وعاش طريقَهم في الدرب قومٌ **** جحافلةٌ بِهم دِيني تَسامى
فذاك ابنُ الأمير فلا تسلْني ***** عن الشِّعر العظيم إذا ترامى
وجئتُ لعصرنا لأبثَّ شِّعراً **** فهل في الشِّعر من أمسى إِماما؟
فما اكتحلتْ عيونٌ منْذُ دَهْرٍ **** بشاعر سُنةٍ يـمضي أماما
فكمْ شخصٍ تحدَّر من عُلُوٍّ **** فليس بثابتٍ قل لي علاما؟
أحمد المعلم
فذاك ابنُ المعلم كم تدلَّـى **** بأبياتٍ جيادٍ واستهاما
ويـمدحُ سنةَ المعصومِ جهراً **** ويعليها ويرفعُها مقاما
وآخر قوله : إني بـريءٌ **** من الأبيات لن ألقيْ كلاما
محمد المهدي
وذا المهديُّ كمْ أمسى رهيناً ****حبيسَ الشِّعر يرسِلهُ قَتاما
له قولٌ بليغٌ ذو لسان ٍ *****عليمٍ مُصْلَتٍ يبدو سِهاما
فكم طَعَنَ المشايخ حين غدْرٍ ****أليس الطَّعنُ في ديني حراما؟
فَيَلْمِزُ مُقْبِلاً بغليظ قولٍ ****وليس بتاركٍ شيخيْ الإماما
وذا عبد العزيز أتَتْ سهامٌ**** لتجعـلَهُ رمـاداً أو رُكاما
فلما كان قولُكَ قَوْلَ إثم ٍ**** تَهدَّمَ صرْحُه وغدا حُطاما
وعاد الشِّعر مخسوءاً ذميماً ****ليضْربَ وجْـهَ قائِلهِ قَتاما
وعاش الكلُّ مرفوعاً كريماً ****وبات الذُّلُّ يكسوكم ظلاما
أيا مهدي كمْ كُتِبتْ مئاتٌ ****من الأبيات بل صارتْ سِهاما
وقد جَمَعتْ من الأفكار حتى**** تلبَّد جمـْعُها وغدا غماما
فأمطَرَتِ الغمامُ بلا رُعودٍ ****روائح زَحزَحتْ عنك اللِّثاما
فلو جرَّعْتَ شيطاناً مريداً**** بذي الأفكار لم يَقْبَلْ طَعاما
وسوف تراه قد ألقاه قيئاً**** وقال : نذرْتُ للمولى صياما
فهل بالشِّعر يا مهديُّ تُزري**** بأمَّتنا وتمتدح اللِّئاما؟
فليس الشِّعر بالأوزانِ لكنْ**** جميلُ الشِّعر مَنْ مدحَ الكراما
وليس الشِّعر أغنيةً بِلَيلى**** ولكنْ منهجٌ يعلو مقاما
فكلُّ الشرِّ في حزْبٍ مِقيتٍ**** وتخطيطٍ خفيٍّ قد تَعامى
تَهافَتَ في التحزُّب غيرُ شخصٍ ****وذا المهديُّ أولُهم زِحاما
أما قد كنتَ يا مهديُّ دهراً ****مليءَ الكفِّ من علْم تسامى
ففي يُسْراك شرحٌ للبخاري ****وذي اليمنى تردُّ بها السلاما
وتحملُ تارةً في الإبْط كُتْباً ****وهاك جعلتَها صُحُفاً رُكاما
جعلْتَ جرائداً في البيت زاداً ****وجمـْعُ المال حقٌّ لليتامى
وتُخفي تـحتَه نَهجاً دفيناً ****نصَبْتَ له المنازل والخياما
عبد الله الحاشدي
وذاك الحاشديُّ غدا قتـيلاً ****لحزبٍ بعدما صار الإماما
فكمْ للبيهقيِّ رفعْتَ رأسـاً ****بتحقيقٍ تُعِزُّ به الأناما
فجاءك شيخُنا يحبوك مدْحـاً**** بِتَقدمةٍ ويُعليكم مقاما
وبعد ثنائه ومديـحٍ قولٍ ****وكنتَ رديفَه عاماً فعاما
أتاك الحزبُ في صُوَرٍ حِسَانٍ**** وأموالٍ فألقيتَ الحساما
وأظهرْتَ الوِدادَ لما أرادوا**** فغاب البدْر حين بدا تماما
عبد المجيد الريمي
وذا الريميُّ قد أبدْى وِداداً**** لأهل الحق حين أتى غلاما
وبعد لقائه القرنيَّ يوماً**** بأمريكا فقد أَرْخى الخِطاما
فعادَ منظماً يدعو رُوَيَداً**** ويُظهر فكره عاماً فعاما
فذاك الانتخابُ به اجتهادٌ**** ويبدو الطعن في شيخي سهاما
فذلك مقبلٌ مأفونُ شَعْبٍ**** سيُسألُ عن مقالته لزاما
ويمدح منهجَ الإخوانِ جهراً**** يعودهمُ إذا وجدوا زُكاما
عبد الله الأهدل
وذاك الأهدليُّ أتى قريباً**** لينشُرَ منهجاً حتى يُقاما
فكان بمكةٍ يُزْجي نشيداً**** وبين ربوعنا كشَف اللِّثاما
فكم من منشدٍ جعلوه شيخاً**** ليرمي في مشايخنا السهاما
محـمد البيضاني
وذاك محمدٌ صهرٌ قريبٌ ****مِن البيضا به نَلقى السِّقاما
تشبَّعَ بالتحزُّبِ كُلَّ يومٍ**** يناصره وقدْ قادَ الزماما
فقد جعلوه يطْعن خير شيخٍ**** بِهذي الأرض إذ صار الإماما
ويكتُبُ فيه تأليفًا شنيعاً ****أليس كتابهُ هذا حراما
بلىَ والله إن به حراماً**** سيظهر حينما يلقى الزِّحاما
عقيل المقطري
وذاك المقطريُّ فلا تسلْني**** عن التَّحقيق إذْ كان الهُماما
فذاك الصارمُ المنكيُّ أمسى ****قريرَ العين فوَّاحَ الخزامى
ألا يا مقطريُّ فأينَ عقلٌ**** يعودُ بكم إلى نَهجٍ ترامى؟
علومٍ زهرُها قد فاحَ مِسْكاً**** وخِلانٍ بِهم تلقى النَّشامى
تُقدِّمُ مجْلِساً للحزب يوماً ****على الدرس الذي حقا ًتسامى
لقد جعلوك جوَّالاً حثيثاً **** تجوبُ الأرضُ هل قلتُم علاما؟
عبد الله الحميري
وذاك الحميريُّ بدا ذكياً**** وقد ألقى على شيخي الوساما
له شعرٌ رقيقٌ ذو طباعٍ**** تعالت ْ في الأُلى تجلو الظلاما
رأيتك يا ابنَ غالبَ ذا بيانٍ ****كشفْتَ به المحلَّلَ والحراما
ولم تَلبْثْ بأن أغراك حزبٌ**** بأموالٍ فأرخَيْتَ اللِّجَاما
وضاع العلْمُ واستبدلتَ جهلاً ****كذاك العقلُ ولَّـى ما استقاما
فجاءك شيخُنا يحبوكَ نُصْحاً**** بقمْعِ معاندٍ نصَحَ الأناما
وكان بردِّه رفقٌ عظيمٌ**** وإشفاقٌ بمن عقَّ الكراما
يسلِّي نفسَه بصنيعِ قومٍ**** تولوَّا حسْبهم سَلُّوا الحساما
فذا السُّبُكيُّ أولُهم طِعاناً**** بشيخ حافظٍ كان الإماما
هو الذهبيُّ كالذَّهبِ المصَّفى**** ويُطعَنُ بعد ما أمسى عظاما
فلم تقبلْ لشيخِك أيَّ نُصْحٍ ****وعِشتَ مضيَّعاً تقْفُو اللِّئاما
تحذير
رأيتَ الشِّعْرَ مِقْداماً أبـياًّ**** يَكِرُّ على التحزُّب ما استقاما
وقد أرْخَى العِنَان فلا تسلني**** بسُرْعته إذا وجد انقساما
سمعتُ صهيلَه يسمو عُلُواً ****فقمْتُ أجرُّ للخْلفِ اللِّجاما
فناداني بحمحمةٍ وصوتٍ ****وقد سمع الأوامرَ والكلاما
وإذ في وجهه جُرحٌ عميقٌ**** يترجمه بصوتٍ قد تنامى
فذي الفرقانُ قد صارتْ لفيفاً ****من التجريحِ لم تُبقِ الكراما
جريدةُ فُرْقةٍ لا خيرَ فيها**** تفرِّقنا وتطعنُنا نياما
تنالُ من الكواكب في سماءٍ **** ليخفى نورُها في الأرض عاما
فقُلْ : هيهاتَ أن يصلوا نجوماً **** فشمْسُ الخير تجعلُهم رُكاما
ألا يا شِعْرُ سدِّدْ كلَّ سهمٍ**** إلى من عاش حزبيًّا وهاما
سيظْهرُ كُلُّ حقٍّ في زمان ٍ**** ومَنْ للحزب قد صاروا ندامى
خـــاتمــــة
إليكَ مشايخاً في الأرض عَزُّوا**** بنصرةِ سنةٍ جمَعوا الأناما
بلادُ الشام قد أمستْ عروساً **** مجمَّلةً بأعْطار الخُزامى
فناصر ديننا أعني ابنَ نوحٍ**** تَهلَّلَ باسماً يُلقي السَّلاما
وفي أرض الحجازِ ترى ابنَ بازٍ**** وقد حازَ المهابةَ واستقاما
وذا الفوزان فاز بكلِّ دربٍ**** رشيدٍ يجعل الباغي حطاما
كذا النجميُّ نجمٌ قد تبدَّى ****فيجلو نورُهُ ذاك الظلاما
وعاشتْ يثربٌ تزداد أُنْساً **** فإن ربيعها للخير راما
وذاك الوادعيُّ بأرض قومي**** قويُّ الجأش يزدادُ اقتحاما
فذي دماجُ قد صارت مَعيناً**** لتروي كُلَّ عَطْشانٍ أقاما
وذاك العبدلُّي لقد تسامى **** وفي أرض الحديدة قد ترامى
ومعْهدُ مَفْرق أمسى عظيماً **** فذا البرعيُّ قاد به الزماما
ومعْهدُ معبرٍ أضحى شديداً **** على الأحزاب أبقاهم ندامى
فإن به أبا نصر ومن لي **** بِهمَّته إذا وجَدَ الكراما؟
وصلى الله ما لاحتْ نجومٌ **** على مَنْ عاشَ يحدونا السلاما