منتديات الشعر السلفي بإشراف الشاعر ابي رواحة الموري - عرض مشاركة واحدة - دفاعاً عن لغة الضاد شارك بمقال أو قصيدة
عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 02-05-2011, 12:07 PM
أبو عبد الرحمن محمد العكرمي أبو عبد الرحمن محمد العكرمي غير متواجد حالياً
وفقه الله ورزقه العلم النافع
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: ولايــة غليزان / الجــــزائر
العمر: 41
المشاركات: 238
أبو عبد الرحمن محمد العكرمي is an unknown quantity at this point
افتراضي



اللغة العربية الكائن المنبوذ !!!




قد يتعجب الإخوة الفضلاء ممن محبي هذه اللّغة الشّريفة الكريمة عنوان قصيدتي هذه , غير أنني أقول لك أخي الحبيب , لا تعجلن فالواقع خير شاهد.


كيف لا و نحن في جميع البلدان العربية تقريباً , من أقصى العراق شرقاً إلى أقصى المغرب غرباً , و من شمال الشام إلى أقصى جنوب السّودان , لا تكاد تجد , بل إنك لن تجد مجتمعاً يتكلم لغة الأجداد الفحول , بل لا تجد حتى مثقفي تلك البلدان و أدعياء العربية يكادون يتكلمون بها .


بل إعجب !!, و أنا أحدّثك بما رأيت أنّ إمام المسجد المجاور لبيتنا , لا يحسن تركيب جملة صحيحة إعراباً , فضلاً عن أن ينمّقها بالأساليب البلاغية و البديع , فأين نحن من تلك القصة التّي حكاها الأصمعي رحمه الله حين يقول : (( رأيت أعرابيا و معه بنيّ له صغير يمسك بفم قربة , و قد خاف أن تغلبه القربة , فصاح : يا أبت أدرك فاها , غلبني فوها , لا طاقة لي بفيها !!)).

فهذا الصبي العربي لم يدع إقامة لسانه على لغته , و لو كان في أحلك الظروف , بل نطق بالفصيح و هو يصارع تلك القربة التي غلبه فوها!!

بينما تجد بعض المدرسين للغة العربية , يُجعجع في الكلام و هو على كرسيه الواسع , فلا هو بالّذي علم الطلبة اللّغة العربية , و لا هو بالّذي تركهم على حالهم , فولد لهم جهلاً مركباً , فصار بذلك شبيها بتوما الحكيم!!
هذا حالنا اليوم , بما جعل هذه اللغة الشريفة كأنها كائن غريب منبوذ , و أول من نبذه أهله و عشيرته و الله المستعان.

و لم تسلم حتى من دعاة العروبية الشّعوبية الذين يصيحون ليلاً نهاراً لإزاحة بقايا الكلمات العربية

في الوثائق الرّسمية بدعوى صعوبة التّعامل بها
!!!
و الله المستعان
و إليكم مشاركتي :


صاح المعلّم صيحة دوّت لنا *** قوموا أيا..!!. ماذا أقول أنا هنا !!


جهل المعلّم رفعه للفاعل !!*** هذا الذي فعل الشّنيع بأهلنا !!


صاح المعلّم بعدها مستدركاً *** هيّا ((دُبُو))(1) ذا شيخنا قد زارناَ


ولج المفتّش(2) قائلاً : يا صاحبي *** ما هذه اللّغة الرّديئة بيننا


((سِي فُوفُلِي )) (3)خذ دورة في هذه!!*** ما اسمها ؟؟ أفٍ لها و لدهرنا


إي , إنّها لغة القرآن فذا الّذي *** قد كنت أسمع عالماً سمّى لنا


لا سيدي !! صاح المعلّم دائماً *** عربيةٌ اسم لها في سفْرناَ !!


قال المفتّش تائباً مستغفراً: *** قد كدت أفسد منهجاً مُتَقَنَّنَا


هذي حقيقة جلّ من مسك المدا *** رس ظالما و مجهّلاً أولادنا


*********************


عذرا أيا لغة القرآن فإنّكِ *** في منزل يعلو كما أقمارنَا


عذرا أيا لغة الحديث فعندنا *** قوم لهم جهل عريض بالسّنا


لا تحزني هذا زمان جهالة *** لا تحزني إن ضعتِ في أوطاننا


لا لا يزال بذي البسيطة أمّة *** حملت شراع الحقّ في أزماننَا


نفديك يا لغة القرآن بنفسنا *** و نفوسنا هانت مع أبداننَا


لو لم يكن لك مسكناً كتب الألى *** لجعلتُ كلّ قلوبنا لك مسكنا


حبّي لكِ بلغ السّماء بقوةٍ *** دوماً أصيح مردّداً و مدندناً


إن كان يدمن غيرنا رطناً دنا *** كنت المحبّ لشعرها بل مدمناَ


إن كنتِ في بستان نخلٍ باسقٍ *** كنتِ الزّكية ريحةً , خير الجنَى


هذي الحبيبة يا أخي نادتْكمُ *** و الحزن صار بقلبها متمكّنا


إني أنّا لغة القرآن جميلة *** إن كنت تبحث يا أخي فأنا هنا


ـــــــــــــــــــــــ
(1)كلمة فرنسية معناها : قوموا.
(2)المفتش هو المسؤول عن مراقبة مستوى المدرسين و تقييمهم.
(3)فرنسية معناها : إذ أردت أو إذا أحببت أو إذا شئت.


التعديل الأخير تم بواسطة أبو عبد الرحمن محمد العكرمي ; 02-05-2011 الساعة 12:11 PM.
رد مع اقتباس