الشاعر أبو رواحة الموري |
07-01-2010 05:58 PM |
الوسطية منهجنا حتى في: ( النحــْـو )
الوسطية منهجنا حتى في: ( النحــْـو )
|
|
|
|
(( انقسم الناس في علم النحو إلى ثلاثة أقسام: بين إفراط وتفريط ووسط:
أما الإفراط:
فهم الذين يجعلونه غاية لا وسيلة، كالشيعة والصوفية الذين تراهم -ليلَ نهار- منكبين على النحو، ولا يرفعون إلى علم المعتقَد رأسًا؛ بل تجدهم مُحرِّفين معطِّلين حُلولِيين بعيدين عن طريق سلفِنا الصالح -رضوانالله عليهم-، ودراستهم في الفقه محدودة ومحصورة في إطار المذهب، يقرؤون المتون الخالية من الأدلة، ويتلقونها بالتسليم ـ وإن خالفت النصوص ـ وكأنها آية قرآنية، أو حديث صحيح عن النبي -صلى الله عليه وسلم-، وهكذا شأن من لم يتحرر من ربقة التقليد.
فإنا لله وإنا إليه راجعون، نسأل الله أن يهديهم، وأن يردهم إلى الحق ردًّا جميلاً.
وأما التفريط:
فهم الذين لا يُلْقون لهذا العلمِ بالًا!
ولقد أحسن من قال:
ولا تَعْدُ في شيءٍ من الأمر واقتَصِدْ /// كِلاَ طَرَفَيْ قَصْدِ الأُمورِ ذميمُ
وأما الوسط:
فهم الذين يجعلونه وسيلة لا غاية، فيأخذون من علم النحو ما يكون عونًا لهم على فهم كتاب الله وسنة رسوله -صلى الله عليه وسلم-.
فهم وسط بين الطرفين.
وهؤلاء هم أهل السنة والجماعة، وهم دائمًا وسط بين جميع الطوائف في جميع الأمور كوسطية الإسلام بين جميع الملل.
ولا يُفهم من هذا أن أهل السنة ينكرون علىطالب العلم أن يتوغَّل في علم النحو حتى يصير إمامًا -مع إلْمامِهِ بالجوانب الأخرى-.
ولكن الذي ينكره أهل السنة هو ما يفعله كثير ممن تقدَّم ذِكْرُهم؛ أن يبقى أحدُهم يُدَنْدِنُ في النحو صباحَ مساء، ولا يعرِف عن دينِه شيئًا .. فتنبه!
فهذا شيخ الإسلام ابن تيمية وتلميذه ابن القيم -رحمها الله- من أئمة أهل السنة والجماعة، وهما إمامان في النحو، ولكن هل توغلا في النحو فحسب؟!
حاشا وكلا؛ بل أخذا من كل فن بحظ وافر لا سيما الاعتقاد)).
|
|
|
|
|
______________________
نقلاً من: مقدمة كتاب: " الحلل الذهبية على التحفة السنية "، للشيخ : محمد الصغير المقطري ، بتقديم العلامة: مقبل بن هادي الوادعي - رحمه الله-.
|