[الشاعر أبو رواحة الموري]

واغربتاه

والله لا أجد لكم ثالثةً
إما وأن في معرفتكم العروضية شيئا من التفويت !!!
أو أن في ذوقي الشعري شيئا من الخلل وعدم الدقة !!!
وكلا الأمرين وارد في ميزان البشر , حتى ولو كان مع أحدهما ميزان الذهب أو النهر العريض.
"ابتسامة"
غير أني أقول : تبقى الأصالة للباقي على الأصل العتيق , ما دام ميزانه الذوقي السلَقي صحيحا
وعليه فإني أتمثل لأصحاب العروض , من أولئك الذين يخضعون تحت وطأة الأوزان الشعرية
"ابتسامة"
بما قاله أبو الأسود الدؤلي :
ولستُ بنحويٍّ يلوك لسانه * * *ولكن سليقيٌّ أقول فأُعرِبُ

لهذا فقد ظهر لي أن قوله مثلاً
ثم الصلاة على المختار من مُضَرِ ................................

وقوله :
.........................***تجري مدى الزمن الطويل ذي المِحَنِ
ليسا بسواء

والذي أعجب له أنه بلغ بالأخوين الكريمين أبي عبد الله وأبي عبد الرحمن إلى ان يتابعا أبا العباس متابعة تامة في كل شئ , ويتركاني وحيدا ,ولم يخطِّئاه في كلمة واحدة ولا حتى في قوله :
رُوحٌ فما أعظم التوحيد للسنِنِي
مع أنه لا مكان للياء في قوله : للسنِنِي
وإنما الصحيح أنها بالكسرة فقط

وعلى العموم فهذا ليس موطن النزاع , ,إنما هو في وزن هذه القصيدة ووالله إني لأتمنى أن يكون الحق معكم , وما ضرني ذلك , بل فائدة سيقت إليَّ من دون جهد , ولكن لساني له معاييره الخاصة ,

وإليكم ما ارتضاه لساني ويجري منه مجرى السهولة :

مما هو على بحر الرجز ووزنه : مستفعل فاعلن مستفعلن فعلن

ثم الصلاة على المختار من مُضَرِ ................................
خطْبٌ عظيم دهى فاهتزت المُهَجُ * * فاغْرَوْرَقَ الدمع في سيلٍ من الجَفَـنِ
مات الذي كان بالأولاد يفتخر .......................................
هذا وأعظمها التوحيد منهجه *****إذْ كان ينشره في مجلس حسَنِ
على شيوخٍ كبار السِّنِّ يقرأه *****يُمليه من قِيلِ شَيْخٍ عالم فَطِنِ[1]
.................................كما يَعيبُ الذي يأتي بذَا العفَـــنِ
كذا بداء البطون مات في جلدٍ ***يرجى له أجر ذاك الخير في السُنَنِ[2]
في مدَّة قدرها شهر يمَرَّضُ في***................................
خصاله عَدَد ٌمحمرَّةُ الخُـــــدَدِ**** ................................
أشار نحو السماء رافعا يَـــــدَهُ***لسانه ذاكر مُسْتَحْضِرَ الثَـمَنِ
فارحمْه يا ربِّ واغفرَنْ خطيئته****أدخلْهُ مُدْخل صدق عاليَ المٌتُـــنِ

وأما الذي لم يرتضه لساني ويراه قد أصابته الزحافات وخارجا عن الوزن السابق إلى حدٍّ ما ويجري منه مجرى الثقل مع تباين في ذلك ,
فهو كما يلي :

الحمد للملك العظيم ذي المنن *****مصرِّف الحادثات مع شظا الفتن
.........................***تجري مدى الزمن الطويل ذي المِحَنِ
.........................*****لأنهم سلفٌ مشوا علــــــى السُّــــــنن
...............................**** تَذكارها يُذهِبُ الأسى مع الحَزَنِ
يدعو إلى ترْكِ وَعْدةٍ و زَرْدَتِها***..............................
............................... فراشه صابرا على رحى الغَبَــنِ
فاضت من الجسد الضعيف ذي الوهَنِ***.......................

وقد أفردت ذلك ليتعيَّن موطن النزاع ومحل النقاش , ليحصل الانصاف , ويتحدد موقع اختلاف المفاهيم العروضية .
فإن كان ذلك مما هو متجاوز عنه من الزحافات في علم العروض كما أفاده أخي العكرمي نقلا عن ميزان الذهب للهاشمي , فلا يسعني إلا متابعتكم أيها الأكارم , ولكنني أحببت أن أشاطركم بما وهبني الله من معيار ذوقيٍّ سلَقي
مع اعتذاري لكم عما حصل من حيلولة بينكم وبين هذه المشاعر الأخوية
وأخص بالاعتذار أخي ابا العباس على ما أفاض به من مشاعر رثائية حانية .
سائلاً الله أن يرحم أباه , ويبارك له في زوجه وولده ,
والله المستعان