من المهمّ لكلّ من سلك درب نظم الشعر السّلفيّ
من المهمّ لكلّ من سلك درب نظم الشعر السّلفيّ بسم الله الرّحمن الرّحيم من المهمّ لكلّ شاعر سلفيّ أن: • يحمدَ الله على نعمة موهبة نظم الشّعر؛ فكم ممّن كسر أقلامه، وأراقَ مداد محبرته، وتسلّق حبال أفكاره؛ في سبيل الوصول إلى نظم بيت واحد؛ فحسِبَه شعرًا وأدبًا؛ وما هو إلا كسراب بقيعة! • يعتنيَ بحفظ القرآن الكريم، ويواظب على تلاوته ودراسته، فلا يدوّي في وجدانه هديل الشّعر وحفيف القوافي؛ غافلاً بالكليّة عن كلام ربّ البريّة؛ فأن يكون جوف الشّاعر ممتلئًا بكلام البشر؛ خاوٍ من كلام ربّ البشر؛ كمن استبدل الّذي هو أدنى بالّذي هو خير! • يتحرّى الصّدق في معاني نظمه؛ فلا يدعَنَّ مشاعرَه تجرفُ تيّار شعِره؛ فتغرقه في وادي المبالغة، المفضي إلى شفا الكذب، وعدم المصداقيّة. • يجتنبَ الغلوّ في مديح الأشخاص ـ في شعره ـ ما أمكن؛ وإن كان للمديح لا بدّ فاعلاً فحسبه من استحقّه من الأموات؛ وإن اضطرّ للأحياء فليجعله بصيغة شكر أو دعاء؛ مركّزًا على الصّفة الّتي استدعته للمديح؛ وليس على الشّخص ذاته... • يضبطَ انفعالات حزنه؛ حال رثائه لشخص ما؛ فلا تغدو أبياته وكأنّها نذير شرٍّ؛ تُشعر قارئها أنّ الحياة توقّفتْ بموت ذلك الشّخص! • يدوّن في مؤلّف خاصٍّ به (ديوان مثلاً)؛ ينشره بين أيدي النّاس؛ يحتوي على: 1ـ قصيدة تفصح عن منهجه (السّلفيّ)؛ بوضوح. 2ـ قصيدة أو قصائد يبيّن فيها معتقده في بعض المسائل؛ نحو: معنى (لا إله إلا الله)، (صفات الله عزّ وجلّ)...إلى آخر تلك المسائل الّتي يتميّز بها السّلفي عن غيره؛ والّتي تعرب عن منهجه المؤصّل؛ فيكون شعره باب علم لغيره. 3ـ قصيدة يضمّ فيها باقة أسماء شيوخه في العلم الشّرعيّ (سواء من تتلمذ على أيديهم بشكل مباشر، أو غير مباشر). • يلمَّ شتات مشاركاته المتفرّقة بين دفاتر قديمة، ومنتديات، وبين حلّ وترحال..في سِفْر واحد، فلا يزهد بنظمه وإن كان يسيرًا؛ فإنّنا بحاجة إلى كلّ نظم سلفيّ؛ ولو بُنيَ على بيت واحد. • يحدّد مع كلّ قصيدة: تاريخ النّظم، والمناسبة؛ فضلاً عن البحر الّذي ركبتْ على متنه سفينة كلمات قصيدته ومعانيها. • ينوّعَ في مواضيع نظمه؛ فتارة يصف حال أمّته، وتارة يعالج ظاهرة في مجتمعه، وأخرى يردّ على من ينبغي عليه أن يُردّ..إلخ؛ فلا يجمد على غرض بعينه. • يغاير في الفئة المستهدفة من قصائده؛ بحيث تخاطبّ مرّة: الكبار؛ وأخرى الشّباب، ولا ننسى الأطفال..إلخ. • يجدّدَ في أسلوبه؛ ما بين الجادّ والطّريف، كلّ حسب ما يناسب الغرض من قصيدته. • ينْظمَ شعره بألفاظ سهلة يسيرة الفهم؛ تنساب عذبة رقراقة؛ تُشعر قارئها أنّه يسير في أرض ممهّدة، لا في طريق وعر صعب؛ فلا تحوج قارئها إلى العودة إلى المعاجم في كلّ كلمة؛ وذلك لتُفهم معانيها لدى أكبر شريحة من القرّاء. وأختم بما بدأتُ به: أن يشكر الشّاعر السّلفي ربّه؛ فإنّ الميراث الّذي يتركه لأمّته؛ لميراث ثمين؛ جمعَ لآلئ الكلمة الشّعريّة المؤثرّة، وجواهر المنهج السّلفيّ الصّافي الّذي ينبغي أن يسير عليه المسلم في حياته... فاجتماع الكلمة البليغة (الشّعر) مع النّفَس البليغ (السّلفيّ) نعمة؛ وأيّ نعمة؛ لا يدركها إلا من فقدها! ووقف يتأمّل نظم الشّعراء السّلفييّن؛ قائلاً: بارك الله لهم، وجزاهم عن المسلمين خيرًا... راجيًا لهم أن يكونوا ممن استثناهم ربّنا تبارك وتعالى في قوله: {إِلاَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَذَكَرُوا اللهَ كَثِيرًا وَانْتَصَرُوا مِنْ بَعْدِ مَا ظُلِمُوا} الآية...سورة الشّعراء: (227) هذا والله تعالى أعلم. وصلّى الله على نبيّنا محمّد وعلى آله وسلّم. |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 07:46 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي