بين ابن حزم والذهبي
بين ابن حزم والذهبي الحمد لله رب العالمين,والصلاة والسلام على أشرف المرسلين,نبينا محمد وآله الطيبين,وصحابته الغر الميامين,ومن سار على نهجهم إلى يوم الدين أما بعد: فهذه أبيات لابن حزم الأندلسي,يقرر فيها مذهبه في رد القياس والرأي,وتمسكه بظاهر الكتاب والسنة. ومعها جواب الذهبي ببيتين,يعيب فيها على ابن حزم يبسه في عدم إعمال العلل والإستنباط: أشهد الله والملائك أنِّي///لا أرى الرأي والمقــــــــاييس دينا 1-أبيات ابن حزم هذه ظاهرها- لمن أراد المحمل الحسن- جميل يتمشى مع قواعد أهل السنة,من ذمهم لأهل الرأي والمقاييس,فأما الرأي فقد ذمه السلف,وهو ماكان في مقابل السنن قال أحد السلف:حاش لله أن أقول سوى ما///جاء في النصِّ والهدي مستبينا كيف يخفى على البصائر هذا///وهْو كالشمس شـهرة ويقينا فأجابه الذهبي ببيتين هما: لو سلمتم من العمـــــوم الذي///نعلم قطعا تخصيصه ويقينا وترطَّبتمُ فكم قد يبســــــــــتم ///لرأَيـــــــنا لكم شفوفا مبينا[1] لا تعدلن عن الحديث وأهله***فالرأي ليل والحديث نهار وقال مصعب الزبيري: أأقعد بعدما رجفت عظامي*** وكان الموت أقرب ما يليني أجادل كل معترض خصيم***وأجعل دينه غرضا لديني وأترك ما علمت لرأي غيري***وليس الرأي كالعلم اليقين [2] وأما القياس فلو أردنا أن نحمله على القياس المصادم للنصوص لاستقام كلام ابن حزم كما قال إمام أهل السنة أحمد بن حنبل:{وليس في السنة قياس,ولا تضرب لها الأمثال,....}[3]وهذا الذي حمله عليه الذهبي.لأنه قال:{لو سلمتم....}.لكن الذي يعرف ابن حزم جيدا يعلم أنه إنما عنى نفي حجية القياس,وهذا مشهور عنه,وهو من القرائن المرجحة.ولذا عرّض بذكر النص والهدي المستبين. 2-وأبيات الذهبي-رحمه الله- كأنه يقول له نعم هذا جميل لو سلمتم من إطلاق العمومات بلا تخصيص,وجميل-أيضا- لو سلمتم من الجمود على الظاهر.وعبر عنه باليبس. قال ابن القيم في "روضة المحبين"{ص 130}{وأما أبو محمد[ابن حزم],فإنه على قدر يبسه وقسوته في التمسك بالظاهر,وإلغائه للمعاني والمناسبات والحكم والعلل الشرعية,انماع في باب العشق والنظر وسماع الملاهي المحرمة,فوسَّع هذا الباب جدًّا,وضيق باب المناسبات والمعاني والحكم الشرعية جدًّا,وهو من انحرافه في الطرفين.} إنصاف ابن حزم ولما تكلم ابن العربي المالكي في ابن حزم وشنع عليه,قال الذهبي-وهو كما يقول ابن حجرمن أهل الإستقراء التام في نقد الرجال-:قلت:لم ينصف القاضي أبو بكر-رحمه الله-شيخ أبيه في العلم ولا تكلم فيه بالقسط,وبالغ في الإستخفاف به,وأبو بكر على عظمته في العلم لا يبلغ رتبة أبي محمد,ولا يكاد,فرحمهما الله وغفر لهما.سير أعلام النبلاء[11/93].ط مكتبة الصفا. والحمد لله رب العالمين [1]-الأبيات ذكرها الذهبي في السير[11/99-100]. [2]-شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة لللا لكائي[1/ص 242].ط 2 المكتبة الإسلامية القاهرة. [3]-المرجع السابق[1/256]. محمد رحيل 21/ذو الحجة/1431هـ |
جزاكم الله خيرا و بارك الله فيكم
|
وفيكم بارك الله
|
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 08:29 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي