بعض الفوائد من نسبة عيسى عليه السلام لأمه مريم عليها السلام
بسم الله الرحمن الرحيم بعض الفوائد من نسبة عيسى عليه السلام لأمه مريم عليها السلام الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله و على آله و صحبه و من تبع هداه أما بعد، فقد ورد ذكر نبي الله عيسى-عليه الصلاة و السلام- في القرآن الكريم في آيات كثيرة، بعضها يُذكر بإسمه مفردا و بعضها يذكر منسوبا لأمه مريم الطاهرة -عليها السلام-. و من الآيات التي ذكر فيها عيسى عليه الصلاة و السلام مفردا دون نسبة لأمه قوله تعالى: {إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آَدَمَ خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ} [آل عمران: 59]. { وَزَكَرِيَّا وَيَحْيَى وَعِيسَى وَإِلْيَاسَ كُلٌّ مِنَ الصَّالِحِينَ } [الانعام 85] . { وَلَمَّا جَاء عِيسَى بِالْبَيِّنَاتِ قَالَ قَدْ جِئْتُكُم بِالْحِكْمَةِ وَلِأُبَيِّنَ لَكُم بَعْضَ الَّذِي تَخْتَلِفُونَ فِيهِ فَاتَّقُوا اللَّهَ وَأَطِيعُونِ } [الزخرف 63] و من الآيات التي ذكر فيها عليه الصلاة و السلام منسوبا لأمه عليها السلام كثيرة و منها قوله تعالى: { ذَلِكَ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ قَوْلَ الْحَقِّ الَّذِي فِيهِ يَمْتَرُونَ }[ مريم34] . { وَقَفَّيْنَا عَلَى آثَارِهِم بِعَيسَى ابْنِ مَرْيَمَ مُصَدِّقاً لِّمَا بَيْنَ يَدَيْهِ مِنَ التَّوْرَاةِ وَآتَيْنَاهُ الإِنجِيلَ فِيهِ هُدًى وَنُورٌ } [المائدة 46] . { إِذْ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ هَلْ يَسْتَطِيعُ رَبُّكَ أَنْ يُنَزِّلَ عَلَيْنَا مَائِدَةً مِنَ السَّمَاءِ } [المائدة 112] . و في ذكر عيسى-عليه الصلاة و السلام-منسوبا لأمه مريم عليها السلام لحكم عظيمة و منها: 1-الأمر الأول و الأعظم، حتى يبطل قول النصارى الغالين فيه بأنه الله قال الله تبارك و تعالى: {لَقَدْ كَفَرَ الَّذِينَ قَالُوا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ مَرْيَمَ وَقَالَ الْمَسِيحُ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ اعْبُدُوا اللَّهَ رَبِّي وَرَبَّكُمْ إِنَّهُ مَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِ الْجَنَّةَ وَمَأْوَاهُ النَّارُ وَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ أَنصَارٍ } فهذه أعظم فرية على الله تبارك و تعالى و على نبيه و عبده عيسى ابن مريم -عليهما السلام- و يخبرنا الله تبارك و تعالى عن ذلك يوم القيامة أن عيسى عليه الصلاة و السلام سيتبرأ منهم يوم القيامة و مما قالوه فيه . 2- بيان بطلان افتراء اليهود على عيسى و أمه -عليهما السلام- حيث انهم يرمون عيسى عليه السلام بأن ابن زنا و أمه الطاهرة العفيفة يرمونها بالزنا . -3 بيان أن الله تبارك و تعالى قادر على أن يخلق ما يشاء كيفما شاء سبحانه و تعالى، و قد خلق الأنثى من ضلع الذكر كما مع سيدنا آدم عليه السلام و حواء و هنا خلق الذكر من الأنثى مع سيدنا عيسى عليه السلام من مريم عليها السلام . 4- بيان أن عيسى ابن مريم مولود و هذه ليست من صفات الرب سبحانه فهو منزه عن ذلك قال الله تبارك و تعالى {قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ اللَّهُ الصَّمَدُ لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ } . 5-بيان أنه عليه السلام ابن لمريم عليها السلام و ليس هو ابن الله كما يدعيه أهل الضلال . 6-و كذلك بما أن عيسى-عليه الصلاة و السلام- لا أب له و اعتقاد ذلك واجب علينا فتكرار نسبته لأمه عليها السلام لترسيخ ذلك و استشعار وجوب ذلك و تأكيده . هذا ما تيسر لي و الله تبارك و تعالى أعلم و صلى الله علي نبينا محمد و على آله و صحبه أجمعين . |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 02:52 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي