هل قول الألباني إن العمل شرط كمال وليس شرط صحة يجعله مرجئا؟ يجيب الشيخ ربيع حفظه الله
الحمد لله. سئل الشيخ ربيع حفظه الله: هل قول الألباني إن العمل شرط كمال وليس شرط صحة يجعله مرجئا؟ فأجاب رعاه الله: ما نقدر أن نقول إنه مرجئ بهذا الكلام، هذا الكلام يؤخذ على الشيخ ولا نقبله نقول إن العمل جزء من الإيمان لا شرطا فيه وهذا قاله الحافظ ابن حجر وقاله غيره وأرجو أن يراجع الشيخ في هذا ويبين له. وبعدها يا إخوة ليس كل من وقع في شيء من البدع يسمى مبتدعا ليس كل من وقع في بدعة نسميه مبتدعا هذا مذهب الحدادية فقط، إن قاعدتهم في البدعة لا فرق بين ابن عربي وبين من يقول العمل شرط كمال! لا فرق بين الرافضي وبين من يقول هذا الكلام! فإن القاعدة في البدعة عندهم واحدة لا فرق بين ابن حجر وبين سيد قطب لا فرق بين الخميني وبين ابن حجر عندهم عرفتم. بل يقولون: إن ابن حجر أخطر من سيد قطب بمئات المرات، لماذا؟ لأنهم هم قطبيون متسترون، يريدون أن يقولوا للناس هؤلاء الذين لا يضللون ابن حجر أشد بدعة من أتباع سيد قطب. سيد قطب الذي يسب الصحابة ويكفر الأمة ويقول بوحدة الوجود، ويقول بالحلول، ويقول بخلق القرآن، ويقول بكل البدع والضلالات، وجمع البدع والضلالات من كل أطرافها، الذين يتبعونه ويقدسونه قد هان عندهم الحق وهانت عندهم عقيدة التوحيد والإيمان. السائل: فضيلة الشيخ منهج أهل السنة في التبديع ... الشيخ: منهج أهل السنة والجماعة: ليس كل من وقع في بدعة يسمى مبتدعا، يقول ابن تيمية رحمه الله: "ليس كل من وقع في بدعة يكون مبتدعا، فإن كثيرا من الأئمة من الخلف والسلف وقعوا في بدعة من حيث لا يشعرون، إما بسبب حديث ضعيف يحتجون به، وإما بأنهم فهموا فهما خاطئا لنص القرآن أو لنص السنة، فهموغا فهما خاطئا، وإما بقياس ضعيف، أو شيء من هذا". فمثل هؤلاء في الأمور الخفية يكون له فيها مستند يرى أنه شرعي، هذا لا يبدع، لكن الذي يقول بخلق القرآن واضح مبتدع، الذي يقول بالقدر بدعة كبرى مبتدع، الذي يقول بالرفض مبتدع، الأمور الكبيرة. أما الأمور الخفية يقع فيها الإنسان من حيث لا يشعر وهو يريد السنة قاصدا لها داعيا إليها، هذا لا يبدع، فإن كثيرا من الأئمة قد وقعوا في شيء من هذا فلا يبدعون، فهذا هو القول الفصل. أما الحدادية, لا, كل من وقع في بدعة مبتدع, هم واقعون في بدع كثيرة, منها ذمهم لأهل السنة, أحمد سمى من يذم أهل السنة زنديقا, قالوا: إن ابن أبي قتيلة يشتم أهل الحديث, يقول: قوم سوء, فقام غاضبا وقال: (زنديق, زنديق, زنديق). قال ابن تيمية رحمه الله: (لأنه عرف مغزاه) عرف مغزاه, فسب أهل السنة وحربهم هذا من أخبث البدع وشرها, الحدادية واقعون في البدع ويبدعون أهل السنة بالظلم والكذب. السائل: شيخنا الآن الإيمان شرط في صحة العمل أم كماله؟ الشيخ: العمل جزء من الإيمان, لأن الشرط يا إخوة كما يقول الأصوليون وغيرهم: الشرط خارج عن الماهية, وأما الجزء فمن الماهية. فنقول: الإيمان قول وعمل واعتقاد يزيد بالطاعة وينقص بالمعصية, والرسول صلى الله عليه وسلم قال (الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة, فأفضلها قول لا إله إلا الله, وأدناها إماطة الأذى عن الطريق). وشبهوا الإيمان بالشجرة, ومعناه مثل الأصول والفروع وما شاكل ذلك, فهو مثل الشجرة, فالشيء من الشجرة ما نقول شرط لها, خارج عنها, يعني الهواء والماء قد يكون من شروط حياة الشجرة, لا تعيش إلا بالهواء والماء والشمس, فهذه ليست من الشجرة, وإن كانت تلزم ومن شروط أن تنمو هذه الشجرة وتبقى حية. فهذا الفرق بين الشرط وبين الجزء, فالعمل جزء من الإيمان وليس شرطا فيه, وهذا من الأخطاء التي يقع فيها بعض العلماء. اهـ المصدر: مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ربيع المدخلي حفظه الله ص 209 من المطبوع |
اقتباس:
جزاك الله خيرا على النقل الموفق. ونسأل من الله أن يحفظ الشيخ العلامة المجاهد ربيع ويبارك فيه. |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 07:51 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي