بسم الله الرحمن الرحيم 
الحمد لله رب العالمين و صلى الله و سلم على نبينا محمد و آله و صحبه أجمعين و بعد :
 
 
 
فكما تعلمون حفظكم الله أن الاقتباس فن من فنون تزويق الكلام و تحسينه نثراً كان الكلام أو شعراً 
 
و قد طرق هذا النوع أئمة فحول في كلامهم و تعبيراتهم , كالحريري و السيوطي و غيرهما 
 
 
 
و كنت مما أحفظه من أجمل صور الإقتباس , ما قاله السيوطي عند أنكر عليه بعض سكان موريتانيا في رحلته إليهم , ما كان يفعله من إملاء الحديث من حفظه
 
بينا كانوا هم إذ ذاك يحرصون كل الحرص على الكتابة و الإملاء من الكتاب لا من الحفظ , و لاموه أيما لوم فقال :
 
 
 
لام إملائي الحديث رجال *** سعوا في الضلال سعيا حثيثاً
 
إنما ينكر الامالي قوم *** لا يكادون يفقهون حديثاً 
 
 
غير أنني استشكلت , و أحجمت و خفت الجرأة , وجبنت أيما جبن في هذا الجانب
 
 
 
أعني بالجانب تعمد الاقتباس من القرآن و السنة في الشعر خاصة , لما في ذلك من وجوب تقطيع الآيات و الأحاديث - و الأمر فيها أخف -
 
 
 
 
مما دفعني - و أظن غيري أيضاً - للإحجام عن المشاركة في الموضوع الذي فتحه شيخنا أبو رواحة بعنوان :
 
 
 
 
 
(((دعوة المبدعين الأكياس إلى تدوين بعض صور الاقتباس)))
 
 
و كيف لا أهاب الأمر و رب العزة يقول : ((و ما علمناه الشعر و ما ينبغي له ))
 
 
ثم أليس تعمد الاقتباس من القرآن و السنة للشعر خصوصاً , تشبيه للوحيين بالشعر ؟؟
 
 
هذا و أنا أعلم اختلاف العلماء في حكمه 
 
بيد أنهم شددوا غاية التشديد في الشعر , لما في من الشبهة , و التشبيه
 
 
و أنا إذ أكتب الذي أكتب , إنما لأجل الانتفاع من إخواننا بما لديهم من فوائد خاصة بهذا الموضوع
 
 
 
 
 
 
و لما رأيت من حرص شيخنا الوقور أبي رواحة على تفاعل جميع أعضاء المنتدى مع المواضيع الإبداعية , و حرصه الشديد للدفع بنا إلى تقوية الملكات و تحسين المهارات 
 
 
 
 
 
 
فلأجل هذا و غيره , أحب من إخواني الأفاضل وضع المسألة أمام الجميع لتبحث و تقرر فتتقرر و من ثمّ نباشر و نستكمل ما كنا فيه 
 
و عوداً على بدء 
 
 
 
 
 
 
و تنصيصاً على أساس البحث أطرح هذا السؤال :
 
 
هل يجوز تعمد الاقتباس من نصوص الكتاب و السنة للشعر , مع ما يعتري هذا التعمد من بحث و تقطيع للآيات و الأحاديث ؟؟؟.