ثر فتنة التعصب المذهبي في انتشار الصوفية لشيخنا الهلالي
أثر فتنة التعصب المذهبي في انتشار الصوفية مقال لشيخنا العلامة المحدث سليم بن عيد الهلالي نتيجة لشيوع المذهبية في الفقه، وانتشار علم الكلام في العقيدة، نبت التصوف واستوى على سوقه. 1- لقد أصبح الفقه المذهبي المسطور في الكتب المذهبية ترديداً لمعلومات جافة باهتة لا تحرك الضمير، ولا تهز الوجدان، ولا تلين القلوب، ولا تروي ظمأ الروح، ولا تهذب النفس، ولا تكبح جماح الهوى، ولقد كان هذا الجفاف الفقهي والتفصيل المذهبي سبباً في ارتماء العطشى روحياً والحيارى قلبياً في أحضان الصوفيين، الذين مدوا أيديهم؛ لاجتذاب هؤلاء؛ ليشربوا من الفيض الرباني الذي لا ينضب معينه ولا ينقطع سلسبيله عن السالكين العارفين -زعموا-. 2- وقد فتح الفقه المذهبي أبوابه لكل مسألة حدثت أو لم تحدث أو لن تحدث، وشّمر فقهاؤه عن سواعدهم لإيجاد حلول لها، فبدأ كل منهم يضع اقتراحاته، ويشعب المسألة حتى أصبح المشتغل بالفقه لا يسمى فقيهاً إلا إذا غاص في المسائل الآرائية والأغلوطات والمعضلات حتى مفرق رأسه، فتضخم كل مذهب وكأنه دين مستقل وغدا المعروف أن وجود إنسان يحيط بهذه الاتجاهات على كثرتها مستحيل، فالفقه الحنفي لا يمكن دراسته بأقل من أربعين عاماً، بينما الرسول وأمته نشروا الإسلام في ربوع الدنيا، وفتحوا ما فتحوا من البلاد خلال هذه الفترة تقريباً، مع ما لاقوه من أصناف العذاب، وضروب المقاومة. لذلك سارع السذج من المسلمين وعامة المقلدين إلى الصوفية؛ ليتعلموا العلوم بسرعة البرق، ولمح البصرعن طريق حدثني قلبي عن ربي- الكشف والإلهام والحدس والفراسة- والخلوات، وأنواع المجاهدات، والرياضات. وهذا الأمر تتضح صحته وتظهر أدلته، إذا عدنا إلى التأريخ، واستقرأنا حياة المتصوفة، وخاصة الأعلام منهم، ولنضرب على ذلك مثالاً، بمزيد من البيان، وبشيء من التفصيل. الجنيد بن محمد: فارسي من نهاوند، توفي عام (297هـ)، وهو من أئمة القوم، ويسمى: سيد الطائفة، وقد كان فقيهاً على مذهب أبي ثور([1]). الشبلي: كان من سادات القوم قال فيه السلمي صاحب «طبقات الصوفية»: «صحب الجنيد ومن في عصره من المشايخ، وصار أوحد وقته حالاً وعلماً، وكان عالماً فقيهاً على مذهب مالك»([2]). ولو استقصينا سيرة أعلام التصوف لوجدناهم ينتسبون إلى مذهب من المذاهب الأربعة، يقابل هذا خلو ساحة التصوف من المحدثين ومن تابعهم وناصرهم، فمن الصعب أن تجد محدثاً صوفياً، هذه الحقيقة تجعلنا نتساءل ما الذي دعا المذهبيين إلى الارتماء في أحضان المتصوفة لو وجدوا في مذاهبهم ما يسد رمقهم، ويطفىء عطشهم؟ إن هؤلاء القوم سئموا جمود الفقه المذهبي وجفافه، وتشعباته المذهلة، فتاقوا إلى غذاء القلب؛ فعمدوا إلى التصوف، وجرفهم سيله العرم، ودخلوا بطون المتصوفة وما عرفوا كيف يخرجون، فاتخذوا المذاهب تقية، وكذلك كان يفعل الجنيد والشبلي. وكما فشل التقليد والجمود في إحياء ضمير الإنسان المسلم؛ فكذلك صنع علم الكلام والمنطق فقد بلد المشاعر، وأمات العواطف، وأفرز الانحراف في العقيدة، والزيغ في القلوب. ولقد أدرك مؤسسو التصوف هذه الحقائق، وعلموا أن المذهبية تربة خصبة ينمو فيها التصوف لابساً لبوس الإسلام، ومن يومها بدأ المتصوفة تعليم مريديهم صنعة لبوس لهم تقيهم بأس المخلصين من المذهبيين، وتخدع السذج من العاملين، لكنها في الوقت نفسه غفلة منهم يتضح من خلالها أن التصوف تيار باطني مدمر. وخلاصة سعيهم في قولهم الذي أشار إليه سعيد حوى([3])، من أن التصوف يكمل العقيدة والأحكام الشرعية، بل هو الوسط الذي يمد العقيدة بالحياة، ويغذي الأعمال بالنبض، فقال: «افتح -الآن- كتاب توحيد وكتاب فقه؛ فإنك لا تجد فيهما أي إشارة لقضية القلب وعلومه...وهذا وحده يشير إلى أن هناك علماً مكملاً لهذه العلوم، وقد اصطلح على أن يسمي هذا العلم: علم التصوف أو علم السلوك إلى الله -عز وجل-»([4]) فهو يعترف ضمناً بجفاف الكتب المذهبية، وسراب الطرق الكلامية؛ لذلك يخترع علماً ثالثاً؛ ليستر به سوءة التمذهب، ويواري عورة علم الكلام. ونتركه يشرح كلامه بنفسه، ويزيده إيضاحاً لا يترك للتحايل مكاناً، فهو يرى أن على المسلم أن يرجع إلى كتب التصوف حتى يعرف كيف يكون خاشعاً في صلاته، مخلصاً في عمله، فيقول: «الصلاة من حيث كون إنكارها كفراً يبحث هذا في كتب العقائد، والصلاة من حيث كونها أعمالاً وأقوالاً يبحث هذا في كتب الفقه، وأما كيفية تحصيل الخشوع فيبحث هذا في كتب التصوف، والجهاد من حيث كونه فريضة يكفر جاحدها وفريضته أمر معلوم من الدين بالضرورة وإنكارها كفر يبحث هذا في كتب العقائد، ومن حيث أحكامه وما يترتب على ممارسته من أمور لها أحكام يدرس هذا في كتب الفقه، والإخلاص الذي هو شرط قبوله عند الله وبقية الأعمال يبحث هذا عادة في كتب التصوف»([5]). إن هذه الأقوال أسست على الاعتقاد بصحة التمذهب، واستقامة علم الكلام، ووجوبهما، وهما ردٌّ. ومن المعلوم لذي عقل: أن ما أُسس على باطل؛ فهو باطل، وما لزم الباطل؛ فهو كذلك. والواجب أن نعمد إلى فقه الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة؛ لنذوق لذة العلم وحلاوة الإيمان والإحسان؛ فنعبد الله كأننا نراه، فإن لم نكن نراه؛ فإنه يرانا. إن جميع الأهداف السامية التي يصبو إليها الإنسان بفطرته، لن تتحقق إلا بفقه الكتاب والسنة بفهم سلف الأمة. لنرجع إلى عهد النبوة وما درج عليه الصحابة -رضي الله عنهم-، والتابعون لهم بإحسان، الذين تأثروا بعهد النبوة والصحبة، ودعونا نقتبس من نور هذه القرون، فإنها خير القرون. ألم يكن الناس وقتئذ خير أمة أخرجت للناس؟ ألم يكونوا ذلك الجيل الفريد الذي لن يأتي بمثله الزمان؟ فإذا لم نفلح ونحن سائرون على هذا المنهاج السويّ، الذي بلغه الرسول النبي الأميّ، فحقيق بنا أن نبيد...لأنه لن يصلح آخر هذه الأمة إلا بما صلح به أولها... فيا أتباع محمد صلى الله عليه وسلم عليكم بالأمر العتيق؛ فقد كفيتم. ولئن قيل: أن من أعيته الحجج لجأ إلى هذا القول: «وهناك ناس يطرحون دائماً سؤالاً وفي كل حال إذا أعيتهم الحجج وهو: أليس في الكتاب والسنة ما يغني عن هذا الكتاب: نعم، ولكن هذا الكتاب يجمع المثل إلى المثل، ثم إنه ليس كل إنسان بقادر أن يقرأ الكثير ويستوعب الجميع ويربط المواضع، ولا بد للإنسان من أساس موضع ونقطة انطلاق سريعة المتناول، ومن ثم كان هذا الكتاب، فإذا كان الكتاب مقيداً بالكتاب والسنة محرراً على ضوء ذلك؛ فالانكار عليه خطأ؛ لأن المنكر عليه ينبغي أن ينكر على أي كتاب أُلِّف، إذ أليس في الكتاب والسنة ما يغني ويكفي...وهذا الذي ذكرته في الجواب ههنا هو في الحقيقة السر في نشأة هذا العلم، ونشأة كل علم، لقد وجد علم التصوف واستقر...وكما قررنا في رسالة «جولات» لم يكن ممكناً ألا يوجد وأن لا يستقر، فعندما تقرأ الكتاب والسنة تجد كلاماً كثيراً عن القلب والإيمان والذوق وأمراض القلب ودواء هذه الأمراض، وتجد كلاماً عن صمم القلب وعماه وعن سلامته وسقمه وعن تقواه وقسوته، وعن النفس البشرية عن زكاتها وعن فجورها. وأمثال هذه المعاني وهذه القضايا ضمن سجل خاص وأن ينشأ لذلك علم خاص في كل ما له علاقة في حيثيات هذه المعاني، وكان هذا العلم هو علم التصوف والسلوك، فليس بمستغرب إذن أن يوجد هذا العلم بل المستغرب ألا يوجد إذ دأب علماء المسلمين أن يكتبوا في كل موضوع على حدة فيضموا الشيء إلى نظيره ومثيله ويشرحوا ويفصلوا ويجيبوا على أي سؤال له علاقة في هذا الموضوع...»([6]). نقول: إن هذه النصوص تزعم أن التصوف كان على عهد الرسول صلى الله عليه وسلم وأصحابه، وأنه علم مستنبط من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم، وهذا زعم أتينا بأدلة بطلانه، ولكن على فرض صحته؛ فإن الخلاف ينحصر في اللفظ، حيث يتطابق لفظ التصوف والتقوى، وعندئذ يجب علينا أن نؤثر ما اختاره الله على اختيار البشر، ونقدم اللفظ الذي رضيه الله ولا نرغب عنه إلى مفاهيم البشر، وينبغي أن نسمي الأشياء بأسمائها التي أصبحت أعلاماً عليها في دين الله، فالإسلام لم يسم الشعائر التي جاء بها التصوف، وإنما سماها: عبادات ثمرتها التقوى والتزكية، وهذا على افتراض صحة القول المزعوم، بله والكلمة مولدة دخيلة على لغة العرب. والحقيقة: أن هذا الزعم استغلال لموافقة التصوف بعض ما جاء به الإسلام، لتمرير المناهج والوسائل التي اندرجت تحت اسم التصوف وحملت في طياتها البلاء المستطير، وتأبطت شراً للمسلمين، فافهم أخي المسلم هذه الحقيقة؛ فإنها سهم قاتل لهذا الباطل، فالإسلام لا يعرف التجزؤ والانقسام، وإنما الدين كلٌّ متكامل، فالمطلوب من المسلمين أن يأخذوا الإسلام جملة ويطبقوه وينشروه بين العالمين، قال -تعالى-: {وإن تتولوا يستبدل قوماً غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم} [محمد: 38]. عدم تلقي العلم عن أهل البدع لقد حذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من أخذ العلم عن أهل البدع وعده من أشراط الساعة. عن أبي أمية الجمحي - رضي الله عنه- قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن من أشراط الساعة: أن يلتمس العلم عند الأصاغر))([7]) قال عبد الله بن المبارك:(( الأصاغر: أهل البدع))([8]). وكذلك جاءت كلمات السلف تترى محذرة من تلقي العلم عن أهل البدع، والأخذ عنهم. عن علي بن أبي طالب - رضي الله عنه- قال: ((انظروا عمن تأخذون هذا العلم- فإنما هو دين))([9]). وتواترت هذه الكلمة عن جمع من السلف الصالح: محمد بن سيرين، والضحاك بن مزاحم ، وغيرهما([10]). قال الإمام مالك: (( لا يؤخذ العلم عن أربعة عن سفيه معلن السفه، وصاحب هوى يدعو إليه، ورجل معروف بالكذب في إحاديث الناس وإن كان لا يكذب على الرسول صلى الله عليه وسلم، ورجل له فضل وصلاح لا يعرف ما يحدث به))([11]). قال الإمام الذهبي:(( وإذا رأيت المتكلم المبتدع يقول دعنا من الكتاب والأحتاديث وهات العقل؛ فاعلم أنه أبو جهل، وإذا رأيت السالك التوحيدي يقول: دعنا من النقل ومن العقل وهات الذوق والوجد فاعلم أنه إبليس قد ظهر بصورة البشر أو قد حل فيه - فإذا جبنت منه فاهرب، وإلا فاصدعه وابرك على صدره وأقرأ عليه آية الكرسي واخنقه))([12]).وقال النووي- فيما يباح من الغيبة-:((ومنها إذا رأيت متفقهاً يتردد إلى مبتدع أو فاسق يأخذ عنه العلم وخاف أن يتضرر المتفقه بذلك، فعليه نصيحته ببيان حاله بشرط أن يقصد النصيحة)). وفي كتاب ((فتاوى أئمة المسلمين بقطع لسان المبتدعين))([13]):(( أجمع الأئمة المجتهدون على أنه لا يجوز أخذ العلم عن مبتدع، وقالوا: الزنا من أكبر الكبائر أخف من أن يسأل الشخص عن دينه مبتدعاً)). وقال الدكتور بكر أبو زيد تحت عنوان:((التلقي عن المبتدع)):(( واحذر أبا الجهل المبتدع، الذي مسه زيغ العقيدة، وغشيته سحب الخرافة بحكم الهوى ويسميه العقل ويعدل عن النص، وهل العقل إلا في النص، ويستمسك بالضعيف، ويبعد عن الصحيح، ويقال لهم أهل الشبهات وأهل الأهواء، ولذا كان ابن المبارك- رحمه الله- يسمى المبتدعة: الأصاغر. فبا أيها الطالب إذا كنت في السعة والاختيار، فلا تأخذ عن مبتدع: رافضي، أو خارجين أو مرجىءـ أو قدري، أو قبوري، وهكذا فإنك لن تبلغ مبلغ الرجال- صحيح العقد في الدين متين الاتصال بالله- صحيح النظر- تقفوا الاثر- إلا بهجر المبتدعة وبدعهم، وكتب السيروالاعتصام بالسنة حافلة بإجهاز أهل السنة على البدعة، ومنابذة المبتدعة، والابتعاد عنهم كما يبتعد السليم عن الإجرب المريض، ولهم قصص وواقعات يطول شرحها..فيا أيها الطالب كن سلفياً على الجادة، واحذر المبتدعة أن يفتنوك فإنهم يوظفو للاقتناص والمخاتلة سبلاً، يفتعلون تعبيدها بالكلام المعسول وهو عسل مقلوب- وهطول اللامعة وحسن البزة والإغراء بالخيالات، والادهاش بالكرامات، ولحس الأيدي، وتقبيل الأكتاف، وما وراء ذلك إلا وهم البدعة، ورجح الفتنة، يغرسها في فؤادك، ويعتملك في شراكة، فوالله لا يصلح الأعمى لقيادة العميان وإرشادهم . أما الأخذ عن علماء السنة فالعق العسل ولا تسل، وفقك الله لرشدك لتنهك من ميراث النبوة صافياً، وإلا فليبك على الدين من كان باكياً([14]). وقال الشيخ حمود التويجري- رحمه الله- :((..وقد صار تقريب أهل البدع وتوليتهم في وظائف التعليم والوثوق بهم في ذلك سبباً في إفساد عقائد كثير من المتعلمين وأخلاقهم فتراهم لا يبالون بترك المأمورات ولا بإرتكاب المنهيات فلا حول ولا قوة إلا بالله))([15]). أصول لقد نهى السلف من أهل العلم ومن اتبعهم عن تلقي العلم عن المبتدع لقصدين: الأول: جماعة للمتعلمين وتالدارسين عليهم من الإفساد العقدي والمنهجي الذي يأتي عن طريق التأثر بأقوالهم وأفعالهم ، لأن العلم دين إنما يدرس للعمل به، فإن أخذ عن المبتدع، فالمبتدع لا يؤصل المسائل ولا يقرر الأعمال إلا بما يتدين به من البدع والأهواء والعادات فيؤثر في تلاميذه علماً وعملاً، فينشأون على البدع وحينئذ يصعب رجوعهم، وبخاصة إذا كان التلقي عن أهل البدع في سن الصغر؛ فإنه لا يرجى ذهابه. قال عمرو بن قيس الملائي - رحمه الله:(( إذا رأيت الشباب أول ما ينشأ مع أهل السنة خارجه وإذا رأيته مع أهل البدع فايأس منه))([16]) . الثاني: هجر أهل البدع لتأديبهم وتأنيبهم. قال شيخ الإسلام ابن تيمية- رحمه الله-: (( وهذا حقيقة قول من قال من السلف والأئمة أن الدعاة إلى البدع لا تقبل شهادتهم، ولا يصل خلفهم ، ولا يؤخذ عنهم العلم، ولا يناكحون، فهذه عقوبة لهم حتى ينتهوا، ولهذا يفرقون بين الداعية وغير الداعية، لأن الداعية أظهر المنكرات فاستحق العقوبة بخلاف الكاتم))([17]). ضوابط: الأول: النهي عن تلقي العلم عن أهل الأهواء والبدع إنما هو في حالة السعة ووجود من يملأ الفراغ من أهل السنة اتباع السلف وهذا الذي ينبغي على أول الأمر أن يولوه اهتماماً كبيراً حتى لا يقعوا تحت مطرقة الظروف فيظطرون إلى استخدام أهل البدع واستقدامه لكن إذا تعذر إقامة التعليم والتدريس الذي يحتاج إليه أهل السنة إلا بأهل البدع؛ فلا تعطل مصلحة التعليم لعدم وجود من يقوم بها من أهل السنة، وعندئذ يوكل التعليم والتدريس للقاء عليه من أهل البدع، ويراعي في ذلك أمرين: 1- اختيار الكاتم غير المعلن الداعي إلى تحلته المصر على بدعته. 2-اختيار صاحب البدعة الأخف ضرراً وخطراً فمثلاً بعض البدع في مسائل العبادات أخف من مسائل الاعتقاد وقس على ذلك. 3-ينبغي الحذر منه والتحذير من بدعته وبيان حالة لتلاميذه وطلابه لكيلا يقتدوا بأعماله وأفعاله وسلوكه. قال شيخ الإسلام -رحمه الله-:((فإذا تعذر إقامة الواجبات من العلم والجهاد وغير ذلك إلا بمن فيه بدعة مضرتها دون مضرة ترك ذلك الواجب وغير ذلك إلا بمن فيه بدعة مضرتهادون مضرة ترك الواجب: كان تحصيل مصلحة مصلحة الواجب مع مفسدة مرجوحة معه خيراً من العكس، ولهذا كان الكلام في هذه المسائل فيه تفصيل))([18]). -------------------------------------------------------------------------------- ([1]) «جولات في الفقهين» (ص119). ([2]) «الطبقات» للسلمي (ص337). ([3]) ولمعرفة حاله انظر -غير مأمور- كتابي «مؤلفات سعيد حوّى دراسة وتقويماً». ([4]) «جولات في الفقهين» (ص118). ([5]) المصدر السابق (ص145). ([6]) «تربيتنا الروحية» (ص22-24). ([7]) صحيح- أخرجه عبد الله بن المبارك في ((الزهد)) (61)، واللالكائي في ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة)) (102)، والخطيب البغدادي في ((الجامع لأخلاق الراوي وآداب السامع)) (1/137). من طريق ابن لهيعة عن بكر بن سوادة عن أبي أمية الجمحي مرفوعاً قلت: إسناده صحيح ؛ لأن حديث ابن لهيعة صحيح إذا كان كمن رواية العبادلة عنه، وابن المبارك منهم. ومع ذلك لم يتفرد به ابن لهيعة، فقد تابعه سعيد بن أبي أيوب عند الخطيب البغدادي(1/137)، وهو ثبت ثقة. وله شاهد من حديث عبد الله بن مسعود- رضي الله عنه- في حكم المرفوع؛ لأنه لا يقال من قبل الرأي والاجتهاد، ولفظه: ((لا يزال الناس بخير ما أتاهم العلم من أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم وأكابرهم، فإذا أتاهم العلم من قبل أصاغرهم فذلك حين هلكوا)). أخرجه ابن المبارك في ((الزهد)) (851)،، واللالكائي في ((شرح أصول اعتقاد أهل السنة والجماعة))(101)، وابن عبد البر في ((جامع بيان العلم وفضله))(ص248). ([8]) وقد نقله عنه غير واحد من أهل العلم كاللالكائي (1/85)، وابن عبد البر في ((جامع بيان العلم)) (ص246). وعلق عليه الشاطبي في (الاعتصام)(2/174). (( وهو موفق ، لأن أهل البدع أصاغر في العلم، ولأجل ذلك صاروا أهل بدع)) ([9]) ((الكفاية في علم الرواية))للخطيب البغدادي (ص121). ([10]) (صحيح مسلم)) (1/14)، و((السنن) للدرامي(1/124)، و((الكفاية في علم الرواية))(ص121و122). ([11]) ((جامع بيان العلم )) (ص348)، و((التمهيد)) (1/66). ([12]) ((سير أعلام النبلاء)) (4/472). ([13]) (ص13) جمع محمود محمد خطاب السبكي. ([14]) ((حلية طالب العلم))(ص28-30). ([15]) ((تحفة الإخوان))(ص76) ([16]) ((الإنابة الكبرى)) (1/205) و(الصغرى))(ص133). ([17]) ((مجموع الفتاوى))(28/205). ([18]) ((مجموع الفتاوى))(28-212). |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 07:32 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي