الشاعر أبو رواحة الموري |
03-27-2009 06:59 PM |
شامة في جبين التا ريخ
1 مرفق
شامةٌ في جبين التـاريخ
 |
|
 |
|
شـمـس الـعـلـوم علـى البسيطة تسطع *** تَــهــدي الأنــام ولـلـجـهـالة تقـمـع
كــنا نــعـيـش بـِهـا وفـي أكـنـافــها *** حــتــي أتـى خــطـــْبٌ عظـيم مـفــزع
أن ابـن هــادي قــد تــفــاقــم داؤه *** بل سار لـيلاً نـحــو صــنــعا يــسـرع
فـإذا بـشـمـس الـعـلم يخفـت نور ها *** فـي أرض دمــاجٍ فــخــاف الـــركَّــع
وهــنـاك خـيَّـم فـي ربـا هـا حز نـنا *** واشـتـد كـربـي حـيـن يـدنـو المضجـع
فمـضــيـت أسـأل أيـن شـيـخ بـلا دنـا *** أيـن الــذي يـدعـو الـقلوب فـتخـشـع؟
أيــن الـذي كـانــت مــجـالـس درسـه *** عــطـراً يــفــوح ومــســكه يـتـضوَّع؟
أيـن الــذي كــانــت بـه أنــفــاســنـا *** تــزكــو إذا غــاب الـربـيـع الُـمـمـْرِع؟
ذاك أيـن هــادي إن تــحــدَّث مـــرة *** فـــنـــودُّ أن حــديـثــه لايــُقــطــع
وهنا أجابـونـي وفـي كـلـمـاِتــهــم *** أمـر عـجـــيـب والــحـقــيقـة أوسـع
أن ابـن هـادي صـار يــدعـو جـهـرة ***فـي أرض صــنـعـا حـيـن طـاب المـشْرع
ويـــصــيِّـرنْ دور الــعــلاج لِــضــرُهِّ*** دوراً لذا التـعلـيـم فـــيـهـا يـنـفــع
أر حـلـتَ مـن أجـل الـدواء لـضـركـم *** أم كي تـقـود لـنـا الـقــلـوب وتـجـمـع ؟
حتـى مضت تلـك الـجـمـوع غـفــيـرة ً *** كـيــمـا تــشــاهــد شـخـصـكم وتجمعوا
من كـل فــج أقــبــلـوا فــعـقــولـهـم*** مــشــدوهـةٌ وقــلــوبُـهــم تـتــقــطَّــع
فــإذا رأوك تــبــددت حــســـراتُـهـم *** وتــلـذذوا بـلــقــائــكــم واســتـمـتعـوا
وهــنـا أقـلِّـب لـلـقــصــيـد دفــاتـري *** مــتـرسٍِّــلاً وشــتـاتَ فــكــري أجـمــع
وأقـول:إنـك يـا ابـن هــادي شــامــةٌ *** فـي غــرة الــتــاريــخ أنــت المــرجـــع
وأنا أقــلِّب فـي الــورى صــفــحـاتــه *** فـإذا لـصــفــحـتـكــم بــيـاض يـنــصــع
مـن ذلـك الـرجـل الـعـظــيــم فـقَـدرُه *** فــوق الـولاة ولــيــس فــيـهــم يـطــمع
لـو كـان يـبـغـي فـي الـولاية مــنـزلاً *** مـــافـــات ذاك إذا تَـــحــرََّك أصـــبـــع
لـكـنــه يــرجــو بـــجــنــة ربـه *** داراً عـــظـــيـــمـــاً إن ذلـــك أرفـــع
حـتـي أتـى أهـل الزعـامــات التـي *** خَـشَـعــتْ لـه أربـاُبـهــا وتـخشََّـعـوا
وهـتـاك يـلـقـي بـالـنـصيحة شامـخًا *** في رفعة والقِـمْـش يــصـغــي يــســمــع
ويجـبيء مـن أهـل الـعـمـائــم زمـرةٌ *** مـمن لـهـم فـي ذا الــتــحــزب مــرتــع
فـهـنـاك مـن يـرجـو شفـاكـم رافـعًـا *** كــفَّـــيــه يـــدعـــو ربــه يــتـضـرع
وهناك من عرف الحـقـيـقـة حـســبـه *** فـي الاعـتــراف بـأن عــيـنـاً تـدمـع
لكنهم منعتـهـمــو الــدنــيــا فــمــن *** سـلــك الــتــحــزب غــالــبــا لا يرجع
وأتيتَ حـقًــا جـامــع الـخـــير الـذي *** سنــن الـهــدى تـعــلــو بـه بـل تـرفــع
فلذاك أقـبـل نـحــوكــم طــلابُــكــم *** مــن كـــل صـــوب نــِعــمَ ذاك المـــوقــع
فـأخـذت تـنـشـر مــن لآلـئ درسـكـم ***دررًا فـهـل فـي عـلــمــكــم مـن يـشـبـع
ذكرتنا عـصر الأئــمــة قــبــلــكـم *** مـمـن لــهــم فــي الــعــلــم شــأن أرفــع
كـابـن المـبـارك أوكـسـفـيـان الــذي *** وافـي ابـنَ راشــد دعــوةً فـتـجـمـعـوا
نـشـر الـثـلاثة لـلـهـدى فـي أرضـنـا *** فـــإذا ابــن هــادي لــلـثــلاثــة مَــرْبَــع
حـتـى أتـي أهـل الـصـحافـة جـهـرةً *** مـسـتـفـــهـمـيــن وكــم جــوابـك مـقـنِـع
لا لـم تــخــف فـي الله لــومــة لائـمٍ *** فــنـصــحــتـهـم بـالحـــق لا تــتــزعـزع
كـــان الـقــــراربــــأن دارعلاجـكـم *** ألــمـانــيــا والأمــرحـــقــــأمـــفــــجــع
فإذا به يـأتـي الــقــرارُ بــأنـكـم *** ســتــغــادرون إلـى الـريــاض وتــرجــع
سبحان ربـك كـيـف شـاء بــأنــكــم *** تــتــوجَّــهــون لمــكــةٍ فـلــتـــســرعـوا
فاشرب بِها من ماء زمــزم شــربــةً *** كــم عـشْــتَ دهــراً تـشـتـهـيـه وتـطـمـع
بـالبـيـت فـلـتـكـثِـر طــوافًــا إنــه *** هــدْي الـــرسـول وشــكـر ربــك أنــفـــع
بـل ســار فــي مـنـوالــه أبـــنــاؤه *** مــمــن لــهــم أســـمــى المــقـــام وأرفــع
نصروا بِهـذا العــصــر شــرع إلـهنا *** والــعــالمِــيــن بــه ومــن قـــد يــنـــفــع
عـلَّـمـتَـــنـا شــيــخَ المـكـارم أنــنــا *** نـشــدو بــمــن يـلــقـي الـجــمـيل ونرْفع
نـجـزي أولـي الإحسـان إحساناً فهل *** نـوفـيـهـم فــي الـفــضــل مـاقـد وقََّـعـوا؟
ولـقـد نـزلـتَ بـدار عـالــم عـصـرنا *** بـالـجـرح والـتـعـديـل لا يـتضعــضع
أعـنـي ابـن هـادي يـاابـن هادي إنه *** أضــحـى ربــيـعـاً فـي لـقـائـك يُمـْرِع
حـيـاكــمــا الــرحــمــن مـاآواكـمـا *** دار بِــهــا هــدْي الــنـبـي المــرْجـع
ثــم الـصـلاة عـلـى الأمـيــن مـحـمـد *** مـن سـوف يـأتـي فـي القـيـامة يشفع |
|
 |
|
 |
حرِّرت في الساعة العاشرة والنصف
من مساء يوم الإثنين الموافق لليوم
الرابع والعشرين من شهر شعبان لعام 1421 هـ
المملكة العربية السعودية
مكة المكرمة ــــ جبل السودان
بقلم الشاعر/
أبي رواحة عبد الله بن عيسى الموري
وفقه الله
شَامَةٌ في جَبينِ التَّاريخِ
بصوت الشاعر
أبي رواحة
عبد الله بن عيسى الموري
" يحكي فيها الشاعر الرحلة العلاجية للإمام الوادعي رحمه الله أثناء مرضه وقبل وفاته رحمه الله"
يمكنك تحميلها من المرفقات
|