سؤال شرعي بلاغي للتباحث: ما حكم تعمد الاقتباس من الوحيين في النثر و الشعر ؟؟
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبينا محمد و آله و صحبه أجمعين و بعد : فكما تعلمون حفظكم الله أن الاقتباس فن من فنون تزويق الكلام و تحسينه نثراً كان الكلام أو شعراً و قد طرق هذا النوع أئمة فحول في كلامهم و تعبيراتهم , كالحريري و السيوطي و غيرهما و كنت مما أحفظه من أجمل صور الإقتباس , ما قاله السيوطي عند أنكر عليه بعض سكان موريتانيا في رحلته إليهم , ما كان يفعله من إملاء الحديث من حفظه بينا كانوا هم إذ ذاك يحرصون كل الحرص على الكتابة و الإملاء من الكتاب لا من الحفظ , و لاموه أيما لوم فقال : لام إملائي الحديث رجال *** سعوا في الضلال سعيا حثيثاً إنما ينكر الامالي قوم *** لا يكادون يفقهون حديثاً غير أنني استشكلت , و أحجمت و خفت الجرأة , وجبنت أيما جبن في هذا الجانب أعني بالجانب تعمد الاقتباس من القرآن و السنة في الشعر خاصة , لما في ذلك من وجوب تقطيع الآيات و الأحاديث - و الأمر فيها أخف - مما دفعني - و أظن غيري أيضاً - للإحجام عن المشاركة في الموضوع الذي فتحه شيخنا أبو رواحة بعنوان : (((دعوة المبدعين الأكياس إلى تدوين بعض صور الاقتباس))) و كيف لا أهاب الأمر و رب العزة يقول : ((و ما علمناه الشعر و ما ينبغي له )) ثم أليس تعمد الاقتباس من القرآن و السنة للشعر خصوصاً , تشبيه للوحيين بالشعر ؟؟ هذا و أنا أعلم اختلاف العلماء في حكمه بيد أنهم شددوا غاية التشديد في الشعر , لما في من الشبهة , و التشبيه و أنا إذ أكتب الذي أكتب , إنما لأجل الانتفاع من إخواننا بما لديهم من فوائد خاصة بهذا الموضوع و لما رأيت من حرص شيخنا الوقور أبي رواحة على تفاعل جميع أعضاء المنتدى مع المواضيع الإبداعية , و حرصه الشديد للدفع بنا إلى تقوية الملكات و تحسين المهارات فلأجل هذا و غيره , أحب من إخواني الأفاضل وضع المسألة أمام الجميع لتبحث و تقرر فتتقرر و من ثمّ نباشر و نستكمل ما كنا فيه و عوداً على بدء و تنصيصاً على أساس البحث أطرح هذا السؤال : هل يجوز تعمد الاقتباس من نصوص الكتاب و السنة للشعر , مع ما يعتري هذا التعمد من بحث و تقطيع للآيات و الأحاديث ؟؟؟. |
قال الشيخ العلامة محمد بن صالح العثيمين –رحمه الله – في شرح البلاغة: "وأما إذا كان التضمين في الشعر فهو وإن طابق المعنى المراد فالذي يظهر لي أنه لا يجوز وأنه ممنوع ، لأنه يتحول القرآن شعرًا ، ولأنه يسقط من أعين الناس تعظيمه وتكريمه" |
جزاك الله خيرا أخي العكرمي على حرصك و تحريك للخير، و كنت قد قرات كلاما للسيوطي في كتابه :" تنوير الحوالك " في شرح حديث :" الله أكبر ! خربت خيبر، إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين "، فألفيته كلاما جيدا، وسأنقله كله لنفاسته. قال :(ص/451):( و هذا الحديثُ أصل في جواز التمثل والاستشهاد بالقرآن والاقتباس، نص عليه ابن عبد البر في " التمهيد" وابن رشيق في " شرح الموطأ " وهما مالكيان، والنووي في " شرح مسلم" كلهم عند شرح هذا الحديث، ولا أعلم بين المسلمين خلافا في جوازه في النثر في غير المجون و الخلاعة وهزل الفساق وشربة الخمر واللاطة ونحو ذلك، وقد نص على جوازه أئمة مذهبنا بأسرهم، واستعملوه في الخطب والرسائل والمقامات وسائر أنواع الإنشاء، ونقلوا استعماله عن أبي بكر الصديق وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وابنه الحسن وعبد الله بن مسعود وغيرهم من الصحابة والتابعين، فمن بعدهم ؟. و أوردوا فيه عدة أحاديث صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه استعمله. قال النووي في " شرح مسلم ":" في هذا الحديث جواز الاستشهاد في مثل هذا السياق بالقرآن في الأمور المحققة، وقد جاء لهذا نظائر كثيرة كما ورد في حديث فتح مكة أنه - صلى الله عليه وسلم جعل يطعن في الأصنام ويقول :" جاء الحق و ما يُبدئُ الباطلُ وما يُعيد، جاء الحق و زهق الباطل"، وإنما يُكره ضرب الأمثال من القرآن في المرح ولغو الحديث " انتهى. ونص النووي أيضا على جوازه في كتاب " التبيان "، واستشهد بقول الأصحاب كافة في الصلاة إذا نطق المصلي في الصلاة بنظم القرآن بقصد التفهيم ك: {* يا يَحْيى خُذِ الكِتابَ بِقُوّة*}،و {* ادْخُلوها بِسلام*}، ونحو ذلك إن قصد معه قراءة لم تبطل و إلا بطُلت، و ألّف قديما في جواز المسألة الإمام أبو عُبيد القاسم بن سلام كتابا ذكر فيه جميع ما وقع للصحابة والتابعين من ذلك أورده بالأسانيد المتصلة إليهم، ومن المُتأخّرين: الشيخ داود الشاذلي الباخلي من المالكية كُراسة قال فيها:" لا خلاف بين أئمة المذهبين المالكية والشافعية في جوازه"، و نقله صريحا عن القاضي أبي بكر الباقلاني، والقاضي عياض وقال :" كفى بهما حجة ". قال:" غير أنهم كرهوه في الشعر خاصة ". قلت: و قد روى الخطيب البغدادي وغيره بالإسناد عن مالك بن أنس أنه كان يستعمله، وهذه أكبر حجة على من يزعم أن مذهب مالك تحريمه، والعمدة في نفي الخلاف في مذهبه على الشيخ داود فإنه نقله وهو أعرف بمذهبه، و أما مذهبنا فأنا أعرف أن ائمته مجمعون على جوازه، والأحاديث الصحيحة والآثار عن الصحابة والتابعين تشهد لهم فمن نسب إلى مذهبنا تحريمه فقد فسر وأبان على أنه أجهل الجاهلينـ وقد ألفت في ذلك كتابا سميته :" رفع الإلباس وكشف الالتباس في ضرب المثل من القرآن والاقتباس" ) اه كلامه بطوله وحروفه. و الرسالة المذكورة مطبوعة ضمن كتاب :" الحاوي للفتاوي "، ولو كان بحوزتي لنقلتها لك هنا.و في كتاب "الإتقان" للسيوطي أيضا فصل في الاقتباس. هذا ما عندي، وأرجو من أدبائنا الفضلاء أن يثروا البحث، ويفيدونا بما فتح الله. أخوكم : أبو أسامة محمد الميلي الحريري |
قد قمت بتحميل الكتاب "الحاوي" مصورا، و الرسالة في 25 صفحة في المجلد الأول (ص/ 259-284). وقد قرأت مواضع منها وتبدو شافية. و هذا رابط "الحاوي": |
اقتباس:
شكرا لك أبا أسامة على فائدتك المنقولة الطيبة بيد أنك حدت عن أصل السؤال و أساسه فأعد قراءته بارك الله فيك فإن نقلك السابق لا غبار عليه و لكن سؤالي كان عن تقصد و تعمد تقطيع الآيات و الأحاديث لأجل تضمينها في بيت شعري , لا في قول نثري. |
|
شكرا لك أخي الوقور أبا زياد لكن تعجبت من قولك : وأمَّا التفريقُ بين ما يكون منه في الشعر, وما يكون في النثر, وهذا الذي تستشكِلُه, فإنِّي - بعدما بحثتُ في المسألة - لم أجِد من العلماء من يقولُ بتحريمه في الشعر وجوازه في النثر, فالذي يقول بالتحريم يجعلُه في الكلام مُطلقا شعرا كان أو نثرا, والذي يقول بالإباحة كذلك, وقد يكرهونه في الشعر خاصَّة.اهـ و لا أظنك حررت المسألة جيداً و الله أعلم فكلام العلامة العثيمين - و هو من العلماء بلا شك عندنا جميعاً - نص فيه على التفريق بين الشعر و النثر , و أباح العلامة العثيمين رحمه الله الاقتباس في النثر خاصة. و كذلك ما نقلته عن المالكية , مما نقل في تنوير الحوالك و غيره فقد نصّ جماعة منهم على تحريمه مطلقاً , و منهم من كرهه في الشعر خاصة لعلة الانتقاص بالمشابهة في تقطيع الآيات كما الأبيات بل إن المحرمين للاقتباس من القرآن و السنة في الشعر خاصة ردوا حجج السيوطي الكثيرة التي أوردها لأجل تصحيح قوله بإباحة الاقتباس مطلقاً بكون جميع أدلة الإباحة أتت نثراً لا شعراً . و العجب يزيد ممن يزعم أنه لا فرق بين النثر و الشعر !! كلا و الله إن الفرق بينهما لشاسع كبير و كفى بعلة تشبيه القرآن و السنة بالشعر في ردع من قد تسول له نفسه خوض هذا الميدان أقول كل هذا لأعود بك و بإخواننا أخي الفاضل أبا زياد إلى الحيثية و الجزئية التي نصصت عليها في سؤالي , و التي تأثر كل التأثير في الجواب ألا و هي مسألة التعمد و التقصد , فقد يعفى عن المرء إذا أتى معه الاقتباس من غير قصد فتوافق لكثرة قرآءته للقرآن أن جرى على لسانه اقتباس في بيت قاله أما أنه يتعمد التقطيع و وزن قول رب العزة , و ما يعتري ذلك من تحريف لكلام الله ففيه كل الحرج و الله المستعان !! و لا تتعجب أخي , ألست حين تقطع الآية التي هي من قول الله تجد أنه لا بد لك من فصل جزء كلمة عما سبقها و لحقها لتتم تفعيلة , أو تجبر زحافاً ؟؟ !!! ثم الأدهى و الأمر و الأعظم ما قد يقع في النفس من الضيق عند شدة الاشتغال بالبحث عن آية أو حديث متوافق مع وزن شعري فبينا أنت تبحث , تقع في نفسك آية حوت معنى موافقا لما في نفسك فتلج في البحور و تخرج , وتتكلف لها أيما تكلف لتدرجها في بيتك بدعوى الاقتباس فمرة تضعها في الصدر , فالعجز , فإن استعصى جعلتها بينهما , بل قد تحذف بعض الآية ليستقيم لك الوزن, هذا إذا استقام لك الأمر و حصل مرادك أما إذا لم توفق , فإنك تجد في نفسك الحرج و الضيق لعدم توافق كلام الله مع شعرك و الله المستعان أليس هذا كله مدعاة للورع كأقل تقدير ؟؟؟. |
أخي أبا عبد الرحمن ما أنا بأعظم بك فرحاً يوم أن سجلت بالمنتدى قديماً مني بك الآن , بعد أن أظهرتَ إحجامك عن المشاركة في موضوع الاقتباس تعمدا . الأمر الذي كنت قد شعرتُ به من خلال عدم مشاركتك أنت وإخوانك في هذا الموضوع . وسبب ذلك في تصوري هو جليل ورعك ونزاهة نفسك أن تخوض في غمار بحر لم تعرف له ساحلا , خوفا أن يكون هناك أدني مساس بجناب شرعنا المطهر . وهذا هو سر فرحي وإعجابي , ولا ريب فمن أوتي الورع حُفِظ له دينُه . وازداد إعجابي حينما رأيتك تفرد هذا الموضوع بالبحث والتدقيق مناشدا إخوانَك إثراءَهم له , بل ووضعتَ يدك على الجرح , حينما سألت عن حكم من يتعمد ذلك ,الأمر الذي كان في نفسي,عندما كنت أبحث عن آيات أو أحاديث تصلح أن تكون أمثلة في هذا الباب , واهديك مقدماً أني من خلال مطالعاتي في فصول هذا الموضوع والنظر في كلام العلماء عنه أني لم أجد من تعرض للكلام على حكم المتعمد للاقتباس الشعري من الوحيين . ولكن تعرضوا للاقتباس الحاصل منهما عموما , يمكن تلخيص ذلك فيما يلي :
وقد نقل أخونا الأستاذ رحيل وفقه الله كلاما ماتعا في هذه المسالة للجمعية السعودية عن اللغة العربية في مقال نفيس , http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=1410 أقتطف منه ما رأيت أنه مناسب للتفصيل في هذه المسألة : اقتباس:
كما أشكر لإخواني إثراءهم لهذا الموضوع الهام |
شُكرا لك أخي العكرمي تعليقُك وتنبيهُك
وبارك الله فيك وزادك الله حرصا وأمَّا قول الشيخ ابن عثيمين فلم أر فيه الكلام عن النثر, وبعد إعادة قراءة كلامه رحمه الله فهمتُ أنه تكلم عنه, إذ قال ((وأما التضمين في الشعر...)). ونسأل الله تعالى أن يرزقنا الورع في جميع شؤوننا اللهم آمين |
شُكرا لك أخي الطيّب الوقور أبا زياد السكيكدي السلفي و أظنك تعلم و أعلم و نعلم جميعاً أن الكلام أمران : شعر أو نثر أما و قد تعرض العلامة العثيمين رحمه الله لتحريم الاقتباس في الشعر , فمابقي لنا إلا النثر فكلامه رحمه الله ليس مشعراً بل واضح حاسم و أعود بك و بشيخنا الحبيب أبي رواحة الأديب إلى أول البحث , هذا بعد أن أشيد بشيخنا الحبيب حسن لفظه و جميل تعبيرهو نزاهته و تحريه الحق ,و ما عزوفي و بعض إخواني إلا كما ذكرت رفع الله قدرك بل إن أفضالك علينا كثيرة و هذا الموضوع من جملتها , كيف لا و أنت الذي تحفز و تدعو و تنصح و توجه , و أقول إعادة و إلحاحاً : ما حكم المتعمّد للاقتباس , الوالج في التّقطيع للكلام الدّافع للوسواس , الوازن له بإفلاس مريداً له مشابهة لكلام النّاس , من شعراء الجاهلية و بني العباس .؟؟؟ ثم أخبرني بصدق أيها الطيب المقتبس ما شعورك و أنت تحاول إرغام الآيات , لسوقها كالأبيات ؟؟؟ و ما شعورك بعد أن تستعصي عليك آية فتأبى الأوزان الشعرية !!!!؟؟؟ ألا تجد بهذا القلب ضيقاً!!!!؟؟؟ ألا يكون هذا الضيق وبالاً عليك أيها المقتبس السّلفي !!!!؟؟؟ أليس في هذا تنقص لكلام الله تعالى !!!!؟؟؟ أليست العلماء تدفع فرية الشعر عن رسول الله صلى الله عليه و سلم !!!!؟؟؟ و ما ذاك إلا لعدم توافق وحي ربّ النّاس بكلام من يوسوس له الخناس . |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته الحمد لله حمدا كثيرا مباركا فيه جل عن الأنداد وعن الصاحبة والولد يخلق ما يشاء وهو العلي ذو الطول من أنزل الكتاب على قدر وهدى الناس لما يصلح معايشهم وسخر لهم مما في الأرض يسلكون فجاجها سبلا طلبا للأفضل والذي رزق عباده عقولا وأرسل المبشرين منذرين ليلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وهو الذي جعلنا خلفاء الأرض يرثها اللاحق عن السابق وهو يملك جميع ما في السماوات والأرض وما بينهما ويخلق ما لا نعلم سبحانه عز وجل فخلف العلماء في ميراث الأنبياء وصانوه بما حباهم الله من ملكات واقتدار عن الابتذال والزوال والتغير وما هم إلا أسباب مسببة من مالك الأسباب ومسبباتها ؛ فقاموا حق قيام وربك على كل شيء قدير حمل هذا الدين من كل خلف العدل الأعدل فلك الحمد ربي صبحا وعشية وحين الهجود وبعد القيام وأثناء الرقود لا تنام ولا تغفل ... وبعد : فكم كنت أقدم رجلا وأؤخر أختها وفي نفسي سؤالات وها هنا مثل جوابها والعكرمي من أبطالها فحيهلا بمثيليك أدباء وحيهلا بمثيليك نقادا وما أصدق ما قلت فيك يوما : ( وأتممت السير على وجل ؛ قد خالطني البهاج مكررا ؛ فطالعني من مكان عريض شاعر ذلق وفارس حذق ؛ يلقي بين المطايا أثقاله الراسيات ؛ ترحيبا وسوقا خير حذيا ؛ سباق الهوادي خاتم الحوادي طويل الأيادي ؛ عالي كعب رفيع مقول يافعه ؛ فرؤوسها أساس نداه [ عالي(ع) كعب (ك) رفيع (ر) مقول (م) يافعه (ي) ] ) فحياك ربي من أديب وحياك ربي من حبيب ؛ وهاأنا ذا أعيد لك ما قلته في حقي يوما : ( و لست أقول في أمثالك إلا قول قائلهم : ربّ أخ لك لم تلده أمّك ) والبكاء جاش بصدري والعين تلألأت دموعها مما هاضني وكسر دواخلي وأنا أقرؤ ما حبرته أنامل العكرمي قائلا : كفيتني مؤنة ؛ ولا غرو أن نرى من مثيليك خيرا فالخير شيمتكم كما عهدناكم وكما أقول لشيخنا جميعا وإمامنا أجمعين أكتعين أبتعين أبصعين شيخ الشعراء وأديب العلماء أبي رواحة الخير الموري المنشأ والمولد منزعه يمن البر والحكمة ولا ضير ؛ فأشكره و أقول له : حياك ربي على شديد تواضعك وزادك من عظيم فضله يا حبيبنا الكريم ... ولكن ورغم محبتنا لك ومعزتك في قلوبنا غير أننا لا نترك البوح بما رأيناه صوابا لا محيص عنه وقولا بينا لا مناص منه وهذه تعليقة مقتطفة على بعض ما سقته من دلائل ابتغاء النفع والمدارسة والأجر العميم من رب رحيم . قبل الشروع فذا تنويه مني لمكانتك في قلوبنا والتي كما قال ابن القيم في شيخ الإسلام الهروي : ( شيخ الإسلام حبيب إلينا والحق أحب إلينا منه وكل من عدا المعصوم فمأخوذ من قوله ومتروك ونحن نحمل كلامه على أحسن محامِله ثم نبين ما فيه ) وذلك حين قلت فيك والحمد لله لم أكن مخطئا : ( ومما زاد سروري مديحته لشيخنا الكريم بتلك الأبيات ؛ والتي ما إن قرأتها حتى استثقلت أذناي بعض وزانها ؛ فاذخرت نصحا بعد خلاصي من رشفاتها ؛ فإذا بي أحسو أحلاها ذوقا نقدات شيخنا المفضال تسبق إلى مورد نهل تسقي مريدها عبقا ؛ فهمت في رياض ما ألقى ؛ غير ما رجلي زلت في موطن لا قدم له ؛ فردمت عليه وحللت مكانه ما يسد خلته ؛ وأتممت السير على وجل ؛ قد خالطني البهاج مكررا ) .. ولكل هذا فهذه تعليقة لطيفة على ما ساقه شيخي الحبيب أبو رواحة الأديب اللبيب الفحل الأريب : .................................................. |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
وهذه المواضع التي عثرت بها قدمي وسددت إن شاء الله خلتها ؛ وذلك حين قلت شيخنا الحبيب ناقلا ؛ معلقا ومفصلا : اقتباس:
|
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
وكذلك التعليق على مواضع من نقول صاحب موضوع ( فصل عن اقتباس الشّعر في القرآن ) - حفظه الله وزاده من عظيم فضله - فقد وضع يده حيث لا يضعها إلا خريت عليم بما يقول ؛ ... وأما نقله الذي أبغي التعليق عليه : 3) اقتباس الآيات يقتصر على معاني الآيات عمومًا؛ لا على جملة قرآنيّة، أو آية بحرفها.. وسندي في ذلك: الإمام ابن دقيق العيد ـ رحمه الله ـ؛ عندما حول الشّطر من: وما حسن بيت من زخرف...إلى: وما حسن كهف... لأن الجملة القرآنيّة: {بيت من زخرف} الإسراء. وربّما يكون ـ في ذلك ـ مخرجًا وسطًا عند الحاجة الملجئة الملحّة للاستشهاد بالآيات الكريمة... فإن أصبت فمن الله وإن أخطأت فمن نفسي والشيطان والله يغفر الزلة ويقيل العثرة بمنه وكرمه سبحانه |
شكرا لك كثيراً كثيراً أبا عبد الله بلال ثناؤك علي بما لست له أهلا
فجزاك الله خيراً على نقلك و أكمل أيها الحبيب أبو عبد الله بلال ما أنت بصدد إتحافنا به لا حرمك الله الأجر. |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
الحمد لله ولا حول ولا قوة إلا بالله والتعليق كما يأتي : أما قول شيخ شعرائنا المعطاء : (ــــ قال ابن معصوم المدني : الصحيح أن المقتبس ليس بقرآن حقيقة , بل كلام يماثله بدليل جواز النقل عن معناه الأصلي , وتغيير يسير وذلك في القرآن كفر . ). فشرطه كما قرره أهل العلم حتى لا يكون قرآنا أمران لا مناص عنهما : أما الأول : أن يغير بعض مبانيه حتى لا يظهر قرآنا البتة والثاني : إن لمك يغير شيئا كان لزاما أن يكون من كلام العرب فيما ذكر قبل نزوله ما يوافق لفظه وخطه والأدلة لكل قول ساسوقها بعد أن تنتهي التعليقات العامة |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
وأما قول شيخنا المفضال : ( للاقتباس أصل شرعي كما جاء في البخاري أن النبي صلى الله عليه وسلم يقول يوم خيبر: (( الله أكبر , خربت خيبر ! إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين )) . • وممن أثر عنه الاقتباس الإمام مالك – إمام دار الهجرة , فقد جاء في ترجمته أن مخلد بن خداش قال : سالت مالكا عن الشطرنج ؟ فقال : أحق هو ؟ فقلت : لا . قال : ( فماذا بعد الحق إلا الضلال ). ) . فهذه لا تعدو أن تكون من قبيل ما يسوقه العالم أو المتكلم للاستدلال على كلامه بما يعلم يقينا أنه ليس من جنس ما نظر وفصل قبله ؛ وهذا الباب واسع وهو ما يطلق عليه الاستدلال ؛ وكما هو معلوم فالاستدلال لا يسن الاستعاذة والبسملة عند فعله ؛ وهو ما يفتي به علماؤنا وعلى رأسهم الشيخ المحدث العلامة الألباني رحمه الله رحمة واسعة .. وما خطبة الحاجة عنا ببعيد وما تضمنتها من آيات الكتاب الحميد ؛ ... إذا فلا دليل صريح في كون ما ساقه الكاتب اقتباسا أو غير اقتباس |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
وقال شيخ الشعراء الغالي : • يقول المؤلف ( وعجيب أن فكرة الاقتباس من القرآن امتدت لتبلغ أسماء المصنفات فتجد بعض العلماء يقتبس في تسمية مؤلفه كما فعل أبو يوسف القزويني حين دعا تفسيره الضخم بــ ( حدائق ذات بهجة ) ومن هؤلاء الطاهر بن عاشور فقد سمى أحد كتبه ( أليس الصبح بقريب ). وثمة تنبيه على أن كل من ذكروا لا يرتقون إلى مصاف أن يكون صنيعهم حجة أو دليلا ينتهض له : فصاحب تفسير حدائق ذات بهجة هو : ( أبو يوسف عبد السـلام بن محمد بن يوسف بن بندار القزويني المعتزلي، وهو أحد شيوخ المعتزلة، وكان من المجاهرين بالمذهب، ولد عام 393هـ/1002م، وقرأ على الشيخ عبد الجبار الهمذاني، ورحل إلى مصر، وأقام فيها أربعين عاماً، وحصل أحمالاً من الكتب فحملها إلى بغداد، وكان قاضي القضاة أبو عبد الله محمد بن علي الدامغاني، يقربـهُ ويقوم لـه، ودرس علم الحديث وروى الحديث في بغداد عن أبي عمر ابن مهدي، وألف مؤلفات عدة ووضع تفسيراُ كبيراً للقرآن. قال عنهُ أبو الوفاء ابن عقيل: كان طويل اللسان يعلم تارة ويسفه أخرى. ولم يكن محققاً في علم، وكان يفتخر ويقول انا معتزلي. عاش أبو يوسف نيفاً وتسعين عاماً وتزوج أواخر عمرهِ. توفي في ذي القعدة عام 488هـ/1095م، ودفن في مقبرة الخيزران، في الأعظمية .). ( منقول) وأما صاحب أليس الصبح بقريب فهو متأخر ولا يرقى إلى مصاف أن يستدل بما يقول ويذر ؟؟؟ مع شطحاته الكثيرة والله المستعان .. |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
وأما قول رئيسنا العزيز إلى قلبي ( أي نقله عن الباحث عسكر): (• لما كان الاقتباس من القرآن والحديث في بعض جهاته بمنزلة الحلية التي يزدان بها الكلام فقد جعل من البديع . والذي يجب بيانه هنا أن معنى كونه من البديع عندهم أنه من التحسين الثانوي ... الذي يجيء بعد الفراغ من الاعتبارات الجوهرية في حسن الكلام من مطابقته لمقتضى الحال وإيراده بطرق واضحة . ولا جرم أن هذه النظرة ظلم للبديع بأكمله ... ولكن حسبي أن أشير إلى قيمة فنون البديع باشتمال القرآن على كثير منها , وقد جاءت في محالها في أكرم موضع وليست حلية ترف ولا زينة يستغنى الكلام عنها . وإننا نرى كثيرا من المقتبسين من القرآن ... لايكون قصد التحسين أكبر عندهم من إصابة الغرض في المعنى .. ثم استشهد بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم الذي ذكرناه آنفا حين دخوله خيبر فقال : أفيكون غرضه عليه الصلاة والسلام هو مجرد الحسن وتزويق الألفاظ أم أن المقام مقام تهديد وفخر ؟!!) وهنا وقفة : من يثبت أن السلف اقتبسوا من القرآن في كلامهم بحيث يكون المقتبس على ما يقرر هنا أي تابع للكلام غير متابع ومرؤوس غير رئيس ؟؟؟... بل أظن دون إثبات ذلك الزعم من صنيع السلف الصالح ممن يستشهد بأقوالهم من أئمة الصحابة ومن تبعهم ورضيت إمامتهم فيها أظن دونه خرط القتاد ؟؟؟ وإن التحدي قائم مع من يثبت أن السلف استعملوا الاقتباس في مثل هذي المضائق على أنه لون من ألوان البديع كما زعم صاحب المقال ؛ ولذلك فالمثل المشهور ( أثبت العرش ثم انقش ) صالح هنا أيما صلاحية ... وأما ما صنعه رسول الرحمة صلى الله عليه وعلى آله وسلم فلا يعدو عن كونه تأويلا لقوله تعالى - والذي كثيرا ما نجد الصحابة يقولون : قال الرسول كذا وكذا يتأول الآية من قوله تعالى كذا ...- وهو نوع من الاستدلال كما أسلفت ؛ وقد استدل به الجمهور وبما يشبهه على جواز القياس على الأصل عند وجوده ؛ وهو ما داخ فيه ابن حزم ؛ فارجع إلى باب القياس تجد ما يروي ويغدق ..؟؟؟ |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
وعندي هاهنا سؤال وجيه : هل قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :( إنا إذا نزلنا بساحة قوم فساء صباح المنذرين ) يسميه علماء الحديث وعلى رأسهم الصحابة وكبار التابعين كلاما نبويا أم كلاما إلاهيا قرآنيا ؟؟؟؟؟ فإن أجبتم بأنه كلام نبوي ونقلتم من كلام من نوهت بهم وأشرت إليهم من الصحابة ومن تابعهم من كبار المحدثين الأثبات المرضيين السلفيين ؛ فهنا ينتهي الخلاف ويصبح الاقتباس جائزا مطلقا ويصبح فعله صلى الله عليه وعلى آله وسلم حجة لنا في هذا الصنيع ؛ إذ بضم الكلام البليغ إلى كلامنا يصبح من جنس كلامنا ؛ وهذا الذي لا أظن تجدونه بل دونه خرط القتاد ؟؟؟...؟؟؟ وإن قلتم أنه كلام إلاهي وهو ما يشهد به الصحابة وتدل عليه صنائع أئمة الشأن المرضيين فنعلم أن من سماه اقتباسا من المتأخرين إنما من باب تسميتهم ما يخالف بعض الظواهر اللفظية مجازا ونسبة ذلك إلى السلف - تعسفا وارتجالية - وكل ذلك دونه خرط القتاد ؛ والحق الذي لا مفر منه أنه كلام إلهي قولا واحدا ومن نفى طالبناه بالدليل ؟؟؟...؟؟؟ وخلاصة هذه الكلمات أن ما يأتي في كلام الرسول الكريم من كلام رب العزة جل شأنه لا يخلو من ثلاث حالات - والله أعلم - : الحالة الأولى : أن يكون من قبيل الاستدلال وهنا لا يجب ذكر الاستعاذة أو البسملة للفصل بين الكلام البشري والكلام الإلاهي ؛ وقد تكون في هذه الحالة المناسبة بين الآية والكلام البشري نفسها أو مقيسة عليها .. الحالة الثانية : أن يكون من قبيل التأول للآية ومحاكاة نسقها و حيثيات ومناسبة نزولها على طريق التطابق ؛ ومثل هذه الحالة كثير ..؟؟.. والحالتين الإثنتين لا تخرج فيهما الآية أو الكلام المنقول عن كونه من كلام رب العالمين لفظه ومعناه ونوعه ؟؟..؟؟ الحالة الثالثة : أن يكون من قبيل ما يساق في الأذكار والمواعظ النبوية والتي لا يوجد فيها كما قرره أهل العلم لفظ مطابق للفظ القرآن ؛ بل كل ما جاء في هذا الباب نجد فيه نوع تغيير من تقديم أوتأخير أو زيادة حرف أو نقصه وهكذا ... المهم أن يتغير نسق الكلام الإلاهي إلى نسق آخر غير الوارد في المنزل المرتل ؛ ولهذا نجد العلماء ومن هذه الحيثية بالذات يوجبون قراءة الأذكار كما هي دون زيادة أو نقصان ؛ بل ينصون نصا على أنها تعبدية بلفظها ومعناها ولا يجوز التصرف فيها بنوع زيادة أو نقصان أو تقديم أو تأخير إلا في حالات ليس هذا مقام بسطها ؛ وهي خارجة عن محل النزاع ... ومع كل هذا فقد قرر كثير من العلماء المحققين انطلاقا من قوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم :( ألا وإني أوتيت القرآن ومثله معه ) [ أو كما قال عليه صلوات ربي وسلامه] وقبل هذا قوله تعالى :( وما ينطق عن الهوى إن هو إلا وحي يوحى ) ؛ فقرروا أن التشابه جاء لأن الكلام النبوي من مشكاة واحدة هو وكلام رب العباد إذ كلاهما وحي ؛ ولذلك فقد يوافق الرسم النبوي الرسم القرآني في لفظه ومعناه ؛ إذ المعِين واحد وهو الوحي الإلاهي ؛ وهذا الذي إن جاز وقلنا أنه من كلام رب الناس وإنما ساقه الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم مقتبسا فهل نقول أننا يجوز لنا أن نرجع ما زيد فيه إلى أصله والتصرف فيه بنوع تقديم أو تأخير حتى نرجعه إلى ما جاء في القرآن بلفظه ومعناه ومقتضاه ؛ والجواب نجده في صنيع الرسول الكريم من النهي عن تغيير الأدعية الواردة عنه في محال مخصوصة وكذلك نهي أصحابه ونهي العلماء الأثبات ؛ وبكل هذا يسقط الاستدلال السابق ويبقى فقط أنه من مشكاة واحدة ويجوز للرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم ما لا يجوز لغيره في هذا الباب والله أعلم وأحكم سبحانه وتعالى . |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
وقولي أنفا : (فقرروا أن التشابه جاء لأن الكلام النبوي من مشكاة واحدة هو وكلام رب العباد إذ كلاهما وحي ؛ ولذلك فقد يوافق الرسم النبوي الرسم القرآني في لفظه ومعناه ؛ إذ المعِين واحد وهو الوحي الإلاهي ) ينظر في تفسير قوله تعالى :(ما ننسخ من اية أو ننسها) ومعنى الإنساء في الآية الكريمة ؛ فلتراجع لعظيم فائدتها في ذا السياق .. ويراجع أيضا ما ذكره علماء الشأن في خلافهم حول الحديث القدسي والفارق بينه وبين الحديث النبوي وبينهما وبين القرآن الكريم ؟ وذلك لعدم موافقة كثيرين على التعريف المشهور : - القرآن ما كان لفظه ومعناه من الله - الحديث القدسيما كان معناه من الله ولفظه من رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم - الحديث النبوي ما كان لفظه ومعناه من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم .. والخلاف مسطور منشور لمن أراد الوقوف عليه ... |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
وأما نقلك شيخنا الحبيب : ( • والذي عليه جماهير أهل العلم من المذاهب الأربعة جواز الاقتباس من القرآن في النثر . ومن الأدلة على جوازه ما ذكرناه عن النبي صلى الله عليه وسلم آنفا . ..وأما في الشعر : فالأكثر على جوازه , ومنعه كراهةً النووي والباقلاني .) أما الاستدلال بجوازه في النثر بحديث رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم فقد سبق الجواب عليه فليراجع ... و أما النقل عن النووي والباقلاني فهو من جنس ما سقته عن القزويني وابن عاشور ؛... ولكن فقط يبقى لدينا أن الإمام النووي السني يقول بالمجاز بعض الأحيان وهي لوثة جهمية وجل من لا يزل ؟؟؟ وأما الباقلاني فهو الأشعري المعروف ولا إشكال لديه في المجاز فضلا عن الاقتباس ؛ كيف والقوم قدموا العقل على النقل ؟؟؟؟ وأنا الآن أعتقد أن القول بالاقتباس مما أحدثه متكلموا اللغويين والأصوليين ؛ ولا يبعد التفصيل فيه ما ذكره محمد الخضر حسين في حال المجاز في معرض رده على بعضهم : -والذي أرجيه إلى حين آخر وأنقله لأن وقت الصلاة الآن حان - والحمد لله رب العالمين |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
وأما نقلك شيخنا المفضال : ( ثم قال : والحق الذي يجب المصير إليه ماذهب إليه الأكثرون من جواز الاقتباس في النظم لعدم الدليل المانع من ذلك , ثم إن هذا القول يوجب التفريق بين النثر والشعر وهما سواء ... ) فهذا جوابه أن من أثبته في النظم هو البذي يلزمه الإتيان بالدليل على جوازه خصوصا مع ما ذكر من الأدلة الناهية عنه وأهمها ابتذال كلام الله والتقليل من حظوته وهيبته ومكانته في نفوس الناس ... وكما أننا ولو قلنا بأن من السلف من جاء في كلامه ما يشبه الاقتباس فهو من قبيل السليقة إذ لم يعرفوا وقتها تقطيعا ولا فسدت فطرتهم الشعرية العربية السليقية ؛ فالشعر من جملة ما يتكلمون به في مخاطباتهم العادية غالبا وقد يصادف الشاعر منهم وهو يذكر أمرا ما أن يستأنس بآية من كتاب الله أو يستدل بها عفوا دون سابق تأسيس أو ابتذال بتقطيع أو إخضاع لقوانين الشعر والعروض ... ثم لا تخرج عن كونها ضربا من الضروب التي ذكرتها قبل فلتراجع ... وأما مايستدل به في الباب مما يضم إلى الاقتباس من أشعار تنسب إلى الصحابة رضوان الله عليهم ؛ فكثير منها إما منحول وإما محور ؛ والله المستعان ... |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
وأما نقلك حبيبي الغالي شيخ الشعراء المفضال : (• لا عبرة بقول من قال : إن مالكا يحرم الاقتباس ؛ إذ مامر من اقتباسه يرد ذلك , وقد حمل بعض اتباع مالك كلام مالك في المنع – إن صح – على الاقتباس القبيح الذي فيه سوء أدب .) . فمعه وقفتان : الأولى : مع ذكر الإمام مالك وما يظن أنه اقتباس وقد مر الجواب عليها فلتراجع ... الثانية : مع ذكر الاقتباس الذي فيه سوء أدب ؛ وهذا جوابه نرجيه إلى حين ؛ مع لفت الانتباه أن النهي عن مثله لا يختلف فيه العقلاء ولا يصح حمل نهي الإمام مالك هنا على مثله ؟؟؟ |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
و أما نقلك شيخ الشعراء العزيز : ( * وتغيير النظم حال الاقتباس لا بأس به , بل قد دل الدليل على جوازه , فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : ( إذا خطب إليكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه إلا تفعلوا تكن فتنة في الأرض وفساد عريض ) . ) . فهذا قد سبق الجواب على مثله وهو داخل في الحالة الثالثة من الحالات المذكورة آنفا فلتراجع ... |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
وأما نقل شيخنا الحبيب : ( • مع أن البلاغيين يصرحون أن المقتبس ليس قرآنا ولا حديثا بل هو من قبيل الموافقة أوالمشابهة فإن كثيرا من العلماء استحبوا أن يقع الاقتباس في الشعر العف الشريف الغرض . ) . فالحال معه كما أسلفت من أن هؤلاء البلاغيين إما من المتكلمين وإما من الذين سايروا الركب من أدباء أهل السنة وكما هو معروف أن الطبع قد يغلب التطبع ومن تطبع على شيء داوم عليه إلا أن يشاء الله أو يجدد له عزمه ؟؟.. إذا فحال هؤلاء مع الاقتباس لا يبعد عن حالهم مع المجاز والمنطق الأرسطي ... وأما ادعاء أن كثيرا من العلماء استحبوا أن يقع في الشعر العف دون غيره فجوابه : ( قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين ) وذلك أن المنقول عن الكثيرين هو التحريم لمثل هذا الصنيع بل هناك من نقل إجماع العلماء على حرمة مثله في الشعر الماجن ومواطن البذاءة ؟؟.. وهذا إن سلمنا أن المقتبس ليس قرآنا ؛ ولكن الصحيح أنه ليس شعرا بل قرآن وقد ذكرنا أدلة ذلك فيما سبق فلتراجع .... |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
وأما نقل شيخنا الرئيس : (• واعلم أن في القرآن والحديث أشياء لا يجوز اقتباسها أبدا لا في شعر ولا نثر , فمن ذلك ما أضافه الله إلى نفسه مما تكلم به سبحانه وتعالى كــــ ( إني أنا ربك فاخلع نعليك ) . ومما يحرم اقتباسه ما أقسم الله به من مخلوقاته , فإذا اقتبس هذا صار من كلام المقتبِس نفسه فيكون قسما منه بغير الله . وهو شرك كما في قول بعضهم : والتين والزيتون ... وطور سينين .... وهذا البلد المحزون ... ومما لا يجوز ما خوطب به الرب جل وعلا .. كما وقع في كتاب لعبدالرحمن المرشدي إلى القضاة .. جاء فيه ( يا أعدل قاضٍ به عماد الدين , آمنا بما أنزلت واتبعنا الرسول فاكتبنا مع الشاهدين ) ومنه ما يتبادر إلى السامع أنه من القرآن مع تغيير بعض الكلمات كقول أحدهم : ( والنجم إذا هوى .. ما ضل يراعك وما غوى , علمه شديد القوى , ذو مرة فاستوى ) ومنه ما يعد محاكاة للقرآن واستعمالا له في غير معناه كقول النبيه يمدح القاضي الفاضل : ( لا تسمه وعدا بغير نوال .... إنه كان وعده مفعولا ) .). فهذه خارج محل النزاع إذ هي محل اتفاق بين عقلاء المسلمين ...؟؟؟؟ |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
و أما نقل شيخنا المتواضع لتلاميذه : ( • وضع صفي الدين الحلي تقسيما حسنا يضبط لك الجائز والمباح والمردود في الشعر والنثر قال : ....... ) فما أظن أننا بحاجة إلى أمثصال الحلي من الرافضة ليحلو لنا مسألة الاقتباس ؟؟؟؟ كيف والرجل قد فسد عليه معتقده في ربه فأشرك معه رسوله صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الربوبية وثنى بعده بعلي رضي الله عنه ؛ وهذا طرف من قصيدة له : وحكى ذراع الشاة مودع سمه * حتى كأن العضو منه لسان وعرجت في ظهر البراق مجاوز * السبع الطباق كما يشا الرحمن والبدر شق وأشرقت شمس الضحى * بعد الغروب وما بها نقصان وفضيلة شهد الأنام بحقها * لا يستطيع جحودها الانسان في الأرض ظل الله كنت ولم يلح * في الشمس ظلك إن حواك مكان نسخت بمظهرك المظاهر بعد ما * نسخت بملة دينك الأديان وعلى نبوتك المعظم قدرها * قام الدليل وأوضح البرهان وبك استغاث الأنبياء جميعهم * عند الشدايد ربهم ليعانوا أخذ الإله لك العهود عليهم * من قبل ما سمحت بك الأزمان وبك استغاث الله آدم عندما * نسب الخلاف إليه والعصيان وبك التجا نوح وقد ماجت به * دسر السفينة إذ طغى الطوفان وبك اغتدى أيوب يسأل ربه * كشف البلاء فزالت الأحزان وبك الخليل دعا الإله فلم يخف * نمرود إذ شبت له النيران وبك اغتدى في السجن يوسف سائلا رب العباد وقلبه حيران وبك الكليم غداة خاطب ربه * سأل القبول فعمه الاحسان وبك المسيح دعا فأحيا ربه * ميتا وقد بليت به الأكفان وبك استبان الحق بعد خفائه * حتى أطاعك إنسها والجان ولو أنني وفيت وصفك حقه * فني الكلام وضاقت الأوزان فعليك من رب السلام سلامه * والفضل والبركات والرضوان وعلى صراط الحق آلك كلما * هب النسيم ومالت الأغصان وعلى ابن عمك وارث العلم الذي * ذلت لسطوة بأسه الشجعان وأخيك في يوم (الغدير) وقد بدى * نور الهدى وتآخت الأقران وعلى صحابتك الذين تتبعوا * طرق الهدى فهداهم الرحمان وشروا بسعيهم الجنان وقد دروا * إن النفوس لبيعها أثمان يا خاتم الرسل الكرام وفاتح اك - نعم الجسام ومن له الاحسان أشكو إليك ذنوب نفس هفوها * طبع عليه ركب الانسان فاشفع لعبد شانه عصيانه * إن العبيد يشينها العصيان فلك الشفاعة في محبكم إذا * نصب الصراط وعلق الميزان فلقد تعرض للاجازة طامعا * في أن يكون جزاؤه الغفران ******************* وله قوله : توال " عليا " وأبناءه * تفز في المعاد وأهواله إمام له عقد يوم الغدير * بنص " النبي " وأقواله له في التشهد بعد الصلاة * مقام يخبر عن حاله فهل بعد ذكر إله السما * وذكر النبي سوى آله ؟ قال عنه الفيروزآبادي صاحب القاموس : ( اجتمعت سنة 747 بالأديب الشاعر صفي الدين بمدينة بغداد فرأيته شيخا كبيرا وله قدرة تامة على النظم والنثر، وخبرة بعلوم العربية والشعر، فقرضه أرق من سحر النسيم، وأورق من المحيا الوسيم، وكان شيعيا قحا ..) وقال عنه ابن حجر في الدرر الكامنة : ( .... وكان يتهم بالرفض وفي شعره ما يشعر به، و كان مع ذلك يتنصل بلسان قاله وهو في أشعاره موجود وإن كان فيها ما يناقض ذلك ... ). وبهذا نعلم أن في أهل السنة كفاية لتقرير مثل هذي المسائل الحساسة ؛ والحمد لله أن سخر منهم الأفذاذ ؛ وهو على كل شيء قدير سبحانه .. |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
وأما نقل شيخنا الفاضل الشاعر المناضل : ( (( الاقتباس على ثلاثة أقسام : 1/ محمود مقبول 2/ مباح مبذول 3/ مردود مرذول فالأول : ما كان في الخطب , والمواعظ , والعهود , ومدح النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه . والثاني : ما كان في الغزل والقصص والرسائل .. ونحوها . والثالث : على ضربين : أحدهما : تضمين ما نسبه الله عزوجل إلى نفسه كما قيل عن أحد بني مروان: إنه وقع على مطالعة فيها شكاية عن عمّاله : ( إن إلينا إيابهم ثم إن علينا حسابهم ) والآخر : تضمين آية كريمة في معرض هزل أو سخف.). فأما الأولى فليست اقتباسا وقد سبق الكلام حولها وأنها ضرب من الاستدلال .. وأما الثانية فلا بأس بها على ما تقرر لمن كان على السليقة عفوا ؛ بشرطيها الإثنين الذين تقدم ذكرهما ؛ والذي نظنه انقرض منذ زمن بعيد مثله ؛ ولو قلنا من يوم اختلط العرب بالعجم لما أبعدنا النجعة ولأصبنا كبد الصواب ..؟؟ وأما الثالث : والذي جعله على ضربين : الضرب الأول : لا خلاف حوله والضرب الثاني : قد أكثر منه بعضهم لما فتح له الباب على مصراعيه بادعاء أن تضمين شيء من كلام الله في الشعر لا يعد قرآنا حينذاك ؛ فتوسع فيه أقوام ؛لا خلاق لهم والله المستعان ؟؟؟ ثم إن نقله لهذا واستحسانه له يهدم ما سبق أن ساقه وانتصر له من أن ما يساق من كلام الله في النظم لا يعد قرآنا وادعى أنه كلام أكثر البلاغيين ؛ فإن جاز أن لا يكون قرآنا فما لنا ننهى الناس أن يستعملوه في كلامهم ومما زحاتهم اليومية أوليس كلاما كباقي الكلام ؟؟؟..؟؟؟ |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
ثم ختم شيخنا الحبيب إلى قلوبنا نقله بـ : ( • واعلم أن الحديث في الاقتباس يستدعي أن نصله بشيء قريب الصلة به ذلك هو ( إرسال المثل من القرآن والسنة ) . فهناك آيات يضعها الناس في كلامهم موضع الأمثال ويسمى ( إرسال المثل ) ... كــ ( إن الباطل كان زهوقا ) ( ولا يحيق المكر السيء إلا بأهله ) ( ولا ينبئك مثل خبير ) . • والتمثل بالقرآن جائز ( وهو شعبة من الاقتباس ) قال شيخ الإسلام : (( إن تلا الآية عند الحكم الذي أنزلت له أو ما يناسبه من الأحكام فحسن ... فلو دعي الرجل إلى معصية قد تاب منها فقال ( وما كان لنا أن نعود فيها إلا أن يشاء الله ربنا) كان حسنا )) . وهذه كلها لا تخرج عما سبق ذكره من تلك الحالات الثلاثة التي يدور في فلكها الأخذ من كتاب الله وجعله في الكلام البشري ؛ ولا زال بهذا طلب أصحاب الاقتباس أن يأتو بمثال على الاقتباس الذي يريدونه وما هو إلا حكاية لا وجود لها إلا في أذهان أصحابها ؛ فلا دليل لهم على ذلك وكل ما جاءوا به من أمثلة فهو ضدهم وفيه الرد عليهم ؛ وما أظن الذي يسمونه اقتباسا كما أسلفت إلا أخا للمجاز في استقدامه على لغتنا وقرآننا ؛ إذ ما سمعنا السلف من الصحابة الكرام قالوا هذا اقتباس ؛ بل كل ما سمعناه أن قالوا عما أخذ من القرآن : ( ضرب الأمثال ؛ تأول الآية ؛ حجته قوله تعالى ؛ ....؛ ... ). والحق الذي لا مرية فيه هو ما كان عليه الرسول الكريم صلى الله عليه وعلى آله وسلم وسلفنا الصالح من الصحابة الكرام ومن سار على منوالهم واستن بسنتهم من كبار التابعين ومن أخذ عنهم واقتفى سبيلهم ... ولسان حالنا : ( قف حيث وقف القوم ، فإنهم عن علم وقفوا ، وببصر نافذ كفوا ، وهم علي كشفها كانوا أقوى ، وبالفضل لوكانوا فيها أحرى ، فلئن قلتم : حدث بعدهم ، فما أحدثه إلا من خالف هديهم ، ورغب عن سنتهم ، ولقد وصفوا منه ما يشفي ، وتكلموا منه ما يكفي ، فما فوقهم محسر ، وما دونهم مقصر ، لقد قصر عنهم قوم فجفوا ، وتجاوزهم آخرون فغلوا ، وإنهم فيما بين ذلك لعلى هدى مستقيم . وقال الإمام أبو عمر الوزاعي رضي الله عنه : ( عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس ، وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوه لك بالقول ) . وقال محمد بن عبد الرحمن الأدرمي لرجل تكلم ببدعه ودعا الناس إليها : هل علمها رسول الله صلى الله عليه وسلم وأبوبكر وعمر وعثمان وعلي ، أو لم يعلموها ؟ قال : لم يعلموها . قال : فشيء لم يعلمه هؤلاء علمته أنت ؟ قال الرجل : فإني أقول : قد علموها . قال : أفوسعهم أن لا يتكلموا به ، ولا يدعوا الناس إليه ، أم لم يسعهم قال : بل وسعهم ، قال : فشيء وسع رسول الله صلي الله عليه وسلم وخلفاءه ، لا يسعك أنت ؟ فأنقطع الرجل ، فقال الخليفة وكان حاضراً لا وسع الله على من لم يسعه ما وسعهم . وهكذا من لم يسعه ما وسع رسول الله صلي الله عليه وسلم وأصحابه والتابعين لهم بإحسان ، والأئمة من بعدهم ، والراسخين قي العلم ، من تلاوة آيات الصفات . وقراءة اخبارها وإمرارها كما جاءت فلا وسع الله عليه.). والحمد لله رب العالمين يتبع بإذن الله ... |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
وما أختم به من التعليق على نقول شيخنا المفضال قوله : (- أن الصحيح من أقوال أهل العلم أن المقتبس من الوحي ليس بوحي , وعليه فيرتفع الحرج , ولا يحتاج حينئذ مقارنته بالوحي , لأن اهل العلم لا يتعاملون معه بأنه نصوص شرعية , وهذا ما تؤيده فتاوى أهل العلم المعاصرين المذكورة سابقا . - ولكن يبقى أن أهل العلم اشترطوا أن يكون استعماله في غرض شرعي نزيه .). أوليس الإنصاف يدعونا إلى التأمل ولو برهة من الزمن؟ ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟؟ إذ كيف لا يكون وحيا ثم يشترط أن يستعمل في غرض شرعي نزيه ؛؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ وهل لو استعملته في المباح من المبتذلات اليومية ومخاطبة الأزواج والأولاد يعد غير جائز ؟؟؟؟ فإن كان نعم فهذا اعتراف أنه وحي ؛ وإن كان لا ؛ فقد خالفوا من حكى الإجماع في الباب من أهل العلم ؟؟؟؟؟ ثم لماذا يلام من يستعمله في المعاني المبتذلة غير المحرمة وهو يستفتي فيقال له : هو ليس وحيا وإنما كلام ككل كلام ؛ وهل الكلام ككل كلام في نطقه ما يلام غير السباب وكثرة الملام وما أشبههما من الآثام ؟؟؟؟؟؟؟ |
تأييد أبي عبد الرحمن فيما يريد بترك الاقتباس من كلام رب العبيد
اقتباس:
ويقال في هذه ما قيل في سابقاتها والله المستعان وعليه التكلان وهو العلي العليم |
شكراً أخي الحبيب بلال
فقد كفيت و وفيت و أتيت على الأول و الآخر فلم تدعْ لمرتكزاً ركزاً فبارك الله فيك من أخ محقق حييت يا ذا الحق و التحقيق *** حييت يا ذا الفضل و التدقيقِ الله أكبر أشرقت أنواركم *** بصرتموا ونصحتموا لصديقِ دمْ يا بلال الخير نافعنا فقدْ *** أتحفنا بالقول ذي التشويق |
بارك الله فيك أخي العكرمي على إحسان ظنك بأخيك وتواضعك ولين جانبك ...
زادك الله من فضله العظيم آمين آمين وأما الأدلة على ما سقته فهي كثيرة وذلك في حلقة أخرى إن شاء الله لأن عندي بعض الأشغال تعوقني ... وسأنقل كلام الشيخ محمد الخضر حسين أيضا الذي أشرت إليه لاحقا إن شاء الله ... وكما أنبه أن مما يزيدني إقداما هو وجود مثيليك بيننا أخي الكريم وأخص الشيخ الكبير والشاعر النحرير أبا رواحة الموري شيخنا وشيخ شعراء السلفية في هذا الزمان ... فالحمد لله نحن نتعلم ولازلنا نتعلم وإن أخطأنا صوبنا أمثال شيخنا أبي رواحة الموري وأمثال أخينا العكرمي وكل ناصح أمين متواضع .. والباقي إلى حين آخر ... والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته |
لكأن أبا عبدالله وأبا عبد الرحمن قد بيتا أمراً بليل وكأنهما قد خطَّطا للإطاحة بالمشرف العام على حين غرة إبتسامة وذلك أن أخي الحبيب العكرمي يستشكل ويستنفر , وأخي العزيز بلال يحل المعضلات ويقرر , بل يهدد وينذر . مما حدا بالعكرمي من شدة فرحه بذلك إلى أن يجعل اسم المجرور منصوباً , حين قال : فلم تدعْ لمرتكزاً ركزاً وقد اصطدته في الماء العكر إبتسامة فأقول لأخي الجرئ العكرمي : ما أجمل الجرأة عتدما تكون في نصرة الحق , وما اجمل الشجاعة عندما تسخَّر في بيان المنهج الصدْق . ولسان حالك : أمطري حيث شئتِ فسيأتيني خراجُك . وما هذاالإثراء لهذا الموضوع إلا من نتاج ذلك . وأقول لأخي الفحل الضليع يونسي : ما اجمل اليراع حينما يكون محرَّراً من كل قيد إلا من قيود الحق . وما اجمل انطلاقته متجرِّدا في ميادين السجال , حينما تكون انطلاقته من اجل مناصرة الحق . ولسان حالك : دعوها فإن معها حذاءها وسقاءها تشرب الماء وتأكل الشجر . أخي أبا عبد الله إن ما سطَّرته يداك في المبحث النفيس جعلني وكأنني أمخر بزورق ممزق الشراع في عباب بحر لا ساحل له . فكلما أعدتُ النظر فيما رقمتَه في هذا البحث كلما رجع عليَّ نظري خاسئاً وهو حسير , واستقرَّ في نفسي تأكيد النظر في حيثيات تصوراتي الخاصة . فلله در أبي عبد الله , أي فتىً كان , ومن باحث عظيم الشان كان هذا مقدمة لما أردت أن أعلق به من خطوط عريضة في بيان هذا الموضوع الهام , وذلك قبل أن نصل إلى مفترق الطرق . فللحديث بقية بإذن الله . |
قال الشيخ الحبيب السلفي الطيب الوقور الودود
لكأن أبا عبدالله وأبا عبد الرحمن قد بيتا أمراً بليل وكأنهما قد خطَّطا للإطاحة بالمشلرف العام على حين غرة إبتسامة. إهنىء إهنىء أيها الشيخ الحبيب و أنت القائل : أعددت للشعر الأصيل رجاله *** ..................... فنحن تحت أمرك يا شيخ , ما دمت تعلمنا و تحثنا على التمسك بالحق و نحن بإذن الله رجال جيشك و جندك البواسل و أنت في المقدمة و القلب - لا في الميمنة كما قال الطيب الحريري قديما - و لسنا نخطط للإطاحة و الانقلاب , فمذهب أهل السنة فيه التحريم قولا واحدا لا نزاع فيه و لتعلم أننا لسنا نكيد بكم أبداً , بل كيدنا كله لكم (ابتسامة) و ما كان الموضوع إلا نتاج تلكم الرحلة القسنطينية الجميلة في نظري المشؤومة في نظر شيخنا (ابتسامة) فحدثت حبيبي بلالاً عن موضوع الاقتباس فأدلى لدي بما كان في نفسي فحمدت ربي و شكرته و قررت أنا و إياه عدم الكتابة فيه بيد أنني رأيتكم شيخي الحبيب تلمح إلى إحجامنا و تود التصريح بأسمائنا لندخل معكم في غياهب الاقتباس , و أنا أقول في نفسي : أعوذ بالله من الوسواس الخناس فلما أن استشعرت أنّ الأمر عظيم و الخطب جليل قلت لأخي بلال , لا بد للموضوع من مباحثة فكان الذي رأيتم , و ما تلك الشجاعة التي وسمتني بها إلا نتاج تربيتك و تعليمك يا شيخنا الحبيب ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أما بخصوص الصيد الثمين الذي وقع عليه شيخنا الحبيب فإني و الله كنت فرحاً أيما فرح و أنا أقرأ كلمات الحبيب بلال فكان الذي رأيتم , حتى جعلت المجرور منصوباً فهنيئاً لك ذلك الصيد , و خذ منا ما أردت بلا قيد . |
باب : جواز ذكر محاسن الرجل ليعرف قدره الناس ويستفيدوا منه أمور دينهم ودنياهم ...
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شيخنا الحبيب الدرة الغالية أبا رواحة الموري اليمني ثم الحجازي بارك الله فيك وحفظك بعظيم كلاءته آمين أشكرك شيخنا على تشجيعك المتواصل لطلبتك ومحبيك ودفعهم إلى البحث وتحري الحقيقة والصواب ووالله ما صنيعي إلا نتاج من تشجيعكم شيخ العلا وتحفيزكم لنبلغ الغاية في التنقيب عن الحق وأنا إذ أكتب هذه الكلمات أستشعر قيمتكم العلمية وذلك الذي زادني تمسكا بالمدارسة وذلك أني أعلم أن معي شيخا مثلك تتلمذ على زمرة من علماء الأمة الأسياد الأفذاذ بدءا من مقبل الخير ومرورا بربيع السنة و وصولا إلى شيخ العربية ومفلح الرشيدي وغيرهم من جمهرة أئمة زماننا الحاضر ؛ ... وقد قال ربنا في محكم كتابه :( فاسألوا أهل الذكر إن كنتم لا تعلمون )وأنت في ظني واحد منهم وأنت تعلم شيخنا الحبيب قدرك عندنا وأننا لا ننفذ إلا عن مشورتك ؛ ولئن تواضعت لنا وألنت لنا جنبك فلا يمنعنا ذلك عن التنويه بقدرك ومكانتك لمن يجهلها ... إذ نحن كرام بإذن الله ولسنا لئاما وإكرامك لنا بلين جانبك لن ننساه وهو دين واجب أداؤه لأهل العلم المنصفين العدول المتواضعين ... ولهذا فهذه شهادة حق في مقامكم الكريم من أخيكم وتلميذكم المحب في الله وحده : شيخنا العزيز : أو لست أنت الذي طلبت العلم قرابة العقد من الزمان على يدي شيخ السلفية محنة اليمن وما جاورها مقبل الخير والسنة - عليه رحمة ربي ورضوانه- آمين وقد سمعت شيخنا ربيعا يقول : عام في دماج مقابل أربع شنوات في جامعة المدينة ... وكذا سمعت شيخنا مقبلا يقول : من يدرس عندنا أربع سنوات خير من عشرين سنة في المدينة أو غيرها [ أو كما قال رحمه الله ] أو لست أنت الذي حفظت كتاب الله من نعومة أظفارك و حفظت السنة ودافعت عن أعراض علماء الأمة ومنهجهم الواضح ... أو لست أنت معلمنا الخلق والمثل العليا من التواضع للضعيف والجاهل والإعراض عن المتكبرين والسفلة المتماوتين [ عفوا ؛ فلا يجوز وصف أمثال هؤلاء بالتعالم لأن التعالم كما قرر علماؤنا يقع فيه من أوتي جانبا من العلم وأما الجهال فما صنيعهم إلا أنهم تشبعوا بما لم يعطو والعياذ بالله ؛ فلا يوصفون بالتعالم إذا ؛ وبهذا يعلم أن المذكورين هنا أسوأ حالا من المتعالم وذلك أن هذا الأخير من جنس ( العائل المستكبر ) والله المستعان وعليه التكلان ؛ وقد ذكرني بهذه الحيثية يوما أخونا العكرمي زاده الله من فضله ؛ ثم كلمني فيها شيخنا حامل لواء الجرح والتعديل في شمال إفريقيا عبد الغني عوسات حفظه الله ورعاه وذلك أني وصفت له صنيع بعضهم وقلت عنه أنه متعالم فاستدرك علي قائلا : بل جاهل وليس متعالم .. ] ... أو لست أنت الذي تتلمذت على شيخ المنهج ومحنة العصر ربيع الخير والسنة حفظه الله وأطال عمره في طاعته ؛ فلازمته وبقيت تحضر مجلسه من كل أسبوع إلى يوم الناس هذا قرابة العقد أيضا ... أو لست أنت صاحب النهر العريض في الذب عن أهل السنة بالقريض ... أو لست أنت تلميذ ومحبوب العلامة شيخ العربية عبد الرحمن بن عوف كوني ؛ والذي قرض لك بعض رسائلك .... أو لست أنت صاحب الأسئلة المنهجية والحيثية مع الشيخين ربيع ويحيى الحجوري حفظهما الله ... أو لست أنت الذي أمضيت قرابة ربع قرن في دراسة السنة وعشرين سنة في أحضان علماء كبار ولم يفتك أن تفيد من الأئمة الألباني وابن باز والعثيمين - رحمهم الله رحمة واسعة - أو لست أنت صاحب الأسئلة الشعرية واللغوية مع الشيخ عبد الرحمن كوني ... أو لست أنت شاعر أهل السنة بلا منازع في ذا الزمان ... أو لست أنت صاحب الأسئلة الفقهية مع الشيخين النجمي وزيد المدخلي - رحم الله ميتهما وحفظ الحي منهما - ... أو لست أنت صاحب المعلقة المدخلية في الذب عن مشايخ السلفية ... أو لست أنت أو لست أنت أو لست أنت ............. شيخنا الكريم أنا لا أقول إلا كما يقول ابن معين لمن ذكر عنده مسلما - رحمهما الله - وكتابه الصحيح فقال عنه : مسكين ذاك ؛ لو أنه لزم ركبة ابن يحيى لارتفع وذلك لأن الذهلي طرد كل من يجالس البخاري فكان مسلم منهم ؛ وقيل أنه ترك حديث الذهلي كلية حتى أنه لم يخرج له في صحيحه على غرار البخاري فقد خرج له رغم ما كان بينهما - فاللهم ارحمهم جميعا جزاء ما قدموا لدينك وهل البخاري إلا ممن حفظ بهم ربنا السنة الصحيحة ومسلم كذلك ؛ ولكن كلهم حسنات من حسنات الذهلي صاحب الزهري والراوي الأول بل حافظ مروياته والزهري أول من جمع السنة في كتاب على الصحيح - ... فمثلك شيخنا بالنسبة إلى من جهل قدرك أن يقال له : مسكين ولو .... لكان خيرا له .... ووالله ما طمأنني أن أشارك وأنقد وأستدرك إلا تشجيعكم ونصحكم وتوجيهكم الحكيم ... وقد كنت قبل إذا أردت إنزال موضوع ؛ وأو ل ما أنزلت على ما أذكر الأدب الإصلاحي فقد عرضت فكرته على شيخنا عبد الغني عويسات ففرح بها مع بعض التوجيه لثقل أمر تلك المسؤولية ؛ وما كنت لأضع شيئا على العام أو أناقشه دون توجيه من أهل الذكر والعلم وأنت شيخنا واحد منهم .... أو لم يشهد لك الشيخ العلامة النجمي بالعلم والمشيخة وكذلك الشيخ زيد المدخلي ... أو لم يقل الشيخ أحمد النجمي عنك : الأخ الشيخ عبد الله بن عيسى الموري ؛ له نونية في السنة تضاهي نونية ابن القيم ...[ أو كما قال رحمه الله رحمة واسعة ] أو لم يقل عنك الشيخ مقبل بن هادي الوادعي : أخونا أبو رواحة له نونية في السنة تضاهي نونية ابن القيم ونونية القحطاني في السنة في هذا الزمان [ أو كما قال رحمه الله رحمة واسعة ] نعم أقولها ولو رددتها بتواضعك : شيخنا أنت نجم منتدانا وأنت شيخ من كبار من تتلمذوا على ثلة كبيرة من علماء الأمة الأفذاذ الأحياء منهم والأموات وشهدوا لك بالمشيخة والتعليم والقدرة على الكتابة والمناظرة والتأليف والتربية .... وهل تقريض العلماء لرسائلك وكتبك إلا دليل عن رضاهم عليك وفرحهم بك .... ثم قولوا لي بربكم من من الناس يقرض له شيخ العربية كتبه ورسائله ؟؟؟... بل من من الناس يقرض له الشيخ ربيع كتبه ؟؟؟... بل من من الناس يثني عليه وعلى سلفيته وشاعريته أمثال شيخنا العلامة مقبل الخير ؟؟؟... وكل هؤلاء أثنوا على شيخنا أبي رواحة ورضوا أن يكون شيخا معلما مربيا مؤلفا شاعرا وأديبا وصاحب سنة وفقه وحديث وعربية .... فاشكر الله شيخنا على ما أو لاك ولا تنسنا من فضل علمك حتى تزكي من علمك الذي علمكه الله وترفع عنا الجهل الذي نحن فيه وتبصرنا بسبيل الهداية ... ووالله إني لأشهد أنك بلغت وعلمت فما قصرت وتواضعت وما تكبرت وربيت وما آليت ولا توانيت ونصحت فما جبنت ولا تكأكأت .... يا أبا رواحة المغوار سر إلى الأمام موجها ومربيا ونحن وراءك على كتاب الله جل في علاه وسنة نبيه المختار صلى الله عليه وعلى آله وسلم ونهج السلف الصالح - رضوان الله عليهم أجمعين - ... ولا يقال أن هذا إطراء ؛ بل هي شهادة لرجل جهل قدره كثير من الناس لما تواضع لهم وألان لهم جنبيه ؛ فظنوه ليس من أهل الذكر ولا من طلبة العلم ولا من المشايخ المبرزين في العلوم ؟؟.. وما ذاك إلا لجهلهم العريض وسوء فهمهم للحقائق لأنهم لم يعرفوا طريق العلم المصفى ولا جالسوا أهل العلم وطلبته الناصحين المؤصلين ؛ فجهلوا قدر شيخ كريم كأبي رواحة الحبيب ... وإني إذ أشهد هذه الشهادة أدعو الله تبارك وتعالى أن يجعلها في ميزان حسناتي يوم لا ينفع مال ولا بنون ... والحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسوله الكريم وعلى آله وصحبه أجمعين والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته وكتب : أبو عبد الله بلال يونسي السلفي السكيكدي الجزائري |
بارك الله فيك أيها الأديب المجد و بقدر فرحي و سعادتي بتحقيقك العالي الدقيق بقدر ما فرحت لتعليقك الأخير و إشادتط الطيبة بشيخ الشعراء و باقي الأدباء لا حرمنا الله أمثالك يا حبيب. |
و الله صدقت يا أخي حمزة - بارك الله فيك - ، فقد قرّت أعيننا بأمور شتى : ما أفاضه علينا أدباؤنا الأحباب من رائق العلوم، ودقيق الفهوم، فما علينا إلا أن نفتح قلوبنا لها، و نحفظ ما لاح من دررها ونفائسها،و كذا بما نراه من تآلف، و محبة في الله صادقةٍ، و قد صدقت؛ فالعلم شجنة بين أهله وفي الحديث :" إنما أنا لكم مثل الوالد لولده ... و في لفظ : بمنزلة الوالد أعلمكم ... " رواه أبو داود وحسنه الألباني، وفي قوله تعالى : {* النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم *} في قراءة أُبي :{* وهو أب لهم *}، ولما تكلم الإمام النحرير أبو زكريا النووي عن تراجم العلماء في مقدمة كتابه " تهذيب الأسماء واللغات " قال - رحمه الله تعالى -: ( إنهم أئمتنا وأسلافنا، كالوالدين لنا )، وقال في "المجموع" لما ترجم لأبي العباس بن سُريج :( وهو أحد أجدادنا في سلسلة الفقه)، وما أجمل قول القائل : أُفَضلُ أُستاذي على فَضْلِ والدي ** و إن نالني من والدي المَجْدُ و الشَّرَفْ فهذا مُرَبّي الروح والروحُ جَوْهَرٌ ** وهذا مُربي الجسم و الجسم كالصدفْ وكذلك بما ذكره أخونا الأديب الألمعي بلال من ثناء بحقٍّ على أستاذِنا الحبيب أبي رواحة - حفظه الله -، والذي نسأل الله أن يكون من عاجل البشرى في الدنيا. فالحمد لله الذي من على بأن أكون عضوا بينكم، فالقوم لا يشقى بهم جليسهم، عسى أن تَمسّنا مُسكة من هذه الفضائل. فجزاكم الله خيرا و حفظكم لمحبكم |
اقتباس:
صدقت صدقت أبا زياد نسأل الله أن يتقبل منك دعواتك و أن يثبتنا جميعاً على الإسلام و السنة حتى نلقاه. |
اقتباس:
غفر الله لك أخي أبا عبد الله , ما الذي حملك على قول كل ذلك , لولا أني أعلم أن الذي دفعك إلى قول ذلك هو عظيم محبتك لأخيك أبي رواحة وكبير ثقتك به , لكان لي معك موقف آخر . فإلى الله أشكو تقصيري وضعف قوتي في جنب الله , وأين أبو رواحة من ابن رواحة حينما عددتْ له أخته بعض محاسنه فقيل له أأنت كذلك؟!! , فقد أخرج البخاري في صحيحه من حديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ أُغْمِيَ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ رَوَاحَةَ فَجَعَلَتْ أُخْتُهُ عَمْرَةُ تَبْكِي وَا جَبَلَاهْ وَا كَذَا وَا كَذَا تُعَدِّدُ عَلَيْهِ فَقَالَ حِينَ أَفَاقَ مَا قُلْتِ شَيْئًا إِلَّا قِيلَ لِي آنْتَ كَذَلِكَ . فما عساه أن يقول أمثالي ! وما عساه أن يقال لأمثالي , وأنا المفرِّط وأخرج ابن سعد في الطبقات , قال: أخبرنا محمد بن عبيد الطنافسي وعبيد الله بن موسى عن مسعر عن سماك الحنفي قال: سمعت بن عباس يقول: قلت لعمر مصر الله بك الأمصار وفتح بك الفتوح وفعل بك وفعل، فقال: لوددت أني أنجو منه لا أجر ولا وزر. قلت : هذا فاروق الأمة عمر الذي كانت له من الأعمال ما تنوء بها كواهل الرجال على الحقيقة , ويتمنى ان يموت كفافا لا له ولا عليه , أهم شئ يظفر بالنجاة ؟!! فما عساه أن يقول من ليس له تلك الاعمال على الحقيقة , واسوأتاه لو قابلت ربي بما عندي من تفريط . وقولك : اقتباس:
وهل يسطيع أحد أن يحيط بكل السنة فيحفظها , فكيف بأبي رواحة الذي ما حفظ من الشعر على الصورة المطلوبة فضلا عن السنة !! أخي الحبيب أذكر نفسي وإياك بتوجيه رسولنا صلى الله عليه وسلم : قولوا بقولكم أو بعض قولكم ولا يستجرينَّكم الشيطان . شكر الله لك ما سطَّرته يمينك من ثناء وما حملته نفسك من شفافية وصفاء , ولكن ديني يوجب علي أن أقول لك ما قلته الآن , فلا تجد في نفسك علي , فإني أشهد الله على محبتك من أجله , وإن لنا بنبينا صلى الله عليه وسلم أسوة وقدوة . كما أشكر لجميع إخواني العكرمي وحمزة والحريري جميل ما كتبوه وجليل ما سطروه , من روح أخوية تجسدت في كلماتهم التشجيعية . وأدام الله علينا وعليهم هذا التآخي وهذه المحبة . |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 07:08 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي