الجزاء من جنس العمل
قال ابن قدامة المقدسي-رحمه الله تعالى- : ((كنت أتخيل في الناصح "ابن الحنبلي"(1): أن يكون إماماً بارعاً ، وأفرح به للمذهب ؛ لما فضّله اللّه به من شرف بيته ، وإعراق نسبه في الإِمامة، وما آتاه الله تعالى من بسط اللسان، وجراءة الجنان ، وحدة الخاطر ، وسرعة الجواب ، وكثر الصواب ، وظننت أنه يكون في الفتوى مبرزاً على أبيه وغيره ، إلى أن رأيت له فتاوى غيرُه فيها أَسَّدُ جواباً ، وأكثر صواباً ، وظننت أنه ابتلي بذلك لمحبته تخطئة الناس ، واتباعه عيوبهم ، ولا يبعد أن يعاقِبَ الله العبد بجنس ذنبه إلى أن قال رحمه الله :والناصح قد شغل كثيراً من زمانه بالرد على الناس في تصانيفهم ، وكشف ما استتر من خطاياهم ، ومحبة بيان سقطاتهم ، ولا يبلغ العبد حقيقة الإِيمان حتى يحبَ للناس ما يحبُ لنفسه ، أفتراه يحب لنفسه بعد موته من ينتصب لكشف سقطاته ، وعَيبِ تصانيفه ، وإظهار أخطائه ، وكما لا يحب ذلك لنفسه ينبغي أن لا يحبه لغيره ، سيما للأئمة المتقدمين ، والعلماء المبرزين ، وقد أرانا الله تعالى آية في ذهابه عن الصواب في أشياء تظهر لمن هو دونه )) (1) في نصيحته لعبد الرحمن بن نجم بن عبد الوهاب بن عبد الواحد بن محمد بن علي بن أحمد الأنصاري المعروف بابن الحنبلي . ذيل طبقات الحنابلة 3/430. |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 07:31 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي