ففي أراجيزه تلقى نسائمَه * * * فواحةً من ثنايا روضه العَطِرِ
أما ابنُ عيسى هو الميليُّ فاحْظَ به * * * فإنه دوحةٌ غنَّاءُ بالثَّمَر
فقد أمال فؤادي نحو دوحته * * * بما أتى من بديع الشِّعر والدُّرَر
وذا بلالٌ ونفسي كم به سعِدتْ * * * فقـد أطـلَّ علينا طلَّةََ القمرِ
أُراه كالغيث سكَاباً فوائدَه * * * يعطي كما كان يعطي وابل المطرِ
وقد أتانا الحريريْ راجزاً يقِظاً* * *مذكِّراً بذوي الأرجاز في الغبُر
لديه من جيِّـد الألفـاظ قاعـدةٌ * * *متينةٌ جزْلةٌ في أروع الصورِ
وقد لمسْتُ من المُقريْ محاولةً * * * شعريةًً كان يبديها على النَّظَر
كما لمسْتُ من السوقي محاولة * * * شعريةً تتواري خلف ذي السُّتُر
لكن مسْكَ ختام الشِّعـر دوحتَه * * * سفيـانُ من شــعَّ بالأنوار كالقمَــر
إذ أنه شنَّف الأسماعَ قاطبة * * * بشعـره الفـذِّ في بدْوٍ وفي حضَـر
لك ابنَ تكريتَ شُكري اليومَ أُعلنُه * * * على الذي قلتََه في صاحب النهَر
مذكِّراً شعـراءَ المنتـدى علَنـاً * * * بكـل ما كُلِّفــوا من منهجٍ نضِـر
أمانة الحرف في أعناقكم حُمِلتْ* * * فاقضوا مآربَ من يرجو قضا الوطر
كتبتُ هذا مُشيداً بالجهود ومَن * * * قد شاركونا بهذا المنتدى الأثََري
لذا أبشِّـرُ كلَّ الناس قـاطبـةً * * * بأن نهـرِي عـريضٌ فاضَ للجُزُر
فالنهر لا زال يجري إذ روافـده * * * أنتمْ , فأكرِمْ بذاك النهر من نهَر