إتحاف المهرة بالمقارنة المختصرة بين الفرق المعاصرة للشيخ أبي عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي
إتحاف المهرة بالمقارنة المختصرة بين الفرق المعاصرة للشيخ أبي عبد السلام حسن بن قاسم الحسني الريمي =وجوه المقارنة: * الوجه الأول :ماهية الدعوات. -الدعوة السلفية:دعوة إلى الكتاب والسنة وإلى ما كان عليه سلف الأمة فهي دعوة إلى منهج معصوم،وهو منهج السلف الصالح من الصحابة والتابعين وأهل القرون المفضلة. -الدعوة الإخوانية:دعوة إلى أشخاص فهي تنسب إلى حسن البنا الصوفي،فهي إذن دعوة محدثة فعمرها لا يزيد عن سبعين سنة. -الدعوة التبليغية:دعوة إلى أشخاص تنسب إلى محمد إلياس الكاندهولي الذي جمع أربع طرق صوفية :النقشبندية،السهروردية،الؠ ?شتية،القادرية.فهي إذن محدثة لا تزيد عن تسعين سنة. ** الوجه الثاني:فكرها. -الدعوة السلفية:هم أهل السنة،لأنهم يأخذون بسنة الرسول صلى الله عليه وسلم لا يقدمون عليها أي رأي كائنا من كان،وكتبهم شاهدة بذلك فانظر مثلا "السنة"للخلال،و"السنة"لعب د الله أحمد،و"السنة"لابن أبي عاصم وغيرها،وهم الجماعة،لأنهم مجتمعون على السنة. -الدعوة الإخوانية:دعوتهم مخلطة فهي دعوة سلفية-زعموا-وطريقة سنية-زعموا-وحقيقة صوفية -صدقوا-. -الدعوة التبليغية:في الأصول على معتقد الأشاعرة الماتردية،وفي السلوك على الأربع الطرق المذكورة في الوجه الأول. *** الوجه الثالث:مؤسسها. الدعوة السلفية:الرسول محمد بن عبد الله-عليه الصلاة والسلام-. الدعوة الإخوانية:حسن البنا الصوفي. الدعوة التبليغية:محمد إلياس الكاندهولي الصوفي. **** الوجه الرابع:أعلامها. -الدعوة السلفية:أبو بكر الصديق،وعمر،وعثمان،وعلي،و طلحة،وعبد الرحمان بن عوف،وسعيد بن زيد،وعائشة،وحفصة،وأنس،وأب و هريرة،وأبو موسى،وعبد الله بن مسعود وغيرهم،ثم الحسن البصري،وابن سيرين،وسعيد ابن جبير ،وابن المسيب،وغيرهم،ثم مالك،و الأوزاعي والشافعي،والقطان، والبخاري،ومسلم ،وأبو داود،والنسائي، والترمذي،وابن ماجة،وابن تيمية،وابن القيم،وابن عبد الوهاب،وغيرهم،وفي عصرنا هذا ابن باز،والألباني والفوزان،وابن عثيمين والوادعي،والمدخلي،وغيرهم ممن سلك دربهم. الدعوة الإخوانية:حسن البنا، التلمساني الذي يهون من شأن دعاء القبور،والهضيبي صاحب التقريب بين السنة والشيعة،وحامد أبو النصر، والغزالي المعتزلي،وفتحي يكن الذي يطعن في السلفيين،ومصطفى السباعي الذي أنشد قصيدة أمام قبر الرسول صلى الله عليه وسلم يطلب منه الشفاء وصاحب دعوة التقريب أيضا،ويوسف القرضاوي،وفي هذا العصر الزنداني الذي حضر مؤتمر وحدة الأديان والمنافح الديمقراطية. -الدعوة التبليغية:محمد إلياس الكاندهولي،وإنعام الحسن، والديوبنديون،وغيرهم من المتصوفة. ***** الوجه الخامس:الولاء والبراء. -الدعوة السلفية:كل من اعتقد معتقدهم ودان بما سطروه في كتبهم عن رسول الله صلى الله عليه وسلم فهو أخوهم وحبيب لهم في أي بقعة كان على وجه الأرض،يرتفع الشخص عندهم بالتقوى ويوضع بمخالفته للكتاب والسنة. -الدعوة الإخوانية:يعقدون الولاء والبراء في ذوات أشخاصهم وقياداتهم مهما عظمت مخالفتهم للكتاب والسنة،فمن كان منخرطا معهم فهو وهومن الألقاب الملمعة،وإن كان من الخرافيين، ومن كان ليس معهم فهو كذا وكذا من السباب، وإن كان من العلماء الربانيين،ومن رأوه يدرس منهم عند أهل السنة فصلوه وحذروا منه بعد عدم استجابته لتلبيسهم. -الدعوة التبليغية:كذلك الشأن في جماعة التبليغ،فولاؤهم وبراؤهم في قياداتهم بغض النظر عن معتقدهم، ومن حذر منهم قالوا عنه:إنه محارب لإصلاح الفساد وما شابه ذلك. ****** الوجه السادس:أي هذه الدعوات تعتبر الفرقة الناجية. -الدعوة السلفية:هذه الدعوة تعتبر هي الفرقة الناجية-إن شاء الله-وذلك لأنها نجت في الدنيا من الوقوع في البدع والمحدثات وتنجو في الآخرة-إن شاء الله-من عذاب الله، لصدق اتباعها للرسول صلى الله عليه وسلم. -الدعوة الإخوانية:تعتبر من الفرق الضالة المخالفة لما كان عليه الرسول صلى الله عليه وسلم،وذلك لما ابتدعته في هذه الدنيا،ويخشى عليها من عذاب الله في الآخرة. -الدعوة التبليغية:يقال فيها ما قيل في الإخوان المسلمين. ******* الوجه السابع:أي الدعوات تستحق النسبة لأهل الحديث. -الدعوة السلفية:أصحاب الدعوة السلفية أحق بأهل الحديث من غيرهم، وذلك لأن أهل الحديث كان يطلق ويراد بهم في عصرالإمام أحمد المشتغلون بالحديث رواية ودراية،لأن الغالب على عصرالإمام أحمد ذلك من أهل السنة ،فكان يطلق ويراد أهل الحديث في مقابل أهل البدع،أما في عصرنا فيقصد بهم كل من اعتقد معتقد أهل الحديث،فإن انضاف إلى ذلك الإنشغال بالحديث رواية ودراية فهو خير على خير. -الدعوة الإخوانية:لا يستحقون أن يطلق عليهم أهل الحديث،لمخالفتهم أهل الحديث في أمور كثيرة من أصول الاعتقاد،وأقصد بذلك المنهج الذي يسيرون عليه مخالف لما عليه أهل الحديث،أما الأفراد فكل بحسبه. -الدعوة التبليغية:كذلك يقال فيهم ما يقال في الإخوان المسلمين. ******** الوجه الثامن:تتمثل هذه الدعوات. -الدعوة السلفية:تتمثل هذه الدعوة في الطائفة المنصورة التي ورد تفسيرها عن الإمام أحمد بأنهم أهل الحديث،وهم في هذا العصر من يعتقدون معتقد أهل الحديث الذي كان عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وأصحابه،فإن انضاف إلى ذلك الانشغال بالحديث رواية ودراية فهو خير على خير. الدعوة الإخوانية:تتمثل في كل من هب ودب من أشعرية وصوفية ورافضية ومفوضية وقبورية. -الدعوة التبليغية:تتمثل في الديوبنديين،والخرافيين،وا لصوفيين والقبوريين وغيرهم من أصناف البدع. ********* الوجه التاسع:أي هذه الدعوات أولى بالصواب. -الدعوة السلفية:لاشك ولا ريب أنها أولى بالصواب،وما ذلك إلا لأنها اتخذت الكتاب والسنة منهجا لها،وطريقة السلف نبراسا يحتذى بها،لذا كانت أولى بالصواب من غيرها،انظر مجموع الفتاوى لشيخ الإسلام بن تيمية(1/4). -الدعوة الإخوانية:لم يكن الصواب محالفا لها، وما ذاك إلا لأنها أسست منهجها على البدع وعلى مخالفة ما كان عليه السلف الصالح من الصحابة والتابعين. -الدعوة التبليغية:يقال فيها ما قيل في الدعوة الإخوانية. ********** الوجه العاشر:معنى حزبية هذه الدعوات. -الدعوة السلفية: الدعوة السلفية ليست حزبا بالمعنى العصري من كونها قامت ولها عضوية ومجلس وأعضاء ومؤسسون،ويعقد الولاء والبراء في بنود الحزب وما شابه ذلك،وإنما المقصود أنهم حزب بالمعنى اللغوي أي: أنهم جماعة اجتمعوا على الكتاب والسنة وفهم سلف الأمة،فهم يمثلون حقيقة حزب الله قال تعالى :"ألا إن حزب الله هم المفلحون".ويعقد الحب والبغض عندهم في ذات الله لا غير. -الدعوة الإخوانية:أي: أنهم حزب بالمعنى الإصطلاحي المذموم التي وردت النصوص في التحذير من إقامتها،فهم لهم مؤسسون غير الرسول صلى الله عليه وسلم وعضوية ومجلس وأعضاء وتنظيم سري،وما شابه ذلك من عقد الولاء والبراء في بنود الحزب وفي ذوات أشخاصهم. -الدعوة التبليغية:يقال فيها ما قيل في الدعوة الإخوانية. *********** الوجه الحادي عشر:إلى ماذا تسعى هذه الدعوات. -الدعوة السلفية:تسعى لإقامة دين الله تعالى في أرضه من عقيدة وعبادة وسلوك وتحكيم لشرعه واتباع لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم،وبذلك تقوم الدولة الإسلامية. قال تعالى:"وعد الله الذين آمنوا منكم وعملوا الصالحات ليستخلفنهم في الأرض كما استخلف الذين من قبلهم وليمكنن لهم دينهم الذي ارتضى لهم وليبدلنهم من بعد خوفهم أمنا يعبدونني لا يشركون بي شيئا". -الدعوة الإخوانية:ما قامت إلا للوصول للحكم فهي دعوة سياسية،ولهذا تجمع تحتها كل من هب ودب في سبيل الوصول إلى غايتها الموهومة وكما قيل :فاقد الشيء لا يعطيه. -الدعوة التبليغية:دعوة صوفية خالصة تسعى لتعليم الناس البدع والخرافة،ثم هم مع غيرهم من أهل البدع جميعا في خندق واحد ضد الدعوة لسلفية ،وما حادثة كنر عنها ببعيد،مع العلم أنهم متناحرون فيما بينهم. ==================== وبعد هذا الإستعراض المختصر لحالة هذه الدعوات الثلاث فيظهر بكل وضوح أن الدعوة السلفية هي التي تمثل دعوة الأنبياء والرسل -عليهم السلام-بدعوتها للإسلام الصافي من عقيدة وعبادة وشريعة وسلوك،بخلاف دعوة الإخوان المسلمين فإن دعوتهم لا تهتم بالعقيدة الصحيحة ولا بالسنة النبوية المطهرة،بل همهم الأكبر اللفلفة والتجميع على غير عقيدة صحيحة. وبخلاف أيضا جماعة"فرقة التبليغ"التي همهاوبادئ دعوتها الاهتمام بالسلوك والأخلاق -زعموا-من غير تصحيح للعقائد،وكذا إهمال لطلب العلم. وعليه:فأنصح إخواننا جميعا بلزوم منهج السلف والا بتعاد عما أحدثه سائر أهل البدع فما أكثرهم -لا كثرهم الله-قال تعالى:"وإن تطع أكثر من في الأرض يضلوك عن سبيل الله"(الأنعام"116). وما أحسن ما قاله سفيان الثوري-رحمه الله-:"إذا بلغك عن رجل بالمشرق صاحب سنة وآخر بالمغرب فابعث إليهما بالسلام وادع لهما فما أقل أهل السنة". تنبيه:أما ما يتعلق بفرقة السرورية القطبية فهي تعتبر البوابة الخلفية للإخوان المسلمين،فما قيل في فرقة الإخوان يقال فيها،والله المستعان. *******كلمة أخيرة ونصيحة********** أخي القارئ الكريم: فبعد أن تم إتحافك بما تيسر جمعه في هذه المقارنة المختصرة لا أجدني أستطيع أن أزيد على ذلك إلا أن أقدم وأوجه إلى نفسي المقصرة أولا ثم إليك ثانيا نصيحة سائلا المولى -جل وعلا- أن تجد منك أذنا صاغية وقلبا واعيا يتقبلها ويعفو عن التقصير ،والله المستعان. فأنصح نفسي المقصرة،وإياك بما قال ربنا-تبارك وتعالى-:"ولقد وصينا الذين أوتوا الكتاب من قبلكم وإياكم أن اتقوا الله"(النساء:131). وقوله تعالى:"شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين و لا تتفرقوا فيه"(الشورى:13). وما ثبت عند مسلم من حديث سفيان بن عبد الله الثقفي قال:"قلت:يارسول الله،قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه أحدا بعدك ،قال صلى الله عليه وسلم:قل :آمنت بالله ثم استقم". قال القاضي عياض-رحمه الله-:"هذا من جوامع كلمه صلى الله عليه وسلم وهو مطابق لقوله تعالى:"إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا"(الأحقاف:13).أي:وحدو ا الله وآمنوا به"ثم استقاموا".فلم يحيدوا عن التوحيد والتزموا طاعته سبحانه وتعالى إلى أن توفوا على ذلك. وأنصحك أيضا بما قال الإمام الأوزاعي-رحمه الله-حيث قال"عليك بآثار من سلف وإن رفضك الناس،وإياك وآراء الرجال وإن زخرفوا لك بالقول" واحذر أخي-حفظك الله-من مجالسة أهل البدع فقد نهى السلف عن ذلك. قال الإمام أبو عبد الله الملائي-رحمه الله-:"لا تجالسوا أصحاب الأهواء فإنهم يمرضون القلوب". وعليك بمجالسة أهل العلم من أهل السنة السلفيين،ولقد أحسن من قال:"من جالس جانس". هذا آخر ما تيسر جمعه في هذه العجالة،سائلا المولى-جل وعلا-أن يجعله خاصا لوجهه الكريم،موافقا لسنة نبيه صلى الله عليه وسلم،وأن ينفع به كاتبه وناظره،فهو حسبنا ونعم الوكيل. والحمد لله رب العالمين (انتهى كلام الشيخ _من الصفحة30إلى الصفحة45-) |
جزاك الله خيرا ...
|
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 05:03 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي