دعوة للمشاركة في ذكر أبيات قيلت في الشيب و الخضاب من المدح و الذمّ الذي تحدث عنه الشعراء كثيراً
هذه أبيات ذكر فيها الشيب الذي تحدث عنه الشعراء كثيراً فمن ذلك : قال الشاعر: * لمــا رأينَ الشيـبَ لاح بعـارضي * * * أعرضْنَ عني بالخـدود النواضر وقال الشاعر: * فـإن تسألـوني بالنسـاء فإنـني * * * خـبيرٌ بـأدْواء النسـاء طبيبُ إذا شابَ رأسُ المرء أو قلَّ مالُه * * * فلـيس لـه في ودِّهـنَّ نصيبُ |
بارك الله فيك شيخنا الفاضل على هذه المبادرة الطيبة
|
ألا ليت الشباب يعود يوما ***فأخبره بما فعل المشيب
|
قال شاعر:
يا خاضب الشيب الذي ... في كل ثالثةٍ يعودُ إن النصول إذا بدا ... فكأنه شيبُ جديدُ وله بداهة لوعةٍ ... مكروهها أبداً عتيدُ فدع المشيب لما أرا ... د فلن يعود كما تريدُ وقال : أليس عجيباً بأن الفتى ... يصاب ببعض الذي في يديه فمن بين باكٍ له موجعٍ ... وبين معز مغذ إليه ويسلبه الشيب شرخ الشبابِ ... فليست يعزيه خلق عليه وقال أيضاً: يا خاضب الشيبة نح فقدها ... فإنما ندرجها في كفن أما تراها منذ عاينتها ... تزيد في الرأس بنقص البدن وقال أيضاً: اغتنم غفلة المنية واعلم ... أنما الشيب للمنية جسرُ كم كبير يوم القيامة يقصى ... وصغيرٍ له هنالك قدرُ |
تمنيت أن الشيب عاجل لمتي* * * وقرب مني في صباي مزاره ليأخذ من غض الشباب نشاطه* * * وآخذ من عصر المشيب وقاره |
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم أما بعد فهذه أبيات قيلت في الشيب جمعتها إجابة لطلب أخينا الفاضل الشيخ أبي رواحة شاعر أهل السنة والجماعة عسى الله أن ينفعنا بها . .................................................. وحبيـب طـوى وصـالي لمـا * * * نشـر الشيـب خلـتي بعـد صون ظن صبغ الشبـاب صبغ الليالي * * * فاصطفاهـا علـي أكـبرعـون حال حين استحال لون شبابي * * * باعني فـي الهـوى بفاضـللـون ............................................... لاحُسْن للدُّنيا لديَّ ولا أرَى * * * في العَيْشِ بعـدَ أبي وصِنْوي مأرَبا لـولا التَّعَلُّلُ بالرّحيـل وأننـا * * * نُنْضي مـن الأعمال فيهـا مَرْكَبا فإذا ركَضْنـا للشَّبيبة ِ أدْهُمـا * * * جـالَ المشيبُ به فأصْبَـح أشْهَبا .................................. ............ أألآنَ لَمّا اعْتَمّ بالشّيبِ مَفرِقي * * * وَجَلّى الدُّجَى عَـنْ لِمّتي لَمَعانُهَا وَنَجّذَني صَرْفُ الزّمَانِ وَوُقّرَتْ * * * على الحلم نفسي وانقضى نزوانها تَرُومُ العِدا أنْ تُسْتَلانَ حَمِيّتي * * * وقبلهـمُ أعـدى علـيَّ حرانها أنَا الرّجُلُ الألْوَى الذي تَعرِفُونَهُ * * * إذا نُـوَبُ الأيّـامِ أُلقِي جِرَانُهَا إذا كان غيري من قريشٍ هجينها * * * فـإنّي على رغـمِ العدوّ هجانها .......................................... عَلاَ حاجِبَيَّ الشَّيْبُ حتّى كأنّه * * * ظباءٌ جرت منها سنيح وبارحُ فأصبحتُ لا أبتـاعُ إلا مؤامراً * * * ومـا بيعُ من يبتاعُ مثليَ رابحُ .......................................... لـون الشبيبة أنصـل الألوان * * * وَالشّيبُ جُـلُّ عَمَائِمِ الفِتْيَانِ نَبتٌ بأعلَى الرّأسِ يَرْعاهُ الرّدى * * * رَعْيَ المَطِيّ مَنابـِتَ الغِيطانِ الشّيبُ أحسن غير أنّ غضارة * * * للمَرْءِ في وَرَقِ الشّبَابِ الآني وكـذا بياض الناظرين وإنّمـا * * * بِسَوَادِهَـا تَتَأمّـلُ العَيْنَـانِ لهفي على زمن مضى وكأنّني * * * مِنْ بَعدِهِ كَـلٌّ عَلى الأزْمَانِ .......................................... بان الشبابُ وأَمْسَى الشَّيْبُ قد أَزِفَا * * * ولا أرى لشبابٍ ذاهبٍ خلَفا عاد السـوادُ بياضاً في مفارقـهِ * * * لا مرحباً هابذا اللونِ الذي ردفا في كـلِّ يـومٍ أرى منه مبيِّنة ً * * * تكاد تُسْقِطُ منِّي مُنَّـة ًأَسَفَا ليت الشَّبَـابَ حَلِيفٌ لا يُزَايِلُنا * * * بل ليته ارتدّ منه بعضُ ماسلفا .......................................... أراعي بلوغ الشيب والشيب دائيا * * * وأفـني الليالي والليالي فنائيا وَمَا أدّعي أنّي بَرِىء ٌ مِنَ الهَوَى * * * ولكنني لا يعلم القوم ما بيا تَلَوّنَ رَأسِي ، وَالرّجَـاءُ بحَالِـهِ * * * وَفي كُلّ حَالٍ لا تَغُبّ الأمَانِيَا .......................................... غَيَّرَتْهُ غِيَـرُ الدَّهْـرِ فشـابْ * * * ورمته كـلُّ خود باجتناب فغـدا عنـد الغـواني ساقطـاً * * * كسقوط الصفر من عد الحساب وتولى عنـه شيطـانُ الصبـا * * * إذ رماه الشيبُ رجماً بشهاب وكـأنَّ الشَّعَـرَ منـه سَعَـفٌ * * * يلتظي فيه شواظٌ ذو التهاب أيهـا المُغْـرِى بِتأنِيـبِ شـجٍ* * * سُلّطَ الوجد عليه ، هل أناب؟ هامَ ، لا همتَ ، من الغيد بمـن * * * حبّها عذبٌ ، وإن كان عذاب لمتَ ، لا لمتَ ، عميـداً قلبـهُ * * * عن سماعِ اللوم فيها ذو انقلاب والهوى بـاقٍ مـع المـرء إذا * * * كان من عصرِ الصِّبا عنه ذهاب .......................................... وإذا المشيب بدا به كافـوره * * * كَفَرتْ بـه فكأنَّه الطَّاغوت ولربّ مُنْتَهِبِ المدى يجري بـه * * * عرقٌ عريقٌ في الجيادِ وَلِيت .......................................... والَهْفَتِي ونُضُوبُ الشَّيْبِ أَغْلاهُ * * * منه السَّوابِقُ حُزْناً في حناياهُ لَم أَدْرِ مـا يَدُه حـتىَ رَشَّفَه * * * فَمُ المَشِيبِ على رَغْمِى فأَفْناهُ قالوا تَحرَّرْتَ مِنْ قَيْدِ المِلاحِ فعِشْ * * * حُراً فَفِي الأَسْرِ ذُلٌ كُنتَ تَأباهُ فقُلْتُ يـا لَيْتَه دامَتْ صَرامَتُه * * * ما كان أَرْفَقه عندي وأَحْتاهُ بُدِّلْتُ منـه بقَيْـدٍ لَسْتُ أفْلَتُه * * * وكيف أفْلَتُ قَيْداً صاغَهُ اللهُ أَسْرَى الصَّبابَة ِ أَحْياءٌ وإنْ جَهِدُوا * * * أَمّا المَشِيبُ ففِي الأَمْواتِ أَسْراهُ .......................................... كفى حزناً أن الشباب معجلٌ * * * قصيرُ الليالي والمشيب مخلّد إذا حَلَّ جَارَى المرء شأْوَ حياته * * * إلى أن يضم المرءَ والشيبَ ملحد أرى الدهرَ أجْرَى ليله ونهاره * * * كَمَا أنَّه وِتْرٌ ـ إذا عُدَّ ـ سُؤْددُ وجار على ليلِ الشباب فضامَه * * * نهارُ مشيبٍ سرمد ليس ينفد وعزاك عن ليل الشباب معاشرٌ * * * فقالوا : نهارُ الشيب أهدى وأرشدُ وإن سُلَّ منها فالْفَرائضُ تُرْعَدُ * * * ولكنّ ظلّ الليل أندى وأبرد أقول، وقد شابتْ شَوَاتِي وَقَوَّسَتْ * * * قناتي وأضْحَت كِدْنِتي تَتَخدَّدُ ودبّ كلالٌ فـي عظامي أدبَّني* * * ويوصف إلا أنـه لا يُحَدّدُ وبورك طرْفي فالشخوص حياله * * * قَرَائن من أدنى مدى ً وَهْيَ فُرَّدُ بحيث يراعيه الأَصَلُّ الخَفَيْ دَدُ * * * سليمى وريّا عن حديثي ومهددُ وبُدِّل إعجـاب الغواني تعجباً * * * وَهُنَّ الرزايا بادئا تٌوعُـوَّدُ لِمَا تُؤذن الدنيا به من صروفها * * * يكون بكاء الطفل ساعة يولد وإلا فما يبكيـه منها وإنـها * * * وماليَ إلاَّ كفُّهـا مُتَوَسَّـدُ إذا أبصر الدنيـا استهل كأنه * * * بما سوف يلقى من أذاها يُهَدَّدُ وللنفس أحْـوال تظلُّ كأنهـا * * * تشاهِد فيها كلَّ غيب سيُشهَدُ لعبتُ بأولى الدهر فاغْتَال شِرَّتي * * * بأخرَى حقودٍ والجرائم تحقد فصبراً على ما اشتدّ منه فانمأ * * * يقوم لما يشتد مـن يَتَشدَّدُ تذيق الفتى طوْرَى رخاء وشدة * * * حوادثهُ والحولُ بالحولِ يُطرد ومالي عزاء عن شبابي علمتُه * * * سوى أنني من بعده لا أُخَلَّدُ وأن مَشِيبي واعـدٌ بلَحَاقـه * * * وإنْ قال قـوم إنه يَتَوَعَّدُ .......................................... لا تَلْحَ مـَنْ يبكي شبيبته * * * إلا إذا لـم يبكهـا بـدمِ عيْبُ الشبية غَولُ سَكْرتِهـا * * * مقدارَ مـا فيهـا من النِّعم لسنـا نراهـا حـقَّ رُؤيتهـا * * * إلا زمـان الشيـب والهرم كالشمسِ لا تبدو فَضِيلتُهـا * * * حـتى تَغَشَّى الأرضُ بالظُّلم ولــرب شـئ لا يبيّنـه * * * وجدانُـه إلا مـع العـدم .......................................... رأيت سواد الرأس والله وتحته * * * كليْلٍ وحُلمٍ باتَ رائيه ينعمُ فلما اضمحلّ الليلُ زال نعيمُه * * * فلم يبق إلا عهده المتوهم ............................................ نَفَى همُّ شيبي سرورَ الشبابِ * * * لقد أظلـمَ الشيبُ لمّـا أضاءَ قضيتُ لظلَ الصبـا بالزوال * * * لمّـا تحـوّلَ عنّـي وفاءَ أتعرفُ لي عن شبابي سُلُـوّا * * * ومَن يجدِ الداءِ يبغٍ الدواءَ أأكسو المشيبَ سوادَ الخضابِ * * * فأجعلَ للصبح ليلاً غطاء وكيفَ أُرَجِّي وفاءَ الخضاب * * * إذا لم أجِدْ لشبـابي وفاءَ وريحٍ خفيفة ِ رَوْحِ النسيـمِ * * * أطلتْ بليل وهبّت رُخاء سرت وحياها شقيق الحيـاة ِ * * * على ميِّتِ الأرضِ تُبْكِي السماءَ .......................................... جارَ المَشيبُ على رأسِي فَغَيَّرَهُ * * * لَّما رأى عَندَنا الحُكَّامَ قَدْ جَارُوا كَأنَّما جُنَّ لَيْلٌ في مَفارِقِـهِ * * * فَاعْتاقَهُ مِنْء بياضِ الصُّبحِ إسْفارُ ....................................... نسجَ المشيبُ له لفاعاً مغدقا * * * يققاً فقنعَ مدرويهِ ونصفا نظرُ الزمـانِ إليه قطعَ دونهُ * * * نظرَ الشقيقِ تحسراً وتلهفا ما اسوَدَّ حتَّى ابيَضَّ كَالكَرمِ الذي* * * لم يَأْنِ حتَّى جِيءَ كَيْمَا يُقْطَفا .......................................... سَئِمْتُ مِنَ المُوَاصَلَة ِ العِتَابَا * * * وَأمسَى الشَّيبُ قَدوَرِثَ الشّبابَا ........................................ أتصحو بل فؤادكَ غيرُ صاح * * * عشية َهمَّ صحبكَ بالرواحِ يقُولُ العاذلاتُ : عَلاكَ شَيْبٌ، * * * أهذا الشيبُ يمنعني مراحي .................................. تَعَجَّبُ أنْ نَاصى َبيَ الشيْبُ وارْتقى* * * َإلى الرأسِ حتى ابيضّ مني السائح فقَدْ جَعَلَ المَفرُوكَ لا نامَ ليْلُهُ* * * يحبُّ حديثـي والغيـورُ المشايح ..................................... إِنَّ المشِيبَ رِداءُ الحِلمِ والأَدبِ * * * كما الشبابُ رداءُ اللَّهوِ واللعبِ تَعجَّبَتْ أَنْ رَأَتْ شَيْبي فقُلتُ لها:* * * لا تعجبي، مَنْ يطُلْ عمر بهِ يَشِبِ شَيبُ الرِّجالِ لَهمْ زَينٌ وَمَكْرُمَة ٌ * * * وشيبكنَّ لكنَّ العـارُ فاكتئبي فينا لكنَّ ، وإن شيبٌ بَدا ،أربٌ * * * وَلَيسَ فيكُنَّ بَعد الشَّيبِ مِن أربِ ............................................ أينَ الشَّبـابُ ؟ وأَيَّة ٌسَلَكَـا * * * لاَ ، أَينَ يُطْلَبُ ؟ ضَلَّ بَلْ هَلَكا لا تَعجَبي يـا سَلمُ مِن رَجُل ٍ* * * ضحكَ المشيـبُ برأسـهِ فبكى قدْ كانَ يضحكُ في شيبتـهِ * * * وَأَتـَى المشيبُ فقلَّمـا ضَحِكَا يا سلمَ ما بالشَّيبِ منقصـة ُ * * * لا سُوقَـة ً يُبْقـي وَلاَ مَلِكا .......................................... أتطربُ حين لاحَ بكَ المشيبُ * * * وذَلكَ إنْ عَجبتَ هوى ًعَجيبُ ............................................ ليتَ الشبابَ بنا حلتْ رواحله،* * * وأصبحَ الشيبُ عنا اليومَ منتقلا أَوْدَى الشَّبابَ وأَمْسَى المَوْتُ يَخْلُفُهُ* * * لا مرحباً بمحلّ الشيبِ إذْ نزلا أَمْسَى شَبَابُكَ عَنَّا الغَضُّ قَدْ رَحَلا * * * وَلاَحَ في الرَّأْسِ شَيْبٌ، حَلَّفَ اشْتَعَلا إنَّ الشَّبَابَ ، الَّذِي كُنَّا نُزَنُّ بِهِ،* * * وَلَّى ، وَلَمْنَقْضِ مِنْ لَذَّاتِهِ أَمَلاَ ولى الشبابُ حميـاً غيرَ مرتجعٍ، * * * واستبدل الرأسُ مني شرّ ما بدلا شَيْبٌ تَفَرَّعَ أَبْكَاني مَوَاضِحُهُ * * * أضحى وحالَ سوادُ الرأس فانتقلا ........................................... إنَّ الشبابَ جُنونٌ شَرْخُ باطِلِهِ * * * يُقيمُ غضّاً زمانـاً ثمّ ينكشف من يعله الشيب لم يحدث له عظةً* * * فذاك من سوسه الإفراط والعنف ....................................... أيامَ عمري في سنيَّ ، ورتبتي * * * مني، وسلطاني على حدقِ المها و جهلتُ ما جهلَ الفتى زمنَ الصبا * * * فالآنَ قد وَعَظَ المَشيبُ وفَوّهَا ................................... فَأَهْلاً وَسَهْـلاً بِضَيـْفٍ نَزَلْ * * * وَأَسْتَوْدِعُ اللَه إِلفـا رَحَـلْ تولى الشباب كـأن لم يكـن * * * وحـلَّ المشيب كأن لـم يزل فأمـا المشيب كصبـح بـدا * * * وَأَمَّـا الشَّبـابُ فَبَـدْرٌ أَفَلْ سقـى الله ذاك وهـذا معـاً * * * فَنِعْـمَ المُوَلِّـي وَنِعْـمَ البَدَل ........................................ عدلَ المشيبُ على الشبابِ ولم يكن * * * مِـنْ كَبْـرَة ٍ لكنَّهُ من يَاسِ أثرُ المطالبِ في الفـؤادِ وإنمـا * * * أثرُ السنينَ ووسمها في الراسِ فالآنَ حِينَ غَرسْتُ في كَرَمِ الثَّرَى * * * تلكَ المنى وبنيتُ فوقَ أساس . ....................................... |
قال أبو العتاهية - من البحر الوافر - : 1- بَكيتُ عَلى الشَبابِ بِدَمعِ عَيني *** فَلَم يُغنِ البُكاءُ وَلا النَحيبُ 2- فَيا أَسَفا أَسِفتُ عَلى شَبابِ *** نَعاهُ الشَيبُ وَالرَأسُ الخَضيبُ 3- عَريتُ مِنَ الشَبابِ وَكانَ غَضّاً *** كَما يَعرى مِنَ الوَرَقِ القَضيبُ اقتباس:
وقال - من البحر البسيط - : 1- قَد شابَ رَأسي وَرَأسُ الحِرصِ لَم يَشِبِ *** إِنَّ الحَريصَ عَلى الدُنيا لَفي تَعَبِ 2- ما لي أَراني إِذا حاوَلتُ مَنزِلَةً *** فَنِلتُها طَمَحَت نَفسي إِلى رُتَبِ 3- لَو كانَ يَنفَعُني عِلمي وَتَجرِبَتي *** لَم أَشفِ غَيظي مِنَ الدُنيا وَلا كَلَبي . |
قال أبو العتاهية - من البحر مجزوء الكامل - : فَلَقَد نَعاكَ الشيبُ يَو***مَ رَأَيتَ رَأسَكَ أَشيَبا ذَهَبَ الشَبابُ بِلَهوِهِ *** وَأَتى المَشيبُ مُؤَدِّبا وَكَفاكَ ما جَرَّبتَهُ *** حَسبُ امرِئٍ ما جَرَّبا وقال - من البحر المتقارب - : إِلى كَم تُدافِعُ نَهيَ المَشيـ *** ـبِ يا أَيُّها اللاعِبُ الأَشيَبُ وَما زِلتَ تَجري بِكَ الحادِثاتُ *** فَتَسلَمُ مِنهُنَّ أَو تُنكَبُ سَتُعطى وَتُسلَبُ حَتّى تَكو***نَ نَفسُكَ آخِرَ ما يُسلَبُ . |
بارك الله فيك أخي عبد الحفيظ وقد افتقدناك عسى أن تكون طيبا
وبارك الله فيك أخي السيد على إثرائكما لهذا الموضوع |
دعوة للمشاركة في ذكر أبيات قيلت في الشيب و الخضاب من المدح و الذمّ الذي تحدث عنه الشعراء كثيراً
الحمد لله و الصلاة و السلام على نبيه و مصطفاه و على آله و صحبه و من والاه و بعد : فقد ارتأيت جمع ما أتمكن منه مما ذكر في كتب الأدب عن الشّيب مدحاً أو ذمًّا بحسب ما تيسر لي من مصادر, كما أنني لاحظت سبق شيخنا أبي رواحة في وضع مشاركة شبيهة بهذا الذي أوّد نقله , غير أنّ الفرق الذي بينهما أنّ ما سبق من مشاركات في موضوع شيخنا كان يدور حول الشيب , و ما فيه من مواعظ و أنّه منذر بالموت , موضوعي هذا يتناول الشيب كونه مرحلة زمنية فقط , قد يأسف على بلوغها بعض الشعراء فيذم الشيب الذي فيه , و قد يفرح بها في الظاهر بعض الشعراء و يعدها علامة الحكمة فيمدحها, فمع المقصود , و الله الموفق . النقل الأوّل : 1-قال شهاب الدين النويري في كتابه "نهاية الأرب في فنون الأدب " الجزء (2) ص (26) ط (1) لدار الكتب العلمية : ذكر ما قيل في الشيب و الخضاب من المدح و الذمّ فأما مدح الشيب فقد ورد عن النبي صلى الله عليه و سلم : ((من شاب شيبة في الإسلام كانت له نورا يوم القيامة)) ([1]) و في الحديث عن النبيّ صلى الله عليه و سلم : (( إنّ أوّل من رأى الشيب إبراهيم الخليل عليه السلام , فقال : يارب ما هذا ؟ فقال له : الوقار , فقال : ربّ زدني وقاراً )) و قيل : دخل أبو دُلَف([4]) على المأمون و عنده جارية له , و كان أبو دُلف قد ترك الخِضاب , فأشار المأمون إلى الجارية , فقالت له : شبتَ يا أبا دُلَف , إنا لله و إنا إليه راجعون , فسكت عنها أبو دلف , فقال له المأمون : أجبها , فقال : [من البسيط] تهزّأت إذْ رأت شيبي فقُلت لها ***لا تهزئي من يَطُل عمرٌ به يَشِبِ! شيبُ الرجال لهم زين و مكرمة***و شيبُكنّ لكنّ الويلُ فاكتَئِـبي ! فينا لكُنَّ – و إن شيبٌ بَدَا – أرَبٌ***و ليس فيكنَّ بعد الشَّيب من أرَبِ! و قال آخر : [من الكامل] أهلا و سهلا بالمشيب و مرحباً***أهلا به من وافدٍ و نزيلِ ! أهدى الوقار و ذاد كلّ جهالة *** كانت وساق إليّ كلّ جميل فصحبت في أهل التقى أهل النهى *** و لُقّيتُ بالتعظيم و التبجيل و رأى ليَ الشُّبَّان فضل جلالةٍ *** لما اكتهلت و كنت غيرَ جليلِ فإذا رأوني مقبلاً نهضوا معاً *** فعْلُ المُقِرِّ لهيبة التفضيلِ إن قلت كنتُ مصدَّقاً في منطِقي *** ماضي المقالة حاضر التعديلِ و قال مسلم بن الوليد : [من البسيط] الشَّيب كرْهٌ و كرْهٌ أن يفارقني *** اِعجب لشيءٍ على البغضاء مودودُ و قال عليّ بن محمد الكوفي : [من الوافر] بكى للشّيب ثم بكى عليه *** و كان أعزَّ من فقد الشّباب فقل للشَّيب : لا تبرحْ حميداً *** إذا نادى شبابك بالذّهاب و قال العسكري ([5]) : من [مجزوء الكامل] يودّ أنّ شيبه *** إذ جاء لا ينصرفُ يخلفُ ريعان الصبا *** و الموتُ منه خلفُ و قال ابن المعتزّ: [من الخفيف] قد يشيب الفتى و ليس عجيبا *** أن يرى النَّوْرُ في القضيب الرّطيب ([6]) و قال أبو تمّام : [من البسيط] و قال أبو الفتح البستي ([8]) : [من الكامل] يا شيبتي دُومي و لا تترحّلي *** و تيقّني أنّي بوصلك مولعُ قد كنتُ أجزعُ من حُلولك مرةً *** فالآن من خوفِ ارتحالك أجزعُ! و قال آخر : [من المتقارب] فأما المشيب فصبحٌ بدا *** و أمّا الشّباب فليلٌ أفلْ ([9]) و قال أبو الفتح كشاجم ([11]) : [من الطويل] تفكرت في شيب الفتى و شبابه *** فأيقنت أن الحقّ للشّيب واجب يصاحبني شرخُ الشّباب فينقضي *** و شيبيَ لي حتّى الممات مصاحبُ ([12]) و قال أبو العلاء السرويّ ([13]) , شاعر اليتيمة : [من الخفيف] حيّ شيباً أتى لغير رحيلِ *** و شباباً مضى لغير إيابِ ! و قال أبو عوانة الكاتب ([15]) : [ من الخفيف ] هزِئتْ إذ رأت مشيبـــي , و هل *** غـــيرالمصابيح زينةٌ للسماءِ؟ و توّلت فقلت قولاًً بإفصـــــــــا *** حٍ لـــــها , لا بالرّمز و الإيماءِ إنّما الشيبُ في المفارق كالــنُّو *** ر بـــــــــدَا و السّوادُ كالظلماءِ لا محيصٌ عن الشيب أو المــو *** ت , فـــــكنْ للحوباءِ أو للنّماء !([16]) إن عمراً عوِّضتَ فيه عن المـو *** تِ بشـــيبٍ من أعظمِ النّعماء ! و قال ابن عبد ربّه : [من الوافر] كأنّ سواد لمّته ظلامٌ *** يطلُّ من المشيب عليه نورُ و قال أبو عبد الله الأسباطي : [ من الخفيف ] لا يرُعكِ المشيبُ , يا ابنة عبد *** الله , فالشّيب زينةٌ و وقارُ ! انتهى المراد نقله في مدح الشيب من كتاب نهاية الأرب . ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ (1)صححه الألباني في صحيح الترغيب و الترهيب. (2)أخرجه الترمذي في جامعه و قال حديث حسن , قال الألباني صحيح. (3)الحنكة : التجربة و البصر بالأمور كذا قال محقق الكتاب . (4)أبو دلف : هو القاسم بن عيسى بن إدريس من بني عجل , أمير الكرخ , و سيّد قومه , و أحد الأمراء الأجواد الشجعان الشعراء , كان من قوّاد المأمون و للشعراء فيه مدائح كثيرة , و له مؤلّفات منها : سياسة الملوك , و يقول الشعر , توفي ببغداد سنة 840 م (( فهرس الأعلام 5/179)) (5)العسكري هو الحسن بن عبد الله بن سهل بن مهران العسكريّ , أبو هلال , عالم بالأدب , له شعر , نسبته إلى (عسكر مكرم)من الأهواز , له كتبٌ عدّة منها (الصناعتين), توفي سنة 1005م .(فهرس الأعلام 2/196) (6)النَّوْرٌ : الزّهر. (7)الإيماض : التّبسم , و القتير : أوّل ما يظهر من الشّيب. (8)أبو الفتح البستي : هو علي بن محمد بن عبد العزيز البستيّ , أبو الفتح , شاعر عصره و كاتبه , ولد في بست قرب سجستان و إليه نسبته , و كان من الكتّاب الدولة السامانيّة , له ديوان شعر , توفي سنة 1010 م. (فهرس الأعلام 326). (9)أفل : غاب. (10)سقى الله : دعاءٌ لما يحبّ من الأمور. (11)هو محمود بن الحسين السّندي , أبو الفتح الرملي, المعروف بكشاجم , شاعرٌ متفنّن أديب , من كتّاب الإنشاء , من أهل الرملة بفلسطين , فارسي الأصل , كان من شعراء سيف الدولة, توفي سنة 970م.(فهرس الأعلام 7/167) (12) شرخ الشباب : أوّله و نضارته و حدّته. (13) أبو العلاء السروي , واحد طبرستان أدبا و فضلا , و نظما و نثراً , و له كتب و شعر سائر مشهور , كثير الظرف و الملح . (انظر اليتيمة 4/56) (14)العاج : ناب الفيل , الأبنوس : شجر ينبت في الحبشة و الهند , أسود صلب (15)أبو عوانة : لعلّه يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم النبسابوري , من أكابر حفّاظ الحديث .(انظر فهرس الأعلام 8/196) (16)الحوباء : النفس. (17) الأنوار : مفردها (( النّور )) و هو الزهر الأبيض. |
بارك الله فيك أخي أبا عبد الرحمن وغفر ذنبك
لقد ذكرتني ببيت علق بذهني منذ سنين لا تعجبي يا سلم من رجل ********** ضحك المشيب برأسه فبكى ( ابتسامة ) |
بارك الله فيك أخي أبا عبد الله
|
وفيك بارك الله
|
ما هو المذهب الوجودي واللاأدري في الشعر ؟؟؟؟؟.....
بسم الله الرحمن الرحيم هذه مشاركة ابتغيت البث بها لعل فيها إفادة لي ولإخواني حول الموضوع الذي ارتآه شيخ الشعراء : قال الشاعر: وعشقتها شمطاء شاب وليدها وللناس في ما يعشقون مذاهب وقال الآخر : عيرتني بالشيب وهو وقار. .. ليتها عيرت بما هو عار إن تكن شابت الذوائب مني.. فالليالي تزينها الأقمار وقال آخر : ماذا؟ أتعجب من شيبي على صغري إني ولدت عجوزا كيف تعتجب. ومن أعجب ما قرأته للشاعر إيليا أبو ماضي قصيدته (غزاني الشيب ) والتي منها قوله : عجيب مشيبي قبل الأوان وأعجب أن لا أرى أشيبا فدع الصبا فلقد عاداك زمانه واجهد فعمرك مر منه الاطيب ذهب الشباب فما له من عوده واتي المشيب فاين منه المهرب دع عنك ما قدفات في زمن الصبا واذكر ذنوبك وابكيها يا مذنب واخش مناقشة الحساب فانه لابد يحصي ما حنيت ويكتب والليل فاعلم والنهار كلاهما انفاسنا فيه تعد وتحسب لم ينسه الملكان حين نسيته بل اثبتاه وانت لاه تلعب والروح فيك وديعه اودعتها وستردها بالرغم منك وتسلب وغرور دنياك التي تسعي لها دارحقيقتها متاع يذهب وجميع ما حصلته وجمعته حقا يقينا بعد موتك ينهب تبا لدار لا يدوم نعيمها ومشيدها عما قليل يخرب ففي أبياته هذه مع وصفه للشيب نذير لعذاب القبر وسؤال الله تعالى للعبد عن فعاله في الدنيا ؛ فالرجل يظهر منه تقرير للبعث والحكمة من الخلق ؛ مع أنه في طلاسمه يقول : ....... ولا أدري من أين أتيت ... ووجدت قدامي طريقا فمشيت ... بل وقفت على من ينسبه من أهل العلم ؛ وحتى التخصصون بالشعر وآداب العربية إلى الوجودية واللاأدرية ؛ مع أنه في أبياته التي بين أيدينا يخالف رأسا ما في طلاسمه ...؟؟؟؟ ثم يعود في قصيدته بعد تغزله بليلاه إلى ذكر نهايات المشيب وبوادر النهاية ؛ فيصف الدنيا على أنها لا تكون جنة مهما طالت وازدانت ؛ وكأنه يعتقد أن الجنة الحقة هي بعد الشيب والممات ؛ وبعد البعث والحساب ...؟؟؟؟؟ ألا يا عين سحي الدمع هاتي وأسقي الأرض ماء المكرمات تنفس يايراع لهيب صدري وأسق الطرس من مر الدواة و ليل زادني قهرا سكونه فثار الصمت من جور السكات رماني الدهر من كل النواحي غزاني الشيب وأعوجت قناتي تطالعني الحوادث بالرزايا ورؤي العين قد فاق الرواة فكم من هامة هامت فذلت وعز الأمس أضحى ذكريات يسوق "الجهل" نحو الجهل قوما دعاة جاهلين وجاهلات بغاة جاوزوا بالطيش صبري جرائرهم في حقي مثبتات سأحفظ عشرة الأدنين جهدي فإن لهم حقوقا ثابتات أقابل جهلهم بالعفو مني وحسن العفو من طبعي وذاتي فهم محدث منهم وهم رأيت من السنين الماضيات ولم أك نائحا في الناس أشكو صبورا والجلادة من صفاتي وكم أعددت من صبري سلاحا ففل السيف وإنكسرت عصاتي وأسقاني زماني كل مر حرام صار لي ماء الفرات إلام العيش والدنيا كئيبه وطعم العيش فيها كالمماتي فهذا الموت قد درجت رحاته فبئس "الحب" أو نعم "الرحاة" فكم من أمة عاشت وزالت و بطن الأرض كم يحوي رفاة فهل من ميتة للمرء فيها خلود في قواميس الرثاة فأيم الله ما الدنيا بجنه لنا لو قيل :"ماأحلى الحياة فوقفت شدها حيرانا وبدواخلي سؤالات : أكانت طلاسمه عن عقيدة ؟؟؟؟ أم كانت طلاسمه من قبيل قوله تعالى :" والشعراء يتبعهم الغاوون ؛ ألم تر أنهم في كل واد يهيمون ؛ وأنهم يقولون ما لا يفعلون " ؟؟؟؟؟ أم قصيدته هاته هي التي خالفت أصل لا أدريته ؟؟؟؟ أم تاب الرجل في آخر سني عمره الحافلة بصنوف التحبط والتعهر والشكوكية اللاأدرية ....؟؟؟؟ ولمعرفة الجواب : لا بد من التنقيب والخرت في ذا الباب ....؟؟؟؟ ولعل الله ييسر من يقوم به من أهل الأدب الأفذاذ ....؟؟؟؟؟ والله أعلم وأحكم ... وكتب : أخوكم أبو عبد الله بلال يونسي السلفي السكيكدي في يوم الأربعاء من بلاد الشاوية العتيقة ( باتنة) .......... |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 08:25 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي