[الشاعر أبو رواحة الموري]

ووفاءً بما قطعتُه على نفسي سابقاً من الإشادة بكتابات
الأخ الفاضل أبي عبد الله بلال يونسي
يحفظه الله
فهذه أبيات جعلت حروف أوائلها بنفس حروف اسمه
وقد فصلتُ اقصيدة ببيتين ليس لهما تعلق بهذا الإلزام
فأقول :

أبى صاحبي إلا مقـالةَ مـادحٍ * * * لِمَا كان قد ألقـاه وسْط كتابه
بـلى إنه لم يطلب المـدْحَ إنما * * * صنائعُـه ألقـتْ بشخصي لِبابهِ
وقد كان فيما خطَّه من بديعةٍ * * * يقـوِّمُ شِعرَ المرْءِ عند اجتـلابهِ

عـلى منهج حقٍّ يضارعُ من مضى * * * وينصر حرف الضاد ليس بآبهِ[1]
بـما قد رواه المُحدِثون وزمـرةٌ * * * تحاولُ في كل الورى طمْس بابهِ
دعَوا من بني الإسلام كلَّ مغفَّلٍ * * * لمحو شريف الحرْف أو كسْر نابهِ
ألم يتركـوا من إرثهم كل بؤرة * * * لإفسـاد ديني أو مـآثر نابهِ[2]
لـذا فليكنْ للسالكين طريقة النـ * * * ـبي المقفَّى من صنيعٍ مُشابهِ
لـأَنْ ينهضوا بالشرع والشعر دائماً * * * فإنهما قـد قوبِلا بالـمُجـابِهِ
@@@
إذا لم يكنْ شعْر الفصـاحة منهجي * * * ولم أنصرِ الإسلامَ عند اكتسابهِ
فـلا خير في نثري ولا في قصـائدي * * * ولا كنتُ بعد اليوم من أربـابهِ
@@@
هـفا القلبُ في شوقٍ لشكْر بِلالنا * * * ونُصرتِه في كل حـرْف سمـا بهِ
بـلالٌ وما أدراك ما بلبل الرُّبـا * * * ترنَّمَ حتى شنَّـفَ السمعَ مـا بهِ
يـحلِّق في الآفاق في سامق الذُّرى * * * ومِنْ مطْلع الأفـلاك فوقَ سحابهِ
ويُشرِقُ معْ شمس الضحى حين أشرقتْ * * *وإنْ غربتْ بـدْراً يشـعُّ لِنَابهِ[3]
نـراه رفيع القـدر طاب جنـابُه * * * فأكـرِمْ بمن يزكو بطِيب جنابِه
ستلقـاه مِعطـاءً من الخير باذلاً * * * كوابِـلِ غيثٍ عـمَّ في تَسْكابِه
يـارب فاجعلْه مدى الدهر صيِّباً* * *يفيض علينا الحسْنُ من أهْدابه .

وكتبه أخوك المحب :
أبو رواحة عبد الله بن عيسى الموري
في مساء يوم الاثنين 20/صفر/ 1432هـ

[1] أي ان البدر يشعُّ فيراه النابه أي المنتبه المستيقظ .
[2] أي آثار المتيقظين وعلوم النابهين من أسلافنا الصالحين .
[3] أي ليس مهتماً لما أحدثه المبطلون ولا مكترثا بصنيعهم .