مرثية متمم بن نويرة اليربوعي في أخيه مالك
مرثية متمم بن نويرة اليربوعي في أخيه مالك لَعَمْري، وما دهـري بتأبِينِ مَالكٍ * * * وَلاَ جَـزِعاً مِمـّا أَصَـابَ ، فَأوْجَعَا لَقَـدْ غَيَّبَ المِنْهَالُ تَحْـتَ رِدَائِهِ * * * فَـتىً كَانَ مِبْطَانَ العَشِيّـاتِ أَرْوَعَا وَلاَ بَرَماً تُهْدي النّساءُ لِعِـرْسِهِ * * * إذا القَشْـعُ منْ رِيـحِ الشتاءِ تَقَعْقَعَا لَبِيباً أَعَانَ اللُّـبَّ مِنْـهُ سَمَاحَةٌ * * * خَصيباً ، إذا ما راكَبَ الجَدْبَ أَوْضَعَا أَغَرَّ كَنَصْلِ السّيْفِ يَهْتَزّ للنّدى * * * إذا لم يَجِدْ عِنْد َ امْرِىء السَّوْءِ مَطْمعا إذا اجتزَأَ القَوْمُ القِدَاحَ ، وَأُوقِدَتْ * * * لَهُـمْ نَارُ أَيْسَارٍ كَفَى مِـنْ تَضجّعا وَيَوْماً إذا ما كظّكَ الخَصْمُ إن يَكُنْ * * * نَصـِيرَكَ مِنْهُمْ ، لا تَكُنْ أَنْتَ أَضْـرَعَا بِمَثْني الأيادي ثُمّ لَمْ تُلْفِ مَالِكاً * * * لَدَى القُـرْبِ يَحْمِي لَحْمَـهُ أَن يُمَزَّعَا فَعَيَنيَ جُـودِي بالدّمـوعِ لمالكٍ * * * إذا أَرْدَتْ الـرِّيحُ الكَنِيفَ المُـرَفَّعا وللشَّـربِ ، فابْكي مالكاً ولبُهمة ٍ* * * شـديـدٍ نـواحيهِ على مَنْ تَشَجّعَا وَللضّيْفِ إنْ أَزْجَى طُرُوقاً بَعِيرَهُ * * * وعـانٍ ثَـوَى فـي القِدّ حتى تَكَنّعَا وَأَرْمَلَةٍ تُسْعـى بِأَشْعَـثَ مُحْثَـلٍ * * * كَفَـرْخ الحُبارَى رَأْسُـه قـد تَصَوّعا فَتىً كَانَ مِخْذاماً إلى الرَّوعِ ركضُهُ * * * سـريعاً إلى الـدّاعي إذا هُـوَ أَفزَعا وَمَا كان وَقَّافاً، إذا الخَيْلُ أَحجَمَتْ * * * وَلاَ طائِشـا ً عِنْـدَ اللّقـاءِ مُـرَوَّعا وَلاَ بكَهامٍ ناكـلٍ عَـنْ عَـدُوّه * * * إذا هُـوَ لاقَـى حاسـراً ومُقَنَّعـا إذا ضَرّسَ الغَزْوُ الرّجالَ، وَجَدْتُهُ * * * أَخا الحَرْبِ صَدْقاً فـي اللّقاء سَمَيْذعا وَإنْ تَلْقَهُ في الشَّرْبِ لا تَلْقَ فاحشاً * * * على الشُّـرب ، ذا قاذورة ٍ متـزبعا أَبَى الصَّـبرَ آياتٌ أَرَاهـا ، وإنّني * * * أَرى كلَّ حَبْـلٍ بعـدَ حَبْلِكَ أقطعـا وإني مَتَى ما أَدْعُ باسمِكَ لا تُجِبْ * * * وَكُنْتَ حَـرِيّاً أن تُجيـبَ ، وَتَسْمَعَا أَقُـولُ ، وقد طارَ السنا في رَبابه * * * بِجَـوْنٍ تَسُـحّ الماءَ حـتى تريَّعا سَقَى اللَّهُ أرضا ً حلّها قـبرُ مالكٍ * * * ذِهابَ الغَـوادي المُـدْجِناتِ فَأمْرَعا وآثَـرَ سَيْـلَ الـوادِيَيْنِ بِديمة * * * تُـرَشِّـحُ وَسْمِيّاً منَ النَبْتِ خِروَعا تَحِيّتُـهُ مِنّـي ، وإنْ كَانَ نَائِياً * * * وَأَمْسـى تُـراباً فَـوْقَهُ الأرضُ بلْقَعا فإنْ تَكُـنِ الأيـامُ فَـرّقْنَ بَيْنَنا * * * لقدْ بانَ مَحْمُـوداً أخي، يـومَ وَدّعا وعِشْنا بخـيرٍ فـي الحياةِ ، وقبلَنا * * * أصَابَ المَنَايا رَهْـطَ كِسْـرى ، وَتُبّعَا وَكُنّا كَنَـدْمَانيَ جَـذِيمَةَ حِـقْبَةً * * * من الـدّهْـرِ ، حتى قيلَ لن يَتَصَدّعا فَلَمّـا تَفـرّقْنا كأني ّ ومـالِكاً * * * لطـول اجتماعٍ ، لم نَبِتْ ليلةً مَعَا فـتىً كانَ أَحْيَا مـن فَتاةٍ حَييّةٍ * * * وأشجَـعَ مـنْ لَيْثٍ إذا مـا تمنّعا تَقُولُ ابْنَةُ العَمرِيّ : مَا لَكَ بَعْدَما * * * أَرَاكَ قـديماً ناعـمَ الـوَجْهِ أَفـرعا فقلت لها:طولُ الأسى ، إذ سألتِني * * * ولـوعةُ حُـزْنٍ تترك الوجةَ أسفعا وفقـدُ بني أمٍّ تولَّوا ، فلم أكُن * * * خِلافَهُـم أن أَسْتَـكِيْنَ ، فأخضَعا ولكنّني أمضي على ذاكَ مُقدِماً * * * إذا بَعضُ مَن يلقى الخطوبَ تضعضعا قَعِيـدَكِ أن لا تُسمعيني مَلامَةً * * * ولا تَنكَئـي قَـرح الفـؤادِ فييجعا وَحَسْبُكِ أني قد جَهِدْتُ،فلم أجِد * * * بـكفِّـيَ عنـه للمَنيّـةِ مـدفَعا وَمَا وَجْـدُ آظْآرٍ ثـلاثٍ روائمٍ * * * رَأَيْنَ مَجَـرّاً مـن حُـوارٍ ومصرعا فَذَكّرْنَ ذا البَثّ الحَزِينِ بشَجْوِه * * * إذا حنّـتِ الأولى ، سجَعْنَ لها مَعَا إذا شَارِفٌ مِنْهُنّ حَنّتْ فَرَجّعَتْ * * * مِنَ الليل أبكَى شجْوُها البَرْكَ أجمعَا بِأَوْجَد مِنّي ، يَوْمَ فَارَقْتُ مالِكاً * * * وَقَامَ بِهِ النّاعي الـرّفيعُ ، فأسْمعا وإنّي وإنْ هَأزَلْتِني قـدْ أَصَابَني * * * مِنَ الـرُّزْءِ ما يُبكي الحزينَ المُفجَّعا وَلَسْتُ إذا ما الدهرُ أَحدَثَ نَكْبَةً * * * بِأَلْـوَثَ زِوّارِ القـرائبِ ، أخضَعا وَلاَ فَرِحاً ، إن كُنْتُ يَوْماً بِغِبْطةٍ * * * ولا جَـزِعاً، إن نابَ دَهرٌ ، فأضْلعا وَقَد غَالَني ما غَال قيْساً ومالِكاً * * * وعمـراً وجَـزءاً بالمشقَّـرِ أجمعا ولَوْ أَنّ ما ألقَى أصابَ مُتالعاً * * * أو الرُّكنَ مِنْ سلمى إذن لَتَضعضَعا جمهرة أشعار العرب - (1 / 74) |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 07:57 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي