[الشاعر أبو رواحة الموري]

أقول لأخي ضياء شكر الله لك أدبك وتواضعك

وأما الإجابة على سؤالك وهو : هل يكفي في القصيدة أن تكون أوزانها غير مكسَّرة لتكون مقبولة؟
فأقول : لا لا يلزم , فقد تكون القصيدة موزونة وليس بها كسر واحد , ولكنها مشحونة بتنافر الحروف أو الكلمات فتنفر منها النفوس والأسماع كما قيل :
وقبر حرب في مكان قفر ***وليس قرب قبر حرب قبر

وقد يكون في القصيدة كثير من أبياتها ليس بينها ترابط نحوي أو بلاغي فتبدو مفكَّكة متنافرة
وهناك أحوال أخرى تظهر بها القصيدة غير مقبولة .
وأقول لأخي الشاعر العكرمي أمتعتنا أمتع الله بك
ولو لم يكن من ثمار وقفاتي إلا اعترافك حين قلت :

............................... فراشه صابرا على رحى الغَبَــنِ
موزون و إليك تقطيعه :
..................... *** متفعلُ فاعلن متفعلن فعلُ
و هذا البيت لم أكن قد لا حظته و لكنه و الحق فيه خلل و لا بد من مد الفاء و الهاء من فراشه , و هذا يسبب ثقلاً ظاهراً .

لكان كافيا في تحديد خطأ جاز على العروضيين المقطعين التنبيع عليه,

وفي زعمي أنه لو أعملتم النظر أكثر لاستخرجتم لما تقدم مثالا آخر مما حصل فيه الثقل , ولكن لا ضير
فالعبرة بالفائدة وقد حصلت في جميع الأحوال .

وقد أعجبني قولك :

و لا شك أن المرء بقدر ما هو مطالب بتنظيم أبياته على الأوزان الشعرية,بما قدر ما هو مطالب بالإقتصاد في الجوازات و الاقتصار على أحوج الحاجات, بل و تأليف الحروف قبل تأليف الكلمات , فضلاً عن تأليفه بين الأبيات, و إلا ما كانت جوازات.
كل ذلك لا حفاظا على الوزن , فالوزن محفوظ , بل للحفاظ على خفة اللفظ و سلاسة النطق

وهوعين ما كنت أنا بصدد تقريره , ولكن لعلي لم أحسِن إيصال الفكرة في أسلوب مناسب
كما أوصلتها أبا عبد الرحمن , فإنك تجيد الدخول على من تريد , والخروج مما لا تريد .
ابتسامة