الأدب الإصلاحي وإصلاح الأدب
الحمد لله الذي أدب رسوله بأحسن الآداب ؛ وقال في المنزل من الكتاب :"كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا آياته وليتذكر أولوا الألباب" ؛ وأفضل صلاة وأتم سلام على المبعوث بين يدي الساعة ؛ وآله الغر الميامين والتابعين لدرب الأبرار الأحبة الأصحاب ؛ صلاة ربي وسلامه عليهم ماجن ليل وأضاء نور ومر سحاب ؛ وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة لا شك فيها ولا ارتياب ؛ وأشهد أن محمدا عبده ورسوله نعم العبد إنه أواب. وبعد : فإنني أتوجه إلى إخواني طلبة العلم في هذا المنتدى الطيب ؛ وإلى المشايخ الأفاضل ؛ وعلى رأسهم المشرف العام ؛ فأطرح فكرة لطالما راودتني كلما قرأت كتابا أو مقالا في الأدب لأحد الأفذاذ من علماء الأمة المتقدمين ؛ ومن سار على ركبهم من تلك الكوكبة التي تألقت في بدايات القرن الماضي مستمرة في العطاء والتوارث أكثر من ثلاثة أجيال متتابعة ؛ ثم حصل ركود وبعد عن مراتع الأدب الخالص ؛ فأصبحنا لا نرى ولا نقرأ إلا كتابات سمجة المعاني ركيكة المباني ؛ وأهم من كل ذلك اضمحلال الحلة التي كان الواجب الحفاظ عليها وقصدي تلك الحلة الإصلاحية التي تحلى بها أدب أسلافنا وسلموها لنا خالصة نقية ؛ فكم أصلح الله بهم من قلوب مريضة ؛ وكم من شرور صدوا وكم من هجمات كسروا كانت تريد الإسلام وأهله في مقتل ؛ فخلف خلف ما كانوا ولن يكون مثلهم خلفا منصوبا في نحور الأعداء بل هو خلف ساكن سكون الداء في حلق طالب الدواء اللائذ إلى النار من الرمضاء. فلكل هذا ومساندة لمن لا زالوا قائمين على هذا الثغر العظيم حماية للغة الوحي من أيدي العابثين وقطعا للطريق على المكرة المتلاعبين ؛ وما أقل هذه الثلة في ذا الزمان ؛ والذي كثر فيه أدعياء الأدب وهم عنه في منأى ؛ فأكثروا اللغو وهم يحسبونه أدبا والله أعلم بقصدهم ومراميهم والتي لا تبشر مقدماتها بخير . فهذا نداء واستغاثة لأهل النصح والغيرة أن هبوا لنصرة الأدب الراقي وإزالة حلته المهترئة حتى يظهر رونقه ويزول ما كسته الأيدي الأثيمة من ألوان باهتة قاتمة لا تدل ولو على معشار حسنه وبهي محياه . وقد خطرت لي خاطرة فكرت فيها كثيرا قبل طرحها فوجدتها أهلا للبوح بها عسى أن تلقى أذنا صاغية وتلك التي لا نعدم وجودها في أهل الفضل والحمد لله ؛ وتلك الخاطرة كانت خلاصتها فتح منبر أو منتدى أو أي مشروع علمي تتكاثف فيه الأيدي السلفية لتلافي الخرق قبل اتساعه وإدراك من بقي من المرابطين يرتقب المدد وعينه ساهرة حراسة للبيضة وذودا عن حياضها . وقد عن لي أن يكون اسم المشروع الأدب الإصلاحي وإصلاح الأدب . والله من وراء القصد وهو الهادي لا هادي إلا هو سبحانه . والحمد لله من قبل ومن بعد. وكتب : أخوكم في ذات الإله العلية : أبو عبد الله بلال يونسي السلفي السكيكدي |
اقتباس:
اللقاء الثاني : بارك الله في مساعيكم وسهل لكم دخول الجنة كالريح ولم يحرمكم التلذذ بالنظر إلى وجهه الكريم سبحانه وبدءا في أولى الخطوات أقول : هلا من برنامج أو خطة مقترحة في جعبتكم تكون أول بوادر الحركة الأدبية السلفية في هذا المنتدى الطيب إن شاء الله ولكم مني كل احترام وتبجيل وهل في جعبتكم اقتراحات لتنمية هذا الطرح وإبرازه في أرض الواقع وهذا الأمر لا أظنه يستعصي عليكم وأنا مثلا عندي اقتراح : وهو : وضع تراجم للأدباء السلفيين مع ذكر الصبغة الغالبة-(ومعنى الصبغة في اللغة هي الصفة الملازمة للشيء فما تنفك تفارقه أو المكون البارز فيه حتى يكاد يكون عنوانا عليه ومثاله الزيتون والصبغ حتى كان كأنه نفسه لبروزه فيه وعدم انفكاكه عنه ؛ وبذلك يعلم أن قولي الغالبة جاء توكيدا وليس تأسيسا أو تقييدا لأن الصبغة غالبة دون تغليبها )- على أدب كل منهم وأكثر ميولاته اللغوية ؛ وهذان الأمران بطبيعة الحال أهم ما يميز الأدب عن غيره من الفنون ؛ وكتمثيل لذلك أقول - الصفدي صاحب نصرة الثائر أدبه سلفي ولا أدل على ذلك نقده لطوائف الأدباء من معتزلة وأذنابهم - والصفدي تغلب على أدبه الصبغة السجعية - وكما أن الصفدي أميل إلى الجهة الدلالية البلاغية في أدبه منه إلى الناحية النحوية التركيبية - ثم يسوق البراهين على ما يقول - مع ملاحظة أمر ضروري في إصدار الحكم وذلك القار في كون الإطار الأدبي واحد أم الأديب متعدد الإطارات وله في كل بستان مراتع وفي كل كتاب منازع - مع الإشارة أن ما ذكرته هنا هو مجرد مثال وهيكل عام وليس هو المطلوب النهائي ؛ بل الأمر بحاجة إلى تطوير و تفصيل أكثر مما ذكرت والله أعلم وهو الهادي لا هادي إلا هو سبحانه اللقاء الثالث : بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم إخواني في الله : واستمرارا في الطرح وتنمية للفكرة حتى تستوي على سوقها ؛ وتحقق المنشود الأصل الموسوم بـالأدب الإصلاحي ؛ فلا بد حتى يكون إصلاحيا مصلحا أن يكون صالحا في نفسه ؛ وعلى قابلية للإصلاح ؛ وقد نص العلماء على أن الصالح في نفسه لا يكون كذلك ما لم يكن مصلحا ؛ فالأمران إذا متلازمان ؛ وقد استنبطوا هذا الحكم من أحاديث الغرباء وأوصافهم ؛ ومن عموم النصوص الدالة على أن الصلاح منوط بالإصلاح ولا يصدق نعت الرجل بالصلاح مع ميله إلى الدعة والخمول وترك الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بمراتبه المعلومة كل على حسب قدرته وما تيسر له . وبناءا على هذه القاعدة الهامة الاضطرارية : لكل من أراد الإصلاح أن يصلح نفسه وآلته ؛ فلا يصلح الأمر بما يكون سببا في فساده ؛ ولا يصلح الفاسد بالفاسد إذ فاقد الشئ لا يعطيه وإن أعطى أخذ ضعف ما أعطى وترك الفاسد المفسد ؛ والعياذ بالله . إذا فقبل الخوض في سبل الإصلاح الأدبي لا بد من العروج على موارد الصلاح للنهل من معينها في سبيل إصلاح الآلة وحاملها ؛ وسيرا في الشرط وتحقيقا له فهذه بعض الاقتراحات التي أود من إخواننا المشاركة فيها نقضا وتصحيحا وتحليلا وزيادة ونقصا كل على حسب ما بلغ من الفهم والدقة في الطرح والتدليل . وقد جعلتها على صنوين متمايزين – (وفي التفسير : "الصنوان :الأصول المجتمعة في منبت واحد فإن"الصنوان:"جمع"صنو"؛ ... لا يفرَّق فيه بين جميعه واثنيه إلا بالإعراب في النون، وذلك أن تكون نونه في اثنيه مكسورةً بكل حال، وفي جميعه متصرِّفة في وجوه الإعراب" ؛ ولذلك فإن رسمها في الجمع بالألف على كل حال وإعرابها بالحركات ؛ وفي التثنية بالألف والياء في الرفع والنصب والجر وإعرابها بالحروف ؛ و أما التمايز فقد جاء على النعتية لمجرور فكان مجرورا )- : - أولهما : ما يصلح المتأدب (حامل الرسالة الأدبية) . ، - والثاني : ما يصلح أدبه ( الآلة الأدبية) . وأصل الصنوين أصل واحد هو الإسلام الصحيح والسلفية الصافية ؛ والصحة والصفاء في الأصل ثابتة لازمة ؛ وهي صفات كاشفة مبينة للأمر وليست صفات مقيدة بحيث يفهم أن هناك إسلام أو سلفية صحيحة وغير صحيحة بل الإسلام والسلفية كلها صحيحة ؛ و من ينسبها لنفسه ويريد تشويهها فلا نسميها سلفية ولا إسلاما وإن سماها هو كذلك بل نسميها ابتداعا وتغييرا في دين الإسلام ؛وبهذا يعلم بطلان ما يسمى اليوم بالسلفية للدعوة والقتال والسلفية العلمية الإرجائية تفريقا بين العبارتين-زعموا-وكذلك بطلان ما يسمى الأناشيد الإسلامية والرقص الإسلامي تمويها وتشويها ؛ أو ما يسمى أدبا إسلاميا وكله مجون وفجور وبعد عن حقيقة الإسلام النقية وأدبه الراقي . وإحقاقا لما أشرت إليه فهذه بعض المحاور في ارتقاب المزيد من إخواننا في المنتدى الطيب ؛ وقد جعلتها على شطرين دون مراعاة التساوي ؛ وذلك على حسب ما يحضرني ويخطر لي ؛ في حين إضافات جديدة من عندكم أو من عندي ؛ وعرضها على أهل الفن والخبرة والاختصاص والنصح ؛ وهي كالتالي: * الشطر الأول : في إصلاح الأديب وضمنته ما يلي : 1 - مقدمات في عدم مجارات أهل الاختصاص في اختصاصهم والتقليل من شأنهم بالخوض في ما ليس للمرء به علم ؛ فيحصل التلبيس والزور . 2 - ذكر المقدمات المحفزة لطلب العلوم المناسبة لرغبة الطالب وملكاته ؛ وأهم ما يعين على ذلك من الأدوات ؛ مع جعل الأدب نموذجا ؛ وكمثال تحفيزي عام قول الشيخ البرجس –رحمة الله عليه- :" فيا من آنس من نفسه علامة النبوغ والذكاء لا تبغ عن العلم بدلاً ؛ ولا تشغل بسواه أبداً ؛ فإن أبيت فأجبر الله عزاءك في نفسك ؛ وأعظم أجرالمسلمين فيك ؛ ما أشد خسارتك وأعظم مصيبتك ." . 3 - التفرقة بين أدب أهل السنة وأدب أهل البدعة والمذمة ؛ مع ذكر نماذج عن ذلك ؛ إذ بالمثال وعرض الأشياء على بعض يتبين الجيد من الرذيء ؛ وحتى يكون أدب أهل السنة السلفيين مثالا يحتذى لمبتغيه من أهل التأدب السلفيين ؛ وبداية لمسار مائل عن الأهواء والشهوات المردية ؛ ومثال ذلك مقال شاكر العالم : "الأدب السلفي والوقاحة الحزبية___بين ابن كثير رحمه الله وسيد قطب __وقصتي بينهما" ؛ في شبكة سحاب . 4 - التذكير بكلام العلماء في ضرورة نسبة الكلام إلى أهله من باب رد الفضل إلى أهل الفضل ؛ وقد قال سلفنا : " من بركة العلم نسبته إلى قائله أو ناقله " . 5 - ذكر صفات الأديب الصالح المصلح . * الشطر الثاني : في إصلاح الأدب وضمنته ما يلي : 1 – ذكر ماهية الأدب الإصلاحي بحديه ؛ أي باعتباره لقبا لفن من الفنون وما يرادفه من الاصطلاحات كالأدب الإسلامي ؛ وباعتباره مركبا إضافيا من مفردتين هما الأدب والإصلاح ؛ ولنجعل مثالا على ذلك مقال وليد إبراهيم قصّاب : "فواصل عن الأدبالإسلامي" ؛ بواسطة الأخ سهيل بن عمر المشرف على منبر الأدب بمنتديات منابر النور ؛ ووصولا إلى استخلاص تعريف نهائي قابل للتوجيه من العلماء العاملين ؛ يكون كخلاصة تتبوتق فيها الصورة المتطورة لحده ومفهومه . 2 - نقد ما ينسب إلى اللغة العربية وآدابها من أهل الشبهات والتغريب من أصناف المقالات الباطلة كقولهم إن البلاغة العربية تأثرت في بدايات تأصيلها والسير في وضع أسسها وقواعدها بمنطق اليونان وفهوم علماء الكلام فهي صنو للفلسفة على حد زعم أولاء القوم . 3 - نقل بعض المقدمات الرائقة على نهج أهل السنة لبعض الكتب والتي أتقنها أصحابها وأبانوا عن قدرة في صناعة الكلام البليغ . 4 - الإبانة عن بعض النماذج الأدبية السلفية منالمقالات النقدية . 5 - الإفادة من البحوث المتينة البنية والحلية في مجالات الأدب عموما ؛ ولتكن البداية بمهمات علوم اللغة العربية وآدابها ؛ كمقدمات أمام محبي التأدب ؛ ومن يريد الانتساب في سلكه المتناسق الدر ؛ وكمثال لذلك كتاب الإمام محمد الخضر حسين في نشأة البلاغة ؛ ومثل هذا في باقي الفنون ؛ وهكذا ... . 6 - الإفادة من البحوث المؤصلة في فنون اللغة وآدابها ؛ ولتكن كخطوة ترقى إلى مراحل متقدمة في هذا المجال النبيل ؛ وكمثال لذلك كتاب المتنبي للأستاذ العلامة محمود شاكر ؛ ونقض كتاب في الشعر الجاهلي للشيخ العلامة محمد الخضر حسين ؛ وهكذا... . 7 - التحقيق في بعض النصوص الأدبية ؛ والتي انبنت عليها مذاهب أدبية ولغوية ؛ بل أبعد من ذلك ؛ فقد انبنت عليها مسائل شرعية وفقهية ؛ ومثال ذلك قصيدة بانت سعاد ؛ وملابساتها وطريقة إلقائها ؛ و بعض الأمثال والحكم العربية ومن ذلك قولهم "جحر ضب خرب" بكسر خرب على المجاورة؛ ومدى صحة هذه النصوص ومدى صحة التوجيهات التي وجهت بها ثم صحة ما ينبني عليها من أحكام ؛ وهكذا... . * هذ ما بجعبتي الآن ؛ وفي انتظار تعليقات الإخوة بزيادة على المذكور أوتوضيح ؛ أقول : - هناك أمر ينبغي التنبه إليه ؛ والمتمثل في تعلق الطرح بإشهاره - ( والمقصود بالإشهار : العنوان الذي عنونت به الطرح و الموسوم بـ : الأدب الإصلاحي وإصلاح الأدب )- ؛ والجواب أن إصلاح الأدب طريق لجعله مصلحا ؛ كما أن الأدب الإصلاحي طريق لإصلاح الأدب ؛ ومن ثمة إصلاح بقية المناحي؛ فهما وجهان لعملة واحدة . والحمد لله رب العالمين من قبل ومن بعد. أخوكم في ذات الإله العلية أبو عبد الله بلال يونسي السلفي السكيكدي |
أخي أبا عبد الله السكيكدي
اصبر علينا فلنا - نحن جميعا و شيخنا أبو رواحة معنا - رجوع إلى هذا الموضوع للتباحث فيه و وضع نقاطه على حروفه |
براءة من أهل التميع ولفتة لأصحاب المنتديات أن ينتبهوا للمدسوسين
السلام عليكم ورحمة الله إخواني في الله
قد نقلت عن بعض المنتديات الموثوقة مقالا لبعضهم في الطرح ؛ كان كالتالي : 3 - التفرقة بين أدب أهل السنة وأدب أهل البدعة والمذمة ؛ مع ذكر نماذج عن ذلك ؛ إذ بالمثال وعرض الأشياء على بعض يتبين الجيد من الرذيء ؛ وحتى يكون أدب أهل السنة السلفيين مثالا يحتذى لمبتغيه من أهل التأدب السلفيين ؛ وبداية لمسار مائل عن الأهواء والشهوات المردية ؛ ومثال ذلك مقال شاكر العالم : "الأدب السلفي والوقاحة الحزبية___بين ابن كثير رحمه الله وسيد قطب __وقصتي بينهما" ؛ في شبكة سحاب. ( لقد أطلعني بعض الإخوة على هوية "شاكر عالم" هذا و أنه من أعضاء منتدى الضرار بل من المشرفين عليه ؛ وأنه طاعن في الشيخ ربيع وغيره من المشايخ الثقات الذين تصدوا للمتميعة ؛ وأن له نوع تعلق مع هشام عارف ؛ فإن ثبت عنه شيء من هذا ؛ ولم يحدث رجوعا وأوبة ؛ فأنا أقتطع التمثيل بمقاله –ولا كرامة- ؛ وعلى المشرفين بتره من أصل المقال ؛ والتمثيل بغيره من أصحاب المنهج السليم ) |
بسم الله الرحمن الرحيم السلام عليكم ورحمة الله وبركاته حياكم الله إخواني في الله شيخ الشعراء طيبك الله بريح الجنة يوم المزيد وبعد : فإنني أشكر الله إليك على اهتمامك بالموضوع مع إحسان الظن بـأخيك في الله بلال وإني أعتذر عن الغياب كل هذي المدة لعطل حصل في الجهاز ضاع بسببه الكثير من الملفات المتعلقة بالموضوع وأنا الآن في سبيل إصلاح الجهاز وأحاول استرداد الملفات التالفة فادعوا الله لي بالتوفيق و في انتظار مشاركة جديدة في سبيل تخصيب الطرح ؛ وحتى ندفعه إلى الأمام فإني أطلب من إخواني في الله وضع الروابط للكتب أو المقالات المذكورة في المقدمات في النهوض بالأديب وآلته ؛ ومثال ذلك وضع الرابط لكتاب نشأة البلاغة للشيخ الخضر حسين ...و هكذا ؛ وكما أطلب من شيخ الشعراءخاصة أو من يكلفه وينوب عنه وضع الروابط لبعض المقالات أو وضع المقال بعينه وذلك على حسب الحاجة والمقصود من الاقتراحات ؛ ومثال ذلك وضع رابط أو مقال لعنوان : (5 - ذكر صفات الأديب الصالح المصلح) ...وهكذا ؛ وكمثال فعلي ؛ فقد وقفت على مقال في منتديات مكتبة المسجد النبوي تناسب العنوان : (1 - مقدمات في عدم مجارات أهل الاختصاص في اختصاصهم والتقليل من شأنهم بالخوض في ما ليس للمرء به علم ؛ فيحصل التلبيس والزور ) ؛ وها أنا ذا أنقله برمته ليكون نموذجا وبيانا لما أقصد : وقد جعلته على قسمين : - القسم الأول نموذج مباشر : وهو : الخوض في عويص المسائل ومقارعة المتخصصين... الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على سيدنا محمد و آله الطيبين الطاهرين و بعد: فإنه لا يأتي زمان إلا و الذي بعده أشر منه و الله المستعان. و فساد الزمان تتعدد صوره بحسب المجالات. و قد كان العلم الشرعي هدفا لسهام الفساد العلمي الكثيرة، و من تلك السهام:"الخوض في عويص المسائل و التجرؤ على أهل الاختصاص". فإن كثيرا من "المتعلمين" قد سمحت لهم أنفسهم باقتحام دهاليز لا مخرج لهم منها،و لا مهرب إلا أن يشاء الله تعالى. فتجدهم يتكلمون في مسائل لو عرضت على عمر بن الخطاب رضي الله عنه لجمع لها أهل بدر !!! و لو سئل عنها أحد أئمة السلف الصالح رحمهم الله تعالى لتهيب الإجابة عنها. أما هؤلاء" المتعلمين" فتراهم يصولون و يجولون في المواقع و المنتديات يناطحون أهل العلم من أهل الاختصاص، و يتجرؤون عليهم و يردون عليهم دون استحياء و هم بذلك يعتقدون نصرحة الحق و الدليل و المنهج العلمي. و هؤلاء قد أسأوا للعلم قبل أن يسيئوا لأهل العلم،فقد أثر عن سيدنا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه قوله:" العلم نقطة كثرها الجاهلون". و إن التصدر قبل التأهل يكشف عن جهل صاحبه في الحين،كما قال قتادة رحمه الله:"من حدث قبل حينه،فاتضح في حينه". و يحسب كثير من هؤلاء أن جمعه كلمات منمقة في سطرين تبيح له الاستطالة على تخصصات العلماء. قال الإمام ابن حزم الظاهري رحمه الله:" لا آفة على العلوم وأهلها أضر من الدخلاء فيها وهم من غير أهلها ، فإنهم يجهلون ويظنون أنهم يعلمون ، ويفسدون ويقدرون أنهم يصلحون." فينبغي على "المتعلمين" احترام السلم العلمي،فإن القفز على السلم يؤدي إلى السقوط عنه و من ثمّ إحداث كسور منهجية كبيرة. و مما ينبغي التنبه له هنا هو مراعاة التخصصات و عدم التسور على تخصصات الآخرين،بغرض المشاركة،فالمشاركة في علم بجهل معصية و السكوت فضيلة،و قد كان هذا من هدي السلف رحمهم الله تعالى،فقد جاء في لطائف الإشارات للقسطلاني رحمه الله:" أن مالكا سأل نافعا عن البسملة فقال: السنة الجهربها فسلم إليه مالك و قال:كل علم يسأل عنه أهله"إهـ و قال العلامة القرافي رحمه الله:" و المعتبر في كل فن أهل الاجتهاد في ذلك الفن .."إهـ و من المؤسف أن نرى مراعاة التخصصات في المجالات الدنيوية، و لا نرى ذلك في مجال العلوم الشرعية،فلا ترى تصدر طالب في كلية الطب لمعالجة الناس و هو لم يكمل سنيّه في الجامعة ولم يتحصل على ما يهيئه لذلك و بعد أن يتم سنة كاملة من التطبيقات تحت أعين المتخصصين. بينما نجد بعض المبتدئين في طلب العلم يقدم على الخوض في مسائل صعبة و لازال في أول الطريق دون رقيب و لا حسيب. لي بعض الأصحاب يدرسون في كلية الطب،فلم أرهم مرة ينتقدون أحد البروفيسورات في التخصصات أو يتقدمون بين أيدهم أو يناطحونهم، بل يسلمون لهم القياد و لا يعترضون عليهم، خلافا "لمتعلمي العلم الشرعي" و الله المستعان. فالتأهل.. التأهل.. قبل التصدر و التسور على العلم و أهله،و لاحظ في العلم لمن لا يهابه. و أختم بما قاله الحافظ ابن حجر رحمه الله:" وإذا تكلم المرء في غير فنه أتى بهذه العجائب"إهـ قال ذلك و هو يتعقب الإمام الكرماني رحمه الله و هو من هو !!! و الله أعلم و نسبة العلم إليه أسلم. __________________ قال شيخ الإسلام سراج الدين البلقينـي رحمه الله في "محاسن الاصطلاح" : "لكن الانتهاض لمجرد الاعتراض من جملة الأمراض " منقول وجزى الله كاتبه خيرا - والقسم الثاني : نموذج غير مباشر : وهو : احذروا تصدر الجهال للشيخ عبدالسلام بن برجس آل عبدالكريم الحمد لله وصلى الله وسلّم على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. أما بعد: فإن الخوف على الأمة من أولئك الذين لبسوا ثياب العلم الشرعي - وما هم من العلم الشرعي في شي ءٍ -، لهو الخوف الصادق على الأمة من الفساد والإنحراف، ذلك بأن تصدُّر الجهال في حين فقد العلماء الصادقين المتمكنيين بابٌ واسع للضلال والإضلال. وهذا ما أخبر به النبي صلى الله عليه وسلم في قوله – كما في حديث عبد الله بن عمرو بن العاص -: "إن الله لا يقبض العلم انتزاعاً ينتزعه من العباد ولكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يُبْقِ عالماً اتخذالناس رؤساً جهالاً فسئلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" ولقد انتبه أهل العلم المخلصون لخطورة هذا الصنف من الناس على دين الأمة وعقيدتها ومصيرها، فقضوا بوجوب الحذر والتحذير منهم، وعدم الأخذ عنهم وأنا أنقل نصّين من كلام أهل العلم هما غاية في شرح هذا الباب : الأول : قول أبي بكر محمد بن الطيب الباقلاني –رحمه الله تعالى - حيث قال في كتابه الإنصاف ص114 : "اعلموا – رحمنا الله وإياكم - : أن أهل البدع والضلال من الخوارج والروافض والمعتزلة قد اجهتدوا أن يدخلوا على أهل السنة والجماعة شيئاً من بدعهم وضلالهم ، فلم يقدروا على ذلك ، لذب أهل العلم ودفع الباطل، حتى ظفروا بقوم في آخر الوقت ممن تصدى للعلم ولا علم له ولا فهم ، ويستنكف ويتكبر أن يتفهّم وأن يتعلّم ، لأنه قد صار متصدّراً معلماً بزعمه فيرى -بجهله- أن عليه في ذلك عارّا وغضاضة، وكان ذلك منه سببا -إلى ضلاله وضلال جماعته من الأمة" .اهـ. الثاني : قول الراغب الأصبهاني -رحمه الله تعالى-: "لاشي ء أوجب على السلطان من رعاية أحوال المتصين للرياسة بالعلم. فمن الإخلال بها ينتشر الشرّ ، ويقع بين الناس التباغض والتنافر … ألخ وقال : ولما ترشح قوم للزعامة في العلم بغير استحقاق ، واحدثوا بجهلهم بدعاً استغنوا بها عامة، واستجلبوا بها منفعة ورياسة ، فوجدوا من العامة مساعدة بمشاركتهم لهم ، وقرب جوهرهم منهم ، وفتحوا بذلك طرقاً مُنْسَدةً ورفعوا به ستوراً مسبلة وطلبوا منزلة الخاصة فوصلوها بالوقاحة، وبما فيهم من الشَّرهِ ، فبدعوا العلماء وجهَّلوهم اغتصاباً لسلطانهم ، ومنازعة لمكانهم، فأغروا بهم أتباعهم حتى وطؤوهم بأظلافهم وأخفافهم ، فتولد بذلك البوار والجور العام والعار" اهـ. فهذان النصان الجميلان أدعوا أهل العلم وطلابه لتأملهما والنظر في معناهما وتأمل واقع المسلمين اليوم على ضوء ما شرحه هذان العالمان الكبيران. هل حلّ بالنا ما حلّ من انحراف بعض الشباب في معتقده ، وظهور بوادر الفتن ، وتجرؤ الصغار على كبار الأئمة و"علماء الدعوة" وخروجهم على طريقتهم المستقاة من الكتاب والسنة والأثر مع معرفة تامة بمقاصد الشريعة ومواقع المصلحة- إلآ لإختلال الميزان الذي يوزن به العلماء ، وارتقاء من لاعلم له إلى مصاف الكبار؟ لقد صدق الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود -رضي الله عنه- وهو صادق ، عندما قال: "إنكم في زمان كثير فقهاؤه قليل خطباؤه قليل سؤاله كثير معطوه العمل فيه قائد للهوى. وسيأتي بعدكم زمان قليل فقاؤه كثير خطباؤه كثير سؤاله قليل معطوه الهوى فيه قائد للعمل. اعلموا أن أحسن الهدى في آخر الزمان خيرٌ من بعض العمل" قال الحافظ في الفتح : "سنده صحيح ، ومثله لا يقال من قبل الرأي" أهـ وقد أخرج هذا الأثر – أيضاً – الإمام مالك في الموطأ 1/173 عن يحي بن سعيد أن عبد الله بن مسعود قال لإنسان: "إنك في زمان كثير فقاؤه…" إلى آخره. ثم قال ابن عبد البر: "والعيان في هذا الزمان على صحة معنى هذا كالبرهان" أهـ. هذا في زمانه – رحمه الله- فكيف بزماننا هذا؟؟ وكمثال أيضا ؛ فقد وقفت في نفس المنتدى على مقال مناسب للعنوان : (7 - التحقيق في بعض النصوص الأدبية ؛ والتي انبنت عليها مذاهب أدبية ولغوية ؛ بل أبعد من ذلك ؛ فقد انبنت عليها مسائل شرعية وفقهية ؛ ومثال ذلك قصيدة بانت سعاد ؛ وملابساتها وطريقة إلقائها ؛ و بعض الأمثال والحكم العربية ومن ذلك قولهم "جحر ضب خرب" بكسر خرب على المجاورة؛ ومدى صحة هذه النصوص ومدى صحة التوجيهات التي وجهت بها ثم صحة ما ينبني عليها من أحكام ؛ وهكذا... .) مع التنبيه أن الموضوع قد يكون غير مباشر وغير دال على المضمون كلية فالمهم المقاربة والتسديد ختى تتبلور الخلاصة المقصودة بعون الله وتوفيقه وما لا يدرك جله لا يترك كله : - ودعونا مع الموضوع - : تصحيح وتضعيف المرويات الأدبية يُروى أن المهدي خرج للصيد ، فغار به فرسه حتى وقع في خباء أعرابي ، فقال : يا أعرابي هل من قِرَى ، فأخرج له قرص شعير ، فأكله ، ثم أخرج له فضلة من لبن فسقاه ، ثم أتاه بنبيذ في ركوة فسقاه ، فلما شرب قال: أتدري من أنا؟ ، قال: لا... ، قال : أنا من خدم أمير المؤمنين الخاصة ، قال : بارك الله لك في موضعك ، ثم سقاه مرة أخرى ، فشرب فقال : يا أعرابي: أتدري من أنا ؟ ، قال: زعمت أنك من خدم أمير المؤمنين الخاصة ، قال: لا أنا من قواد أمير المؤمنين ، قال: رحبت بلادك وطاب مرادك ، ثم سقاه الثالثة ، فلما فرغ قال يا أعرابي: أتدري من أنا ، قال: زعمت أنك من قواد أمير المؤمنين ، قال: لا ولكني أميرالمؤمنين. فأخذ الأعرابي الركوة ، فوكأها وقال : إليك عني ، فوالله لو شربت الرابعة لادعيت أنك رسول الله ، فضحك المهدي حتى غشي عليه ، ثم أحاطت به الخيل ، ونزلت إليه الملوك والأشراف ، فطار قلب الأعرابي ، فقال له المهدي: لا بأس عليك ، ولا خوف ، ثم أمر له بكسوة ومال جزيل. ــــــــــــــــــ الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وسلم شرّف الله هذه الأمة بالإسناد ، حباهم بالاستيثاق ، اصطفاهم بالجرح والتعديل ، خصهم بجهابذة النقاد لخدمة حديث النبي صلى الله عليه وسلم ، فصانوه أيما صيانة ، إذ نقّحوا الصحيح من الضعيف ، ونقوا الجيد من الواهي وفضحوا الكذابين ، وكشفوا تخرصات الدجالين. والمرويات الأدبية أو الروايات الأدبية - كنص منقول - تخضع للصدق والكذب ، وفيها الصحيح والضعيف ، وكتب الأدب فيها حكمة وعظة وعبرة وبلاغة وفصاحة وحيلة و... وفيها أيضا كذب وبهتان وبدع وضلالات وخرافات و.... ويزداد الأمر سوءًا إذا رُوي أثر مثل قصة المهدي آنفة الذكر ، فكيف نرمي أمير المؤمنين وخليفة المسلمين بكبيرة هي أم الخبائث ومذهبة العقل (الخمر)؟ والقصة مُهلهلة لمن تدبرها : إذ لا يتم ولا يُتخيل أن ينفرد الخليفة وحده ويغور به فرسه لخيمة أعرابي ، أين الخدم والغلمان والجند والحراس والأمراء والأشراف؟ ، وهل يأكل ملك - ما بين الهند إلى المحيط الأطلنطي - عند أي أحد؟ وهل يحتاج الخليفة لقرص شعير وفضلة لبن وهو يعاف الفالوذج بدهن الفستق في قصره؟ ، وهل تتشوف نفسه لنبيذ الأعرابي الرديء؟ (وحاشا المهدي أن يشرب الخمر) ، وما حاجة أمير المؤمنين لهذه السخافات (من خدم أمير المؤمنين الخاصة بل من قواده بل هو)؟ ، وفجأة - عندما تنتهي المزحة السمجة – يأتي الحراس والأشراف والأمراء و... وكأنما انشقت عنهم الأرض!!! ألا هل من ناقد جهبذ يخدم الأدب الإسلامي والعربي بالتصحيح والتضعيف للمرويات؟ سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك. أبو مالك سامح عبد الحميد حمودة ومن نفس النتدى أيضا تحت عنوان : ( 5 - ذكر صفات الأديب الصالح المصلح ) ؛ وإن كانت غير مباشرة ؛ ولكن كما ذكرت سالفا ماهذه إلا أمثلة والباقي على الإخوان : [ فائدة ] في حضور مجالس العلم ـ العلامة ابن حزم رحمه الله قال ابن حزم ـ رحمه الله ـ: «إذا حَضَرْتَ مجلسَ علمٍ، فلا يكنْ حضورُك إلَّا حضورَ مُسْتَزِيدٍ علمًا وأجرًا، لا حضورَ مُستغنٍ بما عندك، طالبًا عثرةً تُشِيعُها، أو غريبةً تُشَنِّعُها، فهذه أفعالُ الأرذالِ الذين لا يُفلِحون في العلم أبدًا. فإذا حضرتهَا على هذه النّيّة فقد حصلت خيرا على كل حال ، فإن لم تحضرها على هذه النّيّة فجلوسك في منزلك ، أروحُ لبدنك ، و أكرمُ لخلُقك ، و أسلمُ لدينك .» [«الأخلاق والسير في مداواة النفوس» (ص193)] ط. دار ابن حزم منقول مع الإشارة أن أغلب ما سقته من أمثلة لا يناسب الطرح تماما فهي مواضيع عامة ؛ ولو كانت تمس الأدب لكانت أجود وأنجع وأكثر تصويبا وسدادا من الدلالة العامة ؛ ولكن كما قلت آنفا : هي مجرد أمثلة والباقي من عندكم ؛ مع طلبي ممن يقف على نوع جرح يقدح في أصحاب المقالات الذين نقلت عنهم وما نحن في صدده أن يبين لنا حتى نتخذ الموقف المشروع وعلى الوجه الصحيح ؛ ولإخواني الاستدراك والتصحيح وليس ما أقول وحي أو صواب كله فكل يؤخذ من قوله ويرد إلا الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم والله أعلى وأعلم سبحانه عز وجل وفي انتظار توقيعاتكم المفيدة وحتى لقاء جديد أقول : السلام عليكم ورحمة الله وبركاته أخوكم في ذات الإله العلية أبو عبد الله بلال يونسي السلفي السكيكدي |
بسم الله الرحمن الرحيم نعم أقول لك أخي أبا عبد الله بمثل ما قاله أخي العكرمي : إصبر علينا فلم يمنعنا عن موضوعك إلا بعض المشاغل , وأقول : إن المشاغل تمنع , وطول الموضوع يستدعي وقتاً اوسع , وقيمة الموضوع لن يعرفها إلا المطَّلع , كيف وقد قيل : من جهل شيئاً عاداه بمجموع ذلك حصل التأخير .ولكن الصبر خير والصبر مثل اسمه مر مذاقته * * * لكن عواقبه أحلى من العسل فقد جاءت الفرصة المناسبة للنظر في هذا الموضوع القيم , إذ قمتُ بطباعته فجاء في 14صفحة ثم قرأته قراءة المستمتع المستفيد , فوجدت أنه موضوع فخم ضخم يحتاج إلى جهود كبيرة وبالتالي أكبرتُ اخي أبا عبد الله وفقه الله على هذا العمل الجليل والفكرة الجبارة سائلا الله القدير أن يهيئ له من يقوم معه بهذا المشروع الذي تنوء به أعناق الفحول . ونصيحتي لكل من اطلع على هذا المشروع من إخواننا المؤهَّلين في هذا المنتدى المبارك المخوَّل بالعناية بمثل هذه المشاريع أن لا يدَّخر جهداً في دعمه ومناصرته بالطرح الجيد , والإلماحات النافعة لهذا فإن لي بعض التعليقات اليسيرة سأسوقها بحسب أبواب الموضوع , عسى الله أن ينفعني وينفع الكاتب بها اقتباس:
إن الأجدر بمنتديات الشعر السلفي أن يكون مثل هذا المشروع الجبار من أوائل مهامهِّا , فلن ننتظر من أهل البدع ولا من غير المعتنين بالشعر والأدب من يولون هذا الموضوع أهميته , وخاصة أننا نعيش ألوان التغريب فيما يسمى بعلمنة الأدب , والتخلي عن مسلَّمات عقيدتنا ومعطيات لغتنا الأصيلة . لهذا فأنا أرى أن فكرة فتح منتدى يعنى بهذا الأمر , قد تحققت هذه الفكرة , وتعدينا هذه المرحلة بوجود هذا المنتدى المبارك , ولم يبق إلا أن تتظافر الأيدي السلفية لدعم هذا المشروع بكل وسيلة يتحقق بها نجاح هذا الأمر , داعياً إخواني الأعضاء والقراء إلى الوقوف مع أخي المبدع أبي عبد الله بلال حفظه الله , والذي في حقيقته وقوف دعوتنا السلفية , لأن الأمر متعلِّق بلغة البقاء , فالقوم ماضون في إلغاء ما هيتنا فهل أدركتم أين يكمن الخطر ؟!!! [quote] |
اقتباس:
بارك الله في مساعيك أخي أبا عبد الله وأما ماذكرته من وضع تراجم للأدباء السلفيين: فهذه إحدى أساسيات هذا البحث المبارك , وقد كانت هذه الفكرة تراودني من قبل , فإن تحديد الأديب السلفي أولاً أمر مهم , ثم ذكر ترجمته أمر مهم آخر للبرهنة على نماذج حية , من أئمة هذا الفن الذين يحتذى بهم وعلى العموم فقد رأيت أحد الكتاب في المنتديات قد ذكر جملة من هؤلاء الأدباء السلفيين , قمتُ بنقله سابقاً إلى هذا المنتدى وهو على هذا الرابط http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=2581 وأما قولك : مع ذكر الصبغة الغالبة على ذلك الأديب فأقول : بأن الأمر يحتاج إلى دراسة تأملية لترجمة ذلك الأديب وإنعام النظر في سيرته للوقوف على أبرز جوانب أدبياته , وما يتميز به أو يغلب عليه من ميولات . كما ظهر لنا من تتبعك لسيرة الصفدي , وهو ما يسمى بالإلماحات الأدبية عند الشاعر أو الأديب وفي هذا الصدد أذكر خطيب أهل السنة الموسوعة الأديب ابن قتيبة , فمن يتابع القراءة في كتبه يجد أنه تميز بالنقد اللاذع لبعض أهل الفسق والزندقة بما قد لا تراه عند الجاحظ خطيب أهل البدعة ومن ذلك ما رأيته عند ابن قتيبة في كتابه الشعر والشعراء من التنصيص على انحراف بعض الشعراء كأن يقول عن امرئ القيس : إنه كان يتعهَّر في شعره . لهذا فقد اعتنى اهل العلم ببعض كتبه , كاعتناء العلامة أحمد شاكر بتحقيقه لكتابه الشعر والشعراء الآنف الذكر . وأذكر مثالاً آخر : وهو موسوعة وإمام البلاغة عبد القاهر الجرجاني صاحب أسرار البلاغة وقد غلبتْ عنده الصبغة السجعية على الصبغة اللغوية التركيبية مع عدم تفويته إيصاله المسألة البلاغية في صورة تشكيلية بديعة مع ملاحظة مسألة هي غاية في الدقة وهي أنه رحمه الله قد قرر - في غالب كتبه وخاصة في كتابه هذا الآنف الذكر - العمل بالنصوص الشرعية دون الخروج عن مفاهيم السلف , فهو في الغالب لا يخرج عن مصطلحات الشريعة ومفاهيمها الصحيحة بخلاف من جاء بعده , ففي الغالب قد حصلت لهم بلورة لمسائل البلاغة إلى خدمة مناهجهم المخالفة لمنهج أهل السنة , وتحوير للمفاهيم السلفية إلى نصرة المنهج الأشعري أو المعتزلي بدعوى أن هذا من صميم اللغة والشريعة . |
اقتباس:
وأقول : إذا نظرنا من حيث الدلالة اللغوية لكلمتي " صالح ومصلح " نجد أن "صالح" اسم فاعل , أي أنه صالح في نفسه , فهو ليس متعدياً إلى غيره بخلاف "مصلح " اسم مفعول , أي أنه ليس صالحاً في نفسه فحسب , بل إنه قد تعدى صلاحه إلى غيره . وأما إذا نظرنا للدلالة الشرعية فالأمر كما قال الباحث هنا من أن الصالح لا يكون كذلك حتى يكون مصلحا , فمن ثمار الصلاح ظهور آثاره وهي الإصلاح , المشار إليه في حديث الغرباء بروايتيه : " يصلحون إذا فسد الناس , أو يُصلِحون ما أفسد الناس " ويؤيد هذا المعنى ما جاء عن أهل العلم ومن ذلك : ففي معجم الفروق اللغوية للعسكري - (1 / 308) الفرق بين الصالح والمصلح : قال الطبرسي: الصالح عامل الصلاح الذي يقوم به حاله في دنياه. وأما المصلح فهو فاعل الصلاح يقوم به أمر من الامور. وفي المحكم والمحيط الأعظم - (1 / 464) قال الزجاج: الصالحُ: الذي يؤدي إلى الله عز وجل ما افترض عليه، ويؤدي إلى الناس حقوقهم. انتهى . هذا وقد كانت هذه المسألة إحدى مسائلي المقدمة إلى فضيلة شيخنا العلامة ربيع المدخلي حفظه الله في رسالتي الطبوعة باسم : أجوبة الشيخ ربيع المدخلي السلفية على أسئلة أبي رواحة المنهجية , كما على هذا الرابط : http://www.salafi-poetry.net/vb/showthread.php?t=45 وهذا الشاهد : السؤال السادس: نعلم الفرق اللغوي بين قولك صالح ومصلِح ولكن هل يسوغ أن يكون الإنسان صالحًا غير مصلِح، ثمّ هل هناك مدخل لأهل البدع من خلال هذا التفريق؟ الجواب: هذا اصطلاح، والمنافقون قال الله عنهم: ]وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ لاَ تُفْسِدُوا فِي الأَرْضِ قَالُوا إِنَّمَا نَحْنُ مُصْلِحُونَ أَلاَ إِنَّهُمْ هُمُ المُفْسِدُونَ وَلَكِن لاَ يَشْعُرُونَ[([1]). فالمصلح من الإصلاح ضدّ الإفساد، فأنتم تظنّون أنّنا نفسد ونحن نصلح. أمّا الصالح فصالح في نفسه وقد يمتدّ خيره إلى الآخرين ويصلح وقد يكون خيره قاصرًا على نفسه لضعفه. <المُؤْمِنُ القَوِيُّ خَيْرٌ وَأَحَبُّ إِلَى اللهِ مِنَ المُؤْمِنِ الضَّعِيفِ، وَفِي كُلٍّ خَيْرٌ>([2]). <مَنْ رَأَى مِنكُمْ مُنْكَرًا فَلْيُغَيِّرْهُ بِيَدِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِلِسَانِهِ فَإِنْ لَمْ يَسْتَطِعْ فَبِقَلْبِهِ وَذَلِكَ أَضْعَفُ الإِيمَانِ>([3]). فهذا الذي يُغيِّر بيده أو يُغيِّر بلسانه قد يدخل في عداد المصلِحين، وأمّا الذي ينكر بقلبه فقد يكون صالحًا ولا يستطيع أن يصلِح . انتهى المراد . قلتُ : فدل هذا على تلازم الامرين كما قد أشار إلى ذلك الباحث حفظه الله , والله الموفق يتبع بإذن الله ([1]) سورة البقرة الآيتان (11 ـ 12). ([2]) أخرجه مسلم برقم (6725) من حديث أبي هريرة t. ([3]) أخرجه مسلم برقم (49) من حديث أبي سعيد الخدري t. |
لا فض فوك ولا بر من يجفوك شيخي الحبيب ...
بسم الله الرحمن الرحيم قال شيخ الشعراء وأمير الأدباء : سائلا الله القدير أن يهيئ له من يقوم معه بهذا المشروع الذي تنوء به أعناق الفحول . قال أبو عبد الله بلال : هاهو الله أجاب دعاءك شيخي الحبيب وسخرك لخدمة الموضوع والنهوض بزمامه ؛ بعد أن أصابني اليأس من قيامه واستكمال الخوض في ركابه ؛ فقمت أنت له ناصرا ولكوامنه موضحا ومدققا .. قال شيخ الشعراء وأمير الأدباء : ونصيحتي لكل من اطلع على هذا المشروع من إخواننا المؤهَّلين في هذا المنتدى المبارك المخوَّل بالعناية بمثل هذه المشاريع أن لا يدَّخر جهداً في دعمه ومناصرته بالطرح الجيد , والإلماحات النافعة قال أبو عبد الله بلال : نعم .. هيا أيا إخواننا الكرام ؛ أيا باغي الخير أقبل ويا باغي الشر أدبر .. فما أعظم ما تنصرون : ( لغة القرآن ؛ وما أدراك ما لغة القرآن) قال شيخ الشعراء وأمير الأدباء : وأما ماذكرته من وضع تراجم للأدباء السلفيين: فهذه إحدى أساسيات هذا البحث المبارك , وقد كانت هذه الفكرة تراودني من قبل , فإن تحديد الأديب السلفي أولاً أمر مهم , ثم ذكر ترجمته أمر مهم آخر للبرهنة على نماذج حية , من أئمة هذا الفن الذين يحتذى بهم قال أبو عبد الله بلال : أحسن الله شيخي الحبيب ؛ ... لقد أخذت من حيث لم أدقق النظر ولم أمعن الفكر في شخصية الصفدي ؛ فزلت قدم بعد ثبوتها إلى مزالق لا قرار لها سوى هون الموارد ودونها ؛ إذ اغتررت بتزكيات بعض الثقات لخليل الصفدي ؛ من أمثال الذهبي رحمه الله ؛ فصرت أقرؤ كتب الصفدي دون تفتيش لإكثاره من العمومات اللفظية في التقرير للمسائل العقدية في الأسماء والصفات وغيرها ؛ حتى وقفت على كتاب ( موقف خليل بن أيبك الصفدي من شيخ الإسلام ابن تيمية) فشد نبيهتي إلى أن الرجل صاحب مزالق خطيرة ؛ وأمراض نفسية مع أزمات عصبية حادة ؛ وذلك كما وصفه شيخ الإسلام ونقله الصفدي بنفسه ... وقد عملت بحيثا حول معتقده وارتباطه الشديد بالفتوحات المكية ؛ لعل الله ييسر نشره على هذا المتصفح المبارك تجلية لحقيقة الصفدي الحاقد على شيخ الإسلام رحمه الله أيما حقد والعياذ بالله ... قال شيخ الشعراء وأمير الأدباء : وفي هذا الصدد أذكر خطيب أهل السنة الموسوعة الأديب ابن قتيبة قال أبو عبد الله بلال : بارك الله فيك شيخي العزيز المفضال .. وللتذكير فابن قتيبة رحمه الله رغم حرصه على متابعة السنة وآثار السلف إلا أنه وقعت منه زلات خطيرة ومزالق عسيرة في باب الصفات حصل له بها تأويلات غير سائغة مخالفة لمذاهب السلف الصالح في التعامل مع نصوص الأسماء والصفات ... وجل من لا يخطيء وعلا .. قال شيخ الشعراء وأمير الأدباء : بما قد لا تراه عند الجاحظ خطيب أهل البدعة قال أبو عبد الله بلال : نعم شيخي الكريم ؛.. فالجاحظ رأس ضلالة كبير في بابه ذو شر عريض ؛ ... بل من أهل العلم من رماه بالكفر والشعوبية ؛ ... وهناك فرقة جهمية معتزلية تنسب وتنتسب إليه هي (الفرقة الجاحظية) قال شيخ الشعراء وأمير الأدباء : وأذكر مثالاً آخر : وهو موسوعة وإمام البلاغة عبد القاهر الجرجاني صاحب أسرار البلاغة قال أبو عبد الله بلال : ما شاء الله ما أدق اختياراتك شيخي الغالي ؛ ... وذلك أن عبد القاهر رحمه الله كان أوفى وأبلغ بل أسبق من ساق كتابا في ذا الفن على ذي الوتسيرة والترتيب ؛ وكل من جاء بعده كان عالة عليه ؛ .. ولكن قمين بنا أن ننوه بالذي تأثر عبد القاهر بأسلوبه واستمد من كلامه وخطته لينثر بعد ذلك خلاصة ما تلقاه من عنده في كتابه الأعجوبة ( أسرار البلاغة) ؛ ألا وهو الجرجاني الكبير أبو الحسن صديق الصاحب بن عباد ؛ وأما كتابه الذي أفاد منه الجرجاني الصغير فهو الحسنة الماضية التي بزت الأقران ( الوساطة بين المتنبي وخصومه) ... قال شيخ الشعراء وأمير الأدباء : فهو في الغالب لا يخرج عن مصطلحات الشريعة ومفاهيمها الصحيحة بخلاف من جاء بعده , ففي الغالب قد حصلت لهم بلورة لمسائل البلاغة إلى خدمة مناهجهم المخالفة لمنهج أهل السنة , وتحوير للمفاهيم السلفية إلى نصرة المنهج الأشعري أو المعتزلي بدعوى أن هذا من صميم اللغة والشريعة . قال أبو عبد الله بلال : شيخي الوقور أقول لك وأمنوا أيا إخواني على دعائي : لا بر من يجفوك ولا فض الله فاك آمين ومن أبرز ما يسعني التمثيل به في ذا المقام هما اثنان من أساطين زمرتهم : القاضي عبد الجبار صاحب نظرية الصرفة في البلاغة ؛ وضده تماما الباقلاني صاحب نظرية الضعيف والأضعف ؛ أو البلاغة النسبية في كلام رب العالمين ؛ ... والرجلان أولهما رئيس المعتزلة في زمانه ؛ والثاني إمام الأشاعرة وداعية منهجهم دون تواني ؛ ... يتبع بإذن الله ... مع التنبيه أني لم أعلق طيلة هذه المدة على كلام شيخي العزيز ؛ للظروف التي مرت بي ؛ مع ترقبي أن يكفيني المؤنة عضو آخر من أعضاء منتدانا المبارك ؛ وكنت أخمن أن يكون الأستاذ رحيل ؛ ... ولكن بعد أن وقفت على تعليقات أخي الشاعر المفلق العكرمي على نظم أخينا الكويتي فأنا أطلب تعليقاته على الطرح بشدة لقدرته الصريحة على ذلك .. ومما منعني أيضا أني لم أبغ أن أشوه محيا مداخلة شيخ الشعراء بكلامي ؛ إذ رغبت عن فعل ذلك حتى لا يتخلل كلامه الجميل ما يقطع تسلسله بركيك عباراتي ؛ والله المستعان ... |
بسم الله الرحمن الرحيم
متابعة التعليقات : وقال شيخ الشعراء : وأقول : إذا نظرنا من حيث الدلالة اللغوية لكلمتي " صالح ومصلح " نجد أن "صالح" اسم فاعل , أي أنه صالح في نفسه , فهو ليس متعدياً إلى غيره بخلاف "مصلح " اسم مفعول , أي أنه ليس صالحاً في نفسه فحسب , بل إنه قد تعدى صلاحه إلى غيره . وأما إذا نظرنا للدلالة الشرعية فالأمر كما قال الباحث هنا من أن الصالح لا يكون كذلك حتى يكون مصلحا , فمن ثمار الصلاح ظهور آثاره وهي الإصلاح , المشار إليه في حديث الغرباء بروايتيه : " يصلحون إذا فسد الناس , أو يُصلِحون ما أفسد الناس " وقال أبو عبد الله بلال : أحسن الله إليك شيخنا الفاضل ؛ ... لقد أشرت بكلامك هذا إلى مسألة عظيمة في باب دلالات الألفاظ و مسالك تفسير النصوص الشرعية ؛ وهي على ثلاث مراتب : الدلالة الشرعية الدلالة العرفية الدلالة اللغوية وهي على الترتيب الذي أوردته هنا ؛ فلا يتعدى من المعنى الشرعي إلى العرفي إلا إذا لم يتوفر الشرع على تفسير لها ؛ فنعرج على المعنى العرفي ؛ فإن لم نجد نزلنا إلى المعنى اللغوي بشروطه المذكورة في كتب الأصول وتفسير النصوص كقواعد وكليات التفسير المختلفة ... وكما أن في كلامك شيخنا إشارة قوية إلى مسألة أنواع الأحكام ؛ والتي هي على أنواع من شرعية وعرفية ولغوية وعقلية ...؛ وأن جميعها عدى الشرعية مستندها ابتداءا إلى الغالب ؛ بخلاف الشرعيات فمستندها ابتداءا إلى الاستقراء وتتبع النصوص قبل إطلاق الحكم ؛ وذلك أن الحكم في الشرعيات لا يكون تغليبيا إلا إذا لم يوجد الدليل الجزئي أو لم يسعنا الوقوف عليه مع التحري الشديد ؛ فحين ذلك يجوز العمل بالدلالات العامة والأحكام الغالبة ؛ وذلك للميزة التي تتمتع بها الأحكام الشرعية عن باقي الأحكام العقلية ؛ ... والله أعلم وأحكم ... يتبع بإذن الله ... |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 03:17 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي