منتديات الشعر السلفي بإشراف الشاعر ابي رواحة الموري

منتديات الشعر السلفي بإشراف الشاعر ابي رواحة الموري (http://www.salafi-poetry.com/vb/index.php)
-   منتدى التراجم والمخطوطات والرسائل العلمية (http://www.salafi-poetry.com/vb/forumdisplay.php?f=76)
-   -   جديد: توجيه المسلمين إلى الطريق الشرعية في التعامل مع الخوارج من أصحاب تنظيم القاعدة والحوثيين (http://www.salafi-poetry.com/vb/showthread.php?t=1371)

أبو عبد الله حسين الكُحلاني 01-19-2010 01:59 AM

جديد: توجيه المسلمين إلى الطريق الشرعية في التعامل مع الخوارج من أصحاب تنظيم القاعدة والحوثيين
 
http://up.msryat.org/uploads/images/...2615dd34db.jpg
توجيه المسلمين إلى الطريق الشرعية


في التعامل مع الخوارج من أصحاب تنظيم القاعدة والحوثيين


كتبه


أبو محمد عبد الحميد بن يحيى الحجوري الزعكري







بسم الله الرحمن الرحيم

مقدمة
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له.
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده ربي لا شريك له، وأشهد أن محمدًا عبده ورسوله، وصفيه من خلقه وخليله صلى الله عليه وعلى آله وسلم تسليمًا كثيرًا.
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[سورة آل عمران آية: 102].
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالا كَثِيرًا وَنِسَاءً وَاتَّقُوا اللَّهَ الَّذِي تَسَاءَلُونَ بِهِ وَالْأَرْحَامَ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيبًا[سورة النساء آية: 1].
﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلا سَدِيدًا * يُصْلِحْ لَكُمْ أَعْمَالَكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ فَازَ فَوْزًا عَظِيمًا[سورة الأحزاب آية: 70، 71].
أما بعد:
فهذه رؤوس أقلام أبين فيها واجب المسلمين جميعا حكاما و محكومين في كيفية تعاملهم مع الخوارج من أصحاب القاعدة والأفكار التكفيرية والرافضة الحوثيين، حيث وقد خرج الحوثيون الروافض في هذه الأيام على ولي أمر المسلمين في بلاد اليمن الميمون ، ثم تلا خروجهم هذا اعتداءٌ على البلاد السعودية حرسها الله وبلادنا وجميع بلاد المسلمين-، وكذلك ما يحصل من أصحاب الفكر التكفيري من تنظيم القاعدة حيث يقع بسبب فكرهم الضال كثير من الفساد في الأرض , ويُخيفون العباد,ويشوهون صورة الإسلام والمستقيمين بسبب تشددهم وبغيهم ويقتلون المعاهدين والمستأمنين , مع أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : من قتل معاهدًا لم يرح رائحة الجنة أخرجه البخاري في صحيحه (6914) من حديث عبد الله بن عمرو رضي الله عنه، نسأل الله أن يسلم من جميع الشرور والفتن ما ظهر منها وما بطن.
وليعلم من هذا أن الرافضة والخوارج ليس مرادهم البلاد اليمنية فحسب، إنما مرادهم بذلك السيطرة على الجزيرة العربية وعلى غيرها من بلاد الإسلام لا مكنهم الله-.
والخروج على الحكام المسلمين جريمة عظيمة وكبيرة من كبائر الذنوب يتلبس بها أهل البدع حتى قال أبو قلابة الجرمي «ما أبتدع أحد بدعة إلا رأى السيف» أي الخروج على المسلمين وحكامهم.
والحوثيون هم خوارج وبغاة وزيادة، حيث جمعوا مع هذه البدعة المنكرة بدعة الرفض، والروافض كما هو معلوم شر أهل البدع، بل هي فرقة كافرة خالفوا في معتقداتهم المعقول والمنقول والثوابت من الأصول، فغلاتهم جعلوا عليًا ا وحاشاه في منزلة الإله، ومنهم من زعم أن الأمين خان وجعل الرسالة لمحمد ص وهي لعلي، ويزعمون أن القرآن ناقص قاتلهم الله وأنه مخلوق، ويسبون الصحابة بل ويكفرون غالبيتهم، ويتهمون أم المؤمنين عائشة ل بما برأها الله عز وجل منه، وينكرون عذاب القبر، وينكرون رؤية المؤمنين إلى الله عز وجل يوم القيامة، ويزعمون أن الله في كل مكان، ويعطلونه من الأسماء والصفات العليا، ويكفرون غيرهم من المسلمين، إلى غير ذلك مما ليس هذا موطن بسطه، وإنما أردت ذكر بعض الواجبات التي يجب على المسلم أن يتعلمها في كيفية معاملة هؤلاء البغاة الظلمة، كتبتها تعليمًا للجاهل وتذكيرًا للعالم، وبيانًا للطريق اللاحب الذي يسير عليه أهل السنة والجماعة أصحاب العقيدة المرضية والطريقة السوية الملازمين للمعاملات الشرعية مع الراعي والرعية، ومع جميع البرية، وإليكها باختصار غير مخل إن شاء الله عز وجل وبه التوفيق والتسديد،،


أولاً: يجب على أولياء أمور المسلمين قتالهم والتنكيل بهم في بغيهم:
والدليل على ذلك حديث أبي سعيد ا عند البخاري (3344) ومسلم (1064)، وفيه بعد ذكر أوصافهم: «لَئِنْ أَدْرَكْتُهُمْ لَأَقْتُلَنَّهُمْ قَتْلَ ثَمُودَ».
وفي حديث على بن أبي طالب ا عند البخاري (3611) ومسلم (1066) أنه قال: «إِذَا حَدَّثْتُكُمْ عَنْ رَسُولِ اللَّهِص فَلَأَنْ أَخِرَّ مِنْ السَّمَاءِ أَحَبُّ إِلَيَّ مِنْ أَنْ أَقُولَ عَلَيْهِ مَا لَمْ يَقُلْ وَإِذَا حَدَّثْتُكُمْ فِيمَا بَيْنِي وَبَيْنَكُمْ فَإِنَّ الْحَرْبَ خَدْعَةٌ» وذكر الحديث وفيه: «فَإِذَا لَقِيتُمُوهُمْ فَاقْتُلُوهُمْ فَإِنَّ فِي قَتْلِهِمْ أَجْرًا لِمَنْ قَتَلَهُمْ عِنْدَ اللَّهِيَوْمَ الْقِيَامَةِ...» الحديث.
وعن سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ حَدَّثَنِي زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ الْجُهَنِيُّ أَنَّهُ كَانَ فِي الْجَيْشِ الَّذِينَ كَانُوا مَعَ عَلِيٍّ ا الَّذِينَ سَارُوا إِلَى الْخَوَارِجِ فَقَالَ عَلِيٌّ ا: أَيُّهَا النَّاسُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِص يَقُولُ: «يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَيْسَ قِرَاءَتُكُمْ إِلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ وَلَا صَلَاتُكُمْ إِلَى صَلَاتِهِمْ بِشَيْءٍ وَلَا صِيَامُكُمْ إِلَى صِيَامِهِمْ بِشَيْءٍ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَحْسِبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ لَوْ يَعْلَمُ الْجَيْشُ الَّذِينَ يُصِيبُونَهُمْ مَا قُضِيَ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ ص لَاتَّكَلُوا عَنْ الْعَمَلِ وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلًا لَهُ عَضُدٌ وَلَيْسَ لَهُ ذِرَاعٌ عَلَى رَأْسِ عَضُدِهِ مِثْلُ حَلَمَةِ الثَّدْيِ عَلَيْهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ، فَتَذْهَبُونَ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَأَهْلِ الشَّامِ وَتَتْرُكُونَ هَؤُلَاءِ يَخْلُفُونَكُمْ فِي ذَرَارِيِّكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَاللَّهِ إِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونُوا هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ فَإِنَّهُمْ قَدْ سَفَكُوا الدَّمَ الْحَرَامَ وَأَغَارُوا فِي سَرْحِ النَّاسِ فَسِيرُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ قَالَ سَلَمَةُ بْنُ كُهَيْلٍ فَنَزَّلَنِي زَيْدُ بْنُ وَهْبٍ مَنْزِلًا حَتَّى قَالَ مَرَرْنَا عَلَى قَنْطَرَةٍ فَلَمَّا الْتَقَيْنَا وَعَلَى الْخَوَارِجِ يَوْمَئِذٍ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ وَهْبٍ الرَّاسِبِيُّ فَقَالَ لَهُمْ أَلْقُوا الرِّمَاحَ وَسُلُّوا سُيُوفَكُمْ مِنْ جُفُونِهَا فَإِنِّي أَخَافُ أَنْ يُنَاشِدُوكُمْ كَمَا نَاشَدُوكُمْ يَوْمَ حَرُورَاءَ فَرَجَعُوا فَوَحَّشُوا بِرِمَاحِهِمْ وَسَلُّوا السُّيُوفَ وَشَجَرَهُمْ النَّاسُ بِرِمَاحِهِمْ قَالَ وَقُتِلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَمَا أُصِيبَ مِنْ النَّاسِ يَوْمَئِذٍ إِلَّا رَجُلَانِ فَقَالَ عَلِيٌّ ا الْتَمِسُوا فِيهِمْ الْـمُخْدَجَ فَالْتَمَسُوهُ فَلَمْ يَجِدُوهُ فَقَامَ عَلِيٌّ ا بِنَفْسِهِ حَتَّى أَتَى نَاسًا قَدْ قُتِلَ بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ قَالَ أَخِّرُوهُمْ فَوَجَدُوهُ مِمَّا يَلِي الْأَرْضَ فَكَبَّرَ ثُمَّ قَالَ صَدَقَ اللَّهُ وَبَلَّغَ رَسُولُهُ قَالَ فَقَامَ إِلَيْهِ عَبِيدَةُ السَّلْمَانِيُّ فَقَالَ يَا أَمِيرَ الْـمُؤْمِنِينَ أَلِلَّهَ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ لَسَمِعْتَ هَذَا الْحَدِيثَ مِنْ رَسُولِ اللَّهِص فَقَالَ إِي وَاللَّهِ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ حَتَّى اسْتَحْلَفَهُ ثَلَاثًا وَهُوَ يَحْلِفُ لَهُ».
وفعل علي رضي الله عنه بيانٌ أن قتالهم وقتلهم إنما يكون في زمن البغي منهم حيث لم يقاتلهم قبل ذلك ,وقد نقل شيخ الإسلام إجماع المسلمين على وجوب قتال الخوارج والروافض ونحوهم كما في المجموع (28/530).


ثانياً: إقامة حد الحرابة عليهم:-
يجب أن يقوم بهذا الأمر أولياء أمور المسلمين قال الله تعالى: ﴿إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ *إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا مِنْ قَبْلِ أَنْ تَقْدِرُوا عَلَيْهِمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ[المائدة:33، 34].
فعن أنس ا قال: أَنَّ نَفَرًا مِنْ عُكْلٍ ثَمَانِيَةً قَدِمُوا عَلَى رَسُولِ اللَّهِص فَبَايَعُوهُ عَلَى الْإِسْلَامِ فَاسْتَوْخَمُوا الْأَرْضَ وَسَقِمَتْ أَجْسَامُهُمْ فَشَكَوْا ذَلِكَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِص فَقَالَ أَلَا تَخْرُجُونَ مَعَ رَاعِينَا فِي إِبِلِهِ فَتُصِيبُونَ مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا فَقَالُوا بَلَى فَخَرَجُوا فَشَرِبُوا مِنْ أَبْوَالِهَا وَأَلْبَانِهَا فَصَحُّوا فَقَتَلُوا الرَّاعِيَ وَطَرَدُوا الْإِبِلَ فَبَلَغَ ذَلِكَ رَسُولَ اللَّهِص فَبَعَثَ فِي آثَارِهِمْ فَأُدْرِكُوا فَجِيءَ بِهِمْ فَأَمَرَ بِهِمْ فَقُطِعَتْ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ وَسُمِرَ أَعْيُنُهُمْ ثُمَّ نُبِذُوا فِي الشَّمْسِ حَتَّى مَاتُوا. أخرجه البخاري.
وهؤلاء البغاة قطعوا السبل وقتلوا الأنفس وخرجوا على أئمة المسلمين إلى غير ذلك من حرابهم وقد أخرج أبو داود (12/6) عَنْ عَائِشَةَ ل قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِص: «لَا يَحِلُّ دَمُ امْرِئٍ مُسْلِمٍ يَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُوَأَنَّ مُحَمَّدًا رَسُولُ اللَّهِ إِلَّا بِإِحْدَى ثَلَاثٍ رَجُلٌ زَنَى بَعْدَ إِحْصَانٍ فَإِنَّهُ يُرْجَمُ وَرَجُلٌ خَرَجَ مُحَارِبًا لِلَّهِ وَرَسُولِهِ فَإِنَّهُ يُقْتَلُ أَوْ يُصْلَبُ أَوْ يُنْفَى مِنْ الْأَرْضِ أَوْ يَقْتُلُ نَفْسًا فَيُقْتَلُ بِهَا».
فالخارج على ولي أمر المسلمين وإن كان الخارج مسلماً، هذا حكمه، فما بالك إذا جمع مع خروجه كفراً وزندقة كالحوثيين.


ثالثاً: عدم موالاتهم وحبهم ويجب بغضهم:-
يجب على المسلمين جميعا حكاما ومحكومين أن يبغضوهم ولا يتولوهم لأن توليهم شر وجرم عظيم فلا تكون المحبة والولاء إلا في الله عز وجل ومن أجل دينه قال الله تعالى: ﴿لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُولَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الْإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَارَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْوَرَضُوا عَنْهُ أُولَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْـمُفْلِحُونَ[المجادلة:22].
وقال تعالى: ﴿الْـمُنَافِقُونَ وَالْـمُنَافِقَاتُ بَعْضُهُمْ مِنْ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْـمُنْكَرِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْـمَعْرُوفِ[التوبة:67].


رابعاً: عدم معاونتهم أو إعانتهم:-
لا يجوز شرعاً التعاون مع الحوثيين أو غيرهم من الخوارج والبغاة سواءً كانوا من أصحاب القاعدة أو ما يسمى بالجماعات الجهادية بالمال أو المطاعم أو المشارب أو بيعهم السلاح مما يعين على شرهم وباطلهم ومن أعانهم على ظلمهم فهو شريك لهم في الإثم والوزر وإنما قال الله: ﴿وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ شَدِيدُ الْعِقَابِ[المائدة:2]، وليس من التقوى الخروج على أولياء أمور المسلمين وسفك دماء المسلمين والمعاهدين، أو إتلاف أموالهم أو قطع طرقهم وغير ذلك من المفاسد التي تحدث بسبب الخروج.
وفي حديث جابر بن عبد الله عن أحمد (3/321) أَنَّ النَّبِيَّ ص قَالَ لِكَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ: «أَعَاذَكَ اللهُ مِنْ إِمَارَةِ السُّفَهَاءِ»، قَالَ: وَمَا إِمَارَةُ السُّفَهَاءِ؟ قَالَ: «أُمَرَاءُ يَكُونُونَ بَعْدِي، لَا يَقْتَدُونَ بِهَدْيِي، وَلَا يَسْتَنُّونَ بِسُنَّتِي، فَمَنْ صَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ لَيْسُوا مِنِّي، وَلَسْتُ مِنْهُمْ، وَلَا يَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي، وَمَنْ لَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ، وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ، فَأُولَئِكَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُمْ، وَسَيَرِدُوا عَلَيَّ حَوْضِي. يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، الصَّوْمُ جُنَّةٌ، وَالصَّدَقَةُ تُطْفِئُ الْخَطِيئَةَ، وَالصَّلَاةُ قُرْبَانٌ - أَوْ قَالَ: بُرْهَانٌ - يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، إِنَّهُ لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ لَحْمٌ نَبَتَ مِنْ سُحْتٍ النَّارُ، أَوْلَى بِهِ. يَا كَعْبُ بْنَ عُجْرَةَ، النَّاسُ غَادِيَانِ: فَمُبْتَاعٌ نَفْسَهُ فَمُعْتِقُهَا، وَبَائِعٌ نَفْسَهُ فَمُوبِقُهَا».
وعند الترمذي (6/375) عَنْ كَعْبِ بْنِ عُجْرَةَ قَالَ خَرَجَ إِلَيْنَا رَسُولُ اللَّهِص وَنَحْنُ تِسْعَةٌ خَمْسَةٌ وَأَرْبَعَةٌ أَحَدُ الْعَدَدَيْنِ مِنْ الْعَرَبِ وَالْآخَرُ مِنْ الْعَجَمِ فَقَالَ: «اسْمَعُوا هَلْ سَمِعْتُمْ أَنَّهُ سَيَكُونُ بَعْدِي أُمَرَاءُ فَمَنْ دَخَلَ عَلَيْهِمْ فَصَدَّقَهُمْ بِكَذِبِهِمْ وَأَعَانَهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ فَلَيْسَ مِنِّي وَلَسْتُ مِنْهُ وَلَيْسَ بِوَارِدٍ عَلَيَّ الْحَوْضَ وَمَنْ لَمْ يَدْخُلْ عَلَيْهِمْ وَلَمْ يُعِنْهُمْ عَلَى ظُلْمِهِمْ وَلَمْ يُصَدِّقْهُمْ بِكَذِبِهِمْ فَهُوَ مِنِّي وَأَنَا مِنْهُ وَهُوَ وَارِدٌ عَلَيَّ الْحَوْضَ».
الشاهد من الحديث أن التعاون مع الظلمة ظلمٌ وشر، والخوارج من شر البرية كما قال رسول اللهص: «هم شر الخلق والخليقة» كما في صحيح مسلم.
خامساً: عدم إيوائهم:-
فعن علي بن أبي طالب ا قال: قال ص: «لَعَنَ اللَّهُ مَنْ آوَى مُحْدِثًا» رواه مسلم (1978). فيحرم على القبائل والأفراد والجماعات الإيواء والدفاع عن هذه الجماعات المشار إليها آنفاً، فمن فعل ذلك كان من الملعونين على لسان محمد ص.


سادساً: عدم الفرح بنصرهم أو تسلطهم:-
الفرح بتسلط المبطلين على المسلمين أمر خطير خصوصا إن كان هذا الفرح بنصر الكافرين كالرافضة والباطنية أو اليهود والنصارى. أو الفرح حتى بتسلط الخوارج من أصحاب القاعدة وغيرها.
قال العلامة الحجوري حفظه الله في كتابه التصريح بأن قتال بغاة الروافض جهاد صحيح (4) هذا الفرح من نواقض الإسلام [أي الفرح بنصرة الكافرين] وأدلته معلومة وعلى هذا فخطير على من يفرح بنصرة اليهود والنصارى أو الرافضة أو الاتحادية أو غير هؤلاء من الكفرة والمنافقين أو سائر المضرين بالإسلام والمسلمين الذي يفرح بنصرتهم يخشى عليه من الردة قال الله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ كَفَرُوا بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ إِلَّا تَفْعَلُوهُ تَكُنْ فِتْنَةٌ فِي الْأَرْضِ وَفَسَادٌ كَبِيرٌ[الأنفال:73] اهـ.
والمتأمل لأفعال الخوارج من الرافضة الحوثيين المارقين، وأصحاب القاعدة الضالين وغيرهم من المنحرفين، يجد أنها أفعال تضر الإسلام وأهله ودوله، والفرح بضرر الإسلام وأهله خطرٌ وضرر.
سابعاً: مناصرة أولياء الأمور في التصدي للخوارج من أصحاب تنظيم القاعدة والحوثيين:-
وتكون هذه المناصرة إما بقتالهم إن استنفر ولي الأمر المسلم أو بكشف أماكنهم وثغورهم وثكناتهم ولا بأس بتتبع عوراتهم، وفي جميع الأحوال يجب على الجميع حكاماً ومحكومين التضافر والتناصر وعدم التخاذل، وأن يكونوا يداً واحدة ضد المفسدين والمسيئين إلى الإسلام وأهله، وأمن مواطنيه ومعاهديه من السفارات وغيرها، ففي حديث النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِص: «مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى» الحديث أخرجاه في الصحيحين.
وفي حديث أَبِي مُوسَى قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِص: «الْـمُؤْمِنُ لِلْمُؤْمِنِ كَالْبُنْيَانِ يَشُدُّ بَعْضُهُ بَعْضًا» الحديث أخرجاه في الصحيحين.
وقد تتبع رسول اللهص ابن صياد لفضحه وبيان خبثه ففي حديث ابن عمر أَنَّ عُمَرَ بْنَ الْخَطَّابِ انْطَلَقَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِص فِي رَهْطٍ قِبَلَ ابْنِ صَيَّادٍ حَتَّى وَجَدَهُ يَلْعَبُ مَعَ الصِّبْيَانِ عِنْدَ أُطُمِ بَنِي مَغَالَةَ وَقَدْ قَارَبَ ابْنُ صَيَّادٍ يَوْمَئِذٍ الْحُلُمَ فَلَمْ يَشْعُرْ حَتَّى ضَرَبَ رَسُولُ اللَّهِص ظَهْرَهُ بِيَدِهِ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِص لِابْنِ صَيَّادٍ أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِ فَنَظَرَ إِلَيْهِ ابْنُ صَيَّادٍ فَقَالَ أَشْهَدُ أَنَّكَ رَسُولُ الْأُمِّيِّينَ فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ لِرَسُولِ اللَّهِص أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللَّهِفَرَفَضَهُ رَسُولُ اللَّهِص وَقَالَ آمَنْتُ بِاللَّهِوَبِرُسُلِهِ ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِص مَاذَا تَرَى قَالَ ابْنُ صَيَّادٍ يَأْتِينِي صَادِقٌ وَكَاذِبٌ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِص خُلِّطَ عَلَيْكَ الْأَمْرُ ثُمَّ قَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِص إِنِّي قَدْ خَبَأْتُ لَكَ خَبِيئًا فَقَالَ ابْنُ صَيَّادٍ هُوَ الدُّخُّ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِص اخْسَأْ فَلَنْ تَعْدُوَ قَدْرَكَ فَقَالَ عُمَرُ بْنُ الْخَطَّابِ ذَرْنِي يَا رَسُولَ اللَّهِأَضْرِبْ عُنُقَهُ فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللَّهِص إِنْ يَكُنْهُ فَلَنْ تُسَلَّطَ عَلَيْهِ وَإِنْ لَمْ يَكُنْهُ فَلَا خَيْرَ لَكَ فِي قَتْلِهِ وَقَالَ سَالِمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ سَمِعْتُ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عُمَرَ يَقُولُ انْطَلَقَ بَعْدَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِص وَأُبَيُّ بْنُ كَعْبٍ الْأَنْصَارِيُّ إِلَى النَّخْلِ الَّتِي فِيهَا ابْنُ صَيَّادٍ حَتَّى إِذَا دَخَلَ رَسُولُ اللَّهِص النَّخْلَ طَفِقَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ وَهُوَ يَخْتِلُ أَنْ يَسْمَعَ مِنْ ابْنِ صَيَّادٍ شَيْئًا قَبْلَ أَنْ يَرَاهُ ابْنُ صَيَّادٍ فَرَآهُ رَسُولُ اللَّهِص وَهُوَ مُضْطَجِعٌ عَلَى فِرَاشٍ فِي قَطِيفَةٍ لَهُ فِيهَا زَمْزَمَةٌ فَرَأَتْ أُمُّ ابْنِ صَيَّادٍ رَسُولَ اللَّهِص وَهُوَ يَتَّقِي بِجُذُوعِ النَّخْلِ فَقَالَتْ لِابْنِ صَيَّادٍ يَا صَافِ وَهُوَ اسْمُ ابْنِ صَيَّادٍ هَذَا مُحَمَّدٌ فَثَارَ ابْنُ صَيَّادٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِص لَوْ تَرَكَتْهُ بَيَّنَ قَالَ سَالِمٌ قَالَ عَبْدُ اللَّهِبْنُ عُمَرَ فَقَامَ رَسُولُ اللَّهِص فِي النَّاسِ فَأَثْنَى عَلَى اللَّهِبِمَا هُوَ أَهْلُهُ ثُمَّ ذَكَرَ الدَّجَّالَ فَقَالَ إِنِّي لَأُنْذِرُكُمُوهُ مَا مِنْ نَبِيٍّ إِلَّا وَقَدْ أَنْذَرَهُ قَوْمَهُ لَقَدْ أَنْذَرَهُ نُوحٌ قَوْمَهُ وَلَكِنْ أَقُولُ لَكُمْ فِيهِ قَوْلًا لَمْ يَقُلْهُ نَبِيٌّ لِقَوْمِهِ تَعَلَّمُوا أَنَّهُ أَعْوَرُ وَأَنَّ اللَّهَتَبَارَكَ وَتَعَالَى لَيْسَ بِأَعْوَرَ. الحديث أخرجه البخاري (3055) ومسلم (2930).
ثامناً: عدم تكثير سوادهم:-
ففي تكثير سوادهم إعانة للباطل وإشادة به وخذيلة لأهل الحق وهذا منكر عظيم وخطر جسيم قل من يتنبه له للجهل المستشري، فلا يتظاهر معهم ولا تُعلق شعاراتهم، ولا تُحضر اجتماعاتهم وأماكن تواجدهم؛ لأن في ذلك تغريراً بكثير من الناس الذين يغترون بالكثرة والمظاهر والمناظر ولا يهتمون بالمخابر.
وفي حديث ابن عمر ا عند أحمد وغيره قال: قال رسول اللهص: «من تشبه بقوم فهو منهم»، وفي حديث عائشة ل في الصحيحين قال: قال رسول اللهص: «يغزو جيش الكعبة، فإذا كانوا ببيداء من الأرض يخسف بأولهم وآخرهم، قالت: يا رسول الله كيف يخسف بأولهم وآخرهم، وفيهم أسواقهم ومن ليس منهم؟
قال: يخسف بأولهم وآخرهم، ثم يبعثون على نياتهم»
متفق عليه.
والشاهد من الحديث أن الخسف شمل مكثر سواد المبطلين، وإن لم يكن منهم.
وكما قال عبد الله بن مسعود ا: من كثر سواد قوم فهو منهم.
تاسعاً: عدم التشكك في ضلال الخوارج من القاعدة والحوثيين:-
كثير من الناس يتشككون في الباطل الذي عليه الخوارج بسبب الشعارات التي يحملونها أو بعض المخالفات التي يقع فيها حكام المسلمين وهذا بسبب الجهل وإلا فلا يغتر بالخوارج وباطلهم مهما تعددت طرقهم وارتفعت شعاراتهم.
وفي حديث علي بن أبي طالب ا الحكم الواضح الجلي: فَقَالَ عَلِيٌّ ا َيُّهَا النَّاسُ إِنِّي سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِص يَقُولُ يَخْرُجُ قَوْمٌ مِنْ أُمَّتِي يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ لَيْسَ قِرَاءَتُكُمْ إِلَى قِرَاءَتِهِمْ بِشَيْءٍ وَلَا صَلَاتُكُمْ إِلَى صَلَاتِهِمْ بِشَيْءٍ وَلَا صِيَامُكُمْ إِلَى صِيَامِهِمْ بِشَيْءٍ يَقْرَءُونَ الْقُرْآنَ يَحْسِبُونَ أَنَّهُ لَهُمْ وَهُوَ عَلَيْهِمْ لَا تُجَاوِزُ صَلَاتُهُمْ تَرَاقِيَهُمْ يَمْرُقُونَ مِنْ الْإِسْلَامِ كَمَا يَمْرُقُ السَّهْمُ مِنْ الرَّمِيَّةِ لَوْ يَعْلَمُ الْجَيْشُ الَّذِينَ يُصِيبُونَهُمْ مَا قُضِيَ لَهُمْ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِمْ ص لَاتَّكَلُوا عَنْ الْعَمَلِ وَآيَةُ ذَلِكَ أَنَّ فِيهِمْ رَجُلًا لَهُ عَضُدٌ وَلَيْسَ لَهُ ذِرَاعٌ عَلَى رَأْسِ عَضُدِهِ مِثْلُ حَلَمَةِ الثَّدْيِ عَلَيْهِ شَعَرَاتٌ بِيضٌ فَتَذْهَبُونَ إِلَى مُعَاوِيَةَ وَأَهْلِ الشَّامِ وَتَتْرُكُونَ هَؤُلَاءِ يَخْلُفُونَكُمْ فِي ذَرَارِيِّكُمْ وَأَمْوَالِكُمْ وَاللَّهِإِنِّي لَأَرْجُو أَنْ يَكُونُوا هَؤُلَاءِ الْقَوْمَ فَإِنَّهُمْ قَدْ سَفَكُوا الدَّمَ الْـحَرَامَ وَأَغَارُوا فِي سَرْحِ النَّاسِ فَسِيرُوا عَلَى اسْمِ اللَّهِ.
فانظر -وفقك الله- إلى ما هم فيه من العبادة والصلاة وقراءة القرآن، ومع ذلك لم يشفع لهم هذا الصنيع من فتنة خروجهم على المسلمين.
عاشراً: الدعاء عليهم:-
فالخوارج من القاعدة والحوثيين وغيرهم من أهل الشر والفساد والضرر والله عز وجل بيده تصريف العباد وتيسير الأمور وكف الشرور والرسول ص كان يقول: وأعوذ بك من شر كل ذي شر أنت آخذ بناصيته.
وهنا وصية للجيوش خاصة وللناس عامة بالعودة إلى الله عز وجل في دفع الشرور وجلب المنافع والخير ﴿قُلِ اللَّهُمَّ مَالِكَ الْـمُلْكِ تُؤْتِي الْـمُلْكَ مَنْ تَشَاءُ وَتَنْزِعُ الْـمُلْكَ مِمَّنْ تَشَاءُ وَتُعِزُّ مَنْ تَشَاءُ وَتُذِلُّ مَنْ تَشَاءُ بِيَدِكَ الْـخَيْرُ إِنَّكَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾.
عن سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ قَالَ:لَقِيتُ عَبْدَ اللَّهِبْنَ أَبِي أَوْفَى وَهُوَ مَحْجُوبُ الْبَصَرِ فَسَلَّمْتُ عَلَيْهِ قَالَ لِي مَنْ أَنْتَ فَقُلْتُ أَنَا سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ قَالَ فَمَا فَعَلَ وَالِدُكَ قَالَ قُلْتُ قَتَلَتْهُ الْأَزَارِقَةُ قَالَ لَعَنَ اللَّهُالْأَزَارِقَةَ لَعَنَ اللَّهُالْأَزَارِقَةَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِص أَنَّهُمْ كِلَابُ النَّارِ. أخرجه أحمد.
والرسول ص لما التقى مع قريش في غزوة بدر جعل يقول: «اللهم أنجز لي ما وعدتني»، وقال: «اللهم عليك بقريش»، وكان يقول: «اللهم أنت عضدي وأنت نصيري بك أحول وبك أصول وبك أقاتل»، وقد قال الله عز وجل مخبراً عن دعاء المؤمنين: ﴿وانصُرْنَا عَلَى الْقَوْمِ الْكَافِرِين[آل عمران:147].

يتبع بإذن الله..

أبو عبد الله حسين الكُحلاني 01-19-2010 02:04 AM

الحادي عشر: التحذير من الخوارج وشرهم وبيان ما هم عليه من الضلال:
يجب التحذير والبيان لما هم عليه من الضلال والبدع والخرافات، فلا يجوز أن يتوانى عن كلمة الحق يرضى من رضي ويغضب من غضب، ودين الله عز وجل والحق الذي يحاول إفساده هؤلاء الفجرة البغاة، أحق أن ينصر، والتحذير من أهل البدع، ومنهم الخوارج يعتبر من دين الله عز وجل والله جل وعلا يقول: ﴿فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْـمُشْرِكِينَ[الحِجر:94], وتأخير البيان عن وقت الحاجة لا يجوز لما في ذلك من الضرر على الفرد والمجتمع. والخيانة والسكوت على المنكر، وفي قول مالك رحمه الله: لا تقل الباطل فتهلك، ولا تسكت عن الباطل فتزيغ عن الحق.
الثاني عشر: عدم الركون إليهم وإلى عهودهم:
قال الله عز وجل: ﴿وَلا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ وَمَا لَكُمْ مِنْ دُونِ اللَّهِ مِنْ أَوْلِيَاءَ ثُمَّ لَا تُنْصَرُونَ[هود:113]، فسبب الهزيمة والبعد عن ولاية الله عز وجل وسبب عذاب النار الركون إلى الظالمين ومنهم الخوارج والحوثيين الروافض فإن من طرقهم الزعم أنهم إنما يريدون فلان أو يريدون الدولة حتى إذا تمكنوا لم يرقبوا في مؤمن إلًّا ولا ذمة.
ويضاف إلى هذا أن فعل العهود والمواثيق معهم تقوية لشرهم واعتراف بوجودهم، وسبب اغترار الناس بهم، وهذا ضرر عظيم، وإنما يتفطن له العقلاء، ولا يشكل على هذا معاهدة رسول الله ص مع المشركين والكافرين، فهذا باب وذلك باب آخر.
ومعلوم أن أهل البدع من سيماهم الكذب والغدر فلا ركون إليهم.
الثالث عشر: عدم الاغترار بدعايتهم و التنبه لشعاراتهم:
يدل على ذلك حديث علي لما قالوا: حكم كتاب الله، قال: كلمة حق أريد بها باطل.
وهكذا تجدهم هذه الأيام يقولون: "الموت لأمريكا الموت لإسرائيل", وهم يفعلون في المسلمين ما لم تفعله أمريكا ولا إسرائيل، وليس بخاف على المسلمين مجازر الرافضة في العراق ولبنان وأفغانستان واليمن وعبثهم بالمقدسات الإسلامية كما فعلوا بالحرم المدني عام 1430هـ من زعزعت الأمن واعتداء على رجاله، وكذلك تهديدات الرافضة بعمل مظاهرات في الحج، لولا أن الله صرفهم، وغير ذلك مما يصنعه هؤلاء المبطلون البطالون.

الرابع عشر: رفع شبههم ودفعها، وهذا يكون للعلماء والدعاة:
يدل على ذلك ما أخرجه النسائي في الخصائص عن ابن عباس ا قال: لما خرجت الحرورية اجتمعوا في دار -على حدتهم- وهم ستة آلاف وأجمعوا أن يخرجوا على علي بن أبي طالب وأصحاب النبي ص معه، قال: جعل يأتيه الرجل فيقول: يا أمير المؤمنين إن القوم خارجون عليك، قال: دعهم حتى يخرجوا فإني لا أقاتلهم حتى يقاتلوني وسوف يفعلون.
فلما كان ذات يوم قلت لعلي: يا أمير المؤمنين: أبرد عن الصلاة فلا تفتني حتى آتي القوم فأكلمهم، قال: إني أتخوفهم عليك.
قلت: كلا إن شاء الله تعالى وكنت حسن الخلق لا أوذي أحدًا.
قال: فلبست أحسن ما أقدر عليه من هذه اليمانية، قال أبو زميل: كان ابن عباس جميلاً جهيرًا.
قال: ثم دخلت عليهم وهم قائلون في نحر الظهيرة.
قال: فدخلت على قوم لم أر قط أشد اجتهادًا منهم، أيديهم كأنها ثفن الإبل، وجوههم معلمة من آثار السجود، عليهم قمص مرحضة، وجوههم مسهمة من السهر.
قال: فدخلت.
فقالوا: مرحبًا بك يا ابن عباس! ما جاء بك؟ وما هذه الحلة، قال: قلت ما تعيبون علي؟ لقد رأيت على رسول الله أحسن ما يكون من هذه الحلل، ونزلت ﴿قُلْ مَنْ حَرَّمَ زِينَةَ اللَّهِ الَتِي أَخْرَجَ لِعِبَادِهِ وَالطَّيِّبَاتِ مِنَ الرِّزْق [الأعراف:32] قالوا: فما جاء بك؟ قال: جئت أحدثكم عن أصحاب رسول الله ص ومن عند صهر رسول الله ص عليهم نزل الوحي، وهم أعلم بتأويله، وليس فيكم منهم أحد، فقال بعضهم: لا تخاصموا قريشاً فإن الله تعالى يقول: ﴿بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُونَ[الزخرف:58]، وقال رجلان أو ثلاثة لو كلمتهم.
قال: قلت أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول الله ص وختنِه، وأول من آمن به، وأصحاب رسول الله معه؟ قالوا: ننقم عليه ثلاثاً.
قال: وما هنّ؟ قالوا: أولهن أنه حكّم الرجال في دين الله، وقد قال الله: ﴿إِنِ الحُكْمُ إِلاَّ لِلَّهِ﴾، فما شأن الرجال والحكم بعد قول الله عز وجل.
قال: قلت وماذا؟ قالوا: وقاتل ولم يَسْبِ ولم يغنم، لئن كانوا كفارًا لقد حلت له أموالهم ولئن كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دماؤهم.
قال: قلت وماذا؟ قالوا: محا نفسه من أمير المؤمنين.
فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين.
قال: قلت أعندكم سوى هذا؟ قالوا: حسبنا هذا.
قال: أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب الله المحكم، وحدثتكم من سنة نبيه ص ما لا تنكرون [ينقض قولكم] أترجعون؟ قالوا: نعم.
قال: قلت أما قولكم: حكّم الرجال في دين الله، فإن الله تعالى يقول:﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لاَ تَقْتُلُوا الصَّيْدَ وَأَنْتُمْ حُرُمٌ﴾إلى قوله:﴿يَحْكُمُ بِهِ ذَوَا عَدْلٍ مِّنكُمْ[المائدة:95].
وقال في المرأة وزوجها: ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَماً مِّنْ أَهْلِهِ وَحَكَماً مِّنْ أَهْلِهَا[النساء:35].
أنشدكم الله أحكم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم، وإصلاح ذات بينهم أحق أم في أرنب ثمنها ربع درهم، وفي بضع امرأة.
وأن تعلموا أن الله لو شاء لحكم ولم يصير ذلك إلى الرجال.
قالوا: اللهم في حقن دمائهم، وإصلاح ذات بينهم.
قال: أخرجت من هذه؟ قالوا: اللهم نعم.
قال: وأما قولكم قاتل ولم يسب ولم يغنم، أتسبون أمكم عائشة، أم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها، فقد كفرتم، وإن زعمتم أنها ليست أم المؤمنين فقد كفرتم، وخرجتم من الإسلام، إن الله يقول: ﴿النَّبِيُّ أَوْلَى بِالْـمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ[الأحزاب:6]، فأنتم مترددون بين ضلالتين، فاختاروا أيهما شئتم، أخرجت من هذه ؛ فنظر بعضهم إلى بعض.
قالوا: اللهم نعم.
قال: وأما قولكم محا نفسه من أمير المؤمنين، فأنا آتيكم بما ترضون، فإن رسول الله ص دعا قريشًا يوم الحديبية أن يكتب بينه وبينهم كتابًا فكاتب سهيل بن عمرو وأبا سفيان.
فقال: اكتب يا علي هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله، فقالوا: والله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت، ولا قاتلناك، ولكن اكتب محمد بن عبد الله.
فقال: والله إني لرسول الله حقًا وإن كذبتموني، اكتب يا علي: محمد بن عبد الله، فرسول الله ص كان أفضل من علي ا وما أخرجه من النبوة حين محا نفسه.
أخرجت من هذه ؛ قالوا: اللهم نعم.
فرجع منهم ألفان، وبقي منهم أربعة آلاف فقتلوا على ضلالة.
الخامس عشر: البعد عن مجالسهم وأماكن شبههم:
لأن الشبه خطَّافة، ومن جالس جانس، والمجالس لهم أقل شر يصيبه أن يساء به الظن، والقرين إلى المقارن ينسب.
والدليل على ذلك حديث عمران بن حصين عند أبي داود: «مَنْ سَمِعَ بِالدَّجَّالِ فَلْيَنْأَ عَنْهُ فَوَاللَّهِ إِنَّ الرَّجُلَ لَيَأْتِيهِ وَهُوَ يَحْسِبُ أَنَّهُ مُؤْمِنٌ فَيَتَّبِعُهُ مِمَّا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ أَوْ لِمَا يَبْعَثُ بِهِ مِنْ الشُّبُهَاتِ», وهم عندهم دجل وخداع وكذب وتلبيس.

السادس عشر: خداعهم والمكر بهم!!
من باب محاربتهم رسول الله ص يقول كما في حديث جابر وعلي ب: «الْـحَرْبَ خَدْعَةٌ». الحديث متفق عليه.
السابع عشر: البدء بقتالهم قبل قتال الأعداء البعيدين
لأن هؤلاء ضررهم على الأمة أعظم من ضرر العدو الخارجي، ولأن بقاء هؤلاء ينخر الأمة من الداخل، ومما ينبه عليه أنه يجب على المسلمين التصدي لشر الخوارج وغيرهم قبل وقوعه، ووأده في مهده، وقد تقدم أثر عليا.

الثامن عشر: حماية المواطنين من شرهم وضررهم:
وهذا من واجبات ولي أمر المسلمين والحيلولة بين الخوارج والمسلمين يعتبر خيانة لهم وعدم رعاية، والوعيد شديد على من ضيع رعيته، ففي حديث معقل بن يسار ا عند الشيخين: «مَا مِنْ عَبْدٍ يَسْتَرْعِيهِ اللَّهُ رَعِيَّةً يَمُوتُ يَوْمَ يَمُوتُ وَهُوَ غَاشٌّ لِرَعِيَّتِهِ إِلَّا حَرَّمَ اللَّهُعَلَيْهِ الْـجَنَّةَ», وعَنْ ابْنِ عُمَرَ عَنْ النَّبِيِّ ص أَنَّهُ قَالَ: «أَلَا كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ فَالْأَمِيرُ الَّذِي عَلَى النَّاسِ رَاعٍ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ عَلَى أَهْلِ بَيْتِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُمْ وَالْـمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ عَلَى بَيْتِ بَعْلِهَا وَوَلَدِهِ وَهِيَ مَسْئُولَةٌ عَنْهُمْ وَالْعَبْدُ رَاعٍ عَلَى مَالِ سَيِّدِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْهُ أَلَا فَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ». أخرجه البخاري في صحيحه.
ولأن الحاكم يعتبر جُنة للأمة، جنة أحدكم من القتال، ولأن الحاكم لديه القوة والاستطاعة في صد الباطل.
التاسع عشر: السعي بالتفريق بينهم،
وذلك من باب مصلحة المسلمين، وفي قصة نعيم بن مسعود بن عامر الثقفي الغطفاني في تفريقه بين قريش واليهود في غزوة الأحزاب دلالة على ذلك، وعلى من يفعل ذلك التمويه والتورية، لا الكذب الصريح، لأن الكذب حرام بالكتاب والسنة والإجماع.
العشرون: التحذير من شرهم قبل وقوعه وبث العقيدة السلفية بين المسلمين،
وبيان ذلك أن الشر مصدره من العقائد الفاسدة، وفي القاعدة السلفية الأصيلة: "ما ابتدع أحد بدعة إلا رأى السيف"، والبدعة هي ما أحدث في الدين على غير مثال سابق.
فعلى المسلمين جميعاً حكاماً ومحكومين أن يتعلموا العقيدة السلفية عقيدة رسول الله ص ويعلموها الناس لما في ذلك من المنفعة الدنيوية والأخروية، ففي باب الحكام والمحكومين لا يوجد في قوانين الأمم والشعوب ما يضبط الأمر، كما تضبطه الشريعة الإسلامية، اسمع واطلع، وإن أخذ مالك وضرب ظهرك. أخرجه مسلم عن حذيفة: «على المرء المسلم السمع والطاعة فيما أحب وكره، إلا أن يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة» «اسمعوا وأطيعوا وإن أمر عليكم عبد كأن رأسه زبيبة» كل هذه الأحاديث في الصحيح وغيرها كثير في الباب، ومن عقيدة أهل السنة السمع والطاعة في العسر واليسر والمنشط والمكره والصلاة خلف كل بر وفاجر من المسلمين والجاهد قائم مع كل بر وفاجر من الأمراء.
الحادي والعشرون:عدم السماح لم بإنشاء مدارسهم ومعاهدهم، وهدم ما يتعلق بذلك
والسبب في تحريم ذلك كونهم يتخذون من هذه المدارس والمعاهد والثكنات أماكن لتصدير الفساد، وبث العقائد التكفيرية والخارجية، وقد قال الله عز وجل: ﴿وَالَّذِينَ اتَّخَذُواْ مَسْجِدًا ضِرَارًا وَكُفْرًا وَتَفْرِيقًا بَيْنَ الْـمُؤْمِنِينَ وَإِرْصَادًا لِّمَنْ حَارَبَ اللّهَ وَرَسُولَهُ مِن قَبْلُ وَلَيَحْلِفَنَّ إِنْ أَرَدْنَا إِلاَّ الْـحُسْنَى وَاللّهُ يَشْهَدُ إِنَّهُمْ لَكَاذِبُون* لاَ تَقُمْ فِيهِ أَبَدًا لّـَمَسْجِدٌ أُسِّسَ عَلَى التَّقْوَى مِنْ أَوَّلِ يَوْمٍ أَحَقُّ أَن تَقُومَ فِيهِ فِيهِ رِجَالٌ يُحِبُّونَ أَن يَتَطَهَّرُواْ وَاللّهُ يُحِبُّ الْـمُطَّهِّرِين* أَفَمَنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَى تَقْوَى مِنَ اللّهِ وَرِضْوَانٍ خَيْرٌ أَم مَّنْ أَسَّسَ بُنْيَانَهُ عَلَىَ شَفَا جُرُفٍ هَارٍ فَانْهَارَ بِهِ فِي نَارِ جَهَنَّمَ وَاللّهُ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِين[التوبة:107-109].
ومجالس هؤلاء إرصاداً ومحاربةً وتفريقاً بين المؤمنين، وبثاً للعقائد الفاسدة، ولو أن الدولة وفقها الله لطاعته- أخذت بنصح العلماء الربانيين، وقامت بإغلاق هذه المعاهد والمراكز الفاسدة في عقائدها والمفسدة لعقائد المسلمين لما حصل هذا الشر العظيم.
الثاني والعشرون: هجرهم، وبيان ذلك:
أن المهجور تنفر منه القلوب والأبدان والهجر بعدٌ عن الشر، وسبب لتأديب المبطلين، وقد أمر الله بهجر الزوجة الناشز، فما بالك بأصحاب هذا الفكر الخبيث، ﴿الرِّجَالُ قَوَّامُونَ عَلَى النِّسَاء بِمَا فَضَّلَ اللّهُ بَعْضَهُمْ عَلَى بَعْضٍ وَبِمَا أَنفَقُواْ مِنْ أَمْوَالِهِمْ فَالصَّالِحَاتُ قَانِتَاتٌ حَافِظَاتٌ لِّلْغَيْبِ بِمَا حَفِظَ اللّهُ وَاللاَّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا[النساء:34].
الثالث والعشرون: عدم إعانتهم بإظهار شعائرهم المخالفة لدين الإسلام الحق:
لأن في إظهار شعائرهم تزيين لباطلهم، ولما صالح عمر ا نصارى بيت المقدس وضع عليهم شروطاً عرفت بعد ذلك بالشروط العمرية ضيق عليهم فيها تحذيراً من شرهم والتضييق من انتشاره، والخوارج يجب التضييق عليهم كذلك لكبت شرهم، إليكها للفائدة:
ذكر الإمام ابن القيم في أحكام أهل الذمة (2/657ـ 661 ): قال عبد الله بن الإمام أحمد: كتب أهل الجزيرة إلى عبد الرحمن بن غنم إنا حين قدمت بلادنا طلبنا إليك الأمان لأنفسنا وأهل ملتنا على أنا شرطنا لك على أنفسنا ألا نحدث في مدينتنا كنيسة ولا فيما حولها ديرا ولا قلاية ولا صومعة راهب ولا نجدد ما خرب من كنائسنا ولا ما كان منها في خطط المسلمين وألا نمنع كنائسنا من المسلمين أن ينزلوها في الليل والنهار وأن نوسع أبوابها للمارة وابن السبيل ولا نؤوي فيها ولا في منازلنا جاسوسا وألا نكتم غشا للمسلمين وألا نضرب بنواقيسنا إلا ضربا خفيا في جوف كنائسنا ولا نظهر عليها صليبا ولا ترفع أصواتنا في الصلاة ولا القراءة في كنائسنا فيما يحضره المسلمون وألا نخرج صليبا ولا كتابا في سوق المسلمين وألا نخرج باعوثا قال والباعوث يجتمعون كما يخرج المسلمون يوم الأضحى والفطر ولا شعانين ولا نرفع أصواتنا مع موتانا ولا نظهر النيران معهم في أسواق لمسلمين وألا نجاورهم بالخنازير ولا ببيع الخمور ولا نظهر شركا ولا نرغب في ديننا ولا ندعو إليه أحدا ولا نتخذ شيئا من الرقيق الذي جرت عليه سهام المسلمين وألا نمنع أحدا من أقربائنا أرادوا الدخول في الإسلام وأن نلزم زينا حيثما كنا وألا نتشبه بالمسلمين في لبس قلنسوة ولا عمامة ولا نعلين ولا فرق شعر ولا في مراكبهم ولا نتكلم بكلامهم ولا نكتني بكناهم وأن نجز مقادم رؤوسنا ولا نفرق نواصينا ونشد الزنانير على أوساطنا ولا ننقش خواتمنا بالعربية ولا نركب السروج ولا نتخذ شيئا من السلاح ولا نحمله ولا نتقلد السيوف وأن نوقر المسلمين في مجالسهم ونرشدهم الطريق ونقوم لهم عن المجالس إن أرادوا الجلوس ولا نطلع عليهم في منازلهم ولا نعلم أولادنا القرآن ولا يشارك أحد منا مسلما في تجارة إلا أن يكون إلى المسلم أمر التجارة وأن نضيف كل مسلم عابر سبيل ثلاثة أيام ونطعمه من أوسط ما نجد ضمنا لك ذلك على أنفسنا وذرارينا وأزواجنا ومساكيننا وإن نحن غيرنا أو خالفنا عما شرطنا على أنفسنا وقبلنا الأمان عليه فلا ذمة لنا وقد حل لك منا ما يحل لأهل المعاندة والشقاق.
كتب بذلك عبد الرحمن بن غنم إلى عمر بن الخطاب ا فكتب إليه عمر أن أمض لهم ما سألوا وألحق فيهم حرفين أشترطهما عليهم مع ما شرطوا على أنفسهم ألا يشتروا من سبايانا شيئا ومن ضرب مسلما عمدا فقد خلع عهده.
فأنفذ عبد الرحمن بن غنم ذلك وأقر من أقام من الروم في مدائن الشام على هذا الشرط. ا.هـ

الرابع والعشرون: لا يعطون شيئاً من المال إن كانوا مصرين على باطلهم:
لأن في إعطائهم إعانة لهم، وتشجيعاً على ما هم فيه من الباطل، والدليل على عدم إعطائهم ما أخرجه البخاري ومسلم من حديث ابن عباس ا «أن مسيلمة الكذاب لعنه الله- قدم على النبي ص فطلب منه أشياءً ذكرها، فأخذ رسول الله ص شيئاً من جريد النخل، فقال: لو سألتني هذه ما أعطيتكها، ولئن وليت ليعقرنك الله» متفق عليه.
الخامس والعشرون: مداراة من يرجى رجوعه بالمال وغيره:
وهذا من باب التأليف والله عز وجل قد جعل من مصارف الزكاة إعطاء المؤلفة قلوبهم قال تعالى: ﴿إِنَّمَا الصَّدَقَاتُ لِلْفُقَرَاء وَالْـمَسَاكِينِ وَالْعَامِلِينَ عَلَيْهَا وَالْـمُؤَلَّفَةِ قُلُوبُهُمْ وَفِي الرِّقَابِ وَالْغَارِمِينَ وَفِي سَبِيلِ اللّهِوَابْنِ السَّبِيلِ فَرِيضَةً مِّنَاللّهِوَاللّهُعَلِيمٌ حَكِيم[التوبة:60]. وفي حديث جابر: أن رسول الله ص: «كان يعطي الرجل الغنم بين الجبل والجبلين يتألفه في الإسلام» أخرجه مسلم.
السادس والعشرون: تعليم المقاتلين ضد الخوارج ما يقدمون عليه:
فإننا نسمع أن كثيراً من المقاتلين لا يعرفون ما يقدمون عليه، ويظنون أن الخوارج من أصحاب تنظيم القاعدة والحوثيين على شيء بسبب شعاراتهم، فإذا بُيّن لهم الباطل قاتلوا على بينة بجدٍ وعقيدة قوية .
فعن أبي هريرة ا قال: لما مات رسول الله ص وكفر من كفر من العرب، قال عمر لأبي بكر: كيف تقاتلهم وقد قال رسول الله ص: «أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله»، فقال أبو بكر: والله لأقاتلن من فرق بين الصلاة والزكاة، الزكاة حق المال، قال: فما هو إلا إن رأيت أن الله شرح صدر أبي بكر لقتالهم، فعلمت أنه الحق , أخرجه البخاري (1399) , ومسلم (25).
وجيوشنا في هذه الأيام إلا من رحم الله جهال بدين الله عز وجيل، فهم بحاجة ماسة إلى تعليم دين الله الحق.
والحمد لله رب العالمين ونسأله الإخلاص في القول والعمل إنه ولي ذلك والقادر عليه.
وكان البدء والفراغ منها يوم الخميس 28 محرم 1431 للهجرة النبوية.
وكتبه/
أبو محمد عبد الحميد بن يحيى بن زيد الحجوري الزعكري
دار الحديث السلفية العامرة بدماج رحم الله مؤسسها، وحفظ الله القائم عليها والحمد لله رب العالمين،،،
وتم التعديل والإضافة يوم الاثنين 3 صفر 1431هـ.

فهرس المحتويات
مقدمة............................................. ........... 5
أولاً: يجب على أولياء أمور المسلمين قتالهم والتنكيل بهم:......... 9
ثانياً: إقامة حد الحرابة عليهم:-............................... 12
ثالثاً: عدم موالاتهم وحبهم ويجب بغضهم:-.................. 14
رابعاً: عدم معاونتهم أو إعانتهم:-............................ 15
خامساً: عدم إيوائهم:-...................................... 17
سادساً: عدم الفرح بنصرهم أو تسلطهم:-.................... 18
سابعاً: مناصرة أولياء الأمور في التصدي للخوارج من أصحاب تنظيم القاعدة والحوثيين:- 19
ثامناً: عدم تكثير سوادهم:-.................................. 22
تاسعاً: عدم التشكك في ضلال الخوارج من القاعدة والحوثيين:- 23
عاشراً: الدعاء عليهم:-...................................... 25
الحادي عشر: التحذير من الخوارج وشرهم وبيان ما هم عليه من الضلال: 27
الثاني عشر: عدم الركون إليهم وإلى عهودهم:.................. 28
الثالث عشر: عدم الاغترار بدعايتهم و التنبه لشعاراتهم:........ 29
الرابع عشر: رفع شبههم ودفعها، وهذا يكون للعلماء والدعاة:.. 30
الخامس عشر: البعد عن مجالسهم وأماكن شبههم:............. 35
السادس عشر: خداعهم والمكر بهم!!.......................... 37
السابع عشر: البدء بقتالهم قبل قتال الأعداء البعيدين........... 37
الثامن عشر: حماية المواطنين من شرهم وضررهم:.............. 38
التاسع عشر: السعي بالتفريق بينهم،.......................... 39
العشرون: التحذير من شرهم قبل وقوعه وبث العقيدة السلفية بين المسلمين، 39
الحادي والعشرون:عدم السماح لم بإنشاء مدارسهم ومعاهدهم، وهدم ما يتعلق بذلك 40
الثاني والعشرون: هجرهم: وبيان ذلك:....................... 42
الثالث والعشرون: عدم إعانتهم بإظهار شعائرهم المخالفة لدين الإسلام الحق: 42
الرابع والعشرون: لا يعطون شيئاً من المال إن كانوا مصرين على باطلهم: 46
الخامس والعشرون: مداراة من يرجى رجوعه بالمال وغيره:..... 46
فهرس المحتويات......................................... ... 49



لتحميل الكتاب:
من موقع الشيخ حفظه الله
من هنا:
http://alzoukory.com/play.php?catsmktba=362

أحمد البوسيفي الليبي 01-21-2010 01:31 PM

جزاك الله خيرًا يا أبا عبد الله

وجزى الله الشيخ المفضال عبد الحميد خيرًا

نسأل الله أن يحفظه ويبارك فيه

أبو عبد الله حسين الكُحلاني 01-26-2010 07:12 AM

وجزاكم وبارك فيكم..


جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 02:15 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي

Security byi.s.s.w