الرّد على جهالا ت الطيباوي -وقفات مع مختار الطيباوي في مقاله حسم السّجال - بقلم الفاضل جمال أودينة
الرّد على جهالا ت الطيباوي طليعةالرد وقفات مع مختار الطيباوي في مقاله حسم السّجال الحمد لله العلي العظيم الأكبر القائل في محكم التنزيل "إنّ شانئك هو الأبتر" وأشهد أن لا إله إلاّ الله وحده لا شريك له، شهادة إليها أدعو، و بها أعتز و أفخر، وأشهد أنّ محمدا عبده ورسوله، أمينه على وحيه ،صلى الله عليه وعلى آله وصحابته، و على أهل الحديث، أصحاب المنهج القويم والصراط المستقيم أولى الناس به من أمته، القائل في حقهم:" لا تزال طائفة من أمتي قائمة بأمر الله ، لا يضرهم من خذلهم أو خالفهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون على الناس "([1]) أمّا بعد: فقد تكفل الله –جل في علاه- بحفظ كتابه فقال:"إنا نحن نزّلنا الذكر وإنا له لحافظون" وندب إلى نبيه-صلى الله عليه وسلّم التبليغ والتبيين واختص هذه الأمة بالإسناد وجعله من الدين وأقام سبحانه أهل الحديث([2]) للذب عن سنته فحفظوا الآثار وتكلموا في مراتب الرجال جرحا وتعديلا وألفوا في ذلك الكتب وصنفوا المصنفات،وفضحوا أصحاب البدع والمقالات ، ووقفوا بالمرصاد لكل الفرق وأصحاب المحدثات،أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون . فحملوا هذا اللواء وتوارثوه خلفا عن سلف على رأسهم صحابة رسول الله –صلى الله عليه وسلّم -وعلى نهجهم السديد ،سار سادات التابعين وأتباعهم، وتلامذتهم، ومن اقتفى أثرهم في كل عصر ومصر، إلى يومنا هذا. وممّن وفّق الله لحمل هذا اللواء([3])في زمننا بحق العلامة المجاهد فضيلة الشيخ الدكتور ربيع بن هادي المدخلي –سلّمه الله- فسخّر قلمه لخدمة السنة والدفاع عن حياضها بكتبه ومقالاته النافعة فكان أهلا للثناء،من أهل العلم وطلبته، ولما كان الصراع بين أهل السنة والبدعة قائما على أن يرث الله الأرض ومن عليها فقد شن عليه بعض الناس غارات للطعن فيه بغيا وحسدا،وقصدهم الطعن في منهج أهل الحديث الذي ينتمي إليه الشيخ ويدافع عنه. هذا وقد وقفت على مقال لأحدهم يدعى مختار بن الأخضر الطيباوي نصب نفسه حكما وجمع مقالا سماه: حسم السِّجال حول مذهب الشِّيخ ربيع في الرِّجال ضمنّه جملة من النقاط من غير ترابط في البنية ولا وحدة في الموضوع ولا تسلسل في الطرح ولا منهج علمي في التأصيل وهي: -زعم أنّ للشيخ ربيع مذهبا في الرجال يخالف مذهب أهل السنة ؛ولم يقم على تلكم الدعوى دليلا ولا برهان. - تكلم عن العداوة عموما ونقل كلاما للرازي مفاده أن الرجل العظيم إذا أختار مذهبا فلو أن غيره أبطل ذلك المذهب عليه فإنه يشق عليه غاية المشقة، ويصير ذلك سببا للعداوة الشديدة )). -جعل الشيخ ربيع هو الرجل العظيم و(الحويني،وعرعور والمغراوي،والحلبي)من أبطل مذهبه، فشق عليه ذلك فعاداهم الشيخ ربيع عداوة شديدة[4]. - وجعل سبب عداوة الشيخ ربيع لمن ينافح عنهم هذا الرجلرفضهم لتجريحات الشيخ التي وصفها بالباطلة وما أقام دليلا على بطلانها؛ -متناسيا أو متجاهلا السبب الحقيقي للعداوة الذي هو خلاف في المناهج وصراع بين الحق والباطل، حاصرا الخلاف بينهم وبين الشيخ ربيع ،معرضا عمن جرحهم من العلماء. - جعل السبب الثاني للعداوة من نصيب أتباع الشيخ ربيع –كذا وصفهم- هو التقليد والتعصب؛بعد أن نقل كلاما للفلاني –رحمه الله-في ذم التقليد والتعصب للرجال والمذاهب ؛ فجازف بإسقاطه على طلبة الشيخ ربيع ،بل وكّل من وافق الشيخ ربيع. -ذكر كلاما للسرخسي-رحمه الله- في عدم قبول الجرح من المتعصبة –من غير تأصيل ولا تفصيل للمسألة-سواء كان الطعن بحق أو بباطل يرد بتهمة التعصب. -ثم قال الموضوع(كذا): تناقض العلماء :فأطال في الكلام عن أمر مسلّم لا يحتاج إليه ذكي ،ليذكر مثالا واحدا ووحيدا ينسب فيه إلى الشيخ ربيع التناقض، بل ويصفه بتناقض يفوق كل ما يحتمل من تناقض غيره من العلماء. -ثم ختم مقاله الطويل –بالنقل من غير تأصيل- ومن غير بيان للدليل بمسألة اختلاف أحكام العلماء في الرجال ذاكرا بعض الأمثلة للتأصيل لثلاث من أهم المسائل المنهجية،وهي الموازنة،والامتحان بالأشخاص،والجرح المفسر؛ حسمها في سطرين.والعجب أن يجعل الأشخاص الذين يستميت ويؤصل القواعد للدفاع عنهم في صف العلماء،ليوهم القراء أن الخلاف بين الحق والباطل مسالة اختهاد لا تستدعي الإنكار. *ذكرت هذا لترى طريقة الرجل في الكتابة ومنهجه في الطرح والاستدلال وتعرف مبلغ علمه وحقيقة دعواه بأنه صاحب حجة وبيان؛ وكيف يستدل من لم يعرف معنى للدليل ولا وجها للدلالة ولا طرق التأصيل العلمي أو منهجا للكتابة. ولي معه-بإذن الله- وقفات أجلي فيها ما حواه مقاله من جهالات ومجازفات-راجيا من الله العون والتسديد ،مستمدا منه سبحانه الرشاد للحق والتوفيق ولا حول ولا قوة إلا بالله. -أوّلا: وقفة مع العنوان: "حسم السجال حول مذهب الشيخ ربيع في الرجال". أقول له: مَا أَنْتَ بِالحَكَمِ التُرْضَى حُكُومَتُهُ **** وَلاَ الأَصِيلِ وَلاَ ذِي الرَّأْيِ وَالجَدَلِ فلا أنت ولا أمثالك ممّن يقدر على حسم السجال،واعلم أنّ المتشبع بما لم يعطى كلابس ثوبي زور؛فالذي يحسم السجال هم أهل الشأن والاختصاص. فالمعوّل عليه في معرفة الرجال ومذاهبهم هم أهل الحديث، كما أنّهم هم المعوّل عليهم في معرفة الصحيح من السقيم . قال شيخ الإسلام –رحمه الله-([5]): إن أحق الناس بأن تكون هي الفرقة الناجية : أهل الحديث والسنة ، الذين ليس لهم متبوع يتعصبون له إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهم أعلم الناس بأقواله وأحواله ، وأعظمهم تمييزاً بين صحيحها وسقيمها ، وأئمتهم فقهاء فيها ، وأهل معرفة بمعانيها ، واتّباعا لها تصديقاً وعملاً وحباً وموالاةً لمن والاها ، ومعاداة لمن عاداها ، الذين يردون المقالات المجملة إلى ما جاء به الكتاب والحكمة ، فلا ينصبون مقالة ، ويجعلونها من أصول دينهم ، وجمل كلامهم ، إن لم تكن ثابتة فيما جاء به الرسول ، بل يجعلون ما بعث به الرسول من الكتاب والحكمة هو الأصل الذي يعتقدونه ويعتمدونه.اه وقال: "إذ غير العالم لا يكون له قول،فكما أن من لا يعرف أدلة الأحكام لا يعتد بقوله فمن لا يعرف طرق العلم بصحة الحديث لا يعتد بقوله،بل على كل من ليس بعالم أن يتبع إجماع أهل العلم"أه. ثانيا: قولك: "مذهب الشيخ ربيع في الرّجال". اعلم أن المذهب لغة ،هو الطريق ومحل الذهاب.أمّا في اصطلاح الفقهاء فهوما ذهب إليه إمام من الأئمة في الأحكام الاجتهادية،ولذلك قال القرافي رحمه الله: "مذهب مالك ما اختص به من الأحكام الشرعية الفروعية الاجتهادية..." ([6]) -كما يطلق كذلك على مناهج علماء الحديث وشروطهم ،ومثال ذلك عند أئمة الحديث؛ مذهب النسائي، فمذهبه أن يخرج عن كل من لم يجمع على تركه ؛ قال الإمام النسائي :لا يترك الرجل عندي حتى يجتمع الجميع على تركه. قال الحافظ ابن طاهر المقدسي في (شروط الائمة الستة) إن كتاب أبي داود والنسائي ينقسم إلى ثلاثة أقسام: -الصحيح مخرّج في الصحيحين -صحيح على شرطهما وقد حكى ابن منده أن شرطهما إخراج أحاديث أقوام لم يجمع على تركهم إذا صح الحديث باتصال الإسناد من غير قطع ولا إرسال -أحاديث أخرجاها من غير قطع منهما بصحتها وقد ابان علتها بما يعرفه أهل المعرفة . ومحل الشاهد من هذا: كيف ننسب المذاهب إلى أصحابها؟.: إنّ نقل مذهب عالم في فن من الفنون ونسبته إليه يكون بالاستقراء التام للوقوف على منهجه ودراسته دراسة علمية أصيلة؛أو بنصه على شرطه أو بنص إمام معتبر. بل لو نص العالم على شرط في منهجه؛ لتتبع النّقاد مدى التزامه بمذهبه وشرطه ليقفوا بحق على مدى موافقته ومخالفته لشرطه. لذا كان من المقرر أنّ من الأمانة العلمية نقل المذاهب من كتب أصحابها وتوثيق نسبة الأقوال والمذاهب . -فيلزمك أنّ نقدك وحسمك للسجال في مذهب الشيخ ربيع في الرجال لا بد أن يكون بالاستقراء التام لأقواله في الرجال ومعرفة ما اختص به من أحكام؛ بل ودراسة هذا المنهج دراسة علمية أصيلة لبناء القواعد فلا يكتفي فيه بالمثال : فكيف بمطلق الإدعاء كما جاء في المقال. -فهل تتبعت عن طريق الاستقراء منهج الشيخ وكلّ من تكلم فيهم من رجال؛ بل هل وقفت على أكثرهم وعرفت منهجه ،لتحسم السجال أم هي الدعاوى؟. -هل قارنت بين مذهب الشيخ ربيع وبين منهج أهل السنة في نقد الرجال فعرفت أنه سوء فهم كبير لمنهج أهل السنة أم هو الظن؟. -بل هل عرفت منهج أهل السنة في نقد الرجال؟ فما بحثت بالتفصيل ولا أقمت الأدلة القاطعة ولا جئتنا بالبراهين . -واعلم أنّ الشيخ ربيع صنّف في الباب وهو :"مَنهج أَهْل السُّنَّةِ والجَماعةِ في نَقْدِ الرِّجال والكُتُبِ والطَّوائِف "أبطل فيه بدعة الموازنات و بيّن أنه منهج غريب محدث. وامتثالا لقوله تعالى :(فاسألوا أهل الذكر إن كنتم تعلمون)النحل 43 فقد عرض الشيخ ربيع كتابه على أهل العلم والشأن ؛وعلى رأسهم سماحة الوالد وشيخ الإسلام عبد العزيز ابن باز -رحمه الله- ،فسّر به. وكذلك على الشيخ صالح بن محمد اللحيدان الذي قال: وقد قرأته فوجدته وافياً بالمقصود ـ والحمد لله ـ وأسأل الله أن ينفع به ويثيبه عليه. وعلى العلامة المحدث الشيخ يحي بن يحي النجمي-رحمه الله-فقال:وإني لأوصي الشباب بقراءة كتابه حتى لا تنطلي عليهم البدع ولا تغرهم بروق خُلّب[7]، ، اللهم أرنا الحق حقاً ورازقنا اتباعه وأرنا الباطل باطلاً وارزقنا اجتنابه ، ولا تجعله ملتبساً علينا فنضل". فهلا امتثلت لقوله سبحانه: (وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلى الرسول وإلى أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم) النساء83 . -الوقفة الثالثة :كلمة عن العداوة: -تحدث الطيباوي عن العداوة وحصرها في سببين: السبب الأول : قال –الطيباوي-:نقد مذهب الكبيرـ بحق أو بباطل ـ في قومه أو أتباعه نقدا يبطل مذهبه، ثم نقل كلام الرازي في ( المحصول)( (114/5)):(( وأيضا فإن الرجل العظيم إذا أختار مذهبا فلو أن غيره أبطل ذلك المذهب عليه فإنه يشق عليه غاية المشقة، ويصير ذلك سببا للعداوة الشديدة )). وجعل أن هذا الجنس من العداوة هو الحاصل بين الشيخ ربيع وبين من ذكر. جعل الشيخ ربيع هو الرجل العظيم و(الحويني،وعرعور المغراوي،والحلبي) من أبطل مذهبه، فشق عليه ذلك فعاداهم الشيخ ربيع عداوة شديدة،فعكس الحقائق بالجملة فالشيخ ربيع وإخوانه من العلماء هم الذين فضحوا منهج أشياخك الذين تنافح عنهم بل، وأبطلوا شبههم،لكنها المجازفات والدعاوى. وصدق من قال: الحق شمس والعيون نواظرٌ لكنها تخفى على العميان وما سبب العداوة؟. قال: ذلك أنهم رفضوا تجريحاته الباطلة أو الزائدة عن الحد لبعض الدعاة و أهل العلم. الجواب على هذا الإدعاء: 1- حقيقة الخلاف بين الشيخ ربيع وبين من ذكر: من الخطأ حصر الخلاف في هذا السبب: فحقيقة الخلاف هي في منهج الدعوة إلى الله وما جاءوا به من شبه و تأصيلات وليس بسبب رفضهم لتجريحات الشيخ ربيع، فقل إنّ الخلاف: -خلاف مع القطبيين ومن يستميت في الدفاع عنهم ولا يقبل الجرح المفسر لأجلهم. -خلاف مع التكفريين وأذنابهم ومن يوازن لأجلهم. -خلاف مع أصحاب المنهج الأفيح ودعاة التمييع وأصولهم ومن لا يلزمه الطعن فيهم. -خلاف مع من يؤصّل القواعد للدفاع عنهم ،ويعادي الحق وأهله ،وينعتهم بأشنع الأوصاف. 2/هل الخلاف محصور بينهم وبين الشيخ ربيع أو بينهم وبين العلماء؟. لماذا تحصر العداوة بين من ذكرت وبين فضيلة الشيخ- سلّمه الله-. فمن ذكرت من الرجال( المأربي ،والمغراوي،الحويني،وعرعور ) قد انتقدهم غير ربيع؛ فما لكم كيف تحكمون. فهلا قلت: العداوة بين أهل العلم وطلبته وبين( المأربي،والمغراوي والحويني وعرعور). فقد رد عليهم العلماء بمن فيهم ربيع. فمن ذكرت رد عليهم: الشيخ النجمي -رحمه الله-والشيخ مقبل- رحمه الله- وتلامذته ،كذلك رد عليهم الشيخ محمد بن عبد الوهاب البنا رحمه الله والشيخ الفوزان والشيخ محمد بن هادي والشيخ عبيد الجابري والشيخ صالح السحيمي والشيخ محمد عمر بازمول وطلبة العلم والمشايخ في الحجاز ومصر والجزائر و غيرهم في سائر البلاد وكلامهم معروف منشور ومشتهر في كتبهم وأشرطتهم . فهل جميعهم مقلدة لربيع. وهل سبب العداوة بينهم وبين من ذكرت نقد الكبير، ورفض التجريحات الباطلة؟.أم هو خلاف في المناهج؛ خلاف بين الحق والباطل؟. السبب الثاني للعداوة: -جعل هذا الصنف من العداوة موجودا في أتباع الشيخ ربيع-. قال الطيباوي :كل رجل يدعو في بلده إلى اتّباع الدليل ،و ينابذ المذهبية الباطلة في أصحابه و جماعته بانتقاد شيوخ الجماعة يلقى عداوة عظيمة، بحيث يبغضه المنتمون إلى جماعته أكثر من بغضهم للجهمية و الرافضة، وربما الكفار. ثم نقلا كلاما طويلا للفلاني-رحمه الله- في ذم التعصب والتقليد. ثم قال معلقا عليه: فكل ما قاله الفلاني موجود في كثير من أتباع الشيخ ربيع، و قد يحملون لك حقدا في باطنهم الجواب: -هم ليسوا أتباعا وأشياعا للشيخ ربيع بل متبعون للحق الذي نصره الشيخ ربيع بالأدلة والبراهين،ويحبون الشيخ ربيع ويحبون و يوالون كل العلماء السلفيّين وكل محب للسّنة مدافع عن حياضها في كل عصر وقطر؛ وشعارهم : "وأن نقول بالحق حيثما كنا لا نخاف في الله لومة لائم."([8]) وليس قول القائل: وهل أنا إلا من غزية إن غوت *** غويت وإن ترشد غزية أرشد واعلم يقينا أن التعميم في الحكم بالتعصب والتقليد لا يستقيم فإنك ما خبرت الجميع وما شققت عن صدورهم. -بل إطلاقك لهذا التعميم اتهام منك للسلفيّين من علماء وطلاب علم بالتعصب الأعمى والتقليد وربنا –جل في علاه يقوله:{يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ لِلَّهِ شُهَدَاءَ بِالْقِسْطِ وَلَا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلَّا تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}المائدة:8 ومن العجب أنك تنكر على من تصفهم بأتباع ربيع، إتباعهم لربيع وتصفهم بأقبح الأوصاف والتشنيع ثم تقرر في آخر مقالك أن المسألة اجتهادية لا إنكار فيها؟. فإلى الله المشتكى. فقولك :وهذا حال من لم يعرف أقوال العلماء و اختلافهم، ولم يعرف المدارك العقلية و المسالك المذهبية.يعود عليك من باب أولى. محاربة الشيخ ربيع للغلو: فالشيخ ربيع-حفظه الله- من أشد الناس محاربة للغلو والتعصب بل له كتاب في الباب سمّاه: "التعصب الذميم وآثاره" فانظر فيه لتعرف الجواب. وله كلام طويل في ذم التعصب منثور في كتبه ، منه: قـوله : إن العبقرية والذكاء لا يتوفران في طائفة من الطوائف كما يتوفران في طائفة أهل الحديث، واقرأ تراجمهم التي دونها الثقات الأمناء، واقرأ علومهم التي خلدوها، لترى المسافة الهائلة بينهم وبين من قتلهم الجمود والتعصب الأعمى-كشف موقف الغزالي،ص81 وقال : "والذي أحبه من القارئ التجرد لله والإخلاص له ثم تحري الحق دون تحيز لي أو لغيري "- منهج مسلم-- وقال أيضا : السلفيون ـ والحمد لله ـ لا يرون أن الّدين يهتز لتخطئة أحد ولكنهم يرفضون إلصاق التهم الفاجرة سواء ضد الصحابة أو ضد علماء الإسلام كائنين من كانوا بل يحاربون الظلم ولو كان لكافر. ومن هنا يدافعون عن أئمة الإسلام ومنهم ابن تيمية وابن القيم وابن عبدالوهاب، فافهم واعقل ذلك. ثالثا: تجريحات الشيخ ربيع وتزكياته. قال الطيباوي :"وعندما ننظر بعين العلم و العدل نجد أكثر تجريحات الشيخ ربيع قائمة في حقيقتها على العداوة لمخالفيه، وكذلك تزكياته جلّها ناجمة عن العصبية أو الحمية،ولا علاقة لها بأصول التعديل، -أولا كان مذهبا ثم صار أكثر التزكيات،فلماذا تنزل من الاستغراق إلى الأكثر. بل إن تزكيات الشيخ وتجريحاته طالت خلقا كثيرا، وكيف لا وهو حامل لواء الجرح والتعديل. فلما حصرت الخلاف في أربعة أو خمسة أنفس ؟.أم هو من باب العموم الذي أريد به الخصوص؛أم هذه هي عين العلم والعدل؟. أقول: أثنى الشيخ ربيع على خلق كثير يعاملهم بما يظهرون من حب للسنة والدفاع عنها وقد كنت يا طيباوي من الذين شجعهم وقدّم لهم الدعم المعنوي. إذا أنت أكرمت الكريم ملكته ... فالشيخ ربيع ينصح لكل من ظهرت منه مخالفات وأخطاء ؛و يكشف حاله ويرد عليه نصحا لدين الله،ودفاعا عن سنة نبيه؛ لا لعصبية ولا لحمية. حقيقة العداوة وأسبابها: أولا:- هي عداوة بين الحق والباطل وصراع بين السنة والبدعة . ثانيا:ليست العداوة محصورة في السببين الذين ذكرت بل لها أسباب أخرى منها: - الحسد: كما قال الشاعر: حسدوا الفتى إذ لم ينالوا سعيه فالناس أعداءٌ له وخصوم وكذاك من عظُمت عليه نعمة حسّاده سيف عليه صروم الوقفة الرابعة: مع كلام السرخسي: قال السَّرَخْسِيُّ في (أصوله)(2/11): وأما الطعن المفسر بما يكون موجبا للجرح، فإن حصل ممن هو معروف بالتعصب أو متهم به لظهور سبب باعث له على العداوة، فإنه لا يوجب الجرح، وذلك نحو طعن الملحدين والمتهمين ببعض الأهواء المضلة في أهل السنة، وطعن بعض من ينتحل مذهب الشافعي ـ رحمه الله ـ في بعض المتقدمين من كبار أصحابنا، فإنه لا يوجب الجرح لعلمنا أنه كان عن تعصب وعداوة. قال الطيباوي :وعليه، فإن هؤلاء ولو جرحوا جرحا مفسرا أو مشروحا بمئات المجلدات، و أقسموا عليه اليمين المغلظة لا يقبل منهم، و قد بانت منهم العداوة لمخالفيهم فتركوا الأدلة و أقبلوا على الكذب و الإشاعة و تشييخ المجاهيل الجهال حتى عند أمهاتهم و آبائهم ،فكيف نقبل قول هؤلاء في الناس، و قولهم في شعرة لا يسوى بعرة ([9]). إبطال تعلق الطيباوي بقاعدة السرخسي: سبق البيان أن طعن أهل العلم ومنهم الشيخ ربيع في من ذكرت وغيرهم مرده إلى النصح والديانة،وليس التعصب الذميم. فالسرخسي ذكر صنفين من الطاعنين: 1-طعن الملحدين والمتهمين ببعض الأهواء المضلة في أهل السنة،والشيخ ربيع وإخوانه من أهل العلم يقينا ليسوا بملحدين والمتهمين ببعض الأهواء المضلة.بل إن من طعن فيهم علماؤنا هم أصحاب المذاهب الرديّة والأهواء المضلة. 2- طعن بعض من ينتحل مذهب الشافعي ـ رحمه الله ـ في بعض المتقدمين من كبار أصحابنا(أي الحنفية). -يجيبك عن هذا الكلام الشيخ ربيع ـ حفظه الله ـ بقوله: إنني أكره التعصب المذهبي أشد الكراهة، وأدعو إلى الاعتصام بالكتاب والسنة وأكره الفرقة وأسبابها وأكره الظلم ومنه ظلم متعصبي المذاهب لغير مذاهبهم وقد رأيت من هذا اللون من الظلم العجائب خصوصا من متعصبة الحنفية. 1-لماذا أصّل السرخسي هذه القاعدة.؟: -أصّل السرخسي هذه القاعدة ليبطل كل طعن يوجه إلى الحنفية من الشافعية أو من غيرهم ،سواء كان هذا الطعن بحق أو بغير حق. -فهل كل الانتقادات الموجهة إلى الحنفية وإن كانت حقا وصوابا ترّد بهذه القاعدة وبهذا الاحتمال. -أم هل ينظر في سبب الطعن ويدرس وفق الأصول العلمية على طريقة أهل الحديث. 2-بعض قواعد الحنفية التي أدت إلى كثير من السنن الصحيحة: - وضع فقهاء الحنفية قواعد أدّت إلى رد كثير من الأحاديث النبوية منها: - رد خبر الآحاد بمخالفته للقياس والأصول. -رد الحديث بمخالفة الراوي لما رواه . -رد الحديث بأن راويه ليس بفقيه . وغيرها من الأصول والقواعد التي أبطلها الأئمة . وانظر ما سطّره الإمام ابن القيم في كتابه الحافل ،إعلام الموقعين، فقد دافع عن مئات من السنن التي ردها الحنفية بمثل هذه القواعد ؛وأنظر كيف أبطلها بل جعل هذه القواعد من أبطل الباطل؛ جزاه الله عن الإسلام خيرا . وخير مثال على ذلك حديث المصراة([10]). فكان سببا للطعن فيهم لردهم لحديث المصّراة وفق قاعدتهم : -رد الحديث الصحيح بحجة أن راويه ليس بفقيه. وانا أسألك: هل يرّد حديث أبي هريرة -رضي الله عنه-وهو راوية الإسلام الذي أجمع الصحابة على قبول روايته و ولاّه عمر ولاية البحرين فكان أميرهم ومفتيهم فهو حافظ الأمة ببركة دعاء النبي له كما هو معلوم ومقرّر، بمثل هذه القاعدة ،ثم يقال لمن انتقدها حملك على الطعن التعصب فطعنك مردود". -وقد سئل شيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله-عن رجل يناظر مع آخر في مسألة المصراة،وردّها إذا أراد المشتري ،فاستدل من ادعى الجواز بحديث أبي هريرة المتفق عليه فعارضه الخصم بأن قال أبو هريرة لم يكن من فقهاء الصحابة...؟. فأجاب رحمه الله:الحمد لله هذا مخطئ من وجوه- ثم ذكر سبعة أوجه للرد على هذه القاعدة وإبطالها،و من تلك الأوجه قوله: -كذلك أفتى أبو هريرة في دقائق مسائل الفقه مع فقهاء الصحابة، كابن عباس وغيره من أشهر الأمور، وأقواله المنقولة في فتاويه تدل على ذلك. وقال:رحمه الله:-ويقال لهذا المعترض جميع علماء الأمة عملت بحديث أبي هريرة فيما يخالف القياس والظاهر. إلى أن قال : ونظير هذه ما ذكره الطبراني في كتاب السنة عن زكريا بن يحيى الساجي قال: كنا نختلف إلى بعض الشيوخ لسماع حديث رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، فاسترعنا في المشي، ومعنا شاب ماجن فقال: ارفعوا أرجلكم عن أجنحة الملائكة، لا تكسروها. قال: فما زال حتى جفته رجلاه، ولهذا نظائر، نسأل اللّه تعالى الاعتصام بكتابه، و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم واتباع ما أقام من دليله .اه وانظر تفصيل الفتوى والجواب في مجموع الفتاوى /4 . -وفق هذه القاعدة يمكن لكل مبتدع على وجه الأرض أن يرد عليك ويحمل طعنك فيه على التعصب،فهل هذا هو الجواب الضليع، الرفيع بالعلم المريع والدليل والبرهان أم هي الدعاوى وسجع كسجع الكهان. -بل إن ّ من يتعلق بمثل هذه القواعد لرد الجرح المفسر، هو الذي لا يقبل كلامه ولو كتب بعض المقالات. -واعلم أنّ ليس كل قاعدة على إطلاقها مثال ذلك :قاعدة جرح الأقران يطوى ولا يروى؛ فإن علماء الحديث قبلوا جرح الأقران بضوابط وشروط. قال الإمام مقبل رحمه الله في كتابه المقترح: فائدة حول رواية الأقران: جرح الأقران أثبت من غيرهم، لأنّهم أعرف بقرنائهم، فهي مقبولة إلا إذا علم أن بينهما تنافسًا وعداوةً سواء لأجل دنيا، أو مناصب، أو خطأ في فهم، ويريد أن يلزم الآخر بخطأ فهمه. فينبغي أن تعلم هذا ولا تصغ لقول المبتدعة والحزبيين والديمقراطيين: أن كلام الأقران ليس مقبولاً على الإطلاق.أه الوقفة الخامسة:(التناقض) قال:-الموضوع تناقض العلماء: ثم ساق مقدمة لا يحتاج إليها ذكي ولا ينتفع بها غبي . قال:ولكن في كلام الشيخ ربيع من التناقض و الفساد ما فاق به كل ما يحتمل من تناقض في غيره من علماء السنة، و لذلك استحال دفعه عنه ـ عند حاشيته إلا بالكذب، و إنكار الحقائق الثابتة. نقول: بالله عليك يا رجل ما أجرأك على التهويل والمبالغة أوقفت على تناقض الشيخ و قارنته بغيره من أهل العلم ،ووقفت على كل تناقضاتهم فتقرر عندك هذا؟. أم هو كحال العنوان دعاوى وظنون بل وسبّ وشتم؟. كلام الشيخ ربيع موجه لمن يتعلق بكلام إمام من أئمة المسلمين كشيخ الإسلام ابن تيمية لتعلق كثير من أهل الأهواء به. -كتعلق الصوفية و المناطقة وغيرهم. -ثم إن الشيخ ربيع ذكر تعارض قولين لا تناقضا . وكم من عائب قولا صحيحا وآفته من الفهم السقيم فالشيخ ربيع قال: "فالأمر يحتاج إلى نظر، ولا ينبغي لمسلم أن يتعلق بكلام إمام لنصرة ما فيه من باطل، فكثير من أهل الأهواء يتعلقون بكلام شيخ الإسلام هذا، ويشهرونه سلاحاً في وجه من يدعوا إلى السنة". فكلامه واضح وموجه لمن يريد أن يبنى أصلا للموازنة من كلام هذا شيخ الإسلام-رحمه الله- ويكتفي به ،من غير جمع لأقوال العلماء والنظر فيها. و كتب الإمام ابن تيمية معظمها في الرد على أهل البدع، وفيها نقد مر لأهل الأهواء ولكتبهم ولطوائفهم، وليس فيها موازنات، وأن ما يذكره في أندر من النادر ليس انطلاقا من قناعته بوجوب الموازنات المزعومة. قال الطيباوي: -و مشكل الشيخ ربيع أنه إما محاط بأتباع كسالى في العلم لا يبحثون، ولا يناقشونه فيطور مواقفه و يحسنها، و إما هو ضيق الخاطر لا يتحمل المخالفة. سبحان الله: -هل مثل هذه التخمينات تذكر في المقالات والردود العلمية التي يصفها صاحبها بالبرهان والدليل . أم هذا هو مبلغ علمك في بيان مذاهب الرجال؟. الوقفة السادسة:مسألة اختلاف أحكام العلماء في الرجال قال الطيباوي:وعندما تدرس كتب الجرح و التعديل بحثا عن هذا المشكل: اختلاف مواقف العلماء من الرجال، و كيف عالجه أهل العلم؟ -أقول :كلامه يوهم أنه درس جميع كتب الجرح والتعديل وعرف موقف أهل العلم من هذه المسألة،فهلا أثبت لنا ذلك؟أم هي الدعاوى والتهويل. وأجيبك:عن قولك كيف عالجه أهل العلم؟يزول الإشكال بسؤال أهل العلم لا بالمجازفة بالتمثيل والتأصيل. -وهل بيان منهج أهل السّنة في هذه المسالة يكون في سطور يسيرة بأمثلة تسميها أدلة، ثم تبني عليها قاعدة؟ قال الطيباوي:إذا فهمت هذه المسألة: اختلاف أحكام العلماء في الرجال انهار أمامك منهج الشيخ ربيع في الموازنة، و الجرح المفسر، و الامتحان بالأشخاص. وذكر بعض الأمثلة،سمّاها بزعمه أدّلة، الجواب: إن بناء القواعد والتأصيل وسبر المناهج ومعرفة مذاهب الرجال، علم له أصول وقواعد.بل قد صنفت فيه الرسائل الجامعية والدراسات الشرعية، حتى صار منهجا للدراسات الجامعية في هذا العصر فاطلب مناهج البحث العلمي منها([11]) والشيخ ربيع بينّه في كتاب مستقل وعرضه على أهل العلم والاختصاص- لا بكل جرأة في سطور يسيرة. هذا هو الفرق بين الشيخ وطلبته وبينك أنت ومن على شاكلتك. فإذا تدبرت-أيها القارئ الموفق- هذا الفرق عرفت من ينهار أمامك حقيقة. ثانيا: مجازفات خطيرة وقياس مع الفارق: -ساق الطيباوي أمثلة :لاختلاف العلماء في بعض الرجال، من غير تحرير للمسألة. -وجازف الرجل بجعل (المغراوي ،والحويني وعرعور والحلبي)من العلماء،ومتناسيا حالهم وما يدعون إليه وما انتقد عليهم. بل قارنهم بأئمة الإسلام كالشافعي والإمام احمد ،فهذا القياس من أبطل الأقيسة على الإطلاق كيف تجعل القطبيين والتكفيرين وأصحاب المنهج الواسع الذي يسع جماعة الإخوان والتبليغ،ومن يدافع عنهم بمنزلة الأئمة،كابن تيمية والألباني وابن باز. ثانيا:جعل اعتذار أهل العلم لأقرانهم لِمَا عرفوا ،من حبهم للسنة ودفاعهم عنها،قاعدة و أصلا في عدم الإنكار على المخالف وإن كان يؤصّل للبدع ويدافع عنها ويستميت في الدفاع عن أصحابها ويعادي أهل السنة لأجلها، وجعلها مسألة اجتهادية. وأقول له: اعلم –هداك الله-أنّ بيان المناهج وتأصيل القواعد وبناؤها لا يستقيم بالمثال بل بسبر الأقوال. وما زال الأئمة ينكرون على كل مخالف دفاعا عن السنّة ، شعارهم قوله تعالى: (كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللّهِ). وقوله صلى الله عليه وسلّم: ".من رأى منكم منكراً "فليغيره" وهذا الإمام الشافعي يقول(من روى عن البياضي بيض الله عيونه). يدعو على من روى عن البياضي ،لأن البيضاني مجروح ، ويقول -رحمه الله تعالى- الرواية عن حرام بن عثمان حرام. بل من إنكار شعبة أنه ورئي شعبة بن الحجاج -رحمه الله تعالى- ذات يوم متقنعا في نصف النهار، فقيل له: إلى أين يا أبا بسطام؟ قال: أريد أن أعتدي على جعفر بن الزبير، فإنه يكذب على رسول الله -صلى الله عليه وعلى آله وسلم. قال يحيى بن معين: لو أن لي فرسًا ورمحًا لغزوت سويدًا، لأنه تجرأ في رواية الأحاديث الضعيفة. فكيف يسكت عمن يدافع عن البدع ويؤصل القواعد لأجلها،ويعادي الحق وأهله والإمام أحمد هجر وأمر بالهجر، قال عبد الله بن أحمد: قلت لأبي: ما تقول في أصحاب الحديث يأتون الشيخ لعله يكون مرجئا أو شيعيا، أوفيه شيء من خلاف السنة؟ أيسعني أن أسكت عنه أم أحذر عنه؟ فقال أبي: إن كان يدعو إلى بدعة، وهو إمامهم فيها، ويدعو إليها قال: نعم تحذر عنه. وقال ابن تيميه رحمه الله في الفتاوى (ج 28/ 17 2): وأما إذا أظهر الرجل المنكرات، وجب الإنكار عليه علانية، ولم يبق له غيبة، ووجب أن يعاقب علانية بما يردعه عن ذلك من هجر وغيره. ألم يبلغك قول السلف: إذا رأيت الكوفي يقع في سفيان الثوري فاعلم أنه شيعي، وإذا رأيت المروزي يقع في عبد الله بن المبارك فاعلم أنه جهمي. -قال الألباني –رحمه الله-كما جاء في شريط (مَن حامل راية الجرح والتعديل في العصر الحاضر): ومن درس السُنة والسيرة النبوية لا يشك ببطلان إطلاق هذا المبدأ المحدث اليوم وهو ( الموازنة ) لأننا نجد في عشرات النصوص من أحاديث الرسول عليه الصلاة والسلام يَذكر السيئة المتعلقة بالشخص للمناسبة التي تستلزم النصيحة ولا تستلزم تقديم ترجمة كاملة للشخص الذي يراد نصح الناس منه، والأحاديث في ذلك أكثر من أن تستحضر في هذه العُجالة، ولكن لا بأس من أن نذكر مثالاً أو أكثر إن تيسر ذلك، ثم ذكر- الشيخ الألباني - قول الرسول (صلى الله عليه وسلم): [بئس أخو العشيرة] وقول الرسول (صلى الله عليه وسلم): [أما معاوية فرجل صعلوك، وأما أبو جهم فلا يضع العصا على عاتقه] و أنهما دليلان على عدم وجوب الموازنات. ثم قال: "ولكن المهم فيما يتعلق بهذا السؤال أن أقول في ختام الجواب: إن هؤلاء الذين ابتدعوا بدعة الموازنات هم بلا شك يخالفون الكتاب ويخالفون السنة، السنة القولية والسنة العملية، ويخالفون منهج السلف الصالح، من أجل هذا رأينا أن ننتمي في فقهنا وفهمنا لكتاب ربنا ولسنة نبينا (صلى الله عليه وسلم) إلى السلف الصالح، لم ؟ لا خلاف بين مُسلمَيْن فيما اعتقد أنهم أتقى وأورع وأعلم و.. الخ ممن جاؤوا من بعدهم.أه فالمسالة ليست اجتهادية. إن المسألة مسألة حق ينصر ويؤيد، وباطل يشجب ويبين بطلانه. -وبعد جهد ودوران أفصح الطيباوي في نهاية المقال ،ولم يأت بالجديد لنصر بدعة الموازنة،ورد الجرح المفسر ومسألة الامتحان بالأشخاص ؛بل ظهر مقصده وبان للعيان أنّ الطعن في الشيخ ربيع ما هو إلا وسيلة لإسقاط منهج أهل الحديث وأن الدفاع المستميت عن الحلبي وغيره ما هو إلاّ ذريعة لما يصبوا إليه. في الختام نورد لك ولأمثالك كلام هذا الإمام مبينا رفعة شأن أهل الحديث وعلّو قدرهم . -قال الخطيب البغدادي:الحفظة للدين وخزنته ، وأوعية العلم وحملته ، وإذا اختلف في حديث كان إليهم الرجوع فما حكموا به فهو المقبول المسموع ، ومنهم كل عالم فقيه ، وإمام رفيع نبيه... وهم الجمهور العظيم وسبيلهم السبيل المستقيم ، وكل مبتدع باعتقادهم يتظاهر وهو على الإفصاح بغير مذاهبم لا يتجاسر ، من كادهم قصمه الله ، ومن عاندهم خذله الله ، لا يضرهم من خذلهم ، ولا يفلح من اعتزلهم ، المحتاط لدينه إلى إرشادهم فقير ، وبصر الناظر بالسوء إليهم حسير ، وإن الله على نصرهم لقدير".أه وصلى الله على محمد وعلى آله وأصحابه الكرام. كتبه: أشرف جلال ابن اودينة- غرة ربيع الأول1432 -بمدينة العلم والعلماء. ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــ ([1])أخرج البخاري ( 71 ) ومسلم ( 1524 ) من حديث معاوية رضي الله عنه ([2])قال أبو الفتوح الطائي الهمذاني : نقل عن الجم الغفير والعدد الكثير من علماء الأمة ، وأعيان الأئمة ، مثل عبد الله بن المبارك ، وأحمد بن حنبل ، ويزيد بن هارون ، وإبراهيم بن الحسن الهمذاني أن المراد بالطائفة المذكورة في الحديث : هم أصحاب الحديث وأهل الآثار الذين نهجوا الدين القويم وسلكوا الصراط المستقيم ، فتمسكوا بالسبيل الأقوم ، والمنهاج الأرشد. ([3])كما وصفه العلامة المحدث ناصر الدين الألباني قائلا:إن حامل راية الجرح والتعديل اليوم في العصر الحاضر وبحق هو أخونا الدكتور ربيع، والذين يردون عليه لا يردون عليه بعلم أبداً، والعلم معه"أه، فكان هذا الوصف غصة وشوكة في حلوق أهل البدع فما استساغوه وحسدوا الموصوف به وعادوه حسدا وبغيا وعدوانا ،وظنّوا أن إسقاط هذا المنهج يسقط بالطعن في الشيخ ومحاولة إسقاطه. انظر إلى تبدليه للحقائق و تلبيسه على القارئ .[4] ([5])مجموع الفتاوى ( 3/346)،(18/51). ([6])الإحكام في تمييز الفتاوى عن الأحكام 220 أي: برق السحاب من غير مطر-أنظر الصحاح مادة "برق"." [7] ([8]) كما جاء في حديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه المتفق عليه . ([9])أنظر أيها القارئ الموفق للأدب الرفيع الذي يمتلكه الرجل فكل غناء بما فيه ينضح. ([10])وهو ما رواه أبو هريرة عن رسول اللَّه صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " إِذَا مَا أَحَدُكُمُ اشْتَرَى لِقْحَةً مُصَرَّاةً أَوْ شَاةً ، فَهُوَ بِخَيْرِ النَّظَرَيْنِ بَعْدَ أَنْ يَحْلُبَهَا ، إِمَّا هِيَ وَإِلا فَلْيَرُدَّهَا وَصَاعًا مِنْ تَمْر".متفق عليه ([11])من تلك الدراسات القواعد الفقهية المستخرجة من إعلام الموقعين أو اختيارات ابن القيم الأصولية وغيرها لتعرف المنهج العلمي الأصيل في استنباط القواعد ونسبة الآراء والمذاهب إلى أصحابها. |
تأييد طليعة الرّد على جهالا ت الطيباوي في ما سماه حسم السِّجال حول مذهب الشِّيخ ربيع في الرِّجال ( الحلقة الأولى)
بسم الله الرحمن الرحيم :
بارك الله فيك أخي العكرمي على ذي النفحات المفيدة في نصرة الحق وقمع الباطل وأهله ... وهذه بعض النقول المفيدة من مقال أخي الناصح صاحب المودة الصادقة ؛ والتي أوقفتني وأنا أطالع بنهم ما خط يراعه ؛ مع التنبيه على وجود بعض السقط عند الكتابة لا بد على أخينا الكاتب تداركه ؛ .. وقد جعلت ما نقلته هنا كلفتات لأهم مزالق هذا المحتار المشينة مع غض الطرف عن أدناها ؛ والتي أهمها طريقته الفلسفية الطلاسمية في نسج العبارات ذات البنى التركيبية الإضافية ؛ والتي يعدها علماء الفن من أرك وألكن طرق الكتابة ؛ مع تكلف ظاهر في سوق الأسجاع على طريقة الكهان ؛ والذين يعمدون إلى تلك الطريقة في الكلام تعمية على السامع وترويجا لباطلهم ؛ وهذا هو وجه المشابهة بينهم ( أي الكهان ) ومن سار على نهجهم من كتاب المقالات المختلفة ؛ فكلا الصنفين متفق على تمشية لغوه وخلطه بهذه الطريقة المشينة في التعبير ؛ ... وأما الكاتب الضليع فلا يعمد في الغالب إلى مثل هذا الصنيع المردي المزري في ما يلفظ من حبك يريد قنص فكاكه فما يزيده إلا عنتا وبعدا عن مرامي البيان ومكامن الإفصاح عن الحقائق بتفاوت مراتبها ؛ وهذا ما لا نراه في زهم المدعو محتارا وصدق من سماه بهذا الاسم ؛ فالرجل في خيرة وعمهة لا يلوي على شيء أردته شهب الحق فهو زاهق والحمد لله رب العالمين .... وإن كان من سنة السلف الماضية التصدق بالأعراض في نصرة الحق والذب عن حياض السنن المرضية وأهلها مالأقحاح ؛ فلا غرو أن نجعل عرضنا دون عرض من ذب عنها العقود ذوات العدد من سني عمره الحافلة بالكفاح ومقارعة أسنة العدى من حداثية ومشركين ومبتدعة ومميعة وغلاة من حدادية وأذنابهم الممحوقين المسحوقين بقذائف الحق المبين ؛ ... ولهذا فقد جعلنا عرضنا دون عرضك أبا محمد والله يجازي من أناب إليه وأخلص في ما يقول ويعمل ؛ ... فيا شيخنا أبا محمد ربيع المدخلي : سر إنا خلفك لن نخف ... وليقل المتبجحون : هذا تعصب للشيخ ربيع ؛ فنقول لهم : إي ونعم التعصب للحق الذي نصره ربيع ؛ ... وقبل البدء في ما صددته أنبه أن ما سقته من ملاحظات على بنى هذا المتسلق على شواهق السوامق وكله عي وهنات من تراكيب لغوية ؛ فإن لي معه جولة أخرى في ذكر أجناس لغطه ؛ وذلك إذا أصر على باطله ولم يركن إلى بريق صوارم اللامعات ؛ فما يكون لنا حينها إلا تسليطها على هامته ولا كرامة فأبرز أسلوبه الهابط من الناحية اللغوية وما ضمنه مما يخاله محسنات وهو تقبيحيات .... ودعونا مع درر ابن أودينة والتي سميتها : تأييد طليعة الرّد على جهالا ت الطيباوي في ما سماه حسم السِّجال حول مذهب الشِّيخ ربيع في الرِّجال ( الحلقة الأولى): وقد أغفلتها من التعليق لأنها حقيقة بلا تعليق ؟؟؟؟؟؟؟ مع تعليم كلام المحتار بالأزرق ؛ وتعليقات أخينا جلال بالقاني : قال أخي أشرف : 1-ومن العجب أنك تنكر على من تصفهم بأتباع ربيع،اتّباعهم لربيع وتصفهم بأقبح الأوصاف والتشنيع ثم تقرر في آخر مقالك أن المسألة اجتهادية لا إنكار فيها؟. فإلى الله المشتكى. ثالثا: تجريحات الشيخ ربيع وتزكياته. قال الطيباوي :"وعندما ننظربعين العلم و العدل نجد أكثر تجريحات الشيخ ربيع قائمة في حقيقتهاعلى العداوة لمخالفيه، وكذلك تزكياته جلّها ناجمة عن العصبية أو الحمية،ولا علاقةلها بأصول التعديل، -أولا كان مذهبا ثم صار أكثرالتزكيات،فلماذا تنزل من الاستغراق إلى الأكثر. بل إن تزكيات الشيخ وتجريحاتهطالت خلقا كثيرا، وكيف لا وهو حامل لواء الجرح والتعديل. فلما حصرت الخلاف في أربعة أوخمسة أنفس ؟.أم هو من باب العموم الذي أريد به الخصوص؛أم هذه هي عين العلم والعدل؟. قال السَّرَخْسِيُّ في (أصوله)(2/11): وأما الطعن المفسر بما يكون موجبا للجرح، فإن حصل ممن هو معروفبالتعصب أو متهم به لظهور سبب باعث له على العداوة، فإنه لا يوجب الجرح، وذلك نحوطعن الملحدين والمتهمين ببعض الأهواء المضلة في أهل السنة، وطعن بعض من ينتحل مذهبالشافعي ـ رحمه الله ـ في بعض المتقدمين من كبار أصحابنا، فإنه لا يوجب الجرح لعلمنا أنه كان عن تعصب وعداوة. 1-لماذا أصّل السرخسي هذه القاعدة.؟: -أصّل السرخسي هذه القاعدة ليبطل كل طعن يوجه إلى الحنفية من الشافعية أو من غيرهم ،سواء كان هذا الطعن بحق أوبغير حق. -فهل كل الانتقادات الموجهة إلىالحنفية وإن كانت حقا وصوابا ترّد بهذه القاعدة وبهذا الاحتمال. -أم هل ينظر في سبب الطعن ويدرسوفق الأصول العلمية على طريقة أهل الحديث. 2-بعض قواعد الحنفية التيأدت إلى كثير من السنن الصحيحة: - وضع فقهاء الحنفية قواعد أدّت إلى رد كثير من الأحاديث النبوية منها: الوقفةالخامسة:(التناقض) قال: -الموضوع تناقض العلماء: [color="rgb(255, 0, 255)"]ثم ساق مقدمة لا يحتاج إليها ذكيولا ينتفع بها غبي .[/color] قال الطيباوي: -و مشكل الشيخ ربيع أنه إما محاطبأتباع كسالى في العلم لا يبحثون، ولا يناقشونه فيطور مواقفه و يحسنها، و إما هوضيق الخاطر لا يتحمل المخالفة. سبحان الله: -هل مثل هذه التخمينات تذكر في المقالات والردود العلمية التي يصفها صاحبها بالبرهان والدليل . أم هذا هو مبلغ علمك في بيانمذاهب الرجال؟. قال الطيباوي:إذا فهمت هذهالمسألة: اختلاف أحكام العلماء في الرجال انهار أمامك منهج الشيخ ربيع في الموازنة،و الجرح المفسر، و الامتحان بالأشخاص. وذكر بعض الأمثلة،سمّاها بزعمه أدّلة، الجواب: إن بناء القواعد والتأصيل وسبرالمناهج ومعرفة مذاهب الرجال،علم له أصولوقواعد.بل قد صنفت فيهالرسائل الجامعية والدراسات الشرعية، حتى صار منهجا للدراسات الجامعية في هذا العصرفاطلب مناهج البحث العلمي منها([11]) والشيخ ربيع بينّه في كتاب مستقل.وعرضه على أهل العلم والاختصاص- لا بكل جرأة في سطور يسيرة قال بلال : فانظر أخي الصادق إلى خلط هذا الرجل تكن على يقين أن القوم لا يردون إلا لأجل الرد .... |
بارك الله فيك أبا عبد الله
|
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 08:00 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي