بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين :
هذه القصيده كتبها أخونا الشاعر السلفي العراقي سفيان بن محسن العثماني أحدُ طلاب الشيخ عبد اللطيف أبي عبد الحق الكردي-حفظه الله-والشيخ عبد اللطيف الكردي قد زكاه الإمامان ربيع المدخلي ومقبل الوادعي وغيرهما من العلماء ، وهو أحد طلبة الشيخ مقبل الثابتين على منهجه ، ولهذا نجد الشاعر يقول هنا عن الشيخ مقبل : ( هو شيخُ شيخي....) وأخونا الشاعر قد كتب هذه القصيده ثناءً على العلماء الراسخين وردّاًّ على الحزبيين والمميعين الذين طعنوا في شيخه الناصح الأمين ، فقال :
 
فَــــضْــــلُ الـــعُـــَلـــمَـــاءِ 
 
 
يـا مَــن إليه أبــثُّ كــلَّ شُـكــاتــي * * * فـهـو الـقـديـرُ وسـامِــعُ الـدعواتِ 
 
ربَّــاه إنَّ الحُـزنَ خَـيَّـمَ فـي الـحَشَـا * * *والـقلـبَ أمــسـى دائمُ الـحـســراتِ
 
فلقد روى الشيخانِ عن خـيرِ الورى * * * خـبراً صـريحاً مـوجَزِ الكـلمـاتِ
 
فـي أنَّ هــذا الـعــلـمَ لــيس بـذاهــبٍ * * * مـنّـا انـتـزاعاً بَل بقبضِ دُعــاةِ 
 
حـتـى إذا لــمْ يُــبــقِ فــيـها عـالــمـاً * * * سيصيرُ جُـهَّـالُ الورى ســاداتِ
 
فَـلِـذا أصـابَ الـقـلـبَ قـرْحٌ عـنـدمـا * * * رحلَ الأئـمةُ واختـفـت بَـسَـمَـاتـي
 
أعـني ابـنَ بـازٍ وابــنَ صالـحَ إنـهـم * * * نورٌ أضـاءَ لنـا دُجَـى الظلـمـاتِ 
 
وكـــذاكَ الالـبـانـيُ نــاصــرُ ديـنِـنَـا * * * فصفاتهُ قَـد أعجـزت كـلـمـاتـي 
 
وكــذا الإمـامُ الـوادعــيُ إمــامُــنَـا * * * وبـوصـفِـهِ قـد لا تـفِــي أبـيـاتـي
 
هو شيـخُ شيخـي كـمْ رأيـتُ شمائـلاً * * * في شيخِنا من شيـخِـهِ حَسَـنَـاتِ 
 
ربَّــاه فــاجـزيهـم بــمـا هــم أهـلُــهُ * * *مِــنْ طـيِّـبِ الحسـناتِ والرحـماتِ 
 
وأحـفـظ ْ لـنـا الأحيـاءَ مـن علـمائِـنا * * * أهـلَ الحـديــثِ الســـادةِ الأثـبــاتِ
 
كـإمامِ دعـوتِـنـا الربـيـعُ فـكـمْ هَـدَى * * * ربـي بـه خَـلـقـاً مــن الـعــثـراتِ 
 
حَـمَـلَ الـلـواءَ وســارَ دونَ مُـنـازعٍ * * * لا يــنـثـنـي لـمُــخَـذلٍ أو عــاتــي
 
يـدعــو لــسـنــةِ أحـمــدٍ مُــتـجـرداً * * * للهِ لا يـبــغــي هـــوىً وشــتــاتِ 
 
وكذا العقيل(1)وشـيـخُـنـا الـفـوزَانُ كمْ َ* * * ردَعـوا ذوي الإحــداثِ والـهَفواتِ
 
وكــذا السُـحَيْـمِيْ والحَجُـوريْ إنهمْ * * * لـلــمـنـهـجِ الــسَـلـفــيِّ خيــرُ حمـاةِ
 
يــا ربِّ ثــبِّـتهُـم وزدْ فــي أجــرهِـم * * * مَا اهــتـزَّتِ الأغـصانُ فِـي الغابـاتِ 
 
يا حَـبَّـذا أرضَ الـحــجـازِ فـكـم بهـا * * * مِــــنْ عـــالـــمٍ وأئـــمـــــةٍ ودعــــاةِ 
 
لكنْ أرى بَلدي العراقَ حَوَى الأسى * * * والــجَـهْـلُ ســارَ بـه إلـى الـنــكـبَـاتِ
 
لـكـنَــنِـي أبــصـرتُ نـوراً سـاطِـعـاً * * * فعـجــبتُ مـن نـورٍ بـذِيْ الــظـلمـاتِ 
 
فإذا بـهـذا الــنـورِ شــيـــخٌ عـــالـــمٌ * * *يَـدعُـــو لـسـُــنــةِ أحــمــدٍ بــثــبــاتِ
 
وبـفـضـلِـهِ شـهـدَ ابـنُ بـازَ ومـقـبـلٌ * * *وكـذا الـربــيـــعُ بـأوضـحِ الكـلمــاتِ 
 
أعـني به عــبــدَ الـلــطــيــفِ فكم له * * *مَــعَ عِـلمِـهِ أدبٌ وحُــسْــنُ صــِـفــاتِ 
 
لـكـنَّ أهــلَ الـظُـلــمِ قـد طَـعـنـوا بـه * * * مَــعَ فــضـلِـهِ فـاعـجـبْ لـفـعـلِ بـُغــاةِ 
 
كـمْ حَـاوَلوا تشـويهَ صـورةِ شيـخِــنا * * * ولِـذاكَ شَــنـُّـّوا أقـــبَــحَ الـهَـجَــمَـاتِ 
 
لــكــنّ أمــرَ الـلـهِ فــوقَ مُــرَادِهِـــم * * * فـغـدا عـليـهـم سَــعــيُـهُــم حَـــسَــراتِ
 
فسـألتُ ربــي أنْ يُــثــبِّــتَ شـيـخـنا * * * والــصّبــرَ يــرزقـه عــلـى الـكــرُبـاتِ 
 
 
والـعــلـمَ يــرزقـنـا بــمــدرســـةٍ لـهُ * * * ويَــحُـفَــهَا بــالأمــــنِ والــبَـــرَكــاتِ 
 
وسـألـتُـهُ خــيــرَ الـجـزاءِ لـشـيـخِـنا * * * مَـا اهـتـزت الأثــلاتُ فـــي الــفـلَـواتِ
 
وكتبها 
سـفيان العثماني
العراق/تكريت/ ناحية العلم 
 
(1)وهو الشيخ العلامة المعمَّر بقية شيوخ الحنابلة : عبدالله بن عبد العزيز العقيل حفظه الله .