متن شرح السنة للامام البربهاري
شرح السنة للإمام أبي الحسن بن علي بن خلف البربهاري ( المتوفى سنة 329 هـ ) .1 الحمد لله الذي هدانا للإسلام ومن علينا به وأخرجنا في خير أمة فنسأله التوفيق لما يحب ويرضى والحفظ مما يكره ويسخط. .2 اعلم أن الإسلام هو السنة والسنة هي الإسلام ولا يقوم أحدهما إلا بالآخر فمن السنة لزوم الجماعة و من رغب غير الجماعة وفارقها فقد خلع ربقة الإسلام من عنقه وكان ضالا مضلا . .3 والأساس الذي بينا عليه الجماعة هم أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم رحمهم الله أجمعين وهم أهل السنة والجماعة فمن لم يأخذ عنهم فقد ضل وابتدع وكل بدعة ضلالة والضلال وأهله في النار قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه لا عذر لأحد في ضلاله ركبها حسبها هدى ولا في هدى تركه حسبه ضلاله فقد بينت الأمور وثبتت الحجة وانقطع العذر وذلك أن السنة والجماعة قد أحكما أمر الدين كله وتبين للناس فعلى الناس الاتباع واعلم رحمك الله أن الدين إنما جاء من قبل الله تبارك وتعالى لم يوضع على عقول الرجال وآرائهم وعلمه عند الله وعند رسوله فلا تتبع شيئا بهواك فتمرق من الدين فتخرج من الإسلام فإنه لا حجة لك فقد بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمته السنة وأوضحها لأصحابه وهم الجماعة وهم السواد الأعظم والسواد الأعظم الحق وأهله فمن خالف أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في شيء من أمر الدين فقد كفر . .4 واعلم أن الناس لم يبتدعوا بدعة قط حتى تركوا من السنة مثلها فاحذر المحرمات من الأمور فإن كل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة والضلالة وأهلها في النار . .5 واحذر صغار المحدثات من الأمور فإن صغار البدع تعود حتى تصير كبارا وكذلك كل بدعة أحدثت في هذه الأمة كان أولها صغيرا يشبه الحق فاغتر بذلك من دخل فيها ثم لم يستطع المخرج منها فعظمت وصارت دينا يدان بها فخالف الصراط المستقيم فخرج من الإسلام فانظر رحمك الله كل من سمعت كلامه من أهل زمانك خاصة فلا تعجلن ولا تدخلن في شيء منه حتى تسأل وتنظر هل تكلم فيه أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم أو أحد من العلماء فإن أصبت فيه أثرا عنهم فتمسك به ولا تجاوزه لشيء ولا تختر عليه شيئا فتسقط في النار . .6اعلم أن الخروج عن الطريق على وجهين أما أحدهما فرجل قد زل عن الطريق وهو لا يريد إلا الخير فلا يقتدى بزلله فإنه هالك ورجل عاند الحق وخالف من كان قبله من المتقين فهو ضال مضل شيطان مريد في هذه الأمة حقيق على من عرفه أن يحذر الناس منه ويبين لهم قصته لئلا يقع في بدعته أحد فيهلك . .7 واعلم رحمك الله أنه لا يتم إسلام عبد حتى يكون متبعا مصدقا مسلما فمن زعم أنه قد بقي شيء من أمر الإسلام لم يكفوناه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد كذبهم وكفى بهذا فرقة وطعنا عليهم فهو مبتدع ضال مضل محدث في الإسلام ما ليس منه . .8 واعلم رحمك الله أنه ليس في السنة قياس ولا تضرب لها الأمثال ولا تتبع فيها الأهواء بل هو التصديق بآثار رسول الله صلى الله عليه وسلم بلا كيف ولا شرح ولا يقال لم ولا كيف فالكلام والخصومة والجدال والمراء محدث يقدح الشك في القلب وإن أصاب صاحبه الحق والسنة . .9 واعلم رحمك الله أن الكلام في الرب تعالى محدث وهو بدعة وضلالة ولا يتكلم في الرب إلا بما وصف به نفسه عز وجل في القرآن وما بين رسول الله صلى الله عليه وسلم لأصحابه فهو جل ثناؤه واحد ليس كمثله شيء وهو السميع البصير ربنا أول بلا متى وآخر بلا منتهى يعلم السر وأخفى وهو على عرشه استوى وعلمه بكل مكان ولا يخلو من علمه مكان . .10 ولا يقول في صفات الرب تعالى لم إلا شاك في الله تبارك وتعالى والقرآن كلام الله وتنزيله ونوره وليس مخلوقا لأن القرآن من الله وما كان من الله فليس بمخلوق وهكذا قال مالك بن أنس وأحمد بن حنبل والفقهاء قبلهما وبعدهما والمراء فيه كفر . .11 والإيمان بالرؤية يوم القيامة يرون الله عز وجل بأعين رؤوسهم وهو يحاسبهم بلا حاجب ولا ترجمان . .12 والإيمان بالميزان يوم القيامة يوزن فيه الخير والشر له كفتان وله لسان . .13 والإيمان بعذاب القبر ومنكر ونكير والإيمان بحوض رسول الله صلى الله عليه وسلم ولكل نبي حوض إلا صالح عليه السلام فإن حوضه ضرع ناقته . .14 والإيمان بشفاعة رسول الله صلى الله عليه وسلم للمذنبين الخاطئين يوم القيامة وعلى الصراط ويخرجهم من جوف جهنم وما من نبي إلا وله شفاعة وكذلك الصديقون والشهداء والصالحون ولله بعد ذلك تفضل كثير على من يشاء والخروج من النار بعدما احترقوا وصاروا فحما . .15 والإيمان بالصراط على جهنم يأخذ الصراط من شاء الله ويجوز من شاء الله ويسقط في جهنم من شاء الله ولهم أنوار على قدر إيمانهم. .16 والإيمان بالأنبياء والملائكة والإيمان بأن الجنة حق والنار حق وأنهما مخلوقتان الجنة في السماء السابعة وسقفها العرش والنار تحت الأرض السابعة السفلى وهما مخلوقتان قد علم الله تعالى عدد أهل الجنة ومن يدخلها وعدد أهل النار ومن يدخلها لا تفنيان أبدا بقاؤهما مع بقاء الله أبد الآبدين ودهر الداهرين . .17 وآدم عليه السلام كان في الجنة الباقية المخلوقة فأخرج منها بعدما عصى الله عز وجل .18 والإيمان بالمسيح الدجال . .19 والإيمان بنزول عيسى ابن مريم عليه السلام ينزل فيقتل الدجال ويتزوج ويصلي خلف القائم من آل محمد صلى الله عليه وسلم ويموت ويدفنه المسلمون . .20 والإيمان بأن الإيمان قول وعمل ونية يزيد وينقص يزيد ما شاء الله وينقص حتى لا يبقى منه شيء .21 وأفضل هذه الأمة والأمم كلها بعد الأنبياء صلوات الله عليهم أجمعين أبو بكر ثم عمر ثم عثمان هكذا روي لنا عن ابن عمر قال كنا نقول ورسول الله صلى الله عليه وسلم بين أظهرنا إن خير الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم أبو بكر وعمر وعثمان ويسمع بذلك النبي صلى الله عليه وسلم فلا ينكره ثم أفضل الناس بعد هؤلاء علي وطلحة والزبير وسعد بن أبي وقاص وسعيد بن زيد وعبد الرحمن بن عوف وأبو عبيدة عامر بنالجراح وكلهم يصلح للخلافة ثم أفضل الناس بعد هؤلاء أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم القرن الأول الذي بعث فيهم المهاجرون الأولون والأنصار وهم من صلى القبلتين ثم أفضل الناس بعد هؤلاء من صحب رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما أو شهرا أو سنة أو أقل من ذلك أو أكثر نترحم عليهم ونذكر فضلهم ونكف عن زللهم ولا نذكر أحدا منهم إلا بالخير لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أصحابي فأمسكوا وقال سفيان بن عيينة من نطق في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بكلمة فهو صاحب هوى . .22 والسمع والطاعة للأئمة فيما يحب الله ويرضى ومن ولي الخلافة بإجماع الناس عليه ورضاهم به فهو أمير المؤمنين لا يحل لأحد أن يبيت ليلة ولا يرى أن ليس عليه إمام برا كان أو فاجرا والحج والغزو مع الإمام ماض وصلاة الجمعة خلفهم جائزة ويصلى بعدها ست ركعات يفصل بين كل ركعتين هكذا قال أحمد ابن حنبل . .23 والخلافة في قريش إلى أن ينزل عيسى ابن مريم عليه السلام ومن خرج على إمام من أئمة المسلمين فهو خارجي قد شق عصا المسلمين وخالف الآثار وميتته ميتة جاهلية . .24 لا يحل قتال السلطان ولا الخروج عليه وإن جار وذلك لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم لأبي ذر الغفاري اصبر وإن كان عبدا حبشيا وقوله للأنصار اصبروا حتى تلقوني على الحوض وليس من السنة قتال السلطان فإن فيه فساد الدنيا والدين .ويحل قتال الخوارج إذا عرضوا للمسلمين في أموالهم وأنفسهم وأهليهم وليس له إذا فارقوه أن يطلبهم ولا يجهز على جريحهم ولا يأخذ فيهم ولا يقتل أسيرهم ولا يتبع مدبرهم . .25 واعلم أنه لا طاعة لبشر في معصية الله عزوجل . ومن كان من أهل الإسلام فلا تشهد له بعملخير ولا شر فإنك لا تدري بما يختم له عند الموت ترجو له رحمة الله وتخاف عليه ذنوبه لا تدري ما سبق له عند الموت إلى الله من الندم وما أحدث الله في ذلك الوقت إذا مات على الإسلام ترجو له الرحمة وتخاف عليه ذنوبه وما من ذنب إلا وللعبد منه توبة. .26 والرجم حق والمسح على الخفين سنة وتقصير الصلاة في السفر سنة والصوم في السفر من شاء صام ومن شاء أفطر ولا بأس بالصلاة في السراويل . .27 والنفاق أن يظهر الإسلام باللسان ويخفي الكفر بالضمير . .28 واعلم بأن الدنيا دار إيمان وإسلام وأمة محمد صلى الله عليه وسلم فيها مؤمنون مسلمون في أحكامهم ومواريثهم وذبائحهم والصلاة عليهم ولا نشهد لأحد بحقيقة الإيمان حتى يأتي بجميع شرائع الإسلام فإن قصر في شيء من ذلك كان ناقص الإيمان حتى يتوب واعلم أن إيمانه إلى الله تعالى تام الإيمان أو ناقص الإيمان إلا ما أظهر لك من تضييع شرائع الإسلام والصلاة على من مات من أهل القبلة سنة والمرجوم والزاني والزانية والذي يقتل نفسه وغيره من أهل القبلة والسكران وغيرهم الصلاة عليهم سنة ولا يخرج أحد من أهل القبلة من الإسلام حتى يرد آية من كتاب الله عز وجل أو يرد شيئا من آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يصلي لغير الله أو يذبح لغير الله وإذا فعل شيئا من ذلك فقد وجب عليك أن تخرجه من الإسلام فإذا لم يفعل شيئا من ذلك فهو مؤمن ومسلم بالاسم لا بالحقيقة . .29 وكل ما سمعت من الآثار شيئا مما لم يبلغه عقلك نحو قول رسول الله صلى الله عليه وسلم قلوب العباد بين إصبعين من أصابع الرحمن عز وجل وقوله إن الله ينزل إلى السماء الدنيا وينزل يوم عرفة وينزل يوم القيامة وإن جهنم لا يزال يطرح فيها حتى يضع عليها قدمه جل ثناؤه وقول الله تعالى للعبد إن مشيت إلي هرولت إليك وقوله خلق الله آدم على صورته وقول رسول الله صلى الله عليه وسلم رأيت ربي في أحسن صورة وأشباه هذه الأحاديث فعليك بالتسليم والتصديق والتفويض والرضا ولا تفسر شيئا من هذه بهواك فإن الإيمان بهذا واجب فمن فسر شيئا من هذا بهواه ورده فهو جهمي ومن زعم أنه يرى ربه في دار الدنيا فهو كافر بالله عز وجل. .30 والفكرة في الله بدعة لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم تفكروا في الخلق ولا تفكروا في الله فإن الفكرة في الرب تقدح الشك في القلب . .31 وأعلم أن الهوام والسباع والدواب نحو الذر والذباب والنمل كلها مأمورة ولا يعلمون شيئا إلا بإذن الله تعالى . .32 والإيمان بأن الله قد علم ما كان من أول الدهر وما لم يكن وما هو كائن أحصاه وعده عدا ومن قال إنه لا يعلم إلا ما كان وما هو كائن فقد كفر بالله العظيم . .33 ولا نكاح إلا بولي وشاهدي عدل وصداق قل أو كثر ومن لم يكن لها ولي فالسلطان ولي من لا ولي له وإذا طلق الرجل امرأته ثلاثا فقد حرمت عليه لا تحل له حتى تنكح زوجا غيره . .34 ولا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا اله الا الله ويشهد أن محمدا عبده ورسوله إلا بإحدى ثلاث زنا بعد إحصان أو مرتد بعد إيمان أو قتل نفس مؤمنة بغير حق فيقتل به وما سوى ذلك فدم المسلم على المسلم حرام أبدا حتى تقوم الساعة . .35 وكل شيء مما أوجب الله عليه الفناء يفنى إلا الجنة والنار والعرش والكرسي والصور والقلم واللوح ليس يفنى شيء من هذا أبدا ثم يبعث الله الخلق على ما أماتهم عليه يوم القيامة يحاسبهم بما شاء فريق في الجنة وفريق في السعير ويقول لسائر الخلق ممن لم يخلق للبقاء كونوا ترابا . .36 والإيمان بالقصاص يوم القيامة بين الخلق كلهم بني آدم والسباع والهوام حتى للذرة من الذرة حتى يأخذ الله عز وجل لبعضهم من بعض لأهل الجنة من أهل النار ولأهل النار من أهل الجنة ولأهل الجنة بعضهم من بعض ولأهل النار بعضهم من بعض . .37 وإخلاص العمل لله والرضا بقضاء الله والصبر على حكم الله والإيمان بأقدار الله كلها خيرها وشرها حلوها ومرها . .38 والإيمان بما قال الله قد علم الله ما العباد عاملون والى ما هم صائرون لا يخرجون من علم الله ولا يكون في الأرضين والسماوات إلا ما علم الله تعالى وتعلم أن ما أصابك لم يكن ليخطئك وما أخطأك لم يكن ليصيبك ولا خالق مع الله عز وجل . والتكبير على الجنائز أربع وهو قول مالك بن أنس وسفيان الثوري والحسن بن صالح وأحمد بن حنبل والفقهاء وهكذا قال رسول الله صلى الله عليه وسلم . .39 والإيمان بأن مع كل قطرة ملك ينزل من السماء حتى يضعها حيث أمره الله عز وجل . .40 والإيمان بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين كلم أهل القليب يوم بدر أي المشركين كانوا يسمعون كلامه . .41 والإيمان بأن الرجل إذا مرض آجره الله على مرضه والشهيد يأجره الله على شهادته . .42 والإيمان بأن الأطفال إذا أصابهم شيء في دار الدنيا يألمون وذلك أن بكر بن أخت عبد الوهاب قال لا يألمون وكذب . .43 واعلم أنه لا يدخل أحد الجنة إلا برحمة الله ولا يعذب الله أحدا إلا بقدر ذنوبه ولو عذب أهل السموات والأرض برهم وفاجرهم عذبهم غير ظالم لهم . .44 لا يجوز أن يقال لله عز وجل إنه ظالم وإنما يظلم من يأخذ ما ليس له والله له الخلق والأمر والخلق خلقه والدار داره لا يسأل عما يفعل وهم يسألون ولا يقال لم وكيف ولا يدخل أحد بين الله وبين خلقه . .45 وإذا سمعت الرجل يطعن على الآثار ولا يقبلها أو ينكر شيئا من أخبار رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتهمه على الإسلام فإنه رجل رديء المذهب والقول ولا يطعن على رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا على أصحابه لأنا إنما عرفنا الله وعرفنا رسوله وعرفنا القرآن وعرفنا الخير والشر والدنيا والآخرة بالآثار فإن القرآن أحوج إلى السنة من السنة إلى القرآن . .46 والكلام والجدل والخصومة في القدر خاصة منهي عنه عند جميع الفرق لأن القدر سر الله ونهى الرب جل اسمه الأنبياء عن الكلام في القدر ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الخصومة في القدر وكرهه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم والتابعون وكرهه العلماء وأهل الورع ونهوا عن الجدال في القدر فعليك بالتسليم والإقرار والإيمان واعتقاد ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في جملة الأشياء واسكت عما سوى ذلك . .47 والإيمان بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم اسري به إلى السماء وصار إلى العرش وسمع كلام الله ودخل الجنة واطلع في النار ورأى الملائكة وسمع كلام الله عز وجل وبشرت به الأنبياء ورأى سرادقات العرش والكرسي وجميع ما في السموات في اليقظة حمله جبريل على البراق حتى أداره في السموات وفرضت عليه الصلوات الخمس تلك الليلة ورجع إلى مكة ليلته وذلك قبل الهجرة . واعلم أن أرواح الشهداء في حواصل طير خضر تسرح في الجنة وتأوي إلى قناديل تحت العرش وأرواح الفجار والكفار في بئر برهوت وهي في سجين . والإيمان بأن الميت يقعد في قبره وترسل فيه الروح حتى يسأله منكر ونكير عن الإيمان وشرائعه ثم تسل روحه بلا ألم ويعرف الميت الزائر إذا زاره ويتنعم المؤمن في القبر ويعذب الفاجر كيف شاء الله والإيمان بأن الله هو الذي كلم موسى بن عمران يوم الطور وموسى يسمع من الله الكلام بصوت وقع في مسامعه منه لا من غيره فمن قال غير هذا فقد كفر بالله العظيم. والعقل مولود أعطي كل انسان من العقل ما أراد الله يتفاوتون في العقول مثل الذرة في السماوات ويطلب من كل إنسان من العمل على قدر ما أعطاه من العقل وليس العقل باكتساب إنما هو فضل من الله . واعلم أن الله فضل العباد بعضهم على بعض في الدين والدنيا عدلا منه لا يقال جار ولا حابى فمن قال إن فضل الله على المؤمن والكافر سواء فهو صاحب بدعة بل فضل الله المؤمن على الكافر والطائع على العاصي والمعصوم على المخذول عدلا منه هو فضله يعطيه من يشاء ويمنعه من يشاء . ولا يحل أن تكتم النصيحة أحدا من المسلمين برهم وفاجرهم في أمر الدين فمن كتم فقد غش المسلمين ومن غش المسلمين فقد غش الدين ومن غش الدين فقد خان الله ورسوله والمؤمنين. والله سميع بصير عليم يداه مبسوطتان قد علم أن الخلق يعصونه قبل أن يخلقهم علمه نافذ فيهم فلم يمنعه علمه فيهم أن هداهم للإسلام ومن به عليهم كرما وجودا وتفضلا فله الحمد . .48 واعلم أن البشارة عند الموت ثلاث بشارات يقال أبشر يا حبيب الله برضى الله والجنة ويقال أبشر يا عبد الله بالجنة بعد الانتقام ويقال أبشر يا عدو الله بغضب الله والنار هذا قول ابن عباس . .49 واعلم أن أول من ينظر إلى الله تعالى في الجنة ألاضراء ثم الرجال ثم النساء بأعين رؤوسهم كما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنكم سترون ربكم كما ترون القمر ليلة البدر لا تضامون في رؤيته والإيمان بهذا واجب وإنكاره كفر . .50 واعلم أنها لم تكن زندقة ولا كفر ولا شكوك ولا بدعة ولا ضلالة ولا حيرة في الدين إلا من الكلام وأهل الكلام والجدل والمراء والخصومة والعجب . .51 وكيف يجترئ الرجل على المراء والخصومة والجدال والله يقول ما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا فعليك بالتسليم والرضى بالآثار والكف والسكوت . .52 والإيمان بأن الله يعذب الخلق في النار في الأغلال والانكال والسلاسل والنار في أجوافهم وفوقهم وتحتهم وذلك أن الجهمية منهم هشام الفوطي قال إنما يعذب الله عند النار ردا على الله ورسوله .53 واعلم أن صلاة الفريضة خمس صلوات لا يزاد فيهن ولا ينقص في مواقيتها وفي السفر ركعتان إلا المغرب فمن قال أكثر من خمس فقد ابتدع ومن قال أقل من خمس فقد ابتدع لا يقبل الله شيئا منها إلا لوقتها إلا أن يكون نسيانا فإنه معذور يأتي بها إذا ذكرها أو يكون مسافرا فيجمع بين الصلاتين إن شاء . .54 والزكاة من الذهب والفضة والتمر والحبوب والدواب على ما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فإن قسمها فجائز وإن دفعها إلى الإمام فجائز والله أعلم . 55. واعلم أن أول الإسلام شهادة أن لا اله الا الله وأن محمدا عبده ورسوله وأن ما قال الله كما قال ولا خلف لما قال وهو عند ما قال . .56 والإيمان بالشرائع كلها . .57 واعلم أن الشراء والبيع حلال إذا بيع في أسواق المسلمين على حكم الكتاب والسنة من غير أن يدخله تغرير أو ظلم أو غدر أو خلاف للقرآن أو خلاف للعلم . .58 واعلم أنه ينبغي للعبد أن تصحبه الشفقة أبدا ما صحب الدنيا لأنه لا يدري على ما يموت وبما يختم له وعلى ما يلقى الله عز وجل وإن عمل كل عمل من الخير وينبغي للرجل المسرف على نفسه أن لا يقطع رجاءه عند الموت ويحسن ظنه بالله ويخاف ذنوبه فإن رحمة الله فبفضل وإن عذبه فبذنب . .59 والإيمان بأن الله تعالى اطلع نبيه صلى الله عليه وسلم على ما يكون في أمته إلى يوم القيامة . .60 واعلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في النار إلا واحدة وهي الجماعة قيل من هم يا رسول الله قال ما أنا عليه اليوم وأصحابي هكذا كان الدين إلى خلافة عمر بن الخطاب الجماعة كلها وهكذا في زمن عثمان فلما قتل عثمان رضي الله عنه جاء الاختلاف والبدع وصار الناس فرقا فمن الناس من ثبت على الحق عند أول التغيير وقال به وعمل به ودعا إليه . .61 وكان الأمر مستقيما حتى كانت الطبقة الرابعة في خلافة فلان انقلب الزمان وتغير الناس جدا وفشت البدع وكثر الدعاة إلى غير سبيل الحق والجماعة ووقعت المحنة في كل شيء لم يتكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من الصحابة ودعوا إلى الفرقة وقد نهى الله عز وجل عن الفرقة وكفر بعضهم بعضا وكل دعا إلى رأيه وإلى تكفير من خالفه فضل الجهال والرعاع ومن لا علم له وأطمعوا الناس في شيء من أمر الدنيا وخوفوهم عقاب الدنيا فاتبعهم الخلق على خوف في دينهم ورغبة في دنياهم فصارت السنة وأهل السنة مكتومين وظهرت البدعة وفشت وكفروا من حيث لا يعلمون من وجوه شتى ووضعوا القياس وحملوا قدرة الرب وآياته وأحكامه وأمره ونهيه على عقولهم وآرائهم فما وافق عقولهم قبلوه وما خالف عقولهم ردوه فصار الإسلام غريبا والسنة غريبة وأهل السنة غرباء في جوف ديارهم . .62 واعلم أن المتعة متعة النساء والاستحلال حرام إلى يوم القيامة . .63 واعرف لبني هاشم فضلهم لقرابتهم من رسول الله صلى الله عليه وسلم واعرف فضل قريش والعرب وجميع الأفخاذ فاعرف قدرهم وحقوقهم في الإسلام . .64 ومولى القوم منهم واعرف فضل الأنصار ووصية رسول الله صلى الله عليه وسلم فيهم وآل الرسول فلا تسبهم واعرف فضلهم وجيرانه من أهل المدينة فاعرف فضلهم . .65 واعلم أن أهل العلم لم يزالوا يردون قول الجهمية حتى كان في خلافة بني العباس تكلمت الرويبضة في أمر العامة وطعنوا على آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم وأخذوا بالقياس والرأي وكفروا من خالفهم فدخل في قولهم الجاهل والمغفل والذي لا علم له حتى كفروا من حيث لا يعلمون فهلكت الأمة من وجوه وكفرت من وجوه وتزندقت من وجوه وضلت من وجوه وابتدعت من وجوه إلا من ثبت على قول رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمره ونهيه وأصحابه ولم يتخطى أحدا منهم ولم يجاوز أمرهم ووسعه ما وسعهم ولم يرغب عن طريقتهم ومذهبهم وعلم أنهم كانوا على الإسلام الصحيح والإيمان الصحيح فقلدهم دينه واستراح . .66 واعلم أن الدين إنما هو التقليد والتقليد لأصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم. .67 ومن قال لفظه بالقرآن مخلوق فهو جهمي ومن سكت ولم يقل مخلوق ولا غير مخلوق فهو جهمي هكذا قال أحمد بن حنبل وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إنه من يعش منكم بعدي فسيرى اختلافا كثيرا فإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة وعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المهديين عضوا عليها بالنواجذ . .68 واعلم أنه إنما جاء هلاك الجهمية من أنهم فكروا في الرب عز وجل فأدخلوا لم وكيف وتركوا الأثر ووضعوا القياس وقاسوا الدين على رأيهم فجاءوا بالكفر عيانا لا يخفي ف كفروا وكفروا الخلق واضطرهم الأمر إلى أن قالوا بالتعطيل. .69 قال بعض العلماء منهم أحمد بن حنبل الجهمي كافر ليس من أهل القبلة حلال الدم لا يرث ولا يورث لأنه قال لا جمعة ولا جماعة ولا عيدين ولا صدقة وقالوا من لم يقل القرآن مخلوق فهو كافر واستحلوا السيف على أمة محمد صلى الله عليه وسلم وخالفوا من كان قبلهم وامتحنوا الناس بشيء لم يتكلم فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا أحد من أصحابه وأرادوا تعطيل المساجد والجوامع وأوهنوا الإسلام وعطلوا الجهاد وعملوا في الفرقة وخالفوا الآثار وتكلموا بالمنسوخ واحتجوا بالمتشابه فشككوا الناس في أديانهم واختصموا في ربهم وقالوا ليس هناك عذاب قبر ولا حوضا ولا شفاعة والجنة والنار لم يخلقا وأنكروا كثيرا مما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم فاستحل من استحل تكفيرهم ودمائهم من هذا الوجه لأنه من رد آية من كتاب الله فقد رد الكتاب كله ومن رد حديثا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فقد رد الأثر كله وهو كافر بالله العظيم فدامت لهم المدة ووجدوا من السلطان معونة على ذلك ووضعوا السيف والسوط على من دون ذلك فدرس علم السنة والجماعة وأوهنوها فصاروا مكتومين لإظهار البدع والكلام فيها ولكثرتهم فاتخذوا المجالس وأظهروا آراءهم ووضعوا فيها الكتب وأطمعوا الناس وطلبوا لهم الرياسة فكانت فتنة عظيمة لم ينج منها إلا من عصم الله فأدنى ما كان يصيب الرجل من مجالستهم أن يشك في دينه أو يتابعهم أو يرى رأيهم على الحق ولا يدري أنهم على حق أو على باطل فصار شاكا فهلك الخلق حتى كانت أيام جعفر الذي يقال له المتوكل فأطفأ الله به البدع وأظهر به الحق وأظهر به أهل السنة وطالت ألسنتهم مع قلتهم وكثرة أهل البدع إلى يومنا هذا. .70 فالرسم والبدع وأهل الضلالة قد بقي منهم قوم يعملون بها ويدعون إليها لا مانع يمنعهم ولا حاجز يحجزهم عما يقولون ويعملون. .71 واعلم أنه لم تجئ زندقة قط إلا من الهمج الرعاع واتباع كل ناعق يميلون مع كل ريح فمن كان هكذا فلا دين له قال الله عز وجل فما اختلفوا إلا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم وهم علماء السوء أصحاب الطمع . .72 واعلم أنه لا يزال الناس في عصابة من أهل الحق والسنة يهديهم الله ويهدي بهم غيرهم ويحيي بهم السنن وهم الذين وصفهم الله تعالى مع قلتهم عند الاختلاف فقال وما اختلف فيه إلا الذين أوتوه من بعد ما جآءتهم البينات بغيا بينهم ثم استثناهم فقال فهدى الله الذين ءامنوا لما اختلفوا فيه من الحق بإذنه والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تزال عصبة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله وهم ظاهرون .73 واعلم أن العلم ليس بكثرة الرواية والكتب ولكن العالم من اتبع الكتاب والسنة وإن كان قليل العلم والكتب ومن خالف الكتاب والسنة فهو صاحب بدعة وإن كان كثير الرواية والكتب . .74 واعلم أنه من قال في دين الله برأيه وقياسه وتأوله من غير حجة من السنة والجماعة فقد قال على الله ما لا يعلم ومن قال على الله مالا يعلم فهو من المتكلفين والحق ما جاء من عند الله عز وجل والسنة ما سنه رسول الله صلى الله عليه وسلم والجماعة ما اجتمع عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم في خلافة أبي بكر وعمر وعثمان ومن اقتصر على سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وما كان عليه الجماعة فلج على أهل البدعة كلهم واستراح بدنه وسلم له دينه إن شاء الله لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ستفترق أمتي وبين لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم الفرقة الناجية منها فقال ما أنا عليه وأصحابي فهذا هو الشفاء والبيان والأمر الواضح والمنار المستقيم وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إياكم والتنطع وإياكم والتعمق وعليكم بدينكم العتيق . .75 واعلم أن الدين العتيق ما كان من وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قتل عثمان بن عفان رضي الله عنه وكان قتله أول الفرقة وأول الاختلاف فتحاربت الأمة وافترقت واتبعت الطمع والهوى والميل إلى الدنيا . .76 وليس لأحد رخصة في شيء أخذ به مما لم يكن عليه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم أو يكون رجل يدعو إلى شيء أحدثه من قبله من أهل البدع فهو كمن أحدثه فمن زعم ذلك أو قال به فقد رد السنة وخالف الحق والجماعة وأباح الهوى وهو أشر على هذه الأمة من إبليس ومن عرف ما ترك أهل البدع من السنة وما فارقوا منها فتمسك به فهو صاحب سنة وصاحب جماعة وحقيق أن يتبع وأن يعاون وأن يحفظ وهو ممن أوصى به رسول الله صلى الله عليه وسلم . .77 واعلم أن أصول البدع أربعة أبواب يتشعب من هذه الأربعة اثنان وسبعون هوى ثم يصير كل واحد من البدع يتشعب حتى تصير كلها إلى ألفين وثمان مائة كلها ضلالة وكلها في النار إلا واحدة وهو من آمن بما في هذا الكتاب واعتقده من غير ريبة في قلبه ولا شكوك فهو صاحب سنة وهو الناجي إن شاء الله 86. .78 واعلم ولم يجاوزوها بشيء ولم يولدوا كلاما مما لم يجيء فيه أثر عن رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا عن أصحابه لم تكن بدعة. .79 واعلم أنه ليس بين العبد وبين أن يكون مؤمنا حتى يصير كافرا إلا أن يجحد شيئا مما أنزل الله أو يزيد في كلام الله أو ينقص أو ينكر شيئا مما قال الله عز وجل أو شيئا مما تكلم به رسول الله صلى الله عليه وسلم فاتق الله وانظر لنفسك وإياك والغلو في الدين فإنه ليس من طريق الحق في شيء . .80 وجميع ما وصفت لك في هذا الكتاب فهو عن الله تعالى وعن رسوله صلى الله عليه وسلم وعن التابعين وعن القرن الثالث إلى القرن الرابع فاتق الله يا عبد الله وعليك بالتصديق والتسليم والتفويض والرضى بما في هذا الكتاب ولا تكتم هذا الكتاب احدا من أهل القبلة فعسى الله أن يرد به حيرانا من حيرته أو صاحب بدعة من بدعته أو ضالا عن ضلالته فينجو به فاتق الله وعليك بالأمر الأول العتيق وهو ما وصفت لك في هذا الكتاب فرحم الله عبدا ورحم والديه قرأ هذا الكتاب وبثه وعمل به ودعا إليه واحتج به فإنه دين الله ودين رسوله وأنه من استحل شيئا خلافا لما في هذا الكتاب فإنه ليس يدين الله بدين وقد رده كله كما لو أن عبدا آمن بجميع ما قال الله عز وجل إلا أنه شك في حرف فقد جميع ما قال الله وهو كافر كما أن شهادة أن لا إله إلا الله لا تقبل من صاحبها إلا بصدق النية وخالص اليقين وكذلك لا يقبل الله شيئا من السنة في ترك بعض ومن خالف ورد من السنة شيئا فقد رد السنة كلها فعليك بالقبول ودع المحال واللجاجة فإنه ليس من دين الله في شيء وزمانك خاصة زمان سوء فاتق الله . .81 فإذا وقعت الفتنة فالزم جوف بيتك وفر من جوار الفتنة وإياك والعصبية وكل ما كان من قتال بين المسلمين على الدنيا فهو فتنة فاتق الله وحده لا شريك له ولا تخرج فيها ولا تقاتل فيها ولا تهوى ولا تشايع ولا تمايل ولا تحب شيئا من أمورهم فإنه يقال من أحب فعال قوم خيرا كان أو شرا كان كمن عمله وفقنا الله وإياكم لمرضاته وجنبنا وإياكم معاصيه . .82 وأقل من النظر في النجوم إلا بما تستعين به على مواقيت الصلاة واله عما سوى ذلك فإنه يدعو إلى الزندقة . .83 وإياك والنظر في الكلام والجلوس إلى أصحاب الكلام وعليك بالآثار وأهل الآثار وإياهم فاسأل ومعهم فاجلس ومنهم فاقتبس . .84 واعلم أنه ما عبد الله بمثل الخوف من الله وطريق الخوف والحذر والشفقات والحياء من الله تبارك وتعالى واحذر أن تجلس مع من يدعو إلى الشوق والمحبة ويخلو مع النساء وطريق المذهب فإن هؤلاء كلهم في ضلالة . .85 واعلم أن الله تعالى دعا الخلق كلهم إلى عبادته ومن من بعد ذلك على من يشاء بالإسلام تفضلا منه . .86 والكف عن حرب علي ومعاوية وعائشة وطلحة والزبير رحمهم الله أجمعين ومن كان معهم لا تخاصم فيهم وكل أمرهم إلى الله تعالى فإن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال إياكم وذكر أصحابي وأصهاري وأختاني وقال إن الله تعالى نظر إلى أهل بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم .87 واعلم أنه لا يحل مال امرئ مسلم إلا بطيبة من نفسه وإن كان مع رجل مال حرام فقد ضمنه لا يحل لأحد أن يأخذ منه شيئا إلا بإذنه فإنه عسى أن يتوب هذا فيريد أن يرده على أربابه فأخذت حراما . .88 والمكاسب ما بان لك صحته فهو مطلق إلا ما ظهر فساده فإن كان فاسدا يأخذ من الفاسد ممسكة نفسه ولا تقول اترك المكاسب وآخذ ما أعطوني لم يفعل هذا الصحابة ولا العلماء إلى زماننا هذا قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه كسب فيه بعض الدنية خير من الحاجة إلى الناس . .89 والصلوات الخمس جائزة خلف من صليت إلا أن يكون جهميا فإنه معطل وإن صليت خلفه فأعد صلاتك وإن كان امامك يوم الجمعة جهميا وهو سلطان فصل خلفه وأعد صلاتك وإن كان إمامك من السلطان وغيره صاحب سنة فصل خلفه ولا تعد صلاتك . .90 والإيمان بأن أبا بكر وعمر رحمة الله عليهما في حجرة عائشة مع رسول الله صلى الله عليه وسلم قد دفنا هنالك معه فإذا أتيت القبر فالتسليم عليهما بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم واجب والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر واجب إلا من خفت سيفه وعصاه والتسليم على عباد الله أجمعين . .91 ومن ترك صلاة الجمعة والجماعة في المسجد من غير عذر فهو مبتدع والعذر كمرض لا طاقة له بالخروج إلى المسجد أو خوف من سلطان ظالم وما سوى ذلك فلا عذر لك ومن صلى خلف إمام فلم يقتد به فلا صلاة له . .92 والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر باليد واللسان والقلب بلا سيف والمستور من المسلمين من لم يظهر منه ريبة . .93 وكل علم إدعاه العباد من علم الباطن لم يوجد في الكتاب ولا في السنة فهو بدعة وضلالة لا ينبغي لأحد أن يعمل به ولا يدعو إليه . .94 وأي امرأة وهبت نفسها لرجل فإنها لا تحل له يعاقبان إن نال منها شيئا إلا بولي وشاهدي عدل وصداق . .95 وإذا رأيت الرجل يطعن على أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه صاحب قول سوء وهوى لقول رسول صلى الله عليه وسلم إذا ذكر أصحابي فأمسكوا فقد علم النبي صلى الله عليه وسلم ما يكون منهم من الزلل بعد موته فلم يقل فيهم إلا خيرا وقال ذروا أصحابي لا تقولوا فيهم إلا خيرا ولا تحدث بشيء من زللهم ولا حربهم ولا ما غاب عنك علمه ولا تسمعه من أحد يحدث به فإنه لا يسلم لك قلبك إن سمعته . .96 وإذا سمعت الرجل يطعن على الآثار أو يرد الآثار أو يريد غير الآثار فاتهمه على الإسلام ولا تشك أنه صاحب هوى مبتدع . .97 واعلم أن جور السلطان لا ينقص فريضة من فرائض الله التي افترضها على لسان نبيه صلى الله عليه وسلم جوره على نفسه وتطوعك وبرك معه تام إن شاء الله تعالى . .98 يعني الجماعة والجمعة والجهاد معهم وكل شيء من الطاعات فشاركهم فيه فلك نيتك له . .99 وإذا رأيت الرجل يدعو على السلطان فاعلم أنه صاحب هوى وإذا سمعت الرجل يدعو للسلطان بالصلاح فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله يقول فضيل بن عياض لو كان لي دعوة مستجابة ما جعلتها الا فيالسلطان قيل له يا أبا علي فسر لنا هذا قال إذا جعلتها في نفسي لم تعدني وإذا جعلتها في السلطان صلح فصلح بصلاحه العباد والبلاد فأمرنا أن ندعو لهم بالصلاح ولم نؤمر أن ندعو عليهم وإن جاروا وظلموا لأن جورهم وظلمهم على أنفسهم وصلاحهم لأنفسهم وللمسلمين. .100 ولا تذكر أحدا من أمهات المؤمنين إلا بخير . .101 وإذا رأيت الرجل يتعاهد الفرائض في جماعة مع السلطان وغيره فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله تعالى وإذا رأيت الرجل يتهاون بالفرائض في جماعة وإن كان مع السلطان فاعلم أنه صاحب هوى . .102 والحلال ما شهدت عليه وحلفت عليه أنه حلال وكذلك الحرام ما حاك في صدرك فهو شبهة ، والمستور من بان ستره والمهتوك من بان هتكه وإذا سمعت الرجل يقول فلان ناصبي فاعلم أنه رافضي وإذا سمعت الرجل يقول فلان مشبه أو فلان يتكلم بالتشبيه فاعلم أنه جهمي وإذا سمعت الرجل يقول تكلم بالتوحيد واشرح لي التوحيد فاعلم أنه خارجي معتزلي أو يقول فلان مجبر أو يتكلم بالإجبار أو تكلم بالعدل فاعلم أنه قدري لأن هذه الأسماء محدثة أحدثها أهل البدع . .103 وقال عبد الله بن المبارك لا تأخذوا عن أهل الكوفة في الرفض شيئا ولا عن أهل الشام في السيف شيئا ولا عن أهل البصرة في القدر شيئا ولا عن أهل خراسان في الإرجاء شيئا ولا عن أهل مكة في الصرف ولا عن أهل المدينة في الغناء لا تأخذوا عنهم في هذه الأشياء شيئا . .104 وإذا رأيت الرجل يحب أبا هريرة وأنس بن مالك وأسيد بن حضير فاعلم أنه صاحب سنة إن شاء الله وإذا رأيت الرجل يحب أيوبا وابن عون ويونس بن عبيد وعبد الله بن ادريس الأودي والشعبي ومالك بن مغول ويزيد بن زريغ ومعاذ بن معاذ ووهب بن جرير وحماد بن زيد وحماد بن سلمة ومالك بن أنس والأوزاعي وزائدة بن قدامة فاعلم أنه صاحب سنة وإذا رأيت الرجل يحب أحمد بن حنبل والحجاج بن المنهال وأحمد بن نصر وذكرهم بخير وقال قولهم فاعلم أنه صاحب سنة . .105 وإذا رأيت الرجل يجلس مع أهل الأهواءفاحذره واعرفه فإن جلس معه بعدما علم فاتقه فإنه صاحب هوى . .106 وإذا سمعت الرجل تأتيه بالأثر فلا يريده ويريد القرآن فلا تشك أنه رجل قد احتوى على الزندقة فقم من عنده ودعه . .107 واعلم أن الأهواء كلها ردية تدعو إلى السيف وأردؤها وأكفرها الرافضة والمعتزلة والجهمية فإنهم يريدون الناس على التعطيل والزندقة . .108 واعلم أنه من تناول أحدا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه إنما أراد محمدا صلى الله عليه وسلم وقد آذاه في قبره وإذا ظهر لك من إنسان شيء من البدع فاحذره فإن الذي أخفى عنك أكثر مما أظهر وإذا رأيت الرجل رديء الطريق والمذهب فاسقا فاجرا صاحب معاص ظالما وهو من أهل السنة فاصحبه واجلس معه فإنه ليس تضرك معصيته وإذا رأيت الرجل عابدا مجتهدا متقشفا محترفا بالعبادة صاحب هوى فلا تجلس معه ولا تسمع كلامه ولا تمشي معه في طريق فإني لا آمن أن تستحلي طريقه فتهلك معه رأى يونس بن عبيد ابنه وقد خرج من عند صاحب هوى فقال يا بني من أين خرجت قال من عند عمرو بن عبيد قال يا بني لأن أراك خرجت من بيت هيتي أحب إلي من أن أراك خرجت من بيت فلان وفلان ولأن تلقى الله زانيا سارقا خائنا أحب إلي من أن تلقاه بقول أهل الأهواء . .109 أفلا تعلم أن يونس قد علم أن الهيتي لا يضل ابنه عن دينه وأن صاحب البدعة يضله حتى يكفره. .110 فاحذر ثم احذر أهل زمانك خاصة وانظر من تجالس وممن تسمع ومن تصحب فإن الخلق كأنهم في ردة إلا من عصم الله منهم وإذا رأيت الرجل يذكر ابن أبي داؤد والمريسي أو ثمامة وأبا الهذيل وهشام الفوطي أو واحدا من أتباعهم وأشياعهم فاحذره فإنه صاحب بدعة وإن هؤلاء كانوا على الردة واترك هذا الرجل الذي ذكرهم بخير . .111 والمحنة في الإسلام بدعة وأما اليوم فيمتحن بالسنة لقوله إن هذا العلم دين فانظروا ممن تأخذون دينكم ولا تقبلوا الحديث الا ممن تقبلون شهادته فانظر إن كان صاحب سنة له معرفة صدوق كتبت عنه وإلا تركته . .112 وإذا أردت الإستقامة على الحق وطريق أهل السنة قبلك فاحذر الكلام وأصحاب الكلام والجدال والمراء والقياس والمناظرة في الدين فإن استماعك منهم وإن لم تقبل منهم يقدح الشك في القلب وكفى به قبولا فتهلك وما كانت قط زندقة ولا بدعة ولا هوى ولا ضلالة إلا من الكلام والجدال والمراء والقياس وهي أبواب البدع والشكوك والزندقة . .113 فالله الله في نفسك وعليك بالآثار وأصحاب الأثر والتقليد فإن الدين إنما هو التقليد يعني للنبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه رضوان الله عليهم أجمعين ومن قبلنا لم يدعونا في لبس فقلدهم واسترح ولا تجاوز الأثر وأهل الأثر وقف عند متشابه القرآن والحديث ولا تقس شيئا ولا تطلب من عندك حيلة ترد بها على أهل البدع فإنك امرت بالسكوت عنهم فلا تمكنهم من نفسك أما علمت أن محمد بن سيرين مع فضله لم يجب رجلا من أهل البدع في مسألة واحدة ولا سمع منه آية من كتاب الله عز وجل فقيل له فقال أخاف أن يحرفها فيقع في قلبي شيء . .114 وإذا سمعت الرجل يقول إنا نحن نعظم الله إذا سمع آثار رسول الله صلى الله عليه وسلم فاعلم أنه جهمي يريد أن يرد أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم ويدفعه بهذه الكلمة وهو يزعم أنه يعظم الله وينزهه إذا سمع حديث الرؤية وحديث النزول وغيره أفليس قد رد أثر رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ قال إنا نحن نعظم الله أن ينزل من موضع إلى موضع فقد زعم أنه أعلم بالله من غيره فاحذر هؤلاء فإن جمهور الناس من السوقة وغيرهم على هذا الحال وحذر الناس منهم وإذا سألك الرجل عن مسألة في هذا الباب وهو مسترشد فكلمه وأرشده وإذا جاءك يناظرك فاحذره فإن في المناظرة المراء والجدال والمغالبة والخصومة والغضب وقد نهيت عن جميع هذا وهو يزيل عن طريق الحق ولم يبلغنا عن أحد من فقهائنا وعلمائنا أنه جادل أو ناظر أو خاصم . .115 قال الحسن الحكيم لا يماري ولا يداري حكمته ينشرها إن قبلت حمد الله وإن ردت حمد الله وجاء رجل إلى الحسن فقال أنا أناظرك في الدين فقال الحسن أنا قد عرفت ديني فإن كان دينك قد ضل منك فاذهب فاطلبه وسمع رسول الله صلى الله عليه وسلم قوما على باب حجرته يقول أحدهم ألم يقل الله كذا ويقول الآخر ألم يقل الله كذا فخرج مغضبا فقال أبهذا أمرتكم أم بهذا بعثت إليكم أن تضربوا كتاب الله بعضه ببعض فنهاهم عن الجدال . .116 وكان ابن عمر يكره المناظرة ومالك بن أنس ومن فوقه ومن دونه إلى يومنا هذا وقول الله عز وجل أكبر من قول الخلق قال الله تعالى وما يجادل في آيات الله إلا الذين كفروا وسأل رجل عمر بن الخطاب فقال ما الناشطات نشطا فقال لو كنت محلوقا لضربت عنقك وقال النبي صلى الله عليه وسلم المؤمن لا يماري ولا أشفع للمماري يوم القيامة ودعوا المراء لقلة خيره . .117 ولا يحل لرجل أن يقول فلان صاحب سنة حتى يعلم أنه قد اجتمعت فيه خصال السنة فلا يقال له صاحب سنة حتى تجتمع فيه السنة كلها قال عبد الله بن المبارك أصل اثنين وسبعين هوى أربعة أهواء فمن هذه الأربعة الأهواء تشعبت الاثنان وسبعون هوى القدرية والمرجئة والشيعة والخوارج فمن قدم أبا بكر وعمر وعثمان وعليا على أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولم يتكلم في الباقين إلا بخير ودعا لهم فقد خرج من التشيع أوله وآخره ومن قال الإيمان قول وعمل يزيد وينقص فقد خرج من الأرجاء أوله وآخره ومن قال الصلاة خلف كل بر وفاجر والجهاد مع كل خليفة ولم ير الخروج على السلطان بالسيف ودعا لهم بالصلاح فقد خرج من قول الخوارج أوله وآخره ومن قال المقادير كلها من الله عز وجل خيرها وشرها يضل من يشاء ويهدي من يشاء فقد خرج من قول القدرية أوله وآخره وهو صاحب سنة . .118 وبدعة ظهرت هي كفر بالله العظيم ومن قال بها فهو كافر بالله لا شك فيه من يؤمن بالرجعة ويقول علي بن أبي طالب حي وسيرجع قبل يوم القيامة ومحمد بن علي وجعفر بن محمد وموسى بن جعفر ويتكلمون في الإمامة وأنهم يعلمون الغيب فاحذرهم فإنهم كفار بالله العظيم . .119 قال طعمة بن عمرو وسفيان بن عيينة من وقف عند عثمان وعلي فهو شيعي لا يعدل ولا يكلم ولا يجالس ومن قدم عليا على عثمان فهو رافضي قد رفض آثار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن قدم الأربعة على جميعهم وترحم على الباقين وكف عن زللهم فهو على طريق الاستقامة والهدى في هذا الباب . .120 والسنة أن تشهد للعشرة الذين شهد لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة أنهم من أهل الجنة لا شك فيه ولا تفرد بالصلاة على أحد إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم وعلى آله فقط وتعلم أن عثمان قتل مظلوما ومن قتله كان ظالما فمن أقر بما في هذا الكتاب وآمن به واتخذه إماما ولم يشك في حرف منه ولم يجحد حرفا منه فهو صاحب سنة وجماعة كامل قد كملت فيه الجماعة ومن جحد حرفا مما في هذا الكتاب أوشك في حرف منه أو شك فيه أو وقف فهو صاحب هوى ومن جحد أو شك في حرف من القرآن أو في شيء جاء عن رسول الله صلى الله عليه وسلم لقي الله مكذبا فاتق الله واحذر وتعاهد إيمانك . .121 ومن السنة أن لا تطيع أحدا في معصية الله ولا الوالدين والخلق جميعا ولا طاعة لبشر في معصية الله ولا يحب عليه أحدا واكره ذلك كله لله . .122 والإيمان بأن التوبة فرض على العباد أن يتوبوا إلى الله عز وجل من كبير المعاصي وصغيرها . .123 ومن لم يشهد لمن شهد له رسول الله صلى الله عليه وسلم بالجنة فهو صاحب بدعة وضلالة شاك فيما قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قال مالك بن أنس من لزم السنة وسلم منه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم مات كان مع النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وإن قصر في العمل وقال بشر بن الحارث السنة هي الإسلام والإسلام هو السنة وقال الفضيل بن عياض إذا رأيت رجلا من أهل السنة فكأنما رأيت رجلا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وإذا رأيت رجلا من أهل البدع فكأنما رأيت رجلا من المنافقين وقال يونس بن عبيد العجب ممن يدعو اليوم إلى السنة . وأعجب منه المجيب إلى السنة وكان ابن عون يقول عند الموت السنة السنة وإياكم والبدع حتى مات .124 وقال أحمد بن حنبل مات رجل من أصحابي فرئي في المنام فقال قولوا لأبي عبد الله عليك بالسنة فإن أول ما سألني ربي عز وجل عن السنة وقال أبو العالية من مات على السنة مستورا فهو صديق والاعتصام بالسنة نجاة . .125 وقال سفيان الثوري من أصغى بإذنه إلى صاحب بدعة خرج من عصمة الله ووكل إليها يعني إلى البدع . .126 وقال داود بن أبي هند أوحى الله تبارك وتعالى إلى موسى بن عمران لا تجالس أهل البدع فإن جالستهم فحاك في صدرك شيء مما يقولون أكببتك في نار جهنم . .127 وقال الفضيل بن عياض من جالس صاحب بدعة لم يعط الحكمة . .128 وقال الفضيل بن عياض لا تجلس مع صاحب بدعة فإني أخاف أن تنزل عليك اللعنة وقال الفضيل بن عياض من أحب صاحب بدعة أحبط الله عمله وأخرج نور الإسلام من قلبه وقال الفضيل بن عياض من جلس مع أصحاب بدعة في طريق فجز في طريق غيره . .129 وقال الفضيل بن عياض من عظم صاحب بدعة فقد أعان على هدم الإسلام ومن تبسم في وجه مبتدع فقد استخف بما أنزل الله عز وجل على محمد صلى الله عليه وسلم ومن زوج كريمته مبتدع فقد قطع رحمها ومن تبع جنازة مبتدع لم يزل في سخط الله حتى يرجع . .130 وقال الفضيل بن عياض آكل مع يهودي ونصراني ولا آكل مع مبتدع وأحب أن يكون بيني وبين صاحب بدعة حصن من حديد . .131 وقال الفضيل بن عياض إذا علم الله عز وجل من الرجل أنه مبغض لصاحب بدعة غفر له وإن قل عمله ولا يكن صاحب سنة يمالئ صاحب بدعة إلا نفاقا ومن أعرض بوجهه عن صاحب بدعة ملأ الله قلبه إيمانا ومن انتهر صاحب بدعة آمنه الله يوم الفزع الأكبر ومن أهان صاحب بدعة رفعه الله في الجنة مائة درجة فلا تكن صاحب بدعة في الله أبدا |
رحم الله الشيخ البربهاري
|
جزاك الله خيرا يا عبدالحفيظ
|
بارك الله فيك اخي عبد الله العماد
|
بارك الله فيك وجزاك الله خبرا
|
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 12:24 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي