من جميل ما قيل في: المداد....
بسم الله الرحمن الرحيم [قال بعض الأدباء: عطِّروا دفاتر الآداب بسواد الحبر! وقد كان في حجر إبراهيم بن العباس قرطاس يمشق فيه كلامًا؛ فأسقط؛ فمسحه بكمه! فقيل له: لو مسحته بغيره؟!! فقال: المال فرع والقلم أصل، والأصل أحق بالصون من الفرع! وأنشد في ذلك: إنما الزعفران عطر العذارى ........ ومداد الدوي عطر الرجال!! قال فارس بن حاتم: "ببريق الحبر تهتدي العقول لخبايا الحكم؛ لأنه أبقى على الدهر، وأنمى لذكر، وأزيد للأجر". واعلم أن المداد ركن من أركان الكتابة، وعليه مدار الربع منها؛ وأنشدوا في ذلك: ربع الكتابة في سواد مدادها .........والربع حسن صناعة الكتاب والربع من قلم تسوى بريه.......... وعلى الكواغد رابع الأسباب قال بعض العلماء رحمهم الله: "وإنما اختير فيه السواد دون غيره؛ لمضادته لون الصحيفة". يقال في لون المداد: أسود قاتم، وهو أول درجة السواد، وحالك وحانك، وحلكوك، وحلبوب، وداج، ودجوجي، وديجور، وأدهم، ومدهام! كتب جعفر بن حدار بن محمد إلى دعلج بن محمد؛ يستهديه مدادًا: يا أخي للوداد للمداد!.......وصديقي من بين هذي العباد والذي فيه ألف مجدٍ طريفٍ.......قد أمدت بألف مجدٍ تلاد أنا أشكو إليك حال دواتي!.......أصبحت تقتضي قميص حداد* ولله منصور بن إسماعيل حيث يقول: وسوداء مقلتها مثلها ... وأجفانها من لجين صقيل إذا أذرفت عبرة خلتها ... كغالية فوق خد أسيل] ا.هـ ،،،،،،،،،،، انتقيتها من كتاب: (صبح الأعشى)، باختصار وتعديل يسير. * قميص حداد: ربما لا تصحّ شرعًا..والله أعلم. |
أعقّبُ بهذه الفائدة الّتي توضّح معنى كلمة (يمشق)، والمذكورة في مطلع المشاركة السّابقة: "(مشق): الميم والشين والقاف: أصلٌ صحيح يدلُّ على (سُرعة وخِفّة)! يقولون: مَشَق، إذا أسرَعَ الكتابة! ومَشَق: طَعَن طَعْنًا بسرعة. ومَشَقَ في أكلِهِ: أسرعَ واشتدَّ. والمَشْق: جَذْب الشّيءَ ليمتدَّ ويطول. والوتَرُ يُمشَق حتَّى يَلين. وامتشقتُ الشَّيءَ: اقتطعتُه بسرعة. ومشَقْت الثّوْبَ: مزَّقته! وفَرسٌ مَشِيقٌ وممشوق: طويل مُنجرِد خفيف..." إلخ. ...................... من كتاب: معجم مقاييس اللّغة؛ لابن فارس. |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 06:14 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي