أبا فِتَنٍ كفاكَ مِنَ الْهُراءِ
القصيدة الثانية في الرد على أبي الفتن ـ جازاه الله بما يستحقه ـ وفيهاتلخيص لبعض ما جاء في خطبة الشيخ محمد سعيد رسلان ـ حفظه الله ـ ( أبو الفتن ونواقض الإسلام ) 30 ربيع الآخر 1433هـ . من ديوان محمد بن عيد الشعباني ـ غفر الله له ولوالديه ـ أبا فِتَنٍ أَتَحْرُثُ في الهواءِ= أبا فِتَنٍ كفاكَ مِنَ الْهُراءِ أمَا أحْدَثْتَ في يمنٍ شِقاقاً= تَرَكْتَ الْيُمْنَ مِنْكَ إلى عَناءِ وقدْ جلبوكَ مِصْراً بَعْدَ بُعْدٍ= تَبُثُّ السُّمَّ في كأْسِ الدواءِ وتَنْفثُ مِثْلَ نافِثَةٍ بِسَجْعٍ= وليْتَ الثَّاءَ سينٌ في الهجاءِ فلِيْتَكَ بعْدَ وَضْعِكَ وَضْعَ غَيٍّ= نَفِسْتَ منَ التَّلَوْثِ بالدِّماءِ دِماءِ مُقَتَّلينَ على خُروجٍ= فقَاتِلُهم كَمُخْرِجِهِم سواءِ تَؤُزُّ الثَّائرينَ وأنتَ تَدْري= بِأَنَّ الْقَتْلَ رَدُّ الأشْقياءِ وأيْنَ قناتُكم من رَدِّ كُفْرٍ= ومن تِبْيانِ آياتِ الْبراءِ فَبَعْضُ المُسْلِمينَ وهم كثيرٌ= لأَهْلِ الْكُفْرِ دانوا بِالْولاءِ فلمَّا ماتَ رأْسُ الْكُفرِ هِبْتُمْ= بَيانَ الْحَقِّ في حُكْمِ الدُّعاءِ وهلْ دينُ النَّصارى دينُ حقٍّ= وما حُكْمُ المُسَوِّي في الجزاءِ وأضْخَمُكمْ وهل في الضُّخْمِ خيرٌ= يُبيحُ سِبابَ خَيْرِ الأنْبياءِ يُجَوِّزُ للنَّصارى أن يقولوا= لأحْمدَ قدْ كَذِبْتَ بلا حياءِ أليسَ بِناقِضِ الإسْلامِ هذا= وأينَ الْحَزْمُ عِنْدَ الأَغْبياءِ تحِيدُ عَنِ الْجوابِ وذاكَ طَبْعٌ = وحُضْتَ لِبِدْعَةٍ حَيْضَ النساءِ تُداهِنُ جالِبيكَ بِداءِ حُمْقٍ =وحُمْقُكَ ما عَلِمْتَ فشَرُّ داءِ فلا تَأْمِنْ ثعالِبَهم وَأَقْصِرْ= فَبَيْتُكَ من زُجاجٍ في العراءِ ولا تَفْرحْ بِمَسْخِكَ في قناةٍ = فزُورُ الْقَوْلِ مِنْكَ إلى هباءِ كأنك من تُحُوتِ بني خِداعٍ= فقدْ دنَتِ الْقِيامَةُ فالنَّجاءِ كفاكَ بِأَنْ قَناةُ القومِ صارتْ= بِمِثْلِكَ حُمَّةً من غَيْرِ راءِ |
جزاك الله خيرًا شيخنا الكريم و نفع الله بك ، وجعلك سلمًا لأوليائه ، حربًا على أعدائه وهاتان ملاحظتان يسيرتان اقتباس:
(و تـنـفث) فيها ثاء زائدة اقتباس:
ولكن يجب أن ترفع على الخبرية ، و ربما يجوز نصبها على الحالية . والله أعلم . و في كلا الحالتين ستختل القافية ، و يتحتم تغيير البيت |
اقتباس:
(واختلفوا) في (سواء للسائلين) فقرأ أبو جعفر (سواء) بالرفع وقرأ يعقوب بالخفض وقرأ الباقون بالنصب . وقال الأشموني في منار الهدى : قرئ سواء بالحركات الثلاث فمن قرأ سواء بالرفع وهو أبو جعفر خبر مبتدأ محذوف أي هي سواء لا تزيد ولا تنقص أو مبتدأ وخبره للسائلين وقف على أيام وكذا من قرأه بالنصب بفعل مقدر أي استوت سواء وهي قراءة العامة وليس بوقف لمن قرأه بالجر نعتاً لأيام والتقدير في أربعة أيام مستويات .أ. هـ . وفيها أوجه أخرى للخفض ولكن ما تقدم يكفي إن شاء الله تعالى , والله تعالى أعلم . |
اقتباس:
أحسن الله إليك شيخنا الحبيب أعرف أنه خطأ كتابة ، و إنما أردت تنبيهك لإصلاحه ، فإني أحب لك ما أحب لنفسي ، ولا أحب لنفسي أن يكون في قصيدة من قصائدي أي خطإ ولو كان خطأ كتابة ، زادك الله حرصًا و علمًا و فضلاً و حباً في قلوبنا . اقتباس:
أمّا في قولك : ( فقَاتِلُهم كَمُخْرِجِهِم سواء ) فواضح أنك تقصد التسوية بين القاتل والمُخرج ، وليس بين أصناف المُخرجين ، أليس كذلك ؟ بمعنى أنّ " القاتل كالمُخرج في الإثم سواءٌ " أو " هما سواءٌ في الإثم " ، وعليه فيلزم أن تكون ( سواء ) خبر لمبتدإ محذوف تقديره "هما" ، ( وأتراجع عن قولي في المشاركة السابقة : و ربما يجوز نصبها على الحالية ) ( فقَاتِلُهم كَمُخْرِجِهِم هما سواءٌ ) كقوله تعالى : { أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ } الآية [الجاثية : 21] قال الإمام مكي بن أبي طالب القيسي (صاحب الرعاية) - رحمه الله - في كتابه "مشكل إعراب القرآن" أثناء حديثه عن إعراب سواء على قراءة الرفع في آية الجاثية : { سَوَاءٌ محياهم ومماتهم } سواءٌ خبر لما بعده ومحياهم مُبْتَدأ أَي: " محياهم ومماتهم سَوَاءٌ " أَي: مستو في الْبعد من رَحْمَة الله ... [ مشكل إعراب القرآن 2/ 662 ]. ______________________________________ أمّا أن تكون سواء نعت لمُخرجهم فلا أظن أنّ ذلك يحقق المعنى الذي تُريده ، ولهذا قلتُ في المشاركة السابقة : ولا يصح أن تكون صفة لمخرجهم وليس قصدي بطلان ذلك في اللغة بل قصدي أنّ ذلك لا يُحقق مرادك حيث أردتَّ أن تُسوّي بين القاتل والمُخرج وليس بين أصناف المُخرجين . _____________________________ و بعيدًا عن الإعراب طرأ عليَّ تساؤل أثناء كتابتي لتلك المشاركة ! ألا وهو : هل تصح التسوية بين الجندي الذي يضطر لقتل الخارجين على الحاكم ، و دعاة الفتنة المُهيّجين للعامة ؟! وهذا الذي فهمتُه من قولك : ( فقَاتِلُهم كَمُخْرِجِهِم سواء ) . أرجو أن يكون مرادي قد اتضح ، وجزاك الله خيرًا على سعة صدرك ، و بارك الله في جهودك شيخنا الكريم . اقتباس:
|
يمكن حمل الخفض في عبارة ( كمخرجِهِم سواء ) على الجوار وهو معروف مشهور في اللغة .
قال النووي عن الخفض على الجوار :" هذا مشهور في لغة العرب وفيه أشعار كثيرة مشهورة وفيه من منثور كلامهم كثير : من ذلك قولهم هذا جحر ضب خرب بجر خرب على جوار ضب وهو مرفوع صفة لجحر" وقال ابن هشام: "الشئ يعطى حكم الشئ إذا جاوره". ( وأما قوله تعالى: { وَامْسَحُوا بِرُءُوسِكُمْ وَأَرْجُلَكُمْ إلَى الْكَعْبَيْنِ } (المائدة6) فقد قرأ بجر اللام من "أرجُلِكم" ابن كثير ، وأبو عمرو ، وحمزة، وأبو بكر، وأنس، وعكرمة وغيرهم، وللغويين في ذلك تأويلات منها: أن الجرَّ جاء للجوار؛ أي لمجاورة اللام في "أرجلكم" السين في "رؤوسكم" ، وبذلك تحققت المحاذاة بينهما بالجر، وقد ضعَّف الرعيني وأبو حيَّان ذلك ، فقال الرعيني : الخفض على الجوار تأويل ضعيف؛ لأن الصحيح من الخفض على الجوار مع قلته ألا يكون إلا في النعت لا في العطف ، كما أنه مختص بالشعر، لكنه مردود عليه بأمرين : ورود الحمل على الجوار في النثر؛ كالقول المشهور: هذا جُحْرُ ضبٍّ خَرِبٍ ، كما أن الزمخشري أيَّد ذلك(4). وقال ابن هشام : "وأرجِلكم" بالخفض إنه عطف على أيديكم لا على رؤوسكم؛ إذ الأرجل مغسولة لا ممسوحة ، ولكنه خفض لمجاورة : رؤوسكم) . ( مجلة مجمع اللغة العربية العدد88 ص 12 ) من الشاملة .وقال ابن كثير " في قول العرب :( جحر ضب خرب )وكقوله تعالى " عَالِيَهُمْ ثِيَابُ سُنْدُسٍ خُضْرٌ وَإِسْتَبْرَقٌ "(4) وهذا سائغ ذائع في لغة العرب شائع " . المسائل النحوية (1 / 211 ) من الشاملة . وقال الزوزني في شرحه لمعلقة امرئ القيس : 77- كأنّ ثَبيرًا في عَرانينِ وَبْلِهِ كَبيرُ أُناسٍ في بجاد مُزَمَّلِ ثبير: جبل بعينه. العرنين: الأنف، وقال جمهور الأئمة: هو معظم الأنف، والجمع العرانين، ثم استعار العرانين لأوائل المطر؛ لأن الأنوف تتقدم الوجوه. البجاد: كساء مخطط، والجمع البُجُد. التزميل: التلفيف بالثياب، وقد زملته بثياب فتزمَّل بها أي: لففته فتلفف بها. وجرّ مزملًا على جوار بجاد وإلا فالقياس يقتضي رفعه؛ لأنه وصف كبير أناس، ومثله ما حكي عن العرب من قولهم: جحر ضبٍّ خربٍ، جر خرب بمجاورة ضب، ومنه قول الأخطل: [الطويل]: جزى الله عني الأعورين ملامة وفروة ثفر الثورة المتضاجم جر المتضاجَم على جوار الثورة والقياس نصبه؛ لأنه صفة ثفر، ونظائرها كثيرة. الوبل: جمع وابل وهو المطر الغزير العظيم القطر، ومثله شارب وشَرْب وراكب ورَكْب وغيرهما، والوبل أيضًا مصدر، وبلت السماء تبل وبلًا إذا أتت بالوابل. يقول: كأن ثبيرًا في أوائل مطر هذا السحاب سيد أناس قد تلفف بكساء مخطط شبه تغطيته بالغثاء بتغطي هذا الرجل بالكساء. والله تعالى أعلم , وجزاك الله خيرا . |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 10:49 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي