احذروا بدع [ الجوالات ] !
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته احذروا بدع [ الجوالات ] ! فضيلة العلامة الشيخ الدكتور صالح بن فوزان الفوزان ـ حفظه الله ـ الحمد لله ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه ، وبعد : فقد قال النبي - صلى الله عليه وسلم - محذرًا من البدع : ( وإياكم ومحدثات الأمور ، فإن كل محدثة بدعة ، وكل بدعة ضلالة ) ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد ) . وفي رواية : ( من أحدث في أمرنا هذا ما ليس منه فهو رد ) ، وقال - عليه الصلاة والسلام - : ( إن خير الحديث كتاب الله وخير الهدي هدي محمد - صلى الله عليه وسلم - وشر الأمور محدثاتها ) . والبدعة : ما أحدث في الدين مما ليس منه ، وقد أكمل الله لنا ديننا . قال - سبحانه - : ﴿ الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ ﴾ . [ المائدة : 3 ] . فلسنا بحاجة إلى البدع والمحدثات ، لأنها ليست من الدين ، ولأنها تبعد عن الله - سبحانه - ، والتشريع حق لله تعالى . قال تعالى : ﴿ أَمْ لَهُمْ شُرَكَاء شَرَعُوا لَهُم مِّنَ الدِّينِ مَا لَمْ يَأْذَن بِهِ اللهُ ﴾ . [ الشورى : 21 ] . نقول هذا بمناسبة : أنه ظهر أناس يروجون البدع بيننا ومن ذلك ما شاع في هذه الأيام من الأمر بصيام آخر يوم من العام الهجري ، ومن الدعوة إلى الافطار الجماعي في يوم عاشوراء ، وغير ذلك مثل ما يروج عن طريق [ الجوالات ] من الأمر بأذكار معينة ومحددة بأعداد لا دليل عليها . فاحذروا أيها المسلمون من هذه البدع ومن مروجيها ، ولا تتساهلوا فيها بل أنكروها وازجروا من يروج لها أو يدعو إليها ، وقانا الله وإياكم شر الفتن ، ما ظهر منها وما بطن ، ووفقنا وإياكم للزوم السنة واجتناب البدعة . وصلى الله وسلم على نبينا محمد وآله وصحبه . المصدر |
شكر الله لكِ أختي أم اليسع
على هذا التنبيه وحفظ الله العلامة الفوزان ونفع بعلمه الإسلام والمسلمين |
جزاكِ الله خيرًا أختي أم جابر
|
وأضيف هذه المحاضرة للشيخ صالح بن سعد السحيمي ـ حفظه الله ـ المدرس بالمسجد النبوي التحذير من نشر الأكاذيب عبر الجوالات إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ وَنَسْتَغْفِرُهُ، وَنَعُوذُ بِاللَّهِ مِنْ شُرُورِ أَنْفُسِنَا وَمِنْ سَيِّئَاتِ أَعْمَالِنَا، مَنْ يَهْدِهِ اللَّهُ فَلَا مُضِلَّ لَهُ وَمَنْ يُضْلِلْ فَلَا هَادِيَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ، وَأَشْهَدُ أَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، صَلَى اللهُ وَسَلَمَ وَبَارَكَ عَلَيهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحَبِهِ أَجْمَعِين. وَبَعْدُ: قبل أن نبدأ درسنا في منار السبيل، أُنبِّهُ على أمرٍ يتعلق بالرسائل التي تُرسل عبر الهواتف الجوَّالة، هذه الرسالة كثُرت فيها الأحاديث الموضوعة والمختلقة، وكثُرت فيها أحاديثُ ملفَّقة تنسبُ إلى النبي صلى الله عليه وسلم، منها أحاديث تتعلقُ ببعض الأذكارِ والأدعيةِ غير الصحيحة، ومنها أحاديثُ أخرى تتعلق بالاستغَاثَات والتوسُّلات، ومنها أحاديث عقُوبة تاركِ الصلاة الخمسة عشر، وتارك الصلاة -كما قلت لكم غير مرة- لا شك في كفرِهِ على الصحيح؛ لكن مع كون تارك الصلاة يكْفُر، لا نحتاج أن نُلفِّقَ أحاديث ننسبها إلى النبي صلى الله عليه وسلم وهي موضوعة؛ مثل حديث: لولاك لولاك ما خلقت الأفلاك، ومثل حديث: إنَّ جميع الكون قد خلق من نور نبينا محمد صلى الله عليه وسلم، وغيرها من الأحاديث المفتراة، وهذا الحديث الأخير المنسوب إلى مصنف عبد الرزاق؛ قد ردَّ عليه أحد العلماء الأفاضل وهو: شيخنا الشيخ: محمد أحمد عبد القادر الشنقيطيّ، وقدَّم له شيخنا الشيخ: عبد العزيز بن عبد الله بن باز؛ بعنوان: "تنبيه الحُذَّاق إلى ما نُسِبَ إلى مصنف عبد الرزاق". وأحاديثُ كثيرة، وبعضها يتعلق بوصية من يُسمى بالشيخ أحمد، المسمى بخادم الحجرة النبوية. ومنه أيضًا: ما يتعلق بكلمات منسوبة إلى زينب بنت الحسين -رضي الله عنهم-، ومنها، ومنها، ومنها، ومنها أحاديث تتعلق بدعاء الامتحان وقد قَرُبَ، ومنها أحاديث تتعلق بالمرأة التي تعسرت بها الولادة، وكل هذه أحاديث ملفَّقة، ما أنزل الله بها من سلطان. وأحيانًا قد تكون الرسائل تتعلق بأحاديث صحيحة؛ لكنها يُطلب إرسالها للآخرين، ويُقال: إن لك مقدار كذا وكذا ما إلى ذلك، وقد أفتى مشايخنا؛ فضيلة الشيخ: صالح الفوزان وغيره؛ بأن هذه الطريقة بدعة. إذا أردت أن تعلم الناس الأدعية الصحيحة لا يكون بـ ...، ومنها تخصيص أدعية في يوم الجمعة معينة تُلتَزمْ. وعلينا أن نتنبَّه -يا إخواني!- إلى أهمية التزام السنة، سواءٌ في الهيئة أو في المضمون، في الحقيقة؛ يعني: قد تكون أذكار صحيحة؛ لكن الطريقة التي تُؤدى بها غيرُ صحيحة، وليحْذَر المسلم من القول على الله بغير علم، والكذب على النبي صلى الله عليه وسلم، وقد قال صلى الله عليه وسلم: ((مَنْ كَذَبَ عَلَيَّ مُتَعَمِدًا؛ فَلْيَتَبَوْأ مَقْعَدَهُ مِنَ النَّارِ))[1] وهذا حديثٌ متواترٌ لفظًا، ويقول النبي صلى الله عليه وسلم أيضًا: ((نَضَّرَ اللهُ امرأً سَمِعَ مَقَالَتِي فَوَعَهَا فَأدَّاهَا كَمَا سَمِعَهَا))[2]، ويقول صلى الله عليه وسلم: ((دَعْ مَا يَرِيبُكَ إِلَى مَا لاَ يَرِيبُكَ)). [3] والله -تبارك وتعالى- يقول: {وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولاً}[4]. انتبه! سمعك، بصرك، شمك، حواسك، كلُّ هذا أنت مسؤول عنه وعن ما يصدر منه. ومنها أحاديث أيضًا -سنرجع إلى بعض الأحاديث المُلفَّقة-، بعض النَّاس -يعني- يقول: أنه إذا مرَّ بجوار قبر النبي صلى الله عليه وسلم يضع إصبعيه في عينيه! وآخر يفعل ذلك عند الآذان! وتلفَّق أحاديث ليس عليها طابع النبوة بمجرد أن تسمعها، يمُجُّها سمعك، فضلاً عن كونها معروفة بعدم الصحة. لذلك -يا عبد الله!- يجب عليك أن تتقي الله -عزَّ وجل-، وقد قرن الله -عزَّ وجل- القول عليه بغير علم بالشرك، انتبه، {قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}[5]. {وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ}. والله -تبارك وتعالى- يقول -موجهًا عباده المؤمنين-: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَقُولُوا قَوْلًا سَدِيدًا}[6]. والذي يهرف بما لا يعرف لم يقل قولاً سديدًا، والذي يحدِّثُ بكل ما سَمِع لم يقل قولاً سديدًا؛ ولذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((كَفَى بالمَرْءِ كَذِبًا أنْ يُحَدِّثَ بِكُلِّ مَا سَمِعَ)).[7] ويقول عليه الصلاة والسلام: ((مَنْ حَدَّثَ حَدِيثًا يَرَى أنَّهُ كذبٌ فَهَو أَحَدُ الكَذَّابِين)).[8] فانتبه -يا عبد الله!- أبو بكر -رضي الله عنه- وهو من هو! أبو بكرٍ الصديق -رضي الله عنه وأرضاه، وأخزى الله من أبغضه وقلاه، أو أبغض أحدًا من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم- تُعرضُ عليه قضايا؛ منها: الفصل في السُّدس للجدَّة، فيعتذر لها، ويقول لها: لا أجد لكِ شيئًا؛ لا أعلم -يعني- شيئًا لكِ في كتاب الله، ولا في سنة رسول الله؛ حتى جاء المغيرة بن شعبة، وشهِدَ أن النبي صلى الله عليه وسلم قد قضى لها بالسُّدس، ويُسألُ عن معنى "الأبَّ" في قول الله -سبحانه تعالى-: {وَفَاكِهَةً وَأَبًّا}[9]؛ فيقول: "أي أرضٌ تقلّني، وأيُّ سماءٍ تُظلُّني إن أنا قلتُ في كتاب الله -عزَّ وجل- ما لا أعلم" فلابد -يا عبد الله!- أن تتثبت مما تقول، أو مما تنشر؛ يرسلون لك رسائل ويقولون لك: انشــر يحصل لك كيت وكيت، لا، لا تنشر، ريِّح نفسك! وامسح هذه الرسائل، تنشر ماذا؟ كثيرٌ مما يُنشر باطل، باطل وفاسد وكلامٌ فارغ؛ إما كلام مُلفَّق وينسب للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم. والعجيب أن هؤلاء الذين يُلفِّقون الأحاديث المفتراة على النبي صلى الله عليه وسلم؛ مثل: صاحب أشرطة: (كال كال)[10] التي تنتشر بين العوام، الذي ينطق القاف كافًا، يُلفِّق من الأحاديث الموضوعة المكذوبة، ويردُ أحاديث التوحيد عن بكرة أبيها! ويردُ أحاديث الصفات، ويردُ أحاديث النهي عن عبادة القبور، ويردُ الأحاديث الصحيحة الكثيرة، ويتهكم بها، ويستهزئُ بها؛ ويلوي لسانه استهزاءً بها وبمن يقولها، هذا صاحب: "كال كال"، أظنكم تعرفونه، لا يحتاج أن نسميه؛ يعني: انتبهوا -يا إخوان!-. كذلك صاحب الأغاني والتمثيليات[11] الذي لا يعيش إلا في أوساط النساء، وأشرطته قد فُتِّن بها النساء، والأطفال، والمغرورين، وهو يتهكَّمُ بالأحاديث الصحيحة، ويهزئ بها، ويستدل بالأحاديث الموضوعة ويقرِرُها، يستهزئ بالأحاديث الصحيحة، لما جاء إلى حديث النبي صلى الله عليه وسلم: ((مَا رَأَيْتُ مِنْ نَاقِصَاتِ عَقْلٍ وَدِينٍ أَذْهَبَ بِلُبِّ الرَّجُلِ الْحَازِمِ مِنْ إِحْدَاكُنَّ))[12] قال: هو بيهزر معاكم! هو آل كدا الرسول؟! لأ، مش صحيح، مش هيؤول كدا! وإن كان صحيح فهو بيهزر معاكم! تهكم بالسُّنَّة! لَعِب بسنة رسول الله، وهذا مفتون به كثير من النَّاس، وقد رُدَّ عليه -والحمد لله- وأنا قدَّمتُ لأحدِ الكُتبِ التي ردَّتْ على هذا الكذَّاب الأشِرْ. ---------------- [1] رواه البخاري ومسلم. [2] رواه ابن ماجه والترمذي، وصححه الألباني. [3] رواه الترمذي والنسائي، وصححه الألباني. [4] [الإسراء: 36]. [5] [الأعراف: 33]. [6] [الأحزاب: 70]. [7] رواه مسلم. [8] رواه مسلم. [9] [عبس: 31]. [10] أي: (قال قال)؛ وهو المدعو الجفري الصوفي القبوري. [11] وهو المدعو: عمرو خالد. [12] رواه البخاري ومسلم. ------------------- للتحميل http://alsoheemy.net/images/woord.gif المصدر |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 04:46 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي