الإشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة
(( فصل )) ومن أسباب دفع القلق الناشئ عن توتر الأعصاب ، واشتغال القلب ببعض المكدرات: الإشتغال بعمل من الأعمال أو علم من العلوم النافعة. فإنها تلهي القلب عن إشتغاله بذلك الأمر الذي أقلقه. وربما نسي بسبب ذلك الأسباب التي أوجبت له الهم والغم، ففرحت نفسه، وازداد نشاطه، وهذا السبب أيضاً مشترك بين المؤمن وغيره. ولكن المؤمن يمتاز بإيمانه وإخلاصه واحتسابه في اشتغاله بذلك العلم الذي يتعلمه أو يعلمه ، وبعمل الخير الذي يعمله، إن كان عبادة فهو عبادة ، وإن كان شغلاً دنيوياً أو عادة دنيوية أصحبها النية الصالحة . وقصد الإستعانة بذلك على طاعة الله ، فلذلك أثره الفعال في دفع الهم والغموم والأحزان ، فكم من إنسان ابتلي بالقلق وملازمة الأكدار، فحلت به الأمراض المتنوعة ، فصار دواؤه الناجع نسيانه السبب الذي كدره وأقلقه ، واشتغاله بعمل من مهماته. وينبغي أن يكون الشغل الذي يشتغل فيه مما تأنس به النفس وتشتاقه، فإن هذا أدعى لحصول هذا المقصود النافع، والله أعلم. كتاب: الوسائل المفيدة للحياة السعيدة. ص (15،،16) تأليف: الشيخ العلامة الإمام: عبد الرحمن بن ناصر بن عبد الله السعدي |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 01:35 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي