لَيْسَ الغَـريبُ ....... : لزين العابدين علي بن الحسين
قصيدة ...ليس الغريب : لزين العابدين علي بن الحسين لَيْسَ الغَـريبُ غَـريبَ الشَّامِ واليَمَنِ * * * إِنَّ الغَـريبَ غَـريبُ اللَّحْـدِ والكَفَنِ إِنَّ الغَـريِبَ لَـهُ حَـقٌّ لِغُـرْبَتـِهِ * * * على الْمُقيمينَ فـي الأَوطـانِ والسَّكَنِ لا تنهـرنَّّّ غريبـاَ حـالَ غُـرْبتـه * * * الدهـرُ ينهـرُه بالـذُّلِّ والمِـحَـنِ سَفَـري بَعيـدٌ وَزادي لَـنْ يُبَلِّغَنـي * * * وَقُـوَّتي ضَعُفَـتْ والمـوتُ يَطلُبُنـي وَلـي بَقايــا ذُنوبٍ لَسْتُ أَعْلَمُها * * * الله يَعْلَمُهــا فـي السِّـرِ والعَلَـنِ مـَا أَحْلَـمَ اللهََ عَني حَيْـثُ أَمْهَلَني * * * وقَـدْ تَمـادَيْتُ فـي ذَنْبي ويَسْتُرُنِي تَمُـرُّ سـاعـاتُ أَيّـَامي بِلا نَدَمٍ * * * ولا بُكـاءٍ وَلا خَـوْفٍ ولا حـَزَنِ أَنَـا الَّذِي أُغْلِقُ الأَبْـوابَ مُجْتَهِداً * * * عَلى المعاصِـي وَعَيْـنُ اللهِ تَنْظُـرُنـي يَـا زَلَّـةً كُتِبَـتْ في غَفْلَةٍ ذَهَبَتْ * * * يَـا حَسْـرَةً بَقِيَتْ في القَلبِ تُحْرِقُني دَعْني أَنُوحُ عَلى نَفْسي وَأَنْدبُـهـا * * * وَأَقْطَعُ الـدَّهْـرَ بِالتَّذْكِيـرِ وَالحَزَنِ دعْ عنْـكَ عَـذْليَ يـا من كان يعذلني * * * لـو كنتَ تعلـمُ مابـي كنتَ تعـذُرني دعـني أسـحُّ دمـوعـاً لا انقطاعَ لها * * * فهـلْ عسى عَـبرةٌ منهـا تخلِّـصُني كَأَنَّني بَينَ جُلِّ الأَهـلِ مُنطَـرِحــاً * * * عَلى الفِـراشِ وَأَيْـديهِمْ تُقَلِّبُنــي وقـد تجمّـَعَ حَـولي مَن ينـوحُ ومنْ * * * يبكـي عـليَّ وينعـاني وينـدبني وَقـد أَتَـوْا بِطَبيبٍ كَـيْ يُعالِجَنـي * * * وَلَـمْ أَرَ الطِّبَّ هـذا اليـومَ يَنْفَعُنـي واشَتد نَزْعِي وَصَار المَـوتُ يَجْذِبُـها * * * مِـن كُلِّ عِـرْقٍ بِـلا رِفْقٍ ولا هَوَنِ واستَخْرَجَ الرُّوحَ مِنِّي فـي تَغَـرْغُرِها * * * وصـَارَ رِيقـي مـَريراً حِينَ غَرْغَرَني وَغَمَّضُـوني وَراحَ الكُلُّ وانْصَـرَفـوا * * * بَعْدَ الإِياسِ وَجَـدُّوا فـي شِرَا الكَفَنِ وَقـامَ مَـنْ كانَ حِبَّ النّاسِ في عَجَلٍ * * * نَحْـوَ المُغَسِّـلِ يَأْتينـي يُغَسِّلُنــي وَقــالَ يـا قَـوْمِ نَبْغِي غاسِلاً حَذِقاً * * * حُـراً أديبـاً أَرِيبـاً عَارِفـاً فَطِـنِ فَجــاءَنـي رَجُـلٌ مِنْهُمْ فَجَـرَّدَني * * * مِـنَ الثِّيــابِ وَأَعْـرَاني وأَفـْرَدَني وَأَوْدَعـوني عَلى الأَلْـواحِ مُنْطَرِحَـاً * * * وَصـَارَ فَـوْقي خَـرِيرُ الماءِ يَنْظِفُني وَأَسْكَبَ الماءَ مِـنْ فَـوقي وَغَسَّلَني * * * غُسْـلاً ثَـلاثاً وَنَادَى القَـوْمَ بِالكَفَنِ وَأَلْبَسُـونـي ثِيابـاً لا كِِمـامَ لهـا * * * وَصارَ زَادي حَنُـوطِي حيـنَ حَنَّطَني وأَخْـرَجـونـي مِنَ الدُّنيـا فَوا أَسَفا * * * عَلـى رَحِيـلٍ بِـلا زادٍ يُبَلِّغُنـي وَحَمَّلـونـي على الأْكتـافِ أَربَعَةٌ * * * مِـنَ الرِّجـالِ وَخَلْفِـي مَنْ يُشَيِّعُني وَقَدَّمـوني إِلى المحـرابِ وانصَـرَفـوا * * * خَلْفَ الإِمـَامِ فَصَلَّى ثـمَّ وَدَّعَنـي صَلَّـوْا عَلَيَّ صَـلاةً لا رُكـوعَ لهـا * * * ولا سُجـودَ لَعَـلَّ اللهَ يَـرْحَمُنـي وَأَنْـزَلـوني إلـى قَبْـري على مَهَلٍ * * * وَقَدَّمُـوا واحِـداً مِنهـم يُلَحِّدُنـي وَكَشَّفَ الثّـوْبَ عَن وَجْهي لِيَنْظُرَنـي * * * وَأَسْبَل الـدَّمْعَ مِـنْ عَيْنيهِ أَغْـرَقَني فَقـامَ مُحتَرِمــاً بِالعَـزمِ مُشْتَمِـلاً * * * وَصَفَّفَ اللَّبِـنَ مِـنْ فَـوْقِي وفـارَقَني وقَالَ هُلُّـوا عليه التُّـرْبَ واغْتَنِمـوا * * * حُسْنَ الثَّـوابِ مـِنَ الرَّحمنِ ذِي المِنَنِ فـي ظُلْمَةِ القبْـرِ لا أُمٌّ هنــاك ولا * * * أَبٌ شَفيـقٌ ولا أَخٌ يُـؤَنِّسُنــي وَهالَني صُـورَةٌ فـي العينِ إِذْ نَظَـرَتْ * * * مِنْ هَـوْلِ مَطْلَعِ ما قَـدْ كان أَدهَشَني مِـنْ مُنكَـرٍ ونكيـرٍ مـا أَقـولُ لهم * * * قَـدْ هــَالَني أَمْـرُهُمْ جِـداً فَأَفْزَعَني وَأَقْعَـدوني وَجَـدُّوا فـي سُـؤالِهـِمُ * * * مَـالِي سِـوَاكَ إِلهـي مَـنْ يُخَلِّصُنِي فَامْنُـنْ عَلَيَّ بِعَفْـوٍ مِنك يــا أَمَلي * * * فَإِنَّني مُـوثَقٌ بِالـذَّنْبِ مُـرْتَهَــَنِ تَقاسمَ الأهْلُ مالـي بعدما انْصَـرَفُـوا * * * وَصَارَ وِزْرِي عَلى ظَهْـرِي فَأَثْقَلَنـي واستَبْـدَلَتْ زَوجَتـي بَعْـلاً لهـا بَدَلي * * * وَحَكَّمَتْهُ علـى الأَمْـوَالِ والسَّكَـنِ وَصَيَّـرَتْ وَلَدي عَبْـداً لِيَخْدمَهــا * * * وَصَـارَ مَـالـي لهم حـِلاً بِـلا ثَمَنِ فَـلا تَغُـرَّنَّكَ الدُّنْيــا وَزِينَتُهـا * * * وانْظُرْ إلى فِعْلِهــا في الأَهْلِ والوَطَنِ وانْظُـرْ إِلـى مَنْ حَوَى الدُّنْيا بِأَجْمَعِها * * * هَـلْ رَاحَ مِنْها بِغَيْـرِ الحنْـطِ والكَفَنِ خُـذِ القَنـَاعَةَ مِـنْ دُنْيَاك وارْضَ بِها * * * لَـوْ لـم يَكُـنْ لَكَ إِلا رَاحَةُ البَـدَنِ يَـا زَارِعَ الخَيْـرِ تحصُـدْ بَعْـدَهُ ثَمَراً * * * يَـا زَارِعَ الشَّـرِّ مَـوْقُوفٌ عَلَى الوَهَنِ يـَا نَفْـسُ كُفِّي عَنِ العِصْيانِ واكْتَسِبِي * * * فِعْـلاً جميـلاً لَعَـلَّ ا للهَ يَـرحَمُنـي يَا نَفْسُ وَيْحَـكِ تُـوبي واعمَلِي حَسَناً * * * عَسى تُجازَيْنَ بَعْـدَ المـوتِ بِالحَسَـنِ ثمَّ الصـلاةُ على الْمُختـارِ سَيِّـدِنـا * * * مَا وَضّـأ البَـرْق فـي شَّامٍ وفي يَمَنِ والحمــدُ لله مُمْسِينَـا وَمُصْبِحِنَـا * * * بِالخَيْـرِ والعَفْـوْ والإِحْســانِ وَالمِنَنِ |
بارك الله فيك يا أبا رواحة |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 07:55 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي