إذلم يكن ْشِعري لأجْلِ مليحةٍ **** كَلاَّ ولا لعشيقةٍ يتـطلَّــعُ
بل لم يكنْ شِعْري لحزْبٍ خاسرٍ **** يَدْعُوه سِراً إن ذلك أشْنَعُ
ومقالةُ التكفيرِ ليس يَعُدُّها **** إلا سبيلاً للِغـوايةِ يُصْـنَـعُ
ومثالب الحكام ليست دربَه **** إلا الدعاءُ لهم فذاك الأنـفـعُ
لم يطلُبِ الأموالَ منهم إنما **** يرجو جنان الخلد فهي المَطْمَعُ
فحروفُ شِعْري أَحْرُفٌ سلفيةٌ **** كجواهر الدُّرِّ الثَّمِين تُرَصَّـع
وحروفُ شِعْري أَحرُفٌ عربيةٌ **** طبْلُ البلاغةِ صار فيها يُقْـرَعُ
وهنا لقد آن الدخولُ إلى الذي **** أَسْمو إليه وفي البيان سأشْرَع
فأقول:إن ظهرَتْ طلائع شِعْرنا **** فوجوهُ قومٍ بالبشـارة تَلْمَعُ
وتقولُ مِنْ حُسْنٍ :تباركَ ربُّنَا **** بل كلُّهم يُصْغي إليَّ ويَسْمَعُ
ووجوه قومٍ بالعبوسةِ بَارزَتْ **** قِطَعَ الظلامِ وفي القلوب تَوجُّعُ
وبطونهم ممغوصةٌ وكلامُهم **** هذا يُحسْبِل حين ذا يَسْترجِعُ
ولذا فإن الشعرَ عندي قد غدَتْ **** أبياتهُ ناراً أراهـا تسْـفَـع
من أين تبتسِمُ القصيدةُ في فمِي **** وهناك خَصْمي في الوقيعة يرْتَعُ؟
يا شيخَ دعوتنا محدِّثَ عصْرِنـا **** إنا لنعْلَمُ أنَّ قولَك أَنْـجَـعُ
إنا لنعلمُ أن فينـا عـالمـاً **** منهاجُـه يسمو بحق ٍّ يسْـطَعُ
يا وادعي فإن دربك واضح **** والعقل منك هو الذكي الألمعُ
إذ أنني-شيخ الجزيرة-أشكلتْ **** في داخلي بعْضُ المسائلِ فاسْمعوا
منها اتهـامُ المغرضينَ بأننـا **** أهلُ التحزبِ فالنقيصَةُ أفْظَعُ
أوَكُلُّ من رفعَ الكتابَ وسُنَّةً **** ولكل قُطْبٍ في التحزب يقْمَعُ؟
أضحى عدُوَّاً منهجياً حسْـبُه **** كأسَ المرارةِ علْقَمَاً يَتجَـرَّعُ
فإذا يُسَلَّم للرجال وقهرهم **** فلربما دربَ العلُوم يُـوَدِّعُ
إني لأودِعُ في القصيدة أحرُفي **** والعينُ من عُمْقِ المصيبةِ تَدْمَعُ
يا شيخَنا هُتِكَ الستارُ وربما **** هَتْكُ الستارِ هو الأجلُّ الأنْفَعُ
أوَ بعْدَ ديوانٍٍ أُسَطِّر حِبْرَهُ **** سَلفيةً تعلُو وشَراً يُـقْمَعُ ؟!
أوَ بعْدَأن أضْنَى المسيرُقصائدي **** شرْقاً وغرْباً في الفضاء تُقَعْقِعُ ؟!
أو بعْدَ أن ظَهَرَ المشيبُ بمَفْرِقي **** وأنا أُدافِعُ عنـهُـمُ وأُرَوَّعُ ؟!
أوَ بعْدَ ذلكَ يستطيلُ كبيرُهم **** ويقولُ عني في التحزب أشْرَعُ ؟!
أو لم يكنْ في باشُميلٍ عِبْرةٌ **** إذ شملُه بقصائدي ليقـطَّعُ ؟!
أوَ ليس حدادٌ أتتْه قصائدي **** فتكَتْ به وزجاجُه متصدِّعُ ؟!
أوَ ليس درْبَ الخائنين تركتُه **** وطلبْتُ درب الصالحين وأتْـبَعُ ؟!
يا حاسدي في حُبِّ منهج أحمدٍ **** كم حاسدٍ أضْحى بنعلي يُصْفَـعُ
والله لو شربَ اليراعُ دماءَهم **** لايرتـوي منهم كذا لا يشْبـعُ
إذ لم يكنْ طفلاً فيلقم ثدْيَـه **** وتراه في ذاك الحليب سيَـقْنـعُ
بل إنه يقتصُّ ممن سـامَـهُ **** قصْراً وقهْراً بالنِّكايـة يُسْـرِعُ
إن كان واجهةً لنا متميِّعٌ **** في نهجِـه فلَذاك شـرٌّ بلْقَـعُ
يا أيها الشعراء قوموا وضِّحوا **** بل بيِّنوا تلك الحقيقةَ واصدعوا
وهناك قوم من بلادي إن أتوا **** هذا المكانَ تعلَّمـوا وتشبَّـعُوا
وإذا مضوا نحو التهائم أصبحوا **** حصناً منيعاً للتـحزب يُـرفَعُ
ويكثرِّون سوادَ صَاحبِ بدْعةٍ **** وتشكَّكُوا في نهجهم وتـميَّعوا
ورأيتَهُم ضاعوا وضاعَ نشاطهُم **** بل منهَجَ المعصوم أيضاً ضيَّعـوا
إن شئتَ برهاناً لذاك ألا فسَلْ **** أهْلَ العقيدةٍ إنـهم قد أجمعـوا
أَسَفي على قومٍ إذا صاحبتَهم **** ألفيتَهُم عند الكريهة تخْـدَعُ
ولربَّـمَا جاؤا إليكَ وكلهُّم **** قد أضمرروا حُكْم الأمور ووقَّعوا
أَسَفي على من عاش كلَّ حياته **** وحياتُه بين النقائـض تجْـمَـعُ
أفيستوي حُبُّ لصاحب سُنةٍ **** معَ من تـراه ببِـدْعَةٍ يتـلَفَّـعُ
أوليس شيخي كم يُحذَّر عندما **** يأتي الحديثُ عن الذين تميَّعـوا
بل إنه من نصحه لتنفَّخَتْ **** أوداجُـه بـدمائـها تتَـشبَّع
وكذلكم قد بُحَّ فينا صوتُه **** لكنَّ آذنـاً هـنا لا تسـمَعُ
هذا المعلِّم قد غدا أنموذجاً **** للجامعـين وللنقـود يـوزِّعُ
وتراه يحضر في الموالد زاعماً **** أن النصيحة في الموالد أنْـفعُ
بل إنه يؤذي أخانا ياسراً **** وعليه في كل الدروس يُشَنِّعُ
متراجعاً بل تاركاً لقصيده **** إذا أنـها نـهْجَ التشدد تَتْبَعُ
هو لم يكن فينا بخمسة أوجُهٍ **** كلاَّ ولكن فوق ذلـك أرْبَعُ
عُذْراً قوافي الشعِّر إن صراحتي **** قد أَصْبحتْ للقوم حقاً تُوجِعُ
ثم الصلاة على الرسول محمد **** ما فاح مسك في الدنا يتضوع