أم جابر السلفية |
01-10-2010 01:44 AM |
نصيحة الشيخ الألباني رحمه الله : بحسن الخُلق
|
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال الشيخ الألباني رحمه الله :– عن حديث ( لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه من الخير ) :
إن هذا الحديث شامل لكل أسباب الخير , ولا يكون المؤمن كامل الإيمان إلا إذا طبع نفسه بأن يحب لإخوانه المسلمين جميعا ما يحب لنفسه من الخير , وإذا نحن وضعنا أمام أعيينا هذا التوجيه النبوي الكريم حينئذ كان ذلك من أقوى الأسباب لأن تصلح نفوسنا , وأن تطيب أخلاقنا , ويتكامل عمل بعضنا مع بعض , على ضوء من هذه المودة والمحبة الخالصة لوجه الله – تبارك وتعالى , فأساس الإيمان الكامل كما يبدو من هذا الحديث هو حسن الخلق , لأن المسلم حينما – كما قلت آنفا - يلتزم أن يعامل إخوانه المسلمين بما يحب لنفسه من الخير , لا شك أنه سيكون على درجة عالية جدا من حسن الخلق , وحسن الخلق جمع خيري الدنيا والآخرة , كما جاء في الحديث الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال ( إن الرجل الحسن الخلق ليدرك درجة قائم الليل صائم النهار ) قد يكون هو مقصرا في عبادته لله – عز وجل – وتنفله في بعض الطاعات , إما للظروف التي تحيط به , أو لكسل ينتابه في نفسه , أو لأي سبب من الأسباب الكثيرة , لكنه هو في تعامله مع إخوانه المسلمين حسن الخلق , وكأنه قام الليل وصام النهار , بمجرد إحسانه لخلقه , وذلك يستلزم أن يحسن معاملته لإخوانه , ( إن الرجل ليدرك بحسن خلقه درجة قائم الليل صائم النهار ) كذلك جاء حديث ( حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويطيلان في الأعمار )
وحينئذ ليكون المسلم عند توجيهات هذه الأحاديث الصحيحة فعليه أن يراقب نفسه في معاملته لإخوانه في كل جوانب الحياة , وهذا بطبيعة الحال يستلزم ألا يقول في أخيه كلمة إذا بلغته أحزنته وأساءت إليه , فأنتم جميعا تعلمون تحريم الغيبة وتحريم النميمة وتحريم إزعاج المسلم والإضرار به ونحو ذلك , لكن الواقع المؤسف أن كثيرا من المسلمين حتى منا نحن - السلفيين – الذين خصهم الله عز وجل بشيء من الفقه الصحيح الذي غاب عن أكثر المسلمين , لكنهم مع الأسف نسوا القسم الآخر مما كان عليهم أن يقوموا به , ألا وهو حسن التعامل بعضهم مع بعض , المسلم مع المسلم , لذلك فأنا لست بحاجة لأن أذكركم بتحريم الغيبة والنميمة و محاولة الإساءة إلى الناس , لأن هذه أشياء معروفة لديكم , لكني أذكركم – والذكرى تنفع المؤمنين – بوجوب مراعاتنا لهذه الأحكام الشرعية عمليّا وألا ننحرف عنها خلقيّا , لنستحق تلك المراتب والمنازل العالية التي أشار إليها نبينا - صلوات الله وسلامه عليه - من مثل قوله في الحديث الأخير( حسن الخلق وحسن الجوار يعمران الديار ويطيلان في الأعمار )
الشريط الحادي عشر من سلسلة الهدى والنور
|
|
|
|
|
|