لما يغيب موت العلماء في حين إشهار أهل المعازف والقنا
بسم الله الرحمن الرحيم نبذة وجيزة عن حياة المجاهد الشيخ الإمام المصلح أحمد بن سعدي الميموني الغسيري الأوراسي: 1-الاسم والنسب والمولد الاسم واللقب: أحمد بن السعدي بن أحمد بن محمد ميمون، وابن زينب بنت محمد الأخضر يوسفي، والمولود خلال 1914م، بغسيرة ولاية باتنة الأوراس سابقا. 2-السيرة العلمية: نشأته: نشأ في أسرة متواضعة وبدأ في حفظ القرآن منذ أن وصل عمره أربع4 سنوات، على يد والده السعدي بن أحمد الذي كان يحفظ القرآن الكريم، ويعد في قريته بني ميمون من حفاظ كتاب الله، وبعد أن علمه الحروف الهجائية والقراءة والكتابة التحق بزاوية الشيخ أحمد بن الصادق عابدي، بقريته الأصلية أولاد ميمون، ملازما ومواظبا قراءة القرآن الكريم، حتى حفظه عن ظهر قلب، وكان ذلك سنة 1932م على يد معلمي الزاوية، منهم الشيخ سيدي الجودي بن حركات من غوفي، والشيخ هراد الطاهر، وأخيه الشيخ هراد صغير، والشيخ عمار زمرة، وهم كلهم من قرية نارة قرب قرية منعة ولاية باتنة. بعد حفظه القرآن الكريم، بقي في القرية ملازما ومساعدا لوالده في كسب العيش من الفلاحة والزراعة حوالي ست سنوات وبالإضافة إلى ملازمة ابن عمه الشيخ سي المختار الميموني في تعليم علوم الفرائض والرحبية والآجرومية وفقه العبادات، علما بأن الشيخ سي المختار من خريجي الزاوية العثمانية بطولقة، ولاية بسكرة، حيث يعد من القلائل القلائل العالم في عهده بعلم الفرائض. وبعد أن بدأ إشهار عمل ابن باديس بقسنطينة، وكما نعلم أن والده كان ذكيا ومحبا للعلم، فكر في إبعاد ابنه من القرية التي كانت آنذاك مرتمية في أعمال الزاوية وتشوق هو ووالده إلى الارتحال لطلب العلم رغبة منهما رغم ضعف إمكاناتهما المادية. 3-ارتحاله والتحاقه بالجامع الأخضر بقسنطينة: ارتحل والتحق بالجامع الأخضر بقسنطينة الذي كان يديره الشيخ عبد الحميد بن باديس –قدس الله روحه- بعد أن نجح في امتحان حفظ القرآن الكريم، حيث تم تسجيله وقبوله رسميا كطالب بالجامع الأخضر، وكان هذا سنة 1938م ، وقد لقي الترحاب وحسن الاستقبال من قبل الشيخ عبد الحميد بن باديس نفسه، الذي كان يرى فيه النبراس المضيىء لما يتمتع به من حسن السيرة ودقة الانضباط والشوق إلى العلم، وقد تابع الدراسة بالجامع الأخضر مدة ثلاث سنوات، وكان نظام الجامع الأخضر في الدراسة يشمل المواد الشرعية والعلمية، كنظام جامع الزيتونة بتونس تقريبا، إلا أن التعليم بالجامع الأخضر بدون امتحان في نهاية السنة لضبط الكفاءات ومنح الشهادات. ومن أهداف الشيخ عبد الحميد بن باديس تكوين الرجال، حيث كان يهتم اهتماما بالغا لغرس العلم والمعرفة فقط، دون نيل الشهادات، والإشراف الكلي للجامع الأخضر كان على يد رائد النهضة الجزائرية الشيخ عبد الحميد بن باديس –رحمه الله-، وهو المؤسس والمسؤول الأول على شؤون الجامع الأخضر في التعليم، وكان بعض الأساتذة القدامى والشيوخ المعاونين له في الدراسة آنذاك هم: • الشيخ الجيلالي الفارسي الأصنامي. • الشيخ محمد الملياني. • الشيخ عمار القلي. • الشيخ عبد المجيد حريش، وغيرهم... وبعد وفاة الشيخ عبد الحميد بن باديس رحمه الله في 16 أفريل 1940م، توقف الجامع الأخضر عن نشاطه. 4-انتقال التعليم إلى جامع العربي التبسي بتبسة: وهكذا انتقل الطالب الشيخ ميمون وارتحل هو ومعظم الطلبة آنذاك إلى جامع الشيخ العربي التبسي في تبسة، وبقي متابعا وملازما للدراسة إلى نهاية سنة 1943م على يد مشايخ الجامع وهم: *الشيخ العربي بن بلقاسم التبسي. *الشيخ السعيد الزموشي البيضاوي. *والشيخ عيسى. وغيرهم.... وكان نظام التسيير في جامع العربي التبسي باق على منهجية الجامع الأخضر، -(وهذا سر أذاعه لنا أحد رفقاءه في الدراسة: الشيخ المدير قرفي مبارك رحمه الله إذ يقول: كان الشيخ العربي التبسي كلما يغيب يكلف الشيخ أحمد ميمون بأن يقوم بإمامة المصلين في مسجده آنذاك، رغم صغر سنه من الكثير، لما رأى فيه من خير كثير حيث صدق من قال: العلماء نبراس مضيئ للمستقبل). وكنا نغار منه؛ كيف يختار الطالب أحمد ميمون دون غيره. وفي سنة 1944م عاد إلى مسقط رأسه بلدة أولاد ميمون غسيرة، وتولى الإمامة والتعليم ببلدته إلى غاية 1946م ، حيث طلبت منه اللجنة الدينية بتكوت أن يتولى التعليم والإمامة بهذه البلدة، ولبى الدعوة والطلب والتحق بتكوت التي كانت هي أهم الدواوير الثلاثة: دوار زلاطو، دوار أسراحنة ؛ ودوار غسيرة. وقام بالرسالة المنوطة على عاتقه إلى غاية 1947م حيث تلقى رسالة تشجيع من قبل الشيخ العربي التبسي نفسه، وكان محتفظا بها إلى أن أخذ الاستعمار جميع كتبه وجرائده التي كانت بحوزته، وكانت الرسالة ضمن الكتب المسلوبة منه سنة 1957م، حيث التحق بجيش التحرير الوطني، وفي أواخر سنة 1947م عاد إلى بلدة غوفي تلبية لطلب اللجنة الدينية التي كانت تلح في الطلب، وكلف بالإمامة والتعليم، وكان المعلم والإمام والقاضي، ومصلحَ ذات البين بين الأفراد والجماعات والأعراش، إلى غاية سنة 1953م حيث عاد مرة أخرى إلى مسقط رأسه بلدة أولاد ميمون. (انتهى) [هذه الترجمة منتقاة من ترجمة موسعة عملها نجل الشيخ الميموني]. وقد امتن الله علينا بمجالسة هذا العلم الكبير فأفدنا من درره وكوامن محفوظاته وعبق فكره المستنير فوائد لا ترام إلا بضرب أكباد المطي من حمر النعم الجياد وانتكاب كل وعر وأمت وحزن ،فهاك بعضها على اختلاف الفنون من عقيدة ولغة وتفسير وفرائض....في حين سرد المزيد(مع التنبيه أنني في بعض الأحيان أوجه كلاما للشيخ أوأشرح مراده أو مأخذه دون إشارة لموضع الزيادة ومن ذلك ما فعلته من ذكر المأخذ الفقهي في مصارف الزكاة وتحديده بمفهوم الحصر،وكذلك فقد أستعمل عبارات غير عبارات الشيخ إذ كثيرا بل غالبا ما أذكر الفائدة بالمعنى دون اللفظ،ولصنيعي أسباب ودوافع من أهمها الاختصار وخصوصا مع وجود المادة الصوتية والتي ستنزل قريبا إن شاء الله وفيها غنية عن إعادة الكلام في هذه العجالة حرفيا): 1- الإمام الميموني يستفسر عند سؤالنا عن بعض الرجال قائلا : من المتقدمين هو أم من الحادرين ؛والله يعلم سبحانه مدى شدهي وأنا أسمع هذه الطريقة في التعبير فأندفع تلقاء كتب العربية أعمل فيها النظر مجيلا فكري لعل وعسى أن أظفر منها بمعنى أستجمع فيه ماقد يكون شارحا وموضحا لمأخذ إمامنا فلم أظفر من ذلك إلا بما أظنه إشارات خفية مقاربة من وجه تنأى من وجوه وكان أقربها للمسعى قول الفيروزآبادي صاحب القاموس :" الحَدْرُ : الحَطُّ من عُلْوٍ إلى سُفْلٍ كالحُدُورِ؛......وتَحَدَّرَ: تَنَزَّلَ" وابن فارس في المقاييس :" (باب الحاء والدال وما يثلثهما)(حدر) الحاء والدال والراء أصلان: الهبوط، والامتلاء ،الأوّل حَدَرْتُ الشّيءَ إذا أَنزَلْتُه. والحُدُور فعل الحادر. والحَدُور، بفتح الحاء: المكان تَنْحَدِر منه"وما ذكره أبو عبيدة معمر بن المثنى في رسالة "البررة والعققة" (من خلال نوادر المخطوطات لشيخ المحققين عبد السلام هارون –رحم الله الجميع وكافاهم على ما قدموا خدمة للإسلام وأهله-) فقال : "ومنهم الخنافر بن موسى بن جابر بن شريح بن أرقم بن عبيد، وعق أباه فقال موسى فيه: ويرفعُ أقوامٌ أباهم و بعضهم إلى أسفل الوادي وما ضاقَ حادرُ فذلك من لا يستحى من خزايةٍ وبعل الإماءِ و ابنهنَّ الخنافرُ " وبالاستفادة مما اجتمع لدينا ومنه ما أسلفت ذكره من النقول مع ما اطمأنت النفس وركنت إليه أن إمامنا عبر عن التأخر بلفظ يدل على التسفل والنزول هو قوله "الحادرين" فالسابق هو من وصل أولا وجاز والحادر هو من جاء بعده أو قل من يليه في المرتبة الزمنية وكأنه عد الناس منازل أعلاهم المتقدم وفاة أو زمانا وأدناهم المتأخر وفاة أو زمانا وقد فتشت عن ذا اللفظ في كتب اللغة والأدب فلم أظفر به على المعنى والسياق الذي جاء في كلام إمامنا-حفظه المولى من كل سوء-وهذا إن دل فيدل على مدى الفهم العميق للغة القرآن والتي تلجلجت في شغاف قلبه وخالطتها متغلغلة تأبى كل اختلاج فكان مثالا يُحتدى وتلميذا نجيبا للجمعية؛ حاملة راية الذب عن كِيان العربية؛فكان شعارها:(الإسلام ديننا والعربية لغتناوالجزائروطننا)، وقد مجد هذا الشعار بأبيات من الأشعار الحبر الإمام الرئيس عبد الحميد بن باديس أبلغها : شعب الجزائر مسلم وإلى العروبة ينتسب . وحقا فالمتأمل في مسار القوم وما عاشوا في سبيله يعلم يقينا أنهم عاشوا للإسلام لا غير وكأن لسان حالهم يقول الإسلام أمانة واجب أداؤها وأداؤها لا يكون إلا كما هي صافية من كل مايشوبها ولا يستقيم الحال إلا بالحفاظ على لغته التي جاء بها لغة دستوره الخالد فشمرنا لتحقيق مأربنا عن ساعد الجد ذبا عن دين الله واللغة التي خاطبنا بها في كتابه فالسنة طِلابنا والبدعة اغترابنا والعربية لساننا؛-فالله يرحمهم ويعفو عنهم ويضاعف لهم الأجر والمثوبة-. 2-الإمام الميموني يحض على الدعوة إلى الخير ويذكر مراتب الإمامة في الدين ومراتب السنة النبوية وأحكام البدعة وأن البدعة كلها مذمومة ومن ادعى أن في الإسلام بدعة حسنة فقد اتهم النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بخيانة الرسالة ؛ مستدلا بقوله تعالى :" الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" على أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلغ البلاغ الذي لم ولن تبقى معه حجة لأحد فقد أكمل الرسالة وأدى الأمانة على أتم وجه. 3-الإمام الميموني لا يجيز الاستثمار في أموال الزكاة ويقرر أن الكتاب والسنة حددا أصناف المستحقين للزكاة ولم يذكرا القروض ولا الاستثمار ومفهوم الحصر حجة ما ينبغي التجني عليه أو الزيادة على المذكور دون دليل من كتاب أو سنة (وهذه الفائدة أخذتها عن بعض من جالسه من المشايخ إذ لم نسأله عن هذه المسألة وكما استفدت من الشيخ الفاضل المذكور ثناء الإمام الميموني على السلفية وأنها الإسلام الصحيح الصافي وكما استفدت منه أمورا أخرى ) . 4-الإمام الميموني ينفي الإحاطة بذات الله العلية وصفاته العلا مقررا أنه في السماء بمعنى العلو عن خلقه مباينا غير مخالط لهم سبحانه وأن الحروف قد ينوب بعضها عن بعض ومن ذلك أن حرف "في" هنا بمعنى "على" أي على السماء (وقال:في السماء؛أي :في الارتفاع)،وكما يقرر أن لله ساقا تليق بذاته من غير تكييف ولا تعطيل ؛ وأنه جل شأنه يرى يوم القيامة على الصورة التي يريدها سبحانه من غير تمثيل ولا تشبيه ولا تعطيل وقد اختلف أهل العلم في من يراه يوم القيامة فقيل أن المنافقين يرونه (على الصورة التي يريد )ثم يحجب عنهم نكالا بهم وإغاضة لهم وأن الكفار يحجبون عنه سبحانه فلا يرونه وأن المؤمنين هم فقط الذين يرونه ويتنعمون برؤيته ولا يحجبون عنه سبحانه، وكما يحذر حفظه الله من البدع جميعها جلها ودقها ؛ من بدعة الطرقية والتصوف المذموم إلى الاعتزال وأهله الضلال وصولا إلى الشيعة الباطنية أهل الغلو والفساد في الأرض . 5-سألنا الإمام الميموني عن شيخي الإسلام في هذا العصر الألباني وابن باز-رحمهما الله - فقال عن الإمام الألباني :"قائم بالسنة الصحيحة فهو عالم وأفضل العلماء العاملين والجهلاء المسترشدين ،كن عالما أو متعلما ولا تكن الثالث فتهلك "وقال عن الإمام ابن باز :"عالم عامل يدعو إلى الخير ومن اتبع خطاه فهو على الحقيقة ". 6-الإمام الميموني يرجح على التفصيل أن آخر ما نزل من القرآن نهارا قوله تعالى : "الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الْإِسْلَامَ دِينًا" وآخر مانزل ليلا هو قوله تعالى :"وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لا يُظْلَمُونَ ". 7-رد الإمام الميموني –حفظه الله- أحكام الميراث إلى آية من كتاب الله قائلا : الفرائض كلها مربوطة بقوله تعالى :" يُوصِيكُمُ اللَّهُ فِي أَوْلَادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الْأُنْثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلِأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلِأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلِأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لَا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعًا فَرِيضَةً مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا". 8- الإمام الميموني يذكر قصة طلبه للعلم معرجا على أبيه وأحد شيوخه من المتصوفة -ونلاحظ منه حين ذكر هذين الشخصين وقفة قصيرة كأنه يتألم من حالهما وما آلا إليه من بدعة الطرقية المقيتة وقد ختم تلك الوقفة بقوله: والرسول يقول "اذكروا موتاكم بخير " فالله يرحمهم على ماقدموه من خير ويغفر لهم ما فعلوا من شر- وها هنا وقفة منهجية مع الإمام وذلك كون الآمر بالمعروف المحتسب لا تأخذه في الله لومة لائم ولو كان المنكر عليه أقرب قريب ولكن على الآمر أن يعرف المقامات ويقدر لها قدرها ويفرق بين مقام الترجمة ومقام الإنكار ولكن دون أن يغفل عن البيان إذا اقتضى المقام ودعت الحاجة . 9-سألنا الإمام الميموني عن مقروءاته ومحفوظاته والكتب التي درَسها على شيوخه والكتب التي درَّسها في مسجده ؛ فكان جوابه بكل اختصار :"كل ما درسته على مشايخي درسته في مسجدي" . هذا ما تيسر الآن ذكره ؛ ولعل أن يكون جديد في الأيام المقبلة إن شاء الله ؛ والحمد لله من قبل ومن بعد . وكتب : أبو عبد الله بن عزيز بلال يونسي السكيكدي ملاحظة : وقد كان تدويني لهذه السطور قبل بضعة شهور أو أكثر ؛ وكل هذه المدة وهي حبيسة مكتبي الضئيل ؛ حتى أخبرت من لدن صديق بسكري-كنا قد حضرنا وصديق ثالث مجلس الميموني- أن الشيخ الميموني قد قضى إلى ربه –فاللهم ارحمه رحمة واسعة جزاء ما قدم خدمة لدينك وارزقنا الصبر على فراق أمثاله من رجال الصدق والديانة نحسبه كذلك والله حسيبه ولا نزكي على الله أحدا ؛ وارزق أهله الصبر واخلفهم الصلاح والأجر؛وإنا لله وإنا إليه راجعون؛وعظم اللهم أجور أهل السنة خاصة والمسلمين كافة لفقد هذا الإمام الفذ؛ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم له الأمر من قبل ومن بعد- فعزمت أن أرسل هذه الكلمات ؛ ولكن منعتني كلمة لطالما أرتادها وأرددها (لعل ..لعل..) ؛ وأملي في ذلك أن ينهض بالأمر غيري ؛ ويرثي الإمام ؛ عرفانا وشكرا لما قدم خدمة لدين الإسلام؛ولا يشكر الله من لا يشكر الناس ؛ ومما زادني إعراضا عن إرسالها نصيحة الشيخ الفاضل المتواضع في سمته وخلقه –أحسبه والله حسيبه- الحبيب حسن آيت علجت بقوله:"هذه الكلمات تصلح كرسالة خاصة ولا تصلح لأن تعمم أو تنشر؛ وقد لقيت كلماته مني كل قبول "؛ولكن لما لم أجد من نهض لرثائه ولو ببيت أو نصيفه؛ عزمت على إرسالها من باب قولهم :"مالا يدرك جله لا يترك كله" ؛ إذ أنا على علم أن ما كتبته يصدق عليه قول شيخنا حسن آيت علجت أيما صدق بل ويزيد ؛ والله أعلم وهو خبير بما نسر وما نعلن ؛ نسأله سبحانه الستر والعفو والعافية في الدنيا والآخرة ؛ آمين آمين . |
وأظن أن ما ذكرت يصلح أن يقال عنه : إنه إشارة لما يحصل في الساحة الإسلامية من تغييب للعلماء العاملين فارقنا الشيخ الغديان وتلاه الشيخ جميل زينو والشيخ الوائلي وكذلك الإمام يحيى بن عثمان المدرس وكأن لم يكن شيء وذلك في حين كثر فيه المتميعة والغلاة وأكثر من هؤلاء مبتغي السلامة من بني جلدتنا ولكن أنى لهم ذلك ؛ أو لم يعلمنا سلفنا أن (مع الصبر واليقين تنال الإمامة في الدين) وأنه (لا يمكن الرجل حتى يبتلى) إذا فحقيقة الأمر على غير ما يظنه الجبناء مبتغوا السلامة فإنا لله وإنا إليه راجعون وياسلفيين هبوا هبوا هبوا آ نعم هل موت الشيخ المدرس صحيح فإني كلمت بعض إخواننا بمكة فلم أجده على علم بالخبر فربما هو خطأ في النقل أو إشاعة ويا ما أكثر الإشاعات بين الصفوف هذا الزمان والله المستعان ؛ أو يكون أخونا بعيدا عن الحدث والله أعلم فمن يعلم مدى صحة الخبر |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 08:00 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي