فالدمع فيه على الخدين قد وكفا
رزء أصيب به الإسلام قاطبة**
كادت تفتت من أكباد ما اكتنفا
في كل وقت ترى الأخيار قد ذهبت**
لا خير في العيش لي حتى وإن عطفا
حبر فحبر كنظم سلكه قطعت**
إذا تبين بدر قيل قد كسفا
هم أعين الدين والإسلام إن ذهبت**
تلك العيون ترى كل الضيا سرفا
اليوم حقا فقدنا للهدى علما**
اليوم حقا فقدنا الزهد والشرفا
بقيت عنيزة دهرا وهي رافعة**
لواء فخر له كل الورى عرفا
ظلت به العرب دهرا وهي فاخرة**
واليوم أضحت تعزى فيه واأسفا
فذي تصانيفه قد قام قائمها**
يدعو العباد عليها الكل قد عكفا
لهفي عليه فجودي مقلتي ببكا**
واستبدلي بدم دمعا لك وكفا
فإن تجودي بدمع كان مدخرا**
وخددي لخد ما قمتي له بوفا
لهفي بذا العام قد حقا لعزاء لنا**
في فادح لو أصاب الطود لارتجفا
مات الذي إن يخض في النحو لجته**
قال ابن مالك ما أبديته طرفا
وإن يوضح لتوضيح ومشكلة**
فتى خوارزم يخفي عندما وصفا
فالله يلهمنا صبرا فقد عظمت**
مصيبة أثقلت في حملها الكتفا
والله يجزيه عن إحسانه حسنا**
والله يسكنه في جنة غرقا
........................
نقلا عن رسالة التعليق وكشف النقاب
على نظم قواعد الأعراب للإمام السعدي رحمه الله
محمد بن سليمان بن عبد العزيز آل بسام
المدرس في المسجد الحرام سابقا