الله أكبر
كلما أبحرتُ مع أبيات خاتمة أحدكم أجدني لا أسطيع أن أنبس ببنت شفة
فكل خاتمة حظيتْ من الإبداع والإمتاع , والقوة والعرامة , والروعة والبلاغة ما يجعلني في قمة الذهول والدهشة
فحسبي أني كلما قرأت خاتمة قلت : هذه هذه , فإذا جاءت الأخرى قلت هذه هذه , وهكذا
فرأيت أن كل خاتمة تقول : لا أريد الخاتمة
حتى غير الميلي خاتمته , مستشعرا ثقل الأمر , مع أن كلا خاتمتيه في مرتبة الصدارة والإبداع
ثم أتى أبو عبد الله مختارا في خاتمته قافية الغين , وإنما دفعه إلى ذلك الشعور بثقل الأمر فاختار من القوافي أندرها فأبدع أيما إبداع
ثم أتى العكرمي معتذرا عن نفسه بتأخره , وإنما دفعه إلى ذلك شعوره بثقل الأمر وهدِّ الكاهل , فأبدع وأحسن في الإمتاع
وكأن كل خاتمة تقول :
هل من مزيد
غير أن الجميع وقف من شاهق سامق يتلمَّس خاتمة الخاتمة من المشرف العام
فكأن رحى الهموم كلها قد وقفتْ على كاهلي
وثقل المسؤلية كلها قد أصبح فوق رأسي
إذ تضاعف الحمل وعظم الطلب , فرأيت انه لا محيص من تحقيق طلب من لا يسعني رد ِطلابهم
فلا عدمتهم إخواناً ناصرين الحقَّ مؤيديه
وإليكم الخاتمة
التي يحسن أن تكون كما قالت امرأة عمران:
رَبِّ إِنِّي وَضَعْتُهَا أُنْثَى
وَاللَّهُ أَعْلَمُ بِمَا وَضَعَتْ وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالْأُنْثَى
وذلك اني أنَّثت قافيتها فختمتها بالتاء المربوطة وهاء السكت
وقد جعلتها على لسان كل واحد منكم , وأردفتها بنصيحتي لكم
بالله هل في الشعر من متألق * * * يحذو حذائي أو يقوم مقاميه
إنْ شئتَه تلقاه في يمن وإنْ * * * تطلبْه في شام يكون بشـاميه
وتراه في كل المواقف شامخاً * * * متبسِّما يهدي الأنامَ سلاميه
وتراه يبدو مثل غيث هاطل * * * يسقي رفاتي أو يبل عظاميه
يبقى بإذن الله جذوةَ ومْضة * * * تسمو بدربي كي تنير أماميه
هذا لسان الحال من أشعاركم * * * مترقباً يرجو بذاك ختـاميه
في منهج الإبداع نافس بعضكم * * * بعضاً فكونوا مثل نفس ضاميه
ولتشكروا الله العظيم لفضله * * * فلقد حباكم ما يهيج غراميه
ولتتَّقوه بكل حرف سطَّرتْ * * * أقلامُكم في الصفحة المتراميه
وتذكَّروا دوماً بأنَّ ذوي الهوى * * * قد سطَّروا فينا الحروفَ الدامية
يسعون في وأْد العقيدة جهرةً * * * كي يكْسروا في المنتدى أقلاميه
فأروهم يوماً عصيباً هَولُه * * * واصلوهُم بالشِّعر ناراً حاميه
وتناصحوا بالحق واتصفوا به * * * كي ترفعوا راياتِ صدْقٍ سامية
والختْم صلى الله ما انتصرَ الهدى* * * أو لاحَ ومْض البرق فوق حُساميه
عَ المصطفى الهـادي وسـائرِ آله * * * والتابعـين طريقـه المتراميه