يبدو أنَّني انصرفتُ إلى تقويم الأسلوب وترتيب ألفاظ البيت حسب الوزن والقافية, فذهلتُ عن أمرٍ هو أهمُّ وآكد, ثُمَّ كان نتيجة ذلك أن وقَعتُ في عيبٍ من عيوب القوافي, ولكنني أرى أنَّ من شبه المستحيل تعديل مثل هذا البيت مع المحافظة على صدره كما هو, والإبقاء على صورة الاقتباس مطابِقَةً للفظ الحديث.
لذا عدَّلتُ الشطرين كليهما, وزدتُ وبدَّلتُ, فقلت:
فديننا أوصى بحقِّ الجارِ *** كذا نهى أهلَ النُّهى الأخيارِ
عن ضررٍ كذاك عن ضرارِ *** فلا تكُن أُخَيَّ بِالمُماري
ومع هذا فلا يبدو المعنى متناسقا, إذ لا دخلَ لحقِّ الجار في الفتن, والنّهي عن الضرر والضرار, بل ليس يجمعُ بينها سوى انتهاؤها بحرف الراء.
(ابتسامة).