مناظرة طيبة بين صحابي وتابعي رضوان الله عليهم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته قال الألباني رحمه الله :في السلسلة الضعيفة و الموضوعة ( 4 / 193 ) في سياق تضعيفه لحديث ( اتقوا زلة العالم و انتظروا فيئته ) قال رحمه الله وجعل الجنة مثواه: و لعل أصل الحديث موقوف ، فرفعه كثيرعمدا أو خطأ ، فقد رأيت الشطر الأول منه من قول معاذ بن جبل رضي الله عنه ، في مناقشة هادئة رائعة بين ابن مسعود و أبي مسلم الخولاني التابعي الجليل ، لا بأس من ذكرها لما فيها من علم و خلق كريم ، ما أحوجنا إليه في مناظراتنا و مجادلاتنا ، و أن المنصف لا يضيق ذرعا مهما علا و سما إذا وجه إليه سؤال أو أكثر في سبيل بيان الحق ، فأخرج الطبراني في مسند الشاميين ( ص 298 ) بسند جيد عن الخولاني : أنه قدم العراق فجلس إلى رفقة فيها ابن مسعود ، فتذاكروا الإيمان ، فقلت : أنا مؤمن . فقال ابن مسعود : أتشهد أنك في الجنة ؟ فقلت : لا أدري مما يحدث الليل و النهار . فقال ابن مسعود : لو شهدت أني مؤمن لشهدت أني في الجنة . قال أبو مسلم : فقلت : يا ابن مسعود ! ألم تعلم أن الناس كانوا على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم على ثلاثة أصناف : مؤمن السريرة مؤمن العلانية ، كافر السريرة كافر العلانية ، مؤمن العلانية كافر السريرة ؟ قال: نعم . قلت : فمن أيهم أنت ؟ قال : أنا مؤمن السريرة مؤمن العلانية . قال أبو مسلم : قلت : و قد أنزل الله عز وجل : ( هو الذي خلقكم فمنكم كافر و منكم مؤمن) فمن أي الصنفين أنت ؟ قال : أنا مؤمن . قلت : صلى الله على معاذ . قال : و ما له ؟[أي معاذ بن جبل] قلت : كان يقول : " اتقوا زلة الحكيم " و هذه منك زلة يا ابن مسعود ! فقال : أستغفر الله . و أقول[ الألباني] : رضي الله عن ابن مسعود ما أجمل إنصافه ، و أشد تواضعه ، لكن يبدو لي أنه لا خلاف بينهما في الحقيقة ، فابن مسعود نظر إلى المآل ، و لذلك وافقه عليه أبو مسلم ، و هذا نظر إلى الحال ، و لهذا وافقه ابن مسعود ، و أما استغفاره ، فالظاهر أنه نظر إلى استنكاره على أبي مسلم كان عاما فيما يبدو من ظاهر كلامه . و الله أعلم . قلت :(هكذا كان حال سلفنا الصالح في تواضعهم للحق وإنصاف للحق من أنفسهم )رضوان الله عليهم فأين التواضع والإنصاف للحق في زمننا إلا من رحم ربي !! بل هو كما قال نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم (الكبر بطر الحق وغمط الناس ) نعوذ بالله من الكبر |
أحسن الله أليك أختى أم جابر وبارك الله فيك
|
فيك بارك الله أختي أم البراء
وأسأل الله لك الحسنى وزيادة |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 07:44 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي