أم جمانة السلفية |
04-13-2013 01:44 PM |
"نتعاون فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه "فهذه القاعدة ليست قاعدة ذهبية ! ، ولعلك تسميها قاعدة خشبية!!
|
|
|
|
بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين.
"نتعاون فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه " قاعدة يدعو إليها الكثير لتوحيد الصفوف بزعمهم و الإعذار بين المسلمين و التعاون فيما بينهم
فهل هذه القاعدة صحيحة و هل هى قاعدة ذهبية كما يدعى البعض؟
سئل العلامة الفقيه محمد بن صالح العثيمين كما في http://www.almanhaj.com/vb/images/smilies/start.gif لقاء الباب المفتوح http://www.almanhaj.com/vb/images/smilies/end.gif :
ما رأيك في القاعدة الذهبية "نتعاون فيما اتفقنا فيه ويعذر بعضنا بعضا فيما اختلفنا فيه " ؟ وهل نعذر الشيعة والمرجئة ؟
الجواب:
( هذه القاعدة الذهبية ليست قاعدة ذهبية! ، ولا يصلح أن تكون قاعدة! ، فما اتفقنا فيه فهو من نعمة الله عزوجل ،والاتفاق خير من الاختلاف، وما اختلفنا فيه ، فقد يعذر فيه المخالف ، وقد لا يعذر ، فإذا كان الاختلاف في أمر يسوغ فيه الاختلاف ، فهذا لا بأس به ، وما زال الأئمة يختلفون ، فالإمام أحمد ومالك والشافعي وأبو حنيفة كلهم يختلفون ، وأما إذا كان الخلاف لا يعذر فيه كالخلاف في العقائد ! ، فإنه لا يعذر بعضنا بعضا ، بل الواجب الرجوع إلى ما دل عليه الكتاب والسنة ، فعلى المرجئة وعلى الشيعة وعلى كل مبتدع أن يرجع إلى الكتاب والسنة ، (ولا يعذر ، فهذه القاعدة ليست قاعدة ذهبية ! ، ولعلك تسميها قاعدة خشبية!! )
انتهى كلامه - رحمه الله تعالى - .
سُئِلَ معالي الشَّيخ الدُّكتور / صالح بن فوزان بن عبد الله الفوزان (عضو هيئة كبار العُلماء) ـ حَفِظَهُ اللهُ تَعَالَى ـ:
... هَذا يقولُ: نسمعُ كثيرًا مقولة تقول: «يعذر بعضنا بعضًا فيما اِختلفنا فيه، ونجتمع فيما اِتَّفقنا عليه»، والقائِلونَ بهذهِ العِبارة يقولون: "لا تردُّون على العُلماء الَّذين يخطئون خطأً بسيطًا ولا تُصدِّعون الصَّف؛ ويدعون إلى وحدة الصَّف"، أرجو مِنْ فضيلتكم البيان الشَّافي فِي تفسير هَذه الكلمة؟
فأجابَ: هذهِ القاعدة تُفرِّق الصَّف ما هي تجمع الصَّف؛ لأنَّ كوننا ما نرم الجرح على الفساد؛ لا يصلح هذا، ما هو بعلاج.
العلاج: أنْ نبيِّن خطأ المُخطئ وصواب المُصيب، ونردَّ على الشُّبهات حتَّى يتَّحِدَ الصَّفَّ على الحقِّ، ما ينفع الاِجتماع مع وُجود الاِختلاف في العقائد؛ والاِختلاف فِي المذاهب والأفكار، ما ينفع هذا، هذا ﴿تَحْسَبُهُمْ جَمِيعًا وَقُلُوبُهُمْ شَتَّى﴾ ﴿الحشر: 14﴾.
فلا بدَّ مِنْ اِجتماع الكلمة على الحقِّ، ولا بدَّ أنْ نُبيِّن، ولا يعذر بعضنا بعضًا فيما اِختلفنا فيه، بَلْ نُبيِّن الخطأ مِنَ الصَّواب، ويرجع المُخطئ إلى الصَّواب، والمُصيب يحمد الله، ويسألهُ الثَّبات، لا بدَّ مِنْ هذا، هذا هو العلاج.
أمَّا أنَّنا نرمَّ الجرح على فساد كما يقولُ الشَّاعر: إذَا مَا الْجُرحُ رُمَّ عَلَى فَسادٍ °° تَبيَّنَ فيهِ إهْمالِ الطَّبيبِ.
فلا بدَّ أنْ نُبيِّن ما يضرَّ المسلمين، والأفكار المُنحرفة، والأفكار الضَّالَّة، ونحثَّ على الاِجتماع على الحقِّ، وعلى الكتاب والسُّنَّة، لأنَّهُ ما يُمكن أنْ يجتمع المسلمين على غير هذا. قالَ اللهُ جَلَّ وَعَلَا لِنَبيِّه: ﴿هُوَ الَّذِيَ أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ * وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنفَقْتَ مَا فِي الأَرْضِ جَمِيعاً مَّا أَلَّفَتْ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَـكِنَّ اللّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ﴾ ﴿الأنفال: 62، 63﴾.
ولا يُؤلِّف بين المسلمين إلَّا الاِجتماع على الكتاب والسُّنَّة، وعلى التَّوحيد والعقيدة الصَّحيحة.
أمَّا أنَّنا نجمع المُبتدع معَ السُّنِّيِّ معَ الشِّيعيِّ معَ القبوريِّ معَ المُبتدع لا يصلح هذا، هذا تجميع وليسَ علاجًا، فعلينا الاِجتماع على الحقِّ ولو كانَ أهله قليلين، فإنَّ فيه الخير وفيه البركة، فأوَّلُ ما بدأ الإسْلام غريبًا وسيعودُ غريبًا كما بدأ، كما أخبرَ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فالعبرة ليست بالكثرة والتَّجمُّع، العبرة بالحقيقة والصَّحيح، ولو كانَ أهل الحقِّ قليلين فإنَّ فيهم الخير وفيهم البركة. نعم.اهـ.
مِنْ محاضرةٍ بعنوان:
«الفئة الضَّالَّة ومنهجها» م ن ق و ل غفر الله لصاحبة المقال
|
|
|
|
|
|