شرح العلامة ابن باز لكتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب-رحمهما الله تعالى-
بسم الله الرحمن الرحيم شرح العلامة ابن باز لكتاب التوحيد لمحمد بن عبد الوهاب-رحمهما الله تعالى- هذا شرح العلامة عبد العزيز بن باز-رحمه الله تعالى- لكتاب التوحيد لمجدد دعوة التوحيد محمد بن عبد الوهاب-رحمه الله تعالى- يقرر في هذه السلسلة الشيخ بن باز معتقد أهل السنة في مسائل الكفر و الإيمان كذا الموقف الصحيح منه و فصل تفصيلا جيدا في مسألة عذر الواقعين في عبادة القبور و الشركيات الدرس الأول الدرس الثاني الدرس الثالث الدرس الرابع الدرس الخامس و بهذا يكون المسلم على بصيرة من أمره لا كما يفتي أحمد بازمول المميع في بعض المواقع و للأسف وجد شرذمة ممن أعمى الله بصرهم و بصيرتهم يتلقون كلامه السخيف و ينشرونه في الأرجاء على عوام المسلمين فينخدعون به حيث تكلم بكلام سخيف يدل على جهله المركب في هذا الباب فجعل الإختلاف في هذه المسائل و اعتبار الجهل عارضا من العوارض و العذر به اختلف فيه العلماء و لم ينكر بعضهم على بعض على حد قوله و لسان حاله يقول "اختلاف الأمة في مسائل الكفر و الإيمان رحمة" و ربي لا فرق بينه و بين القرضاوي إلا أن القرضاوي أراد بالعبارة المشابهة لها شيء و بازمول أراد بها شيء آخر حتى يجد له و لحزبه مكانا بين أهل الحديث و هيهات هيهات!! و لعل و الله أعلم سبب تأجيجهم و قلقلتهم في هذه المسائل هو نصرة ماذهب إليه من ذهب إلى أن العمل شرط كمال أو شرط صحة و الدندنة حول مسألة جنس العمل و إيجاد مكان لهم بين أهل الأثر و سلكوا لذلك كل السبل من وصف أهل الأثر بالحدادية و غيرها من الأوصاف التي هم أحق بذلك حيث أنهم طعنوا في أهل الأثر بهواهم . قال العلامة ابن القيم في طريق الهجرتين(411/1):(( والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاءَ به، فما لم يأْت العبد بهذا فليس بمسلم وإن لم يكن كافراً معانداً فهو كافر جاهل. فغاية هذه الطبقة أنهم كفار جهال غير معاندين، وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفاراً فإن الكافر من جحد توحيد الله وكذب رسوله إما عناداً وإما جهلاً وتقليداً لأهل العناد)) لكن حزب الإرجاء و التمييع يدخلونهم تحت مسمى الإيمان و إن لم يأتوا بكلمة التوحيد كاملة بل أتوا بنواقضها هذا من أوجه الخلاف بين أهل الحديث ومميعة العصر و لم يفرق الإمام ابن القيم بين من دخل في الإسلام ثم أتى بواحدة من هذه أو من هو كافر أصلي قال الإمام البربهاري رحمه الله في شرح السنة ص24:((ولا يخرج أحد من أهل القبلة من الإسلام حتى يرد آية من كتاب الله عز و جل أو يرد شيئا من آثار رسول الله صلى الله عليه و سلم أو يصلي لغير الله أو يذبح لغير الله وإذا فعل شيئا من ذلك فقد وجب عليك أن تخرجه من الإسلام فإذا لم يفعل شيئا من ذلك فهو مؤمن ومسلم بالإسم لا بالحقيقة)) يفهم من هذا أنه لا تطبق عليهم أحكام المسلمين من باب أولى . الثاني لنسلم جدلا أنهم لا ينسبون إلى الكفر لجهلهم بالكفر و وقوعهم فيه جهلا فيكون من باب أولى عدم إدخالهم تحت مسمى الإسلام لأنهم يجهلونه قال العلامة ابن القيم في طريق الهجرتين : ((أما من لم تبلغه الدعوة فليس بمكلف فى تلك الحال، وهو بمنزلة الأطفال والمجانين.وقد تقدم الكلام عليهم. والإسلام هو توحيد الله وعبادته وحده لا شريك له، والإيمان بالله وبرسوله واتباعه فيما جاءَ به، فما لم يأْت العبد بهذا فليس بمسلم وإن لم يكن كافراً معانداً فهو كافر جاهل. فغاية هذه الطبقة أنهم كفار جهال غير معاندين، وعدم عنادهم لا يخرجهم عن كونهم كفاراً فإن الكافر من جحد توحيد الله وكذب رسوله إما عناداً وإما جهلاً وتقليداً لأهل العناد)) فإلى أي فرقة سينسبهم علامة الزمان بازمول؟؟. الثالث كون هذه الطائفة من الناس عقلاء مكلفين يستوجب دخولهم إما تحت مسمى الإسلام أو الكفر و لا يوجد إسم ثالث فماذا سيختار لهم بازمول!! الرابع أن إدراجهم تحت مسمى الكفر لأنهم لم يدخلوا في الإسلام أصلا لا يعني عدم دخولهم في أمة الدعوة و ترك دعوتهم إلى الدين و التوضيح لهم . الخامس التفريق بين أحكام الدنيا و أحكام الآخرة: فأحكام الدنيا تكون بالحكم على الظاهر من حيث الإسلام والكفر باعتبارهما صفتين جاء تحديدهما وبيان شروط تحققهما في الشرع و قد يكون من الأعمال الظاهرة ما يستلزم الكفر الإعتقادي قال العلامة حافظ بن أحمد الحكمي في أعلام السنة المنشورة:(( إذا قيل لنا: هل السجود للصنم والاستهانة بالكتاب وسب الرسول والهزل بالدين ونحو ذلك هذا كله من الكفر العملي فيما يظهر، فلم كان مخرجا من الدين وقد عرفتم الكفر الأصغر بالعملي؟ الجواب: أن هذه الأربعة وما شاكلها ليس هي من الكفر العملي إلا من جهة كونها واقعة بعمل الجوارح فيما يظهر للناس، ولكنها لا تقع إلا مع ذهاب عمل القلب من نيته وإخلاصه ومحبته وانقياده لا يبقى معها شيء من ذلك، فهي وإن كانت عملية في الظاهر فإنها مستلزمة للكفر الاعتقادي ولا بد ولم تكن هذه لتقع إلا من منافق مارق أو معاند مارد، وهل حمل المنافقين في غزوة تبوك على أن { قَالُوا كَلِمَةَ الْكُفْرِ وَكَفَرُوا بَعْدَ إِسْلَامِهِمْ وَهَمُّوا بِمَا لَمْ يَنَالُوا } التوبة: 74 إلا ذلك مع قولهم لما سئلوا: {إِنَّمَا كُنَّا نَخُوضُ وَنَلْعَبُ} التوبة: 65 قال الله تعالى: { قُلْ أَبِاللَّهِ وَآيَاتِهِ وَرَسُولِهِ كُنْتُمْ تَسْتَهْزِئُونَ لَا تَعْتَذِرُوا قَدْ كَفَرْتُمْ بَعْدَ إِيمَانِكُمْ} التوبة: 65ـ 66 ونحن لم نعرف الكفر الأصغر بالعملي مطلقا، بل بالعملي المحض الذي لم يستلزم الاعتقاد ولم يناقض قول القلب ولا عمله )) أما أحكام الآخرة فقد فصل فيها العلامة ابن القيم حيث قال في طريق الهجرتين ص413:(( والله يقضى بين عباده يوم القيامة بحكمه وعدله، ولا يعذب إلا من قامت عليه حجته بالرسل، فهذا مقطوع به فى جملة الخلق. وأما كون زيد بعينه وعمرو بعينه قامت عليه الحجة أم لا، فذلك مما لا يمكن الدخول بين الله وبين عباده فيه، بل الواجب على العبد أن يعتقد أن كل من دان بدين غير دين الإسلام فهو كافر، وأن الله سبحانه وتعالى لا يعذب أحداً إلا بعد قيام الحجة عليه بالرسول. هذا فى الجملة والتعيين موكول إلى علم الله عز وجل وحكمه هذا فى أحكام الثواب والعقاب. وأما فى أحكام الدنيا [فهى جارية مع ظاهر الأمر فأطفال الكفار ومجانينهم كفار فى أحكام الدنيا] لهم حكم أوليائهم. وبهذا التفصيل يزول الإشكال فى المسألة )) . السادس قول أهل الحديث بالتفصيل في المسألة فليس بعدم العذر بالكلية و لا العذر في كل المسائل إنما فرقوا بين المسائل الظاهرة و الخفية و مسائل الكفر و الشرك و العبادة أظهر مسائل هذا الدين أخرج الهروي في ذم الكلام: عن الشافعي قال سُئل مالك عن الكلام والتوحيد ، فقال مالك : ( محال أن يظن بالنبي صلى الله عليه وسلم ، أنه علَّم أمته الاستنجاء ولم يعلمهم التوحيد ، والتوحيد ما قاله النبي صلى الله عليه وسلم : (( أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله )) فما عصم به المال والدم حقيقة التوحيد ) . قال العلامة حمد بن عتيق في سبيل النجاة: ((اعلم أن إظهار الموافقة للمشركين له ثلاث حالات، الحال الأولى: أن يوافقهم في الظاهر والباطن فينقاد لهم بظاهره ويميل إليهم ويوادهم بباطنه، فهذا كافر خارج من الإسلام، سواء كان مكرها على ذلك أو لم يكن، وهو ممن قال الله فيه: { ولكن من شرح بالكفر صدرا فعليهم غضب من الله ولهم عذاب عظيم}. الحال الثاني: أن يوافقهم ويميل إليهم في الباطن مع مخالفته لهم في الظاهر، فهذا كافر أيضا، ولكن إذا عمل بالإسلام ظاهرا عصم ماله ودمه، وهو المنافق. الحال الثالث: أن يوافقهم في الظاهر مع مخالفته لهم في الباطن، وهو على وجهين، أحدهما: أن يفعل ذلك لكونه في سلطانهم مع ضربهم أو تقييدهم له، أو يتهددونه بالقتل، فيقولون له: إما أن توافقنا وتظهر الانقياد لنا وإلا قتلناك. فإنه والحالة هذه يجوز له موافقتهم في الظاهر، مع كون قلبه مطمئن بالإيمان، كما جرى لعمار حين أنزل الله تعالى: { إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان } وكما قال تعالى : { إلا أن تتقوا منهم تقاة } فإن الآيتين متفقتان، كما نبه على ذلك ابن كثير في تفسير آية آل عمران. الوجه الثاني: أن يوافقهم في الظاهر مع مخالفته لهم في الباطن، وهو ليس في سلطانهم، وإنما حمله على ذلك إما طمع في رئاسة أو مال أو مشحة بوطن أو عيال أو خوف مما يحدث في المآل. فإنه في هذه الحال يكون مرتدا، ولا تنفعه كراهته في الباطن، وهو ممن قال الله فيه: { ذلك بأنهم استحبوا الحياة الدنيا على الآخرة وأن الله لا يهدي القوم الكافرين } فأخبر أنه لم يحملهم على الكفر الجهل بالحق أو بغضه ولا محبة الباطل، وإنما هو أن لهم حظا من حظوظ الدنيا فآثروه على الدين)) تم المراد و الحمد لله رب العالمين |
جميع الأوقات بتوقيت مكة المكرمة شرفها الله. الساعة الآن: 03:54 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.7.3, Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd. TranZ By
Almuhajir
جميع الحقوق محفوظة لكل مسلم بشرط الإشارة إلى منتديات الشعر السلفي