح له أتباعٌ ولا يضرُّه الكلام فيه أظهر ما عنده ، فأنا أنصح بقراءةِ كتبه والاستفادةِ منها- حفظه الله - ]، ا.هـ من شريط " أسئلة شباب الطائف " . قلتُ : ولا غرو ، فإنّ حالهم كمن يحاولأن يغطِّيَ بكَفِّه نور الشمس . يتبع بإذن الله |
للرفع رفع الله قدر الجميع |
المأخذ السادس والعشرون (26)أنّهم في كتاباتهم وردودهم يجبنون - في الغالب - عن ذكر أسمائهم . وهذا دليل على أنّ أرضية دعوتهم هشّة ، وأنّ ثقتهم بِما يكتبون في أنفسهم مزعزعة ، بخلاف السلفيِّين فإنّهم يكتبون أسمائهم على طرّة ردودهم ، لثقتهم بِما يكتبون والمنهجِ الذي يحملون ، بل وكثير منهم يعرضون ما كتبوه على أهل العلم فيُسدِّدونَهم ويقدِّمُون لكتاباتهم ، وقديما قيل: (الحقّ أبلج ، والباطل لجلج ). قال الشاعر: ألم ترَ أنَّ الحَقَّ تلقاه أَبْلَجَا * * * وَأَنَّك تلقى باطل القَوْلَ لَجْلَجَا . المأخذ السابع والعشرون (27) كانوا يظنُّون أنّه بوفاة شيخنا العلاّمة الوادعي - رحمه الله - قد خلت لهم الساحة، حتى قال أبو الحسن: [ قد ذهب زمن الخوف ] اهـ . قلتُ : ولكن الله حافظ دينه، ) إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ ( [الحجر : 9] وإن بني عمِّك فيهم رماح . قلتُ : وَمَنْ ظَنَّ أنَّ الحقَّ ولَّى بِمُقبِل * * * فَإنَّ لنا في أرضنا ألفَ مُقبِل . المأخذ الثامن والعشرون (28) أنّ العزّ والرفعة في الاعتزاز بالسُّنَّة والانضمام إلى أهلها، وأنّ الذلّة والصغار في نبذ السُّنَّة وإعلان النكير على أهلها . قال تعالى : ) وَالَّذِينَ كَسَبُوا السَّيِّئَاتِ جَزَاءُ سَيِّئَةٍ بِمِثْلِهَا وَتَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ( [يونس : 27] وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( إِنّ اللهَ لَيَرْفَعُ بِهَذَا الْكِتَابِ أَقْوَاماً وَيَضَعُ بِهِ آخَرِينَ ) ، [ أخرجه مسلم من حديث عمر بن الخطاب]، وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : ( وَجُعِلََتِ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي ، وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) [ أخرجه أحمد وأبو داود عن عبد لله بن عمر]. قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : [ إنّ الله يرفع العبد بقَدرِ تَمسُّكه بالسُّنّة ] اهـ . و قال عبد الله بن المبارك - رحمه الله - : [ صاحب البدعة على وجهه ظلمة ، وإن ادهن كلَّ يوم ثلاثين مرّةٍ ] . اهـ كما في " شرح أصول اعتقاد أهل السُّنَّة والجماعة " برقم (284) للالكائي . وقال الإمام البربهاري : [ وإذا سَمعتَ الرجل يطعن على الآثار ولا يقبلها ، أو يُنكِر شيئًا من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتّهمه على الإسلام ؛ فإنّه رديء القول والمذهب ] .اهـ من " شرح السنة " مسألة رقم (64) . قلتُ :وقد أذلَّ اللهُ أبا الحسن بِما أحدثه في الدين من مخالفاتٍ للكتاب والسُّنَّة ومنهج السلف الصالح . المأخذ التاسع والعشرون (29) أنّه من الانحطاط والخسارة بمكانٍ أن يدلع أحدُهُم لسانه في السلف وأتباعهم. فقد رأينا في هذا الصنف من يطعن في الصحابة وبعض التابعين ، وفي العلماء الصادقين الناصحين ، ويعرِّض كثيرًا في انتقاده بطريقة السلفيَّين وفي ذلك مخالفة للكتاب والسُّنَّة حين أثنى اللهُ على العلماء العاملين لذلك فإن الله يقول : ) فلْيَحْذَرِ الَّذِينَ يُخَالِفُونَ عَنْ أَمْرِهِ أَنْ تُصِيبَهُمْ فِتْنَةٌ أَوْ يُصِيبَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ ( [النور : 63] ، وقد قال الإمام البربهاري مسألة رقم (133) :[ وإذا رأيت الرجلَ يطعن على أحد من أصحاب رسول الله فاعلم أنه صاحب قول سوء وهوى ] اهـ . وجاء في " علوم الحديث " للحاكم - رحمه الله - ، وفي " عقيدة السلف " للصابوني - رحمه الله - (ص 17) : [ أنّه قيل للإمام أحمد : إنّ ابن أبي قتيلة يقول عن أهل الحديث : إنّهم أهل سوء ، فقام الإمام أحمد ينفض ثوبه ويقول : زنديق زنديق ] اهـ . قلتُ : ولذلك فإنّ هذا الصنف لا يُوفَّق في الغالب إلى التوبة الصادقة ، وفي الحديث: ( إِنَّ اللهَ حَجَبَ التَّوْبَةَ عَنْ كُلِّ صَاحِبِ بِدْعَةٍ حَتَّى يَدَعَ بِدْعَتَهُ ) أخرجه الطبراني والبيهقي من حديث أنس بإسناد صحيح كما في الصحيحة برقم (1620) . المأخذ الثلاثون (30) انشغالهم عن طلب العلم الشرعي وتعليمه بكثرة طَرْقهم أبواب التجّار والمسؤولين لهثاً وراء الدنيا . قال تعالى ) فَأَعْرِضْ عَنْ مَنْ تَوَلَّى عَنْ ذِكْرِنَا وَلَمْ يُرِدْ إِلَّا الْحَيَاةَ الدُّنْيَا * ذَلِكَ مَبْلَغُهُمْ مِنَ الْعِلْمِ ( [النجم : 29 ، 30] قال شيخنا العلاّمة مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله - في رسالته " ذمّ المسألة " :[ وأقبح من هذا ما يحصل من بعض طلبة العلم يضيِّع وقته ، ويُهِين العلم والدعوة ركضًا من أرض الحرمين إلى الكويت، إلى قطر، إلى أبي ظبي، ما لك يا فلان ؟ فيقول: عليَّ دَينٌ أو : أريد أن أبني مسجدًا وسكنًا للإمام ، وهو نفسه الإمام ، وأريد سيارةً للدعوة ، وأريد أن أتزوّج ، آه آه وإنّ طلب العلم نهايته الشحاذة لا خير فيه : وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ العِلْمِ صَانُوه صَانَهُم * * * وَلَوْ عَظَّمُوه في النُّفُوسِ لَعُظِّمَا ولَكِن أهانُوه فهانَ وَدَنَّسُوا * * * مُحَيَّاهُ بالأطماع حتّى تَجَهَّمَا قلتُ : أخرج الإمام مسلم في " صحيحه " من حديث عبد الله بن عمرو أنّ النّبِيّ صلى الله عليه وسلم قال:(قَدْ أَفْلَحَ مَنْ أَسْلَمَ ، وَرُزِقَ كَفَافًا ، وَقَنَّعَهُ اللهُ بِمَا آتَاهُ ) . وأخرج الإمام أحمد (4/165) عن حبشي بن جنادة قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:(مَنْ سَأَلَ مِنْ غَيْرِ فَقْرٍ فَكَأَنَّمَا يَأْكُلُ الْـجََمر ) وهو حديث صحيح . وأخرج الدارمي في " سننه " (1/474) عن ثوبان مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( مَنْ سَأَلَ النَّاسَ مَسْأَلَةً وَهُوَ عَنْهَا غَنِيٌّ كَانَتْ شَيْناً فِي وَجْهِهِ). قال أبو عبيدة معمر بن المثنى : [ من أراد أن يأكل الخبز بالعلم فلتبكِ عليه البواكي ] اهـ . قلتُ : إنّ من أعظم أسباب الوقوع في الفتنة هو الجهل بالدين . قال أبو مزاحم الخاقاني كما في " شرف أصحاب الحديث " : لو أنَّهُم عرفوا الآثار ما انحرفوا * * * عَنْهَا إلى غيرِها لكنَّهُم جَهِلُوا |
بارك الله في جهودك أبا يحي وشكر لك ماقمت به |
وفيك بارك الله وكتب لك الأجر
|
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 02:26 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي