الجزء الثاني من تحفة التوحيد .
بسم الله الرحمن الرحيم مقدمة الطبعة الأولى الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن تبع هداه , وبعد , فإن علم التوحيد من أهم العلوم , وإن تبيينه وتيسيره متعين بالمنثور والمنظوم , وقد أبلى علماؤنا في ذلك البلاء الحسن , فبينوه غاية البيان بالآيات والسنن , وقد وفقني ربي عز وجل فنظمت خلاصة عقيدة أهل السنة في الجزء الأول من هذا المتن الذي أثنى عليه العلماء , وانتفع به الصغار والكبار والرجال والنساء , في معرفة التوحيد والحذر من الشرك والتنديد , وقد فتح الله تبارك وتعالى علي فنظمت جزءا ثانيا لهذا المتن في مائة بيت أيضا تجمع مسائل مهمة من عقيدة أهل السنة إكمالا للجزء الأول , وكان سبب نظمي للجزء الأول من هذا المتن هو رغبتي في تعليم أولادي التوحيد الذي هو أهم واجب علينا فالحمد لله الذي جعل أولادي سببا في نفع المسلمين بنظم الجزء الأول من هذا من المتن , وأسأل الله أن يصلح أبنائي وأبناء المسلمين , وكان سبب نظمي للجزء الثاني من هذا المتن هو أحد إخواننا الذين نحسبهم من الصالحين حيث نحمد الله عز وجل أني أُرَغِّبُ كل من يتلقى عليَّ القرآن بتجويده وقراءاته في حفظ حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم بتجزئة صحيح مسلم إلى أجزاء كل جزء مائة حديث شريف كما أرغبهم في تعلم التوحيد بحفظ هذا المتن وفهمه , والحمد لله تغيرت كثير من المفاهيم المغلوطة المخالفة لما كان عليه السلف الصالح , وهذه نعمة عظيمة أحمد الله تبارك وتعالى عليها , فأخونا الفاضل هذا كان يستصعب حفظ المتون فلما نصحته بحفظ هذا المتن شرح الله صدره فحفظه ووجد له سهولة ويسرا , فلما وصل إلى خاتمته تعجبت فبينما هو يستصعب حفظ المتون إذا به قد وصل إلى الخاتمة من المتن فشعرت بعظيم فضل الله عليَّ أن جعلني سببا لتيسير حفظ التوحيد على الناس بهذا المتن فشرح الله صدري لأنظم جزءا ثانيا فيه المتممات لما في الجزء الأول وكان ذلك في يوم الاثنين 12 جماد أول 1431هـ الموافق 26 / 4 / 2010م ويسر الله عز وجل تمام شرحه بعد تمام نظمه في يوم الاثنين 28شعبان 1431هـ الموافق 9 / 8 / 2010م , فأسأل الله عز وجل أن يجعلني من المخلصين الشاكرين إذ هو محض فضل من رب العالمين . الْمُقَدِّمَةُ ( 6 ) قَالَ مُحَمَّدٌهوالشَّعْبَانِي = الْحَمْدُ لِلَّهِ عَلَى الإِحْسَانِ إِحْسَانُكَ الْلَّهُمَّ لَيْسَ يُحْصَى= وَفَضْلُكَ الْلَّهُمَّ لا يُسْتَقْصَى ثُمَّ الصَّلاةُ وَالسَّلامُ مُسْجَلا = عَلَى النَّبِيِّ الْمُصْطَفَى وَمَنْ تَلا وَبَعْدُ هَذَا النَّظْمُ جُزْءٌ ثَانِ= مِنْ تُحْفَةِ التَّوْحِيدِ لِلرَّحْمَنِ فَتْحٌ مِّنَ اللَّهِ عَلَىَ عُبَيْدِهِ = عَسَاهُ فَتْحٌ لِجِنَانِ خُلْدِهِ فَأَسْأَلُ الْلَّهَ لَهُ التَّمَامَا = وََأَنْ يَكُونَ لَلْهُدَىَ إِمَامَا بَابُ شُرُوْطِ الْشَّهَادَةِ ( 2 ) وَسَبْعَةٌ شُرُوطُ الاسْتِفَادَهْ = لِنَاطِقٍ بِكِلْمَةِ الشَّهَادَهْ عِلْمٌ وَإِخْلاصٌ يَقِينٌ صِدْقُ = حُبٌّ قَبُولٌ وَانْقِيَادٌ حَقُّ بَابُ الْقَوْلِ فِي الصِّفَاتِ ( 8 ) وَاعْلَمْ بِأَنَّ الْقَوْلَ فِي الصِّفَاتِ = فَرْعٌ عَلَى كَلامِهِمْ فِي الذَّاتِ فَقَوْلُهُمْ فِي الذَّاتِ وَالْحَيَاةِ = يَلْزَمُهُمْ فِيْ سَائِرِ الْصِّفَاتِ وَالأَصْلُ فِي إِثْبَاتِهَا التَّفْصِيلُ = مُنَزَّهًا كَمَا أَتَىَ الدَّلِيلُ وَالأَصْلُ فِي النَّفْيِ هُوَ الإِجْمَالُ = فَذَاكَ فِي النَّفْيِ هُوَ الْكَمَالُ وَعَكْسُهُ أَهْلُ الْكَلامِ ضَلُّوْا = لأَنَّهُمْ مِنَ الْحَدِيثِ مَلُّوا فَاحْذَرْهُمو فِي الْغَرْبِ أَوْ فِي الشَّرْقِ = وَكُنْ عَلَىَ نَهْجِ الْهُدَاةِ الْحَقِّ وَإِنْ يَرِدْ فِي الْوَصْفِ لَفْظٌ مُجْمَلُ = لانَفْيَ لا إِثْبَاتَ بَلْ نُفَصِّلُ فَنُثْبِتُ الْحَقَّ وَنَنْفِي الْبَاطِلا = كَجِهةٍ تَدُلُّ أَنَّهُ عَلا بَابُ أَنْوَاعِ الْعُلُوِّ ( 5 ) وَأَثَبِتِ الْعُلُوَّ لِلرَّحْمَنِ = عُلُوَّ قَهْرٍ وَعُلُوَّ الْشَّانِ وَقُرْبُهُ مِنْ خَلْقِهِ لا يَنْفِي = عُلُوَّ ذَاتِهِ بِغَيْرِ كَيْفِ وَكَيْفَ لا وَمَنْ أَيَاتِهِ الْقَمَرْ = أَلَيْسَ فِي السَّمَا وَمَعْ كُلِّ الْبَشَرْ بَلْ فِيْكَ أَنْتَ أُوْضَحُ الآَيَاتِ = فَالَرُّوْحُ مِنْكَ دُوْنَ كَيْفِيَّاتِ مَا دُمْتَ عَنْ رُوْحِكَ قَدْ عَجَزْتَا = فَكَيْفَ بِاللَّهِ أَلا اسْتَحَيْتَا يتبع إن شاء الله . |
جزاك الله خيراً و بارك الله فيك أخي الشعباني
لي ملاحظة عروضية في آخر بيت في قولك : مَا دُمْتَ عَنْ رُوْحِكْ قَدْ عَجَزْتَا = فَكَيْفَ بِاللَّهِ أَلا اسْتَحَيْتَا فأنت سكنت كاف روحك لدفع الكسر في البيت لكن أوقع ذلك في نقص وتدك المجموع الواجب التمام لأن تفعيلة الرجز مستفعلن يدخلها التغيير في سببيها الخفيفين و هما مُسْ و تَفْ دوناً عن الوتد المجموع و هو عِلُنْ فلا يتدخل التغيير للوتد المجموع بتاتاً إذا كان التفعيلة من ضمن الحشو , أما إذا كانت في العروض أو الضرب يدخلها زحافات عديدة نقصاً و زيادة كما هو مبثوث في منظوماتك و لو أنّك أبقيت على حركة كلمة روحك لكان أجبر للكسر فتكتب هكذا : مَا دُمْتَ عَنْ رُوْحِكَ قَدْ عَجَزْتَا = فَكَيْفَ بِاللَّهِ أَلا اسْتَحَيْتَا. مع مد خفيف لحاء روحك , و هو أهون من تسكين لكاف هذا ما رأيته , مع جهلي العريض بهذا الفن ّ و ما كتبت الذي كتبت إلا لما تلمسته من حسن تواضعك و قبولك النقد و النصح من إخوانك أخي الحبيب و ليس لي على باقي الأبيات أي إشكال و الله يحفظك و يوفقك . |
جزاك الله خيرا أخي الكريم أبا عبد الرحمن وبارك الله فيك , واكاف مفتوحة كما بينتم ويكثر الخطأ في تشكيل الأبيات لأن التشكيل على الحاسب يتعبني جدا فأضطر إلى التشكيل بكوقع جوجل تشكيل فتكثر من هنا أخطاء التشكيل لكني سأصلحه إن شاء الله تعالى , وسأنقل الموضوع إلى قسم النونيات والمنظومات كما أشرتم لعلنا نستفيد من إخواننا الكرام .
|
بَابُ مَرَاتِبِ الدِّينِ (4 ) مَرَاتِبُ الدِّينِ ثَلاثَةٌ أَتَتْ =الاسْلامُ وَالإِيْمَانُ قَدْ تَقَدَّمَتْ وَجَازَ الاسْتِثْنَاءُ فِي الإِيْمَانِ =مِنْ غَيْرِ شَكٍّ بَلْ عَلَىَ الْعِرْفَانِ وَفَوْقَهَا الإِحْسَانُ رُكْنٌ وَاحِدُ =فَالَغَيْبُ فِيهِ شَاهِدٌ مُشَاهَدُ وَذَاكَ دِيَنُ الرُّسْلِ أَجْمَعِينَا=قَدْ خَابَ مَنْ يَبْغِي سِوَاهُ دِينَا يتبع إن شاء الله . |
أخي الشعباني واصل وصلك الله بفضله , فالمنظومة كلما زادت أبياتها زاد حسنها ,
فلا عدمناك ناظما عقيدة السلف غير أن لي استفهاما على قولك اقتباس:
وأسأل الله لك التوفيق |
منكم نستفيد يا شاعرنا الكريم ـ فأنتم أعلم مني ـ بأن الضرورات الشعرية لا تغير من المعاني شيئا وإنما هي تغيير لصورة اللفظ مع الاحتفاظ بالمعنى وإلا ما كانت ضرورات , والله أعلم , وجزاك الله خيرا .
|
بارك الله فيك أخي الشعباني
ألا ترى أنه يُخرم هذه القاعدة التي ذكرتَها , ما إذا ألجأك الوزن إلى تخفيف ياء " إياك " والتي أصلها التشديد في الآية (إياك نعبد وإياك نستعين ) وحينها يصير المعنى أشعة الشمس وبذلك فسدت العقيدة . وعليه فما كل تغيير في اللفظ ضرورة يستقيم معه المعنى , نعم هذا هو الغالب مثل قطع همزة الوصل أو عكسها , ومد المقصور , وما أشبه ذلك ولكن صلاح ذلك التغيير ليس قاعدة عامة , والله أعلم وكل الذي ذكرتُه من باب ضرب المثل وإلا فإني لا أعلم ما إذا يجوز قصر " آياته " أم لا !!! |
جزاك الله خيرا أخانا الكريم , نعم إذا أخرجت الضرورة الكلمة عن بنيتها ومعناها فإنها لا تكون ضرورة والله أعلم . بَابُ مَرَاتِبِ الْقَدْرِ ( 3 ) وَكُلٌّ شَيْءٍ بِالْقَضَاءِ وَالْقَدَرْ = سَلِّمْ فَأَمْرُ الْلَّهِ مَا مِنْهُ مَفَرّْ وَلا تُقَصِّرْ وَاحْفَظِ الْمَرَاتِبا = عِلْمٌ مُحِيْطٌ وَكِتَابٌ كُتِبَا وَبَعْدَهَا مَشِيئَةٌ وَخَلْقُ = وَاللَّهُ وَحْدَهُ الإِلَهُ الْحَقُّ |
بَابُ أَنْوَاعِ الإِرَادَةِ ( 5 )
ثُمَّ الإِرَادَةُ لَهَا نَوْعَانِ = كَالْحُكْمِ والقَضَاءِ فِي الْبَيَانِ([1] ) كَوْنِيَّةٌ حَتْمِيَّةٌ مُقَدَّرَهْ = هَلْ غَيْرُ رَبِّي خَالِقٌ مَا قَدَّرَهْ لِكُلِّ شَيْءٍ فَافْهَمِ الْدَّلِيلا = شَرْعِيَّةٌ تُوَافِقُ الْتَّنْزِيلا لِمَا يُحِبُّهُ وَلَيْسَتْ حَتْمَا = فَضْلا وَعَدْلا مِنْهُ لَيْسَ ظُلْما وَاجْتَمَعَا فِي الْمُؤْمِنِينَ فَضْلا = وَافْتَرَقَا فِي الْكَافِرِينَ عَدْلا في طبعة سابقة ( كالحكم والقضا فخذ بياني) . ( [1] ( |
بَابٌ فِي دُورِ الإِنْسَانِ ( 4 ) اعْلَمْ بِأَنَّ الدَُّورَ لِلإِنْسَانِ = ثَلاثَةٌ فَهَاكَ بِالْبُرْهَانِ دُنْيَاك مَوْلِدٌ إِلَى الْمَمَاتِ = وَبَرْزَخٌ مِنْهُ لِبَعْثٍ آَتِ وَالاخْرَى إِمَّا جَنَّةٌ أَوْ نَارُ = مَوْجُودَتَانِ الآَنَ لا إِنْكَارُ لا تَفْنَيَانِ, تَبْقَيَانِ أَبَدا = نَارُ الْشُقَاةِ وَجِنَانُ السُّعَدَا |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 02:10 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي