بسم الله الرحمن الرحيم

حكم فك السحر بالسحر للعلامة صالح الفوزان-حفظه الله تعالى-



حكم فك السحر بالسحر العلامة صالح الفوزان

المذيع: هذا سائِل يقول: فضيلة الشّيخ أَسأَل عن فك السِّحْرِ بالسِّحْرِ و الإسْتِعانة بالجنِّ المُسلم في عِلاج المَسْحور و الحَسدِ، نَرجوا من الشّيخ الإِجابةَ حول هذا المَوضوع لأنّ كثيراً من الناسِ ابتُليَ في هذا الموضوع؟

جواب العلامة صالح الفوزان: السِّحر حرام و كُفر لأنّ الله سماه كُفراً و توعَّد السّحرة و قال{وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى} [طه: 69] فالسِّحرُ باطِلٌ و كُفرٌ بالله عز و جل، و السَّاحر لَيس له في الآخرةِ من خلاقٍ ليس له نصيبٌ في الجنةِ كما في الآية و أنواعٌ من الدَّلالاتِ على أن السِّحر كفرٌ أَنه حرامٌ و أَنه كُفرٌ تَعَلُّمُهُ و تَعْلِيمُهُ {وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ} [البقرة: 102] فَتَعْلِيمُ النَّاس السِّحر كُفْرٌ بالله عزَّ و جَلَّ، و المَلَكَانِ يقولان لمن يريد أن يتعلَّم عَليهِما {إِنَّمَا نَحْنُ فِتْنَةٌ فَلا تَكْفُرْ} [البقرة: 102] يعني فلا تَتَعلَّم السِّحر يَنصحَانِهِ، فدلَّ على أنَّ السِّحرَ كُفْرٌ تَعَلُّمُهُ و تَعْلِيمُهُ و استعمالهُ للعلاجِ ،
أيضاً كُفْرٌ لأنَّه لا يجوز التَّداوي بالكُفر لا يجوز التَّداوي بالحَرَامِ و لو لم يَصِلْ إلى حَدِّ الكُفْرِ (( فتداوَوْا ، ولا تَداوَوْا بِحرامٍ)) كَما في الحَديثِ، و السِّحر أَشَدُّ من الحَرَامِ لأنَّه كفرٌ فلا يجوزُ التَّداوي بالسِّحر و لا يُحَلُّ السِّحرُ بِسِحْرٍ مِثْلِهِ إنمَّا يُحَلُّ السِّحرُ بالرُّقيةِ الشَّرْعيةِ و الأذْكارِ و الأَدْوِيةِ المُباحةِ ((ما أنزلَ اللَّهُ داءً إلَّا أنزلَ لهُ دواءً)) مِن السِّحرِ و غيرهِ، فَيُلْجأُ إلى المُبَاحِ الَّذي أنزلهُ الله سُبحانه و تعالى في علاجِ السِّحرِ و لا يجوزُ الذَّهابُ لِلسَّحرة و لا للكُهَّان و لا لِلمُنجِّمين ((مَن أتى عرَّافًا أو كاهنًا فصدَّقه بما يقولُ فقد كفَر بما أُنزِل على محمدٍ صلَّى اللهُ عليه وسلَّم)) فَلا يجوزُ الذَّهاب للسَّحرة و المُشعوذِين و الدَّجالين لأجلِ العلاجِ عندهم و هم كَذَبَة و سَحَرَة، و لا يجوزُ الذَّهاب إليهم، و العلاجُ يكونُ بما أباح الله سبحانه و تعالى من الرُّقية الشَّرعية و من الأدوية المباحَة فالله أغْنى المُسْلمين بحلالهِ عن حرامهِ فلا يجوزُ التداوي بالسِّحرِ،
و لا يجوز الإستعانة بالجنِّ و لا بالغائبين لا يجوز الإستعانةُ إلاَّ بمن هو حاضرٌ قادرٌ على الإعانة أمَّا الغائبُ و الميِّتُ فلا يُستعانُ به مطلقاً و لا يستعانُ ُبالجنِّ و لو قيل إِنَّهم مُسلمونَ من الَّذي يثبتُ أَنَّهم مُسلمونَ من الَّذي يثبتُ هذا فهذه أُمورٌ يجبُ الحَذَرُ منها و يجبُ البُعدُ عنها و التَّحذيرُ مِنها . نعم .

فرغها أخوكم أبو عبيدة طارق بن سعد الجزائري