تفسير سورة الكوثر من تيسير الكريم الرحمن لابن سعدي رحمه الله
بسم الله الرحمن الرحيم ]إنا أعطيناك الكوثر *فصل لربك وانحر *إن شانئك هو الأبتر[ تفسير : يقول الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم ]إنا أعطيناك الكوثر[أي :الخير الكثير ,والفضل الغزير , الذي من جملته , ما يعطيه الله لنبيه صلى الله علية وسلم يوم القيامة ,من النهر الذي يقال له (الكوثر) , ومن الحوض . طوله شهر وعرضه شهر , ماؤه أشد بياضا من اللبن , وأحلى من العسل،آنيته كنجوم السماء كثرتها واستنارتها , من شرب منه شربة لم يظمأ بعدها أبداً. ولما ذكر ممتنا عليه , أمر بشكرها فقال : ]فصل لربك وانحر[ خص هاتين العبادتين بالذكر , لأنهما من أفضل العبادات وأجل القربات . لأن الصلاة تتضمن الخضوع في القلب والجوارح لله , وتنقلها في أنواع العبودية، وفي النحرتقرب إلى الله بأفضل ما عند العبد من النحائر , إخراج المال الذي جبلت النفوس علي محبته و الشح به. ]إن شانئك[ أي : مبغضك وذامك و منتقصك ]هو الأبتر[ أي : مقطوع من كل خير , مقطوع من العمل, مقطوع من الذِّكْر. أما محمد صلي الله عليه وسلم , فهو كامل حقاً , الذي له الكمال الحق في حق المخلوق , من رفع الذكر , وكثرة الأنصار و الأتباع صلى الله عليه وسلم. تم النقلمن (تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان ) تأليف العلامة الشيخ عبد الرحمن بن ناصر السعدي |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 02:17 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي