عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 01-22-2011, 06:09 PM
أبو عبد الله بلال يونسي أبو عبد الله بلال يونسي غير متواجد حالياً
وفقه الله ورزقه العلم النافع
 
تاريخ التسجيل: Nov 2010
الدولة: الجزائر
المشاركات: 203
أبو عبد الله بلال يونسي is an unknown quantity at this point
افتراضي

أحسن الله إليك أخي أبا عبد الرحمن ورفع قدرك في الدنيا والآخرة وأعلى ذكرك في العالمين ...

هيا واصل وضع الروابط واحتسب من ربك البر الرحيم أجرا عميما و جزاءا كبيرا ...

ولكن فقط حاول أن توافيني بكتب المعاصرين أكثر ؛ وكذلك بكتاب ( قصد السبيل فيما في العربية من الدخيل ) و (حاشية ابن بري على المعرب ) لمسيس حاجتي إليهما وذلك أني أعد بحثا في مسائل هامة ومنها :

1 - هل كلمة ( بابا ) عربية على معناها المراد في أيامنا هذه أم هي من الأصوات التي يتعلمها الطفل أولا كما قرره علماءاللسانيات و ذلك لأن الحروف الشفوية هي أول ما يخرج من في الطفل عند بدئه الكلام ومن تلك الحروف الباء والميم ؛ ولذلك فيسبق إلى ( ما ..ما ... با ... با .... )
وقد وجدت صاحبا التاج واللسان تفردا دون غيرهما وقالا بأن قولنا (بابا) يسمى بأبأة وهذا الذي خالفا فيه من هم أوثق وأحذق وأدق من أرباب الفن والتحقيق ؛ وذلك أن غالبهم على ما اطلعت جعلوا (البأبأة ) قول الصبي (بابا) لأبيه ولم يذكرو ا الكبار في المسألة كما ذكروا كذلك قولهم ( بأبي أنت ؛ أو بأبا أنت ) على الحكايةبناءا ؛ حتى أن صاحب (قصد السبيل فيما في العربية من الدخيل) عد من جعل كلمة ( بابا ) في شعره من المتأخرين ألكنا لا فصيحا ومثل فعله مع الصفدي ؛ وهاهو قول صاحب (قصد السبيل ) في باب الباء نقلا عن صاحب كتاب (موقف الصفدي من ابن تيمية ) :
( بابا بمعنى مزين ؛ عامية قبيحة ؛ وكذلك البابا لرئيس الدباغين ؛ وفي [ كتاب معيد النعم ومبيد النقم ] أنه الذي يغسل الثياب ؛ ولم يستعملها إلا بعض اللكن كالصفدي في قوله :
أحببت بابا حسنه بارع *** يسبي من النساك ألبابا
أغلق في وجهي باب الرضا *** فهل تراني أفتح البابا )
وحتى أقدم ما وصلنا من المعاجم الدقيقة - وهذا طرحا لغير الدقيقة أو التي لم يعنى بها اعتناءا جيدا حازما - وهو كتاب الصحاح يقول فيه صاحبه :( [ بأبأ ] بأبأت الصبى ، إذا قلت له: بأبى أنت وأمى. قال الراجز:
وصاحب ذى غمرة داجيته
***
بأبأته وإن أبى فديته
***
حتى أتى الحى وما آذيته)

وإننا نجد أمثال صاحب المقاييس من خيار المحققين عند ذكره لهذه اللفظة يبهمها ويجهل قائلها على عادته فيما لا يتيقن له أصلا على تلك الحال التي ورد بها على بعض الألسن فقال : ( ويقولون بأبأت الصبي قلت له بابا ) ؛

وقد سألت إخواننا في موضوع ( الأدب الإصلاحي وإصلاح الأدب ) التعاون في وضع دراسات ضافية أو روابط كافية في مناهج اللغويين في كتبهم من الناحية البنيوية والمعنوية ؛ وذلك كما مثلت به مع الصفدي حين ظننته من أهل السنة حتى وقفت على كتاب ( موقف الاصفدي من ابن تيمية رحمه الله ) فعلمت أن الرجل كما وصف حاله ابن تيمية وباعتراف الصفدي نفسه ( صاحب أمراض نفسية وأزمات عصبية ) فاللهم عافنا ؛ وأغلب ما تلبس به داء التعالم والتجاسر على مواطن هلاكه دون تؤدة أو تأثم ؛ وأن الرجل من موالي الأشعرية الصوفية كالسبكي وابن السراج صاحب النصيحة المنسوبة زورا إلى الذهبي وهو منها براء ؛ و إن ما جعلني أحسن الظن بالصفدي بداءة ما علق بذهني سابقا من ثناء بعض فحول الثقات عليه و أسهم وإمام مجالهم شمس الدين الذهبي فاغتررت بثنئه وضعت في طياته اتباعا لأخبار الثقات لا أسأل عنها عملا بالكتاب الحفيظ ؛ حتى أوقفني أخي الحريري على الكتاب الموسوم للباحث القونوي ( موقف الصفدي من شيخ الإسلام ) فقرأته متلهفا وصرت أنصح بقراءته من ظفرت به يمينه فإنه مفيد ...

ولهذا فأنا أظن كلمة (بابا) على استعمالنا العامي اليوم غير عربية وجها واحدا ؛ ولكن أنا بحاجة للكتب المطلوبة آنفا فغالبها غير متوفر على الوقفية ؛ وذلك حتى أكمل عملية التنقيب ؛ لأن مما زاد اطمئناني أنها دخيلة على العربية ما لقينا عليه علماءنا ينهون عن إطلاقها ويأمرون بأن ننادي آباءنا ( أبي .. أبتي ..) لا ( بابا ) وذلك مخالفة لأهل التغريب وأسلافهم في ذلك من النصارى وأذنابهم ؛ وهل يظن بعد هذا أن مثل هذه الكلمة عربية صحيحة لا غبار عليها وقد ردها أفذاذ كانت دراستهم الأدبية في شروح الحماسة لأبي تمام ومثيليها من الكتب المتينة ...

والحمد لله رب العالمين
والصلاة والسلام على رسوله الأمين
رد مع اقتباس