تنبيه ذوي اللب على أضرار ومفاسد وتحريم الاحتفال بعيد الحب
الحمد لله رب العالمين الرحمن الرحيم ملك يوم الدين والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين نبيينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين أما بعد فإن خير الحديث كلام الله وخير الهدى هدى محمد صلى الله عليه وسلم وشر الأمور محدثاتها وكل محدثة بدعة وكل بدعة ضلالة وكل ضلالة فى النار؛ فمن الأمور التى يجب الحذر منها والتى قد انتشرت بين عامة الناس ليس إلا تقليداً للغرب الكافر مايسمى بعيد الحب ؛ فكان لزاماً على أهل العلم بيان خطر هذا الأمر والنصح للمسلمين وهذه بعض أقوال أهل العلم فى الإحتفال بهذا اليوم .
عيد الحب - والذي له هذا الإعلام الواسع االمنشور المشهور والذي قد تكرر. يعتبر من أعياد الكفار ويعتبر من المحدثات والنبي صلى الله عليه وسلم يقول:كما في حديث ابْنِ عُمَرَ: «بُعِثْتُ بِالسَّيْفِ حَتَّى يُعْبَدَ اللَّهُ لَا شَرِيكَ لَهُ وَجُعِلَ رِزْقِي تَحْتَ ظِلِّ رُمْحِي وَجُعِلَ الذِّلَّةُ وَالصَّغَارُ عَلَى مَنْ خَالَفَ أَمْرِي وَمَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ». والله سبحانه وتعالى يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ المُؤْمِنِينَ أَتُرِيدُونَ أَنْ تَجْعَلُوا لِلَّهِ عَلَيْكُمْ سُلْطَانًا مُبِينًا﴾ [النساء:144]. وسواء كانت الولاية بالأقوال أم بالأفعال كل ذلك حرام. وأعياد الكفار من دواعي التشبه بهم ومحبتهم والسير على منوالهم والله عز وجل يقول: ﴿لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ ﴾ [المجادلة:22] فمحبة الكفار والتشبه بهم في أعيادهم أو التشبه بهم في سائر امورهم أمر شديد التحريم. قال تعالى: ﴿فَتَرَى الَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ يُسَارِعُونَ فِيهِم يَقُولُونَ نَخْشَى أَنْ تُصِيبَنَا دَائِرَةٌ فَعَسَى اللهُ أَنْ يَأْتِيَ بِالْفَتْحِ أَوْ أَمْرٍ مِنْ عِنْدِهِ فَيُصْبِحُوا عَلَى مَا أَسَرُّوا فِي أَنفُسِهِمْ نَادِمِينَ﴾ [المائدة:52] وسواء كانت المسارعة منهم في أعمالهم وأقوالهم أو التشبه بهم أوما الى ذلك كل ذلك حرام وهو من دواعي الفساد. هذا العيد من دواعي الفساد ومن دواعي الزنا , الحب إما أن يكون حباً في الله أو بغضاً في الله فنعما ذاك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «الحب في الله والبغض في الله من أوثق عرى الإيمان», وقال صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح:«أَنَّ رَجُلاً زَارَ أَخًا لَهُ فِى قَرْيَةٍ أُخْرَى فَأَرْصَدَ اللَّهُ لَهُ عَلَى مَدْرَجَتِهِ مَلَكًا فَلَمَّا أَتَى عَلَيْهِ قَالَ أَيْنَ تُرِيدُ قَالَ أُرِيدُ أَخًا لِى فِى هَذِهِ الْقَرْيَةِ. قَالَ هَلْ لَكَ عَلَيْهِ مِنْ نِعْمَةٍ تَرُبُّهَا قَالَ لاَ غَيْرَ أَنِّى أَحْبَبْتُهُ فِى اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ. قَالَ فَإِنِّى رَسُولُ اللَّهِ إِلَيْكَ بِأَنَّ اللَّهَ قَدْ أَحَبَّكَ كَمَا أَحْبَبْتَهُ فِيهِ»[1]. وثبت من حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه عند مالك في الموطأ أن النبي صلى الله عليه وسلم قال فيما يرويه عن ربه عز وجل «وجبت محبتي للمتحابين في والمتجالسين في والمتزاورين في والمتباذلين فيّ» والله عز وجل يقول: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا مَنْ يَرْتَدَّ مِنْكُمْ عَنْ دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى المُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ وَلا يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ﴾ [المائدة:54] ففيه فضل التحاب في الله, هذا أمر مطلوب شرعاً وله فضل عظيم. الأمر الثاني: من المحبة المباحة كأن يحب الإنسان ولده أو يحب زوجته أو يحب قريباً له فهذا من المحبة المباحة المشروعة وقد تكون مستحبةأو واجبة في بعض الحالات أن يحب الإنسان من يستحق الحب من أهله, سُئِل النبي صلى الله عليه وسلم: أَىُّ النَّاسِ أَحَبُّ إِلَيْكَ؟ قَالَ « عَائِشَةُ ». قُالوا: مِنَ الرِّجَالِ ؟ قَالَ « أَبُوهَا ». قُلْتُ ثُمَّ مَنْ؟ قَالَ « عُمَرُ ». فَعَدَّ رِجَالاً. عائشة زورجته يحبها حب الرجل لأهله ,والمِقَتُ من الله, قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم. من هذا يشرع للإنسان أن يحب امرأته. قال تعالى: ﴿ وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً﴾ [الروم:21]فهذا مباح. أما إثارة ما يسمى بعيد الحب ومعنى ذلك عيد الفساد وعيد التهييج الى الزنا وعيد التهييج الى المعاشقة والمصادقة وسلوك دروب الكفار في ذلك واعتباره عيداً !, هذا ما صار عيدًا ! هذا صار فتنة في الأعراض, وفتنة في القلوب وفتنة في الدين والدنيا. وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيحين:عن النعمان بن بشيرt قال: «إِنَّ الْحَلاَلَ بَيِّنٌ وَإِنَّ الْحَرَامَ بَيِّنٌ وَبَيْنَهُمَا مُشْتَبِهَاتٌ لاَ يَعْلَمُهُنَّ كَثِيرٌ مِنَ النَّاسِ فَمَنِ اتَّقَى الشُّبُهَاتِ فقد اسْتَبْرَأَ لِدِينِهِ وَعِرْضِهِ وَمَنْ وَقَعَ فِى الشُّبُهَاتِ وَقَعَ فِى الْحَرَامِ كَالرَّاعِى يَرْعَى حَوْلَ الْحِمَى يُوشِكُ أَنْ يَرْتَعَ فِيهِ أَلاَ وَإِنَّ لِكُلِّ مَلِكٍ حِمًى أَلاَ وَإِنَّ حِمَى اللَّهِ مَحَارِمُهُ , أَلاَ وَإِنَّ فِى الْجَسَدِ مُضْغَةً إِذَا صَلَحَتْ صَلَحَ الْجَسَدُ كُلُّهُ وَإِذَا فَسَدَتْ فَسَدَ الْجَسَدُ كُلُّهُ أَلاَ وَهِىَ الْقَلْبُ». فوجود الرجال بجانب النساء متكشفات والرجال ينظرون إلى النساء والنساء ينظرن إلى الرجال هذا من أشد أنواع الفتنة ,ومما يدل على تحريم النظر إلى المرأة الأجنبية إلا لخطبتها قال الله عز وجل: ﴿قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ وَيَحْفَظُوا فُرُوجَهُمْ ذَلِكَ أَزْكَى لَهُمْ إِنَّ اللهَ خَبِيرٌ بِمَا يَصْنَعُونَ﴾ [النور:30] فمن أراد لنفسه الزكاء وأراد لها الطهر وأراد لها النقاء فليتأدب بآداب كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وفي الصحيحين من حديث أبي سعيد الخدريt أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«إِيَّاكُمْ وَالْجُلُوسَ فِى الطُّرُقَاتِ». قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ مَا لَنَا بُدٌّ مِنْ مَجَالِسِنَا نَتَحَدَّثُ فِيهَا. قَالَ رَسُولُ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم - «فَإِذَا أَبَيْتُمْ إِلاَّ الْمَجْلِسَ فَأَعْطُوا الطَّرِيقَ حَقَّهُ». قَالُوا وَمَا حَقُّهُ؟ قَالَ: «غَضُّ الْبَصَرِ وَكَفُّ الأَذَى وَرَدُّ السَّلاَمِ وَالأَمْرُ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْىُ عَنِ الْمُنْكَرِ». هذا إذا كان جالساً في الطريق ومرت امرأة أو مر ما يستحق غض البصر منه يغض بصره فكيف بمن يركب سيارته أو يمشي بقدميه إلى مكان يرى فيه النساء يغنين أو ما إلى ذلك فيما يسمى بعيد الحب. فيا أيها الناس اتقوا الله فهذا العيد يتضمن عدة مفاسد , الزنا حرام وذرائع الزنا حرام بما في ذلك النظر إلى، الأجنبية، وبما في ذلك المصافحة للمرأة الأجنبية والخلوة بها، وأمور شتى وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم كما في حديث أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ قال صلى الله عليه وسلم: «الْعَيْنَانِ تَزْنِيَانِ وَالْيَدَانِ تَزْنِيَانِ وَالْفَرْجُ يُصَدِّقُ ذَلِكَ أَوْ يُكَذِّبُهُ». ومعنى ذلك أن هناك أسباب للزنا ودواعي, والزنا فاحشةً كما أخبر بذلك ربنا جل وعلا فقال ﴿وَلا تَقْرَبُوا الزِّنَى إِنَّهُ كَانَ فَاحِشَةً وَسَاءَ سَبِيلًا﴾ [الإسراء:32]. وأي بلد تفشوا فيه هذه الفاحشة فإنه مؤاذن بنقمة الله له، ثبت من حديث عبد الله بن عمرو t قال: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ، خَمْسٌ إِذَا ابْتُلِيتُمْ بِهِنَّ، وَأَعُوذُ بِاللَّهِ أَنْ تُدْرِكُوهُنَّ، لَمْ تَظْهَرِ الْفَاحِشَةُ فِي قَوْمٍ قَطُّ، حَتَّى يُعْلِنُوا، بِهَا إِلَّا فَشَا فِيهِمُ الطَّاعُونُ وَالْأَوْجَاعُ، الَّتِي لَمْ تَكُنْ مَضَتْ فِي أَسْلَافِهِمُ الَّذِينَ مَضَوْا، وَلَمْ يَنْقُصُوا الْمِكْيَالَ وَالْمِيزَانَ، إِلَّا أُخِذُوا بِالسِّنِينَ، وَشِدَّةِ الْمَئُونَةِ، وَجَوْرِ السُّلْطَانِ عَلَيْهِمْ، وَلَمْ يَمْنَعُوا زَكَاةَ أَمْوَالِهِمْ إِلَّا مُنِعُوا الْقَطْرَ مِنَ السَّمَاءِ، وَلَوْلَا الْبَهَائِمُ لَمْ يُمْطَرُوا وَلَمْ يَنْقُضُوا عَهْدَ اللَّهِ، وَعَهْدَ رَسُولِهِ إِلَّا سَلَّطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ عَدُوًّا مِنْ غَيْرِهِمْ، فَأَخَذُوا بَعْضَ مَا فِي أَيْدِيهِمْ وَمَا لَمْ تَحْكُمْ أَئِمَّتُهُمْ بِكِتَابِ اللَّهِ، وَيَتَخَيَّرُوا مِمَّا أَنْزَلَ اللَّهُ إِلَّا جَعَلَ اللَّهُ بَأْسَهُمْ بَيْنَهُمْ». وربما يكون هذا الفساد عن طريق أناس قليلوا التقوى أو جهال أصحاب شهوات، لا يبالون بما يحصل للمسلمين من الأضرار من وراء ذلك. وفي ما يسمى بعيد الحب إنفاق أموال في غير موضعها؛ فإنه يجب أن تنفق هذه الأموال في صالح المجتمع، وغير خافٍ على كثير منكم أن هناك من الناس من لا يستطيع أن يشتري كيس الدقيق لعائلته , فالناس الآن في فقر إلا القليل. فالغلاء عليهم من جانب، والفتن، والمشاكل عليهم من جانب، والشعب اليمني ترمقه أعين كثير من المغرضين - هذا مفهوم عند العقلاء- وقد كشرت الأسنان له من جوانب شتى من الذين يتربصون به الدوائر وبخيراته من يهود ونصارى، واشتراكية، وروافض، وعلمانية، وحداثية، وغيرهم من المفتنين، كل يريد أن يختزل خيراته ويجثم عليه. وهذه الأفعال الموجودة في الساحة ما يسمى بعيد الحب، وغيره من تلك الأعياد المحدثة الكثيرة في البلاد، هذا أفعال الغافلين الذين لا يهمهم أمر الدين. قال الله تعالى ﴿وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَيَتَّخِذَهَا هُزُوًا أُولَئِكَ لَهُمْ عَذَابٌ مُهِينٌ﴾ [لقمان:6] وقال سبحانه وتعالى عن أهل النار: ﴿وَذَرِ الَّذِينَ اتَّخَذُوا دِينَهُمْ لَعِبًا وَلَهْوًا وَغَرَّتْهُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَذَكِّرْ بِهِ أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ لَيْسَ لَهَا مِنْ دُونِ اللهِ وَلِيٌّ وَلا شَفِيعٌ وَإِنْ تَعْدِلْ كُلَّ عَدْلٍ لا يُؤْخَذْ مِنْهَا أُوْلَئِكَ الَّذِينَ أُبْسِلُوا بِمَا كَسَبُوا لَهُمْ شَرَابٌ مِنْ حَمِيمٍ وَعَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْفُرُونَ﴾ [الأنعام:70]. أنت ما خلقت للهو، قال تعالى: ﴿أَيَحْسَبُ الإِنسَانُ أَنْ يُتْرَكَ سُدًى﴾[القيامة:36]. هؤلاء الغافلون أصحاب عيد الحب الذي هو من عند النصارى ويدعمه أعداء الإسلام فنحن في بلد مسلم لا يجوز لنا ذلك. هذا العيد وأمثاله من المنكرات يوغر ويضيق صدر كل إنسان من المؤمنين يغار على دينه ومن هنا يحصل البغض لهذه الأفعال, ولمن يجلبها على المسلمين وبلدانهم، ويحصل ربما استغلال لمثل هذه الأمور من إنسان يغار على الدين وعلى البلاد، وقد لا يكون غيورًا من انتهاك المحرمات، ولكن وجد له فرصة؛ فيقول: انظروا ايش هذا! البلاد فيها فساد؛ رقص وأغاني، وكذا انظروا إلى المحرمات فيها ويدعمها الكفار، وتحرسها الدولة أيش هذا!؟. هذا سمعناه بآذاننا نحن نقول لكم ما سمعنا، نحن نعايش الناس، فإذاً هذه الدولة تحتاج وتحتاج وتحتاج.. فمنهم من يقول هذا غيرة على الدين، ومنهم من يقول ذلك تستراً به لقضاء مآربه وتسويل الشيطان له، وهذه حقائق ننقلها لكم. ونحن والحمد لله ملازمون للصراحة، فلا ينبغي ذلك أن يكون لهم وسيلة لفتح باب القلقلة؛ الغلاء من جانب، والقلقلة من جانب، وبعض الحروب في بعض الأماكن يا ألله نتخلص منها، وما زال أولئك يحتفلون بعيد الحب. أعوذ بالله يا إخوان يالها من سماجة، قال الله سبحانه وتعالى في كتابه الكريم: ﴿اقْتَرَبَ لِلنَّاسِ حِسَابُهُمْ وَهُمْ فِي غَفْلَةٍ مُعْرِضُونَ * مَا يَأْتِيهِمْ مِنْ ذِكْرٍ مِنْ رَبِّهِمْ مُحْدَثٍ إِلَّا اسْتَمَعُوهُ وَهُمْ يَلْعَبُونَ * لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ وَأَسَرُّوا النَّجْوَى الَّذِينَ ظَلَمُوا هَلْ هَذَا إِلَّا بَشَرٌ مِثْلُكُمْ أَفَتَأْتُونَ السِّحْرَ وَأَنْتُمْ تُبْصِرُونَ﴾ [الأنبياء:3]. وقال تعالى:﴿أَفَمِنْ هَذَا الْحَدِيثِ تَعْجَبُونَ * وَ تَضْحَكُونَ وَلا تَبْكُونَ * وَأَنْتُمْ سَامِدُونَ﴾ [النجم:61] سامدون: مغنون. والله إنا لنحذّر أهل هذه البلاد -وفقهم الله- من مغبة المعاصي وما أمر العراق عنكم ببعيد، ولا أمر الكويت أيضاً؛ فالكويت كانوا يفعلون مثل هذه الأمور المنكرة وإذا جاءت مغنية فرشوا لها، وأموال طائلة تنفق من أجلها، فسلط الله عليهم نقمة البعثية، هجموا عليهم وعاثوا في تلك البلاد حتى شردوهم فبعضهم خرج بعقاله في يده، الناجي منهم سلم بعقاله وترك البيت بما فيه، وأخذوا ممتلكاتهم حتى حلي نسائهم. تسليط من الله ﴿وَكَذَلِكَ أَخْذُ رَبِّكَ إِذَا أَخَذَ الْقُرَى وَهِيَ ظَالِمَةٌ إِنَّ أَخْذَهُ أَلِيمٌ شَدِيدٌ﴾ [هود:102] ]. والمرحلة الثانية أيضاً: في العراق كان في خير من البترول وعنده الخيرات الدنيوية والصناعات، وتسلط عليه البغاة والعتاه والمترفون, والله عز وجل إذا أراد ببلد نقمة سلط عليه بغي المترفين، وفي القرآن من ذلك العديد من الآيات أن المترفين باب كل بلاء, قال الله عز وجل: ﴿وَإِذَا أَرَدْنَا أَنْ نُهْلِكَ قَرْيَةً أَمَرْنَا مُتْرَفِيهَا فَفَسَقُوا فِيهَا فَحَقَّ عَلَيْهَا الْقَوْلُ فَدَمَّرْنَاهَا تَدْمِيرًا﴾ [الإسراء:16]، سلط الله عليهم البغي والترف وبعض الأمور، وفتح بعض الدعارات، والإختلاط، والخمور والفجور في الفنادق، هذا شيء مشهود به من خواصهم وممن ذهب إليهم. وكانت قبل بغداد (بغداد) منها الإمام أحمد بن حنبل-رحمه الله- ومنها ومنها...بما لو قرأت إلى خمسة آلاف عالم كبير أكثر من ذلك في تاريخ بغداد ولكن يا أخي المعاصي تدمر. فسلط الله عليها بعض من لا يهمه الدين من البعثية، ومكنوا البغاة وأصبحوا حول التراقص، وحول الفساد، والحب والتعاشق، وما إلى ذلك, ثم سلط الله عليهم الكفار هجموا عليهم وبطشوا بهم وجاسوا خلال الديار، وقتلوا من قتلوا, وأسروا من أسروا فقتلوا رجالهم, واستحيوا نسائهم، وأخذوا خيراتهم، وما ترونه من أحوالهم مايزال موجودًا، لسنا بشامتين والله، ولكن قلوبنا تتألم مما حصل للمسلمين هناك؛ كان السبب في ذلك كله فساد أهل العراق, قال تعالى: ﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى:30]. والله حتى في أيام الحرب رأينا بعض المنشورات والمقالات أنهم في أيام الحرب والنساء العسكريات في أوساط الرجال، المرأة كاشفة رأسها وهي تغني (وطنا وطنا) وبعد ذلك أهانتهم أمريكا - دمرها الله- أهانتهم وداست عليهم وتنشر صور أن الإمريكي راكب على ظهر امرأة عراقية، ومنشورات وصور موجعة، ما سبب هذا؟؟ هم رجال ونحن رجال، ذاك بلد وهذا بلد. بل كان عندهم من العدد والعدة ما قد يفوق كثير من البلدان، لكن السبب في هذا أن الله عزوجل سلط عليهم بذنوبهم، يأخي ما بيننا وبين الله إلا طاعة رب العالمين. عمر بن الخطاب رجفت المدينة رجفة، ثم جمعهم وقال: (لئن رجفت المدينة لأخرجن من بين أظهركم, أحدثتم والله). وثبت في الزهد للإمام أحمد أن أبا الدرداء t لما فتح قبرص، وفرق بين أهلها بكى بعضهم إلى بعض، قال جبير: رأيت أبا الدرداء جالسا وحده يبكي، فقلت: يا أبا الدرداء ما يبكيك في يوم أعز الله فيه الإسلام وأهله؟ قال: ويحك يا جبير، ما أهون الخلق على الله إذا هم تركوا أمره، بينا هي أمة قاهرة ظاهرة لهم الملك تركوا أمر الله عز وجل فصاروا إلى ما ترى. هذا الذي كان يحس بألم من المعصية وحرقت المعصية. ونحن يفسقون ويعيثون رجال أمام نساء، وتحميهم الشرطة، "عيد الحب" هذا حرام. يا جماعة اتقوالله! الناس يغارون على دينهم نحن لكم ناصحون والله، والناس يغارون كذلك على الخيرات الموجودة عندهم أن تُزال بسبب المعاصي هذا حرام، ﴿ذَلِكَ بِأَنَّ اللهَ لَمْ يَكُ مُغَيِّرًا نِعْمَةً أَنْعَمَهَا عَلَى قَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ وَأَنَّ اللهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ﴾ [الأنفال:53] فو الله أننا نخاف على هذا البلد الخيّر وعلى المسلمين فيه, وعلى الخير الموجود فيه. وفيه أيضاً: من المعاصي ما يحتاج فيه إلى علاج وتوبة إلى الله سبحانه وتعالى. فنخاف والله أن يُسلَب ذلك الخير بسبب الذنوب الموجودة. فنتواصى بتقوى الله عز وجل اتقوا الله اتقوا الله ! فإن الله سبحانه وتعالى كان على كل شيء رقيبا. لا يكون القصد أن الإنسان يمشّي مسئوليته وقضاياه وأعماله وشأنه فقط لا!، المؤمن شأنه آمار بالمعروف نّهاء عن المنكر والله عزوجل يقول: ﴿وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ المُفْلِحُونَ﴾ [آل عمران:104]. فنحن بحاجة إلى الإستسقاء بلادنا مجدية , وبحاجة إلى التوبة والدعاء فبلادنا مقحطة أيضاً وفيها الأسعار غالية وإن كان الخير موجوداً عند بعض الناس, لكن لا يُغفل عن الآخرين فإن الغفلة عن الآخرين ليست بمحمودة , بحاجة الى مظافرة الجهود وإلى إقامة ما ينفع المسلمين في دينهم ودنياهم ﴿الَّذِينَ إِنْ مَكَّنَّاهُمْ فِي الأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ المُنْكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الأُمُورِ﴾ [الحج:41]. قال تعالى: ﴿وَالمُؤْمِنُونَ وَالمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللهَ وَرَسُولَهُ أُوْلَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللهُ إِنَّ اللهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ﴾ [التوبة:71] فلو تظافرت الجهود هذا ينكر منكرًا من جانب وهذا من جانب زال المنكر إن شاء الله. وأي بلد يكثر الطاعة فيه تكثر خيره وبركاته وأي بلد تكثر المعاصي فيه يكثر شره ويزول ويهلك. دمر الله عز وجل قوم صالح بأسرهم من أجل ناقة عقروها.نعمة من نعم الله ما راعوا حقها أهلكهم الله قال سبحانه وتعالى ﴿ نَاقَةَ اللهِ وَسُقْيَاهَا * فَكَذَّبُوهُ فَعَقَرُوهَا فَدَمْدَمَ عَلَيْهِمْ رَبُّهُمْ بِذَنْبِهِمْ فَسَوَّاهَا﴾ [الشمس:14]. وأمر الله بقوم لوط أن يهلكوا بسبب معصية من المعاصي. قال تعالى: ﴿قَالُوا يَا لُوطُ إِنَّا رُسُلُ رَبِّكَ لَنْ يَصِلُوا إِلَيْكَ فَأَسْرِ بِأَهْلِكَ بِقِطْعٍ مِنَ الليْلِ وَلا يَلْتَفِتْ مِنْكُمْ أَحَدٌ إِلَّا امْرَأَتَكَ إِنَّهُ مُصِيبُهَا مَا أَصَابَهُمْ إِنَّ مَوْعِدَهُمُ الصُّبْحُ أَلَيْسَ الصُّبْحُ بِقَرِيبٍ * فَلَمَّا جَاءَ أَمْرُنَا جَعَلْنَا عَالِيَهَا سَافِلَهَا وَأَمْطَرْنَا عَلَيْهَا حِجَارَةً مِنْ سِجِّيلٍ مَنْضُودٍ * مُسَوَّمَةً عِنْدَ رَبِّكَ وَمَا هِيَ مِنَ الظَّالِمِينَ بِبَعِيدٍ﴾ [هود:83] "عيد الحب" تقليد للكفار وهذا العيد الأحتفال به محرم والتعاون عليه محرم. يا أيها التجار: أتقو الله,الصدقة يجب أن تكون على المستحقين ما تكون على المفسدين المجرمين هذا عيد النصارى -وسنقرأ كلاماً لأهل العلم فيما يتعلق ذلك. هذا عيد الفساد أين الغيرة على المحارم , أيش معنى عيد الحب ؟ ما يكفي في الإذاعات من الأغاني ,المغني يتكلم ويصف الخدود والقدود والله ما صار هذا في الجاهلية لا امرئ القيس ولا فلان وفلان من العشاق الجاهلين أولئك الذين كان أحدهم يقول: أمر على الديار ديار ليلى*****أقبل ذا الجدار وذا الجدارا وما حب الديار شغفن قلبي***ولكن حب من سكن الديارا هؤلاء الماجنون ما حصل منهم عيد للحب ولا كان عيد حب أبداً في هذا. أما الآن مجاهرة بالمعاصي أعياد مفسدة , ومدعومة بالفلوس والعساكر. الله المستعان ! اتقوا الله هذا والله ما هو في صالح البلاد ولا في صالح الدنيا ولا الدين. التتار ما تسلطوا على بلاد المشرق وعلى بلاد العالم في تلك الأزمنة إلا بسبب كثير من فساد الأمراء الذين كان همهم الشراب والأغاني ما كان عندهم كبير شعور بأمور المسلمين ,فسلط الله التتار أهلكوا الحرث والنسل ونحن لا نأمن أن يوجد في أوساطنا من هو مدسوس من اليهود والنصاري يفشون في أوساط المسلمين ويشيع ويذيع في أوساطهم سائر أنواع البلاء إما من الأعياد المخالفة لكتاب الله وسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم وإما من التأثر بأفكار النصارى الذين قد لعنهم الله فقال عز وجل: ﴿لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُدَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ﴾ [المائدة:78] و كما في حديث أُمَّ حَبِيبَةَ وَأُمَّ سَلَمَةَ حين ذَكَرَتَا كَنِيسَةً رَأَيْنَهَا بِالْحَبَشَةِ - فِيهَا تَصَاوِيرُ - لِرَسُولِ اللَّهِ -صلى الله عليه وسلم - فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ - صلى الله عليه وسلم - «إِنَّ أُولَئِكِ إِذَا كَانَ فِيهِمُ الرَّجُلُ الصَّالِحُ فَمَاتَ بَنَوْا عَلَى قَبْرِهِ مَسْجِدًا وَصَوَّرُوا فِيهِ تِلْكَ الصُّوَرَ أُولَئِكِ شِرَارُ الْخَلْقِ عِنْدَ اللَّهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ». احذروا نقمة الله دنيا واخرى فنحن نحذر أنفسنا ونخاف عليها , قال تعالى﴿أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ﴾ [الأعراف:99] هكذا يقول الله سبحانه وتعالى. وأخبر النبي صلى الله عليه وسلم كما في الصحيح قال: «لَيَكُونَنّ مِنْ أُمَّتِي أَقْوَام يَسْتَحِلُّونَ الْحِرَ وَالْحَرِير وَالْخَمْر وَالْمَعَازِف , وَلَيَنْزِلَنّ أَقْوَام إِلَى جَنْب عَلَمٍ يَرُوح عَلَيْهِمْ بِسَارِحَةٍ لَهُمْ تَأْتِيهِمْ الْحَاجَة فَيَقُولُونَ: اِرْجِعْ إِلَيْنَا غَدًا , فَيُبَيِّتهُمْ اللَّه وَيَضَع الْعَلَم , وَيَمْسَخ آخَرِينَ قِرَدَة». ولا نأمن من مكر الله عز وجل سواء في هذا الأمر أو في غيره هذا عيد الحب حرام , ومن أعان عليه آثم , ومن سمح له آثم , وكذلك من أستقبل ذلك من أعياد الكافرين عيد الفسقة بصراحة عيد أصحاب المعاصي.عيد أصحاب الشهوات الذين يريدون يقضون شهواتهم ورغباتهم ويمتعون أعينهم بالبلاء والشر وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم حين رأى رجل ينظر الى دار أراد أن يخرق عينيه قال: «لو رايته ينظر إلى البيت لفقعت عينه». هذا يمتعها بغير فقع عين ما يجوز هذه الأمور المحرمة ,هذه مفسدة وضرر وضلال والله يقول:﴿وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُوا عَنْ كَثِيرٍ﴾ [الشورى:30] نحن لا نأمن أن تثور هنا ثورة وهنا ثورة وهنا فتنة وهنا قحط وهنا جدب وهذا بسبب ما تجتنيه الأيدي.قال تعالى: ﴿ظهر الفساد في البر والبحر بما كسبت أيدي الناس﴾ وقال تعالى عن أصحاب الجنة الذين أعطاهم الله ثم بخلوا بشيء فأزالها الله عنهم ﴿إِذْ أَقْسَمُوا لَيَصْرِمُنَّهَا مُصْبِحِينَ * وَلا يَسْتَثْنُونَ * فَطَافَ عَلَيْهَا طَائِفٌ مِنْ رَبِّكَ وَهُمْ نَائِمُونَ * فَأَصْبَحَتْ كَالصَّرِيمِ﴾ [القلم:20] زالت عنهم النعمة وتلف بستانهم وزال خيرهم على مستوى الشعب أو الجماعة أو الفرد كل من غير غير الله به وكل من أكرم دين الله أكرمه الله وجزاء سيئة سيئة مثلها. وإننا نشكر لبعض أهل الشأن فقد وجدنا منهم تجاوباً ولكن المقصود هو المزيد طلبنا منهم التعاون في هذا الشأن ورائينا تجاوباً ولعل بعضهم ما بلغه ذلك فنبهناه على ذلك. والمقصود هو الحفاظ من الجميع الحفاظ على دين الله واجب الجميع , الحفاظ على هذا الخير واجب الجميع , دين الله عز وجل يجب على المسلمين أن يعظموه قال تعالى: ﴿ومن يعظم شعار الله فإنها من تقوى القلوب﴾. ولا ينبغي الانجراف مع أصحاب الشهوات , وأصحاب الفتن وأصحاب المعاصي والذين لا يعتنون بأمر المسلمين فالنبي صلى الله عليه وسلم يقول: «مثل القائم على حدود الله والواقع فيها كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسفلها فكان الذين في أسفلها إذا استقوا من الماء مروا على من فوقهم فقالوا لو أنا خرقنا في نصيبنا خرقا ولم نؤذ من فوقنا- أي يخرقون من أسفل - فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعا وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعا». النصح في ذلك فيه نجاة للجميع وبركة للجميع والمقصود من ذلك أن يلقى المسلم ربه وهو راضيٍ عنه. وهذا بعض كلام أهل العلم في ما يسمى بعيد الحب قال شيخ الإسلام ابن تيمية يرحمه الله: - إن الأعياد من جملة الشرع والمناهج والمناسك التي قال الله سبحانه: ﴿لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا﴾ وقال:( لِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنْسَكًا هُمْ نَاسِكُوهُ ) كالقبلة والصلاة والصيام فلا فرق بين مشاركتهم في العيد وبين مشاركتهم في سائر المناهج فإن الموافقة في جميع العيد موافقة في الكفر، والموافقة في بعض فروعه موافقة في بعض شعب الكفر، بل الأعياد هي من أخص ما تتميز به الشرائع ومن أظهر ما لها من الشعائر، فالموافقة فيها موافقة في أخص شرائع الكفر وأظهر شعائره , ولا ريب أن الموافقة في هذا قد تنتهي إلى الكفر في الجملة بشروطه. وأما مبدؤها فأقل أحواله أن يكون معصية وإلى هذا الاختصاص أشار النبي - صلى الله عليه وسلم - بقوله:( إن لكل قوم عيداً وإن هذا عيدنا ) اقتضاء الصراط المستقيم 1/528-529. وقال رحمه الله أيضاً: " لا يحل للمسلمين أن يتشبهوا بهم في شيء مما يختص بأعيادهم، لا من طعام ولا لباس ولا اغتسال ولا إيقاد نيران، ولا تبطيل عادة من معيشة أو عبادة أو غير ذلك. ولا يحل فعل وليمة ولا الإهداء ولا البيع بما يستعان به على ذلك لأجل ذلك، ولا تمكين الصبيان ونحوهم من اللعب الذي في الأعياد ولا إظهار الزينة. وبالجملة: ليس لهم أن يخصوا أعيادهم بشيء من شعائرهم، بل يكون يوم عيدهم عند المسلمين كسائر الأيام، لا يخصه المسلمون بشيء من خصائصهم" انتهى من "مجموع الفتاوى" (25/329). فتوى اللجنة الدائمة للإفتاء بالمملكة العربية السعودية 2- وسئلت اللجنة الدائمة: يحتفل بعض الناس في اليوم الرابع عشر من شهر فبراير 14/2 من كل سنة ميلادية بيوم الحب (( فالنتين داي )). ويتهادون الورود الحمراء ويلبسون اللون الأحمر ويهنئون بعضهم وتقوم بعض محلات الحلويات بصنع حلويات باللون الأحمر ويرسم عليها قلوب وتعمل بعض المحلات إعلانات على بضائعها التي تخص هذا اليوم فما هو رأيكم: أولاً: الاحتفال بهذا اليوم ؟ ثانياً: الشراء من المحلات في هذا اليوم ؟ ثالثاً: بيع أصحاب المحلات ( غير المحتفلة ) لمن يحتفل ببعض ما يهدى في هذا اليوم ؟ فأجابت: " دلت الأدلة الصريحة من الكتاب والسنة - وعلى ذلك أجمع سلف الأمة - أن الأعياد في الإسلام اثنان فقط هما: عيد الفطر وعيد الأضحى وما عداهما من الأعياد سواء كانت متعلقة بشخصٍ أو جماعة أو حَدَثٍ أو أي معنى من المعاني فهي أعياد مبتدعة لا يجوز لأهل الإسلام فعلها ولا إقرارها ولا إظهار الفرح بها ولا الإعانة عليها بشيء لأن ذلك من تعدي حدود الله ومن يتعد حدود الله فقد ظلم نفسه، وإذا أنضاف إلى العيد المخترع كونه من أعياد الكفار فهذا إثم إلى إثم لأن في ذلك تشبهاً بهم ونوع موالاة لهم وقد نهى الله سبحانه المؤمنين عن التشبه بهم وعن موالاتهم في كتابه العزيز وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: ( من تشبه بقوم فهو منهم ). وعيد الحب هو من جنس ما ذكر لأنه من الأعياد الوثنية النصرانية فلا يحل لمسلم يؤمن بالله واليوم الآخر أن يفعله أو أن يقره أو أن يهنئ بل الواجب تركه واجتنابه استجابة لله ورسوله وبعداً عن أسباب سخط الله وعقوبته، كما يحرم على المسلم الإعانة على هذا العيد أو غيره من الأعياد المحرمة بأي شيء من أكلٍ أو شرب أو بيع أو شراء أو صناعة أو هدية أو مراسلة أو إعلان أو غير ذلك لأن ذلك كله من التعاون على الإثم والعدوان ومعصية الله والرسول والله جل وعلا يقول: ( وتعاونواعلى البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان واتقوا الله إن الله شديد العقاب). ويجب على المسلم الاعتصام بالكتاب والسنة في جميع أحواله لاسيما في أوقات الفتن وكثرة الفساد، وعليه أن يكون فطناً حذراً من الوقوع في ضلالات المغضوب عليهم والضالين والفاسقين الذين لا يرجون لله وقاراً ولا يرفعون بالإسلام رأساً، وعلى المسلم أن يلجأ إلى الله تعالى بطلب هدايته والثبات عليها فإنه لا هادي إلا الله ولا مثبت إلا هو سبحانه وبالله التوفيق. وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم " انتهى. فتوى الشيخ محمد العثيمين رحمه الله السؤال: فقد انتشر في الآونة الأخيرة الاحتفال بعيد الحب - خاصة بين الطالبات - وهو عيد من أعياد النصارى، ويكون الزي كاملاً باللون الأحمر الملبس والحذاء ويتبادلن الزهور الحمراء. نأمل من فضيلتكم بيان حكم الاحتفال بمثل هذا العيد، وما توجيهكم للمسلمين في مثل هذه الأمور والله يحفظكم ويرعاكم. الجواب: الاحتفال بعيد الحب لا يجوز لوجوه: الأول: أنه عيد بدعي لا أساس له في الشريعة. الثاني: أنه يدعو إلى العشق والغرام. الثالث: أنه يدعو إلي اشتغال القلب بمثل هذه الأمور التافهة المخالفة لهدي السلف الصالح رضي الله عنهم. فلا يحل أن يحدث في هذا اليوم شيء من شعائر العيد سواء كان في المآكل أو المشارب أو الملابس أو التهادي أو غير ذلك وعلى المسلم أن يكون عزيز بدينه ولا يكون إمَّعَةً يتبع كل ناعق. أسأل الله تعالى أن يعيذ المسلمين من كل الفتن ما ظهر منها وما بطن وأن يتولانا بتوليه وتوفيقه. كتبه محمد الصالح العثيمين 5/11/1420هـ
|
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 11:24 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي